Skip links
رسم تشريحي للقلب في الحالة الطبيعية وفي الحالة التي توجد فيها فتحة بين البطينين

الفتحة بين البطينين عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » الفتحة بين البطينين عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الفتحة بين البطينين (Ventricular septal defect) أكثر التشوُّهات القلبية الخلقية شيوعاً عند الأطفال، حيث تحدث عند 3 أطفال من أصل كل 1000 طفل حديث ولادة، وقد تترافق مع آفاتٍ قلبيةٍ أخرى كالفتحة بين الأذينتين، كما قد تكون مترافقةً مع بعض المتلازمات الخلقية، مثل: متلازمة داون.

قد تكون الفتحات الصغيرة لا عرضيةً وتُشفى بشكلٍ عفوي، أما الفتحات الأكبر قطراً فتؤثر على نموّ وتطور الطفل، وقد تُسبّب في حال عدم العلاج قصوراً في العضلة القلبية، وارتفاعاً في الضغط الرئوي، والتهاب شغاف القلب، وغيرها من المضاعفات، لذلك من المهمّ جداً التشخيص والعلاج الباكر لتأمين نموّ طبيعي وسليم للطفل وحمايته من المضاعفات. [1]

ما هي الفتحة بين البطينين عند الأطفال؟

الفتحات بين البطينين هي عبارة عن ثقوبٍ مختلفة الأقطار والتوضُّع والأنواع، وتكون في الجدار بين البطينين الذي يفصل البطين الأيسر عن البطين الأيمن، وقد تكون الفتحة بين البطينين صغيرةً أو متوسطةً، أو كبيرة القطر:

1- الفتحة بين البطينين الصغيرة

يكون قطرها 3 مم أو أقل، وعادةً لا تُسبّب أعراضاً، وتُغلق بشكلٍ عفويّ عند معظم الأطفال حيث إن 9 من أصل كل 10 أطفال مصابون سوف تغلق الفتحة بين البطينين الصغيرة عفوياً عندما يصبح عمر الطفل 6 سنوات، ونادراً ما تحتاج إلى التداخل الجراحي.

2- الفتحة بين البطينين المتوسطة

يتراوح قطرها بين (3 إلى 5 مم)، وفي حال لم تُسبّب أعراضاً أو اضطراباتٍ إضافيةً في القلب والرئتين، فينصح بتأخير الجراحة لأن بعض الحالات قد تنغلق بشكلٍ عفوي.

3- الفتحة بين البطينين الكبيرة

يتراوح قطرها بين 6 إلى 10 مم، وغالباً ما تحتاج إلى التداخل الجراحي الباكر قبل عمر السنتين، وذلك لمنع حدوث المضاعفات الدائمة، مثل: قصور القلب، وفرط التوتر الرئوي. [2]

ما هي أنواع الفتحات بين البطينين عند الأطفال؟

1- الفتحة بين البطينين الغشائية

تُعتبر النوع الأكثر شيوعاً من عيوب الحاجز البطيني حيث تشكل حوالي 80 بالمئة من الحالات، وتحدث في الجزء العلوي من الجدار بين البطينين.

2- الفتحة بين البطينين العضلية

تمثل حوالي 20 بالمئة من عيوب الحاجز بين البطينين، ويكثر حدوثها عند الأطفال الخدج (المولودين قبل الأوان)، وغالباً ما يكون هناك أكثر من ثقب معاً.

3- فتحة المدخل

تحدث أسفل الدسّامات الأذينية البطينية، وهي الدسّام ثلاثي الشرف (بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن)، والدسّام التاجي (بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر).

4- فتحة المخرج

يحدث الثقب قبل الدسّامات البطينية الشريانية، وهي الدسّام الرئوي (بين البطين الأيمن والشريان الرئوي)، والدسّام الأبهري (بين البطين الأيسر والشريان الأبهر). [2]

ما هي الفيزيولوجيا المرضية للفتحة بين البطينين عند الأطفال؟

يتكون القلب من أربع حجرات أذينتين وبطينين، وفي الحالة الطبيعية يضخُّ القلب الدم غير المؤكسد (غير المُحمَّل بالأوكسجين) من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي ومنه إلى الرئتين، ويعود من الرئتين إلى الأذينة اليسرى مُحمَّلاً بالأوكسجين، ومنه إلى البطين الأيسر، ومن ثم إلى الشريان الأبهر، ومنه إلى باقي أنحاء الجسم.

أما في حال وجود فتحةٍ بين البطينين، فينتقل الدم المُحمَّل بالأوكسجين من البطين الأيسر إلى الأيمن عبر الفتحة، وذلك لأن الضغط في البطين الأيسر أعلى من الأيمن، فيمتزج الدم المؤكسد مع الدم غير المؤكسد في البطين الأيمن، ومنه ينتقل إلى الرئتين مما يؤدي إلى زيادة الجريان الدموي إلى الشرايين الرئوية، ثم يعود الدم إلى القسم الأيسر من القلب مما يؤدي إلى زيادة العبء الحجمي على البطين الأيسر، وتظهر الأعراض السريرية، ومن ثم تحدث المضاعفات. [2] [3]

ما هي أعراض الإصابة بالفتحة بين البطينين عند الأطفال؟

الفتحات الصغيرة قد تكون غير عرضية، وقد تتظاهر فقط بنفخةٍ قلبيةٍ انقباضية (تحدث عند انقباض العضلة القلبية أثناء مرور الدم من البطين الأيسر إلى الأيمن عبر الفتحة بين البطينين، وتتناسب شدتها عكساً مع حجم الفتحة)، أما الفتحات الأكبر قطراً فقد تتظاهر بالإضافة إلى النفخة القلبية بكل مما يلي:

1- صعوبة في التنفس، ويتظاهر بشكل ضيق أو تسرُّع تنفس.

