Skip links
أوراق نقدية من فئة الخمسين يورو وفوقها مطرقة

الانحلال الأخلاقي – الأسباب والعلاج

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » العلاقات » الانحلال الأخلاقي – الأسباب والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

“الانحلال الأخلاقي” مصطلح يستخدم في علم النفس الاجتماعي للدلالة على عملية إقناع النفس بأن المعايير الأخلاقية لا تنطبق على النفس في سياقٍ معين، من خلال فصل ردود الأفعال الأخلاقية عن السلوك غير الإنساني، وذلك من خلال تعطيل آلية إدانة الذات. [1]

مفهوم الانحلال الأخلاقي

يشير مفهوم الانحلال الأخلاقي إلى الانحطاط الذي يعبر عن تدهور أو انهيار المبادئ الأخلاقية للحضارة، وهو سلوك يظهر أخلاق متدنية وغير إنسانية من قبل الفرد، ويتمثل بحب المتعة، أو المال، أو الشهرة، وما إلى ذلك، ويقوم الفرد في سبيل ذلك للتخلي عن المعتقدات والقيم السائدة في المجتمع، مما يؤدي إلى تدهور وتفكك المجتمعات والحضارات. [1]

أسباب الانحلال الأخلاقي

1- عدم تحمل الوالدين المسؤولية أو غيابهم وسوء التربية وقلة رقابة سلوك الأبناء.

2- تفكك الأسرة الذي يساهم في فقدان الأطفال لاحترام الذات، واحترام الآخرين، والحرية الزائدة التي تعطى للأفراد.

3- غياب الرقابة والإرشاد التربوي ودور الأسرة والمدرسة في توعية الشباب.

4- الغزو الفكري لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تقوم ببث ما يشجع على العنف، والجريمة، والفحش، والمشاهد الإعلامية التي لا يخضع محتواها للرقابة، ومن خلالها يتمُّ إغواء الشباب بالإعلانات غير الأخلاقية والخادشة للحياء، بالإضافة إلى سهولة الوصول للمواد والمواقع المخلة بالأخلاق والآداب بدون رقابة أو منع.

5- تأثير أقران وأصحاب السوء، مما يدفع الفرد للقيام بأعمال سيئة، كالتدخين، وعدم احترام الوالدين، والتلفُّظ بألفاظ نابية، وغير ذلك من السلوكيات المشينة.

6- الشعور بالاستحقاق والنرجسية الذي يساهم في التدهور الأخلاقي عند بعض الأفراد.

7- الجهل، والفقر، وعدم توفر الفرص، وبالتالي العوز لمتطلبات الحياة الأساسية التي قد تدفع بعض الأفراد للسرقة، والنصب، والاحتيال.

8- الابتعاد عن المصادر التي تدعو إلى الاستقامة، وتحدد سبل الرقي الفكري والأخلاقي. [2]

مظاهر الانحلال الأخلاقي

إن الأخلاق تهتمُّ بالتمييز بين الصواب والخطأ، والخير والشر، وتجاوز المعايير الأخلاقية له عدة مظاهر أهمها: [2]

1- ظهور سلوكيات سوء التربية الأسرية على الأطفال، مثل: عدم احترام كبار السن، أو عدم الصدق، أو الكراهية، أو الحقد، أو الفظاظة، أو العنصرية، وما إلى ذلك.

2- ضعف المناهج التربوية التي تهتمُّ بموضوع التربية الأخلاقية.

3- التفكك الأسري، وعدم وجود رابط وحضن الأسرة.

4- عدم تقدير قيمة الوقت وهدره.

5- الإسراف، والتبذير، والكبر، والغرور.

6- حب الراحة، وعدم الجدية في العمل.

7- الظلم الاجتماعي.

8- الاحتيال، والنصب، والرشوة.

كيفية معالجة الانحلال الأخلاقي

هناك عدة حلول وإجراءات يجب القيام بها للتقليل من الانحلال الأخلاقي في المجتمع، ويقع ذلك على عاتق جهاتٍ مختلفة، وأهمها:

1- دور الدولة

يجب أن تقوم الجهات الحكومية المسؤولة في المجتمعات بفرض العقوبات على مرتكبي الجرائم، وقد يصل الأمر أحياناً إلى زيادة العقوبة، والتشهير بمرتكب الجريمة حتى يكون عبرةً لمن قد تسول له نفسه القيام بالجرائم.

