Published in: الطوارئ

النزف

Author د. محمد الفواز

Published on: 4 نوفمبر، 2023

د. محمد الفواز

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر النزف الخارجي الحاد من الحالات المُهدّدة للحياة، ويتطلب القيام بالإسعافات الأولية العاجلة، فإذا لم يتمّ القيام بهذه الإسعافات، فيمكن أن ينزف المريض كمياتٍ كبيرةٍ من الدم، وينتج عنه حدوث صدمة، ومن بعدها الموت.

ماذا يُقصد بالنزف؟

هو فقدان الدم أو التدفُّق غير الطبيعي للدم، سواءً بطريقةٍ مرئيةٍ أو غير مرئية.

ما هي أنواع النزف؟

1- النزف الداخلي

هو النزف الذي يحدث في أعضاء الجسم الداخلية، فلا يكون مصدر النزف مرئياً مثلاً: نزف القرحة المعدية، النزف الرئوي، النزف الدماغي.

2- النزف الخارجي

هو النزف المرئي، وله ثلاثة أنواع:

النزف الشرياني

يحدث عندما تكون الإصابة في شريان من الجسم، وغالباً ما يظهر باللون الأحمر الفاتح، وتكون السيطرة عليه صعبةً بسبب تدفُّق الدم السريع، والنزف هنا نابضٌ نافوريٌّ،  يتم إيقافه بالضغط على مكان النزف.

النزف الوريدي

نزفٌ مصدره الوريد في الجسم، وطبيعة النزف أكثر ثباتاً من الشرياني لأن ضغط الدم في الوريد أقل، ولكن بالرغم من هذا في الكثير من الأحيان تكون حالات النزف الوريدي مُهدّدةً للحياة، وهو نزفٌ انسيابيٌّ مستمر، ويكون لون الدم أحمر قاتم، ويُعالج بتطبيق الضغط عليه حتى يتمَّ توقف النزف.

النزف الشعري

نزيفٌ مصدره الشعيرات الدموية، ويحدث نتيجة جميع أنواع الجروح، ويكون الدم فيه لونه أقرب إلى القانئ، ويكون النزف على شكل قطرات، ويتمُّ إيقاف النزف بالضغط مكان النزف، ومن الجدير بالذكر أن النزف الشعري يتوقف من تلقاء نفسه في أغلب الإصابات.

ما هي أسباب النزف؟

1- الكدمات والجروح

1- اختراق الجلد بواسطة شيء حادّ.

2- ثقب الجلد بواسطة الإبر أو السكين.

3- الإصابة بطلقٍ ناري.

4- حادثٌ أدّى إلى قطعٍ أو سحق.

2- حالات طبية تُسبّب النزف

1- أمراض الدم (الهيموفيليا).

2- سرطان الدم.

3- أمراض الكبد.

4- غزارة الطمث في الحالات المرضية (التهاب بِطانة الرحم).

5- نقص الصفيحات.

6- داء الرتج القولوني.

7- سرطانات الأعضاء الداخلية.

8- نقص فيتامين K.

9- صدمة الدماغ.

3- أدوية تُسبّب النزف

1- مميّعات الدمّ.

2- المضادات الحيوية على المدى الطويل.

3- العلاج الإشعاعي.

4- الأسبرين، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.

ما هي أعراض النزف؟

1- شحوبٌ، وبرودة الجلد.

2- تسرّع معدّل ضربات القلب.

3- انخفاض ضغط الدم.

4- الدوّار.

5- فقدان الوعي.

6- الموت في الحالات الشديدة.

ما هي النقاط المُهمّة في السيطرة على النزف؟

1- عندما يكون لدينا نزفٌ خارجيٌّ مهدّدٌ للحياة يجب على المُسعف الضغط على مكان النزف، وتنشيف المنطقة.

2- من المهمّ جداً معرفة مصدر النزف، وبعدها إيقاف النزف حسب نوع الوعاء. (البحث عن مكان النزف أصعب في حالة النزف الوريدي منه في النزف الشرياني).

3- في حال كان الضغط اليدوي غير فعّال يمكن للمُسعف وضع عُصابةٍ للنزف المُهدّد للحياة.

4- يجب على المسعف ارتداء قفازاتٍ إن أمكن لحماية نفسه، ولحماية المريض من أي عدوى.

5- إذا كان الضغط اليدوي والعصابة فاشلين يمكن للمُسعف استخدام ضمادة التخثُّر، وتطبيقها مع الضغط الشديد.

6- عند غرس جسمٍ غريب، ويكون هو سبب النزف يجب تطبيق ضغط، ولكن يجب عدم نزع الجسم الغريب، مثلاً: (السكين) إلا في حال الوجود في قسم الطوارئ أو العمليات. ^{[1] [2]}

السيطرة على النزف حسب طبيعته

1- السيطرة على النزف المُعمَّم

يعني النزيف داخل الأجواف في الجسم، فمثلاً: إذا تعرّض شخصٌ لحادث سير، وفي قسم الطوارئ قمنا بإجراء إيكو للبطن، ووجدنا سائلاً حرّاً داخل البطن، فيدلنا ذلك على وجود نزفٍ حتى يثبت العكس، ففي هذه الحالة نتبع ما يلي: ^{[2] [3]}

1- إجراء تنظير بطن للتأكد من وجود النزف، وفي حال عدم تحديد النزف عن طريق التنظير يجب فتح البطن استقصائياً لتحديد وجود النزف.

2- بعد فتح البطن جراحياً، نضع شاناتٍ خاصّة، ونقوم بالضغط على أرباع البطن جميعها بداية.

3- نقوم بعمل سحبٍ للمفرزات، ويبدأ تناقص النزف، فنستبدل الشانات القديمة بشاناتٍ جديدة، ونراقبها لنحدّد مكان النزف من خلال الشانة التي تتبلل بالدم.

4- فإذا كانت الشانة المبللة بكثرة في المراق الأيمن، فنتوجه نحو سرة الكبد وأذية الشريان الكبدي أو المراري، ثم نقوم بعزل المنطقة، والقيام بمناورة برينغ، ويجب الحرص على نقل الدم، وملء السرير الوعائي.

2- السيطرة على النزف من وعاءٍ هام

1- تتمُّ السيطرة على النزف بالضغط الإصبعي بشكلٍ أساسي.

2- أو السيطرة على الوعاء المُغذّي لهذا الوعاء بالخياطة، فمثلاً: عند النزف من الشريان المراري نسيطر على الشريان الكبدي.

3- أو نمسك الوعاء ببنس غير راضّ قبل وبعد مكان النزف، ثم نقطب المكان الذي ينزف حتى يحدث الإرقاء. ^[2]

3- السيطرة على نزف فرعٍ من وعاء

نسيطر على النزف بمسك الوعاء ببنس ثم ربطه ربطةً جراحية، أو باستخدام كلبسٍ معدني. إذا كان الفرع من الوعاء غير مهمّ يمكننا أن نقوم بقطعه. ^[2]

4- السيطرة على النزف من أعضاءٍ موعّاة

لدينا عدّة طرق للسيطرة على هذا النزف، ومنها: ^{[2] [4] [5]}

الخياطة

يستخدم لهذا الغرض ملاقط خاصة غير راضّة، وقطب، وإبر خاصّة أيضاً، كما يمكن أن نستخدم مخثر المايكرولاب، ولكن في بعض الأحيان يكفي ضغطٌ بسيطٌ وتقريب شفتي منطقة النزف لإيقاف النزف.

بودرة الكولاجين

بودرة تحقن في حال وجود أوعيةٍ صغيرةٍ نازفة، وتقوم هذه البودرة بتحريض ارتكاسٍ ارقائي يوقف النزف، ونستخدمها في حال تسليخ التامور عن القلب.

سيرجيسيل

عامل مرقئ، وهو كولاجينٌ خاص، يحرّض ارتكاساً تخثّرياً.

إسفنج جيلاتيني

شبيه بالإسفنج، حيث نأخذ قطعة منه، ونضعها مكان النزف للإرقاء.

صمغ حيوي عقيم

عبارة عن فيبرين مُعالَجٌ بطريقةٍ خاصة، ويستخدم أثناء النزف مباشرةً لأنه يسدّ مكان النزف، وبعدها يوقف النزف.

استئصال العضو بشكل جزئي أو كلي

في حال فشلت الخطوات السابقة، واستمر النزف عندها يمكن استئصال الجزء النازف من العضو، كالكبد، أو الكلية، أو كامل العضو، كالطحال.

وضع دكّة أو شانه

شاشة تغمر بالسيروم الملحي، وتُدَك في المكان المراد إيقاف النزف فيه، ثم نسحبها، ونلاحظ النزف.