العملقة الجنينية – أسبابها،أعراضها وكيفية تشخيصها وتدبيرها
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هي العملقة الجنينية؟
هي تجاوز وزن الجنين 4000 غرام في أي فترٍة من فترات الحمل، وبعض الكليات تعتبر مقدار 4500 غرام الحدّ الأدنى لعملقة الجنين، وتحدث العملقة الجنينية (Fetal Macrosomia) بنسبة 10 بالمئة من الحمول، بينما يتمُّ تعريف ضخامة الجنين نسبةً لعمر الحمل ((LGA) Large For Gestational) بأنه تجاوز حجم الجنين التسعين المئوية لمخطط النمو نسبةً للعمر الحملي في أي فترةٍ من فترات الحمل. [1]
ما هي أسباب العملقة الجنينية؟
في بعض الأحيان لا يمكن تحديد السبب المباشر لعملقة الجنين، حيث إن هناك عدة عوامل مختلفة تزيد خطر عملقة الجنين، ومنها: [2]
1- الداء السكري عند الأم سواءً أكانت مصابةً بالداء السكري قبل الحمل أو أنها أصيبت به خلال الحمل، ويزداد خطر عملقة الجنين إذا كان الداء السكري معتمداً على الأنسولين، وغير مضبوطٍ بشكلٍ
2- الحمل المديد إذا لم يترافق مع قصور مشيمة.
3- وزن الأم قبل الحمل، حيث تُعتبر السيدة السمينة أكثر استعداداً لولادة جنين عرطل.
4- وزن الأم لدى ولادتها، حيث هناك علاقة بين وزن الأم لدى ميلادها، ووزن أجنتها.
5- كسب الوزن الزائد خلال الحمل يزيد خطر عملقة الجنين.
6- تقدم عمر الحمل، ويزداد الخطر إذا كان عمر الحامل أكثر من 35 سنة.
7- تعدد الولادات.
8- ولادةٌ سابقة لجنين عرطل.
9- جنس الوليد، حيث يميل الوليد الذكر ليكون أكثر وزناً من الأنثى، حيث تمّ ملاحظة معظم حالات العملقة الجنينية عند الأجنة الذكور، والشذوذات الصبغية والخلقية، حيث يترافق بعضها بضخامةٍ ملموسة في حجم الجنين نسبةً إلى سنه، مثل: متلازمات بيكوث فيدمان (Beckwith-Wiedeman)، ومتلازمة ويفر (Weaver).
ما هي أعراض العملقة الجنينية؟
غالباً لا توجد أعراض خاصةً عند الحامل التي تحمل بجنينٍ كبير، فغالباً يتمُّ تشخيص العملقة الجنينية أثناء زيارةٍ روتينيةٍ لمراقبة الحمل دون وجود أي شكوى لدى الحامل. [2]
كيف يتمُّ تشخيصها؟
يتمُّ توقُّع وجود عملقةٍ جنينيةٍ عن طريق الفحص السريري، حيث يلاحظ الطبيب ارتفاع قعر الرحم عن الحدّ الطبيعي مقارنةً مع سن الحمل، ويعرف ارتفاع قعر الرحم (Fundal Height) بأنه المسافة بين عظم العانة، وقعر الرحم (أعلى نقطة من الرحم)، ويقاس بالسنتميترات، ويكون قياسه بعد الأسبوع العشرين من الحمل مساوياً لعمر الحمل بالأسابيع، مثلاً: في الأسبوع الحملي 28 يكون ارتفاع قعر الرحم عن عظم العانة 28 سنتيمتر، وفي العملقة الجنينية يلاحظ زيادة في ارتفاع قعر الرحم عن الطول المتوقّع.
يتمُّ غالباً تشخيص العملقة الجنينية عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، حيث يتمُّ قياس وزن الجنين عن طريق قياس محيط البطن AC، ويفضل قياس محيط الرأس، وطول الفخذ، وقد تحدث بعض الأخطاء في قياس الوزن عند وجود أسبابٍ أخرى قد تُسبّب زيادة محيط الرأس أو محيط البطن.
يلاحظ أيضاً في الحمول المترافقة مع جنينٍ كبيرٍ زيادةٌ في كمية السائل الأمنيوسي، وبعد وضع تشخيص العملقة الجنينية يجب أن يجري الطبيب تحاليل إضافية، ويراقب حالة الجنين بشكلٍ لصيق عن طريق إجراء الصيغة الفيزيوحيوية (Bpp)، واختبار اللاشدة الجنيني (NST)، وهو مراقبة دقات قلب الجنين في حالة الراحة.
كيف يتمُّ تدبير حالات العملقة الجنينية؟
غالباً ليس هناك الكثير لفعله بعد تشخيص العملقة الجنينية، حيث يعمل الطبيب على ضبط قيم السكري، وتنظيم جرعات الأنسولين، والاعتماد على نظامٍ غذائي صحي، وتجنُّب زيادة الوزن، ولا تفضل الولادة قبل الأسبوع 39 من الحمل إلا في حال وجود سببٍ آخر غير العملقة الجنينية يستدعي الولادة. [4]
ما هي الطريقة المفضلة للولادة في حالات العملقة الجنينية؟
تفضل الولادة القيصرية في حالات العملقة الجنينية، وخاصةً في الحالات التالية: [4]
1- سوابق عسر في ولادة الكتفين عند الحامل في ولادةٍ مهبليةٍ سابقة.
2- وزن الجنين أكبر من 5000 غرام.
3- وزن الجنين أكثر من 4500 غرام في حال كانت الأم مصابةً بالداء السكري.
رغم ارتفاع نسبة الاختلاطات