2- دور وزارة التربية والتعليم

أن تقوم مؤسسات التربية والتعليم بدورها بمساعدة المعلمين في شرح الجرائم، وعواقب القيام بها، ويكون ذلك من خلال برامج مخصصة تهدف إلى التوعية والإرشاد من خلال طرح القضايا في المناهج المدرسية، وقيام مديري المدارس، والمعلمين، والمرشدين بمراقبة تصرفات الطلاب وسلوكياتهم، ومعالجتها وتوجيه النصائح والإرشادات لهم بطرق محببة.

يجب على المعلمين اكتشاف مواهب الطلاب، ومساعدتهم في تحويل هذه الاهتمامات، والموارد، والوقت، والطاقة نحو تحقيق الأهداف المجدية، وتسخير إمكانات الشباب، وإرشادهم منذ البداية لتشكيل تلك القدرات، وتوجيهها بشكلٍ صحيح.

3- دور الأسرة

أن يقوم الآباء بتوعية وتحذير أفراد أسرهم من الوقوع بتلك الجرائم والسلوكيات المشينة، كالتدخين، وتعاطي المخدرات، والسرقة، والقتل، وغير ذلك، والمحافظة عليهم ومراقبتهم، وتوفير أساليب الترفيه التي تشغل فراغهم، وتبعدهم عن الأمور التي قد تسبّب انحرافهم.

إنها دعوة للآباء والأمهات لتخصيص وقت لأطفالهم، والانتباه إلى التفاصيل الصغيرة، واعتبارها مهمةً جداً لتربية الأطفال، وتعليمهم الأخلاق بشكلٍ صحيح. [2]

آثار الانحلال الأخلاقي على الفرد والمجتمع

من أهمّ هذه الآثار: [2]

1- تدهور وتفكك وتخلل المجتمعات نتيجة العنصرية، والكراهية، والتعصب.

2- انتشار الجرائم وزعزعة الأمن والأمان في المجتمع.

3- تدمير أخلاق الفرد، مما يجعله يفقد الاحترام تجاه من هم أكبر منه سناً.

4- ظلم الآخرين، وأكل حقوقهم، والاعتداء عليهم.

5- تفشي العادات السيئة.

6- عدم احترام القانون، والالتزام ببنوده، والخروج عن الأنظمة ومخالفتها.

7- إتباع الأهواء والشهوات، مما يؤدي إلى فساد القيم والأخلاق.

8- غياب الاحترام بين الناس، وانتشار الحقد، والحسد، والعداء، والبغيضة.

خاتمة

إن التحدي الذي يواجه الشباب هو معرفة أنفسهم، والصدق مع جوهر وجودهم، حيث يجب أن يتقبلوا أخطاءهم، ويتعلموا من تجاربهم، ولكن بدون تبرير أوجه القصور والخطأ بحجج غير معقولة وصحيحة. تتضمن الأخلاق التوجيه نحو تحقيق المعرفة المنتجة والعقلية السليمة التي تولد المواقف السليمة تجاه الآخرين، ويمكن تدريس المبادئ الأخلاقية في المنازل، والمدارس، وأماكن العبادة مع وجود عوامل أخرى لها تأثير، مثل: مجموعة الأقران، والبيئة المحيطة.

ولابدّ من إدراك الحاجة لمجتمعٍ سليمٍ أخلاقياً من أجل حل مشاكل الأمم، ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتضافر الجهود المبذولة من كافة القطاعات من أجل أن يتشرب الأفراد المبادئ الأخلاقية، وبالتالي ينعكس ذلك في سلوكياتهم الاجتماعية، فتعمّ القيم، والمبادئ، والعدل، والمساواة، والاستقرار. [1]

المراجع البحثية

1- the reporter Ethiopia. (2019c, October 5). Moral Decadence And Its Impact On Society. the reporter Ethiopia. Retrieved April 27, 2024

2- ADIBE , C. (2019a, November 17). INCREASE IN MORAL DECADENCE IN OUR SOCIETY TODAY. Retrieved April 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.