2- التعب والتعرق أثناء الرضاعة عند الأطفال الرضع.

3- سوء التغذية، وزيادة الوزن بشكلٍ بطيء، وحدوث فشل في النمو.

4- الإنتانات التنفسية المتكررة.

5- الشعور بالتعب، أو ضيق التنفس عند ممارسة الرياضة، أو تناول الطعام، أو القيام بأيّ جهد.

6- قد يحدث اضطرابٌ في نظم القلب. [1] [3]

ما هي مضاعفات الإصابة بالفتحة بين البطينين عند الأطفال؟

في حال عدم العلاج المناسب قد يحدث المضاعفات التالية:

1- قصور القلب الاحتقاني

حيث إنه في الفتحات المتوسطة أو الكبيرة يعمل القلب بجهد عالٍ ويضخُّ الدم بكمياتٍ كبيرةٍ إلى الرئتين، مما يؤدي مع الوقت إلى حدوث قصورٍ في وظيفة العضلة القلبية.

2- تناذر آيزنمنغر

إن ازدياد تدفُّق الدم إلى الرئتين يؤدي مع الوقت إلى فرط نموّ بطانة الأوعية الدموية الرئوية وتضيُّقها وتصلُّبها، مما يؤدي إلى ارتفاع المقاومة الوعائية الرئوية، ومن ثم ارتفاع الضغط الرئوي، ويصبح الضغط في البطين الأيمن أعلى من الأيسر مما يؤدي إلى انقلاب التحويلة الدموية لتصبح من البطين الأيمن إلى الأيسر. ويتظاهر بزرقةٍ في الشفاه، والأغشية المخاطية، وتسرُّع تنفسٍ، وزيادة لزوجة الدم، وتكون أذيّة الشرايين الرئوية دائمة، ولا يفيد بالعلاج إلا زرع القلب والرئتين.

3- التهاب شغاف القلب

حيث يصيب البطانة الداخلية لحجرات العضلة القلبية والدسّامات، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

4- قصور دسّامات العضلة القلبية

مثل قصور الدسّام الأبهري أو الرئوي. [3]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالفتحة بين البطينين عند الأطفال؟

1- يمكن تشخيص إصابة الطفل بالفتحة بين البطينين خلال مرحلة الحياة الجنينية أثناء الحمل عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية لقلب الجنين (تصوير صدى قلب الجنين).

2- يمكن التوجُّه للتشخيص بعد الولادة عن طريق الأعراض السريرية (تسرُّع تنفس، ضعف الرضاعة، فشل كسب وزن) أو عند سماع نفخةٍ قلبيةٍ أثناء فحص الطفل من قبل الطبيب، وفي بعض الحالات قد يتأخر تشخيص الفتحات الصغيرة غير العرضية حتى يكبر الطفل الرضيع قليلاً.

تشخيص الإصابة عن طريق الاختبارات التشخيصية

1- تصوير قلب الطفل بالأمواج فوق الصوتية بعد الولادة (مخطط صدى القلب).

2- تخطيط القلب الكهربائي.

3- القسطرة القلبية: يتمُّ إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) من خلال وريدٍ كبيرٍ في الساق، ويمكن من خلالها تشخيص العيوب القلبية الخلقية.

4- تصوير الصدر بالأشعة السينية.

5- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي: حيث يعطي صورةً ثلاثيةً الأبعاد تُظهر تشوهّات القلب. [4]

كيف يتمُّ علاج الإصابة بالفتحة بين البطينين عند الأطفال؟

1- تنغلق الفتحات الصغيرة غالباً بشكلٍ عفوي، ولا تحدث أعراض، ولا تحتاج إلى علاجٍ في معظم الحالات، وإنما مراقبة فقط مع إعطاء الصادّات الحيوية للوقاية من الإصابة بالتهاب الشغاف الجرثومي.

2- أما في حال الفتحات المتوسطة، فيتمُّ إعطاء العلاج الدوائي لتخفيف الأعراض، وفي حال الاستجابة على العلاج الدوائي يتمُّ تأخير الجراحة لأن بعض الحالات قد تنغلق عفوياً،

3- الفتحات الكبيرة والفتحات المتوسطة غير المستجيبة على العلاج الدوائي يتمُّ إغلاقها بواسطة رقعةٍ جراحيةٍ أو في حالات قليلة باستخدام القسطرة القلبية، والتي تحتاج إلى عمر ووزن معيّن قبل إجرائها، ولا يمكن إجراؤها للفتحات القريبة من الدسّامات.

ما هي الأدوية المستخدمة في العلاج؟

1- الأدوية التي تزيد فعالية العضلة القلبية كدواء الديجوكسين (Digoxin)

2- المُدرّات البولية (Diuretics) والتي تعمل على إزالة السوائل الزائدة من الجسم.

3- الصادّات الحيوية: للوقاية من التهاب الشغاف الجرثومي. [5]

المراجع البحثية

1- Seattle Children’s Hospital. (n.d). Ventricular septal defect (VSD). Seattle Children’s Hospital. Retrieved May 27, 2023

2- Cleveland Clinic medical. (2021, November 11). Ventricular septal defect (VSD): What is it, types, causes & symptoms. Cleveland Clinic medical. Retrieved May 27, 2023  

3- Mayo Clinic. (2022, October 21). Ventricular septal defect (VSD). Mayo Clinic. Retrieved May 27, 2023

4- The Children’s Hospital of Philadelphia. (2014, March 26). Ventricular Septal Defect (VSD). Children’s Hospital of Philadelphia. Retrieved May 27, 2023

5- Boston Children’s Hospital. (n.d). Ventricular septal defect (VSD). Boston Children’s Hospital. Retrieved May 28, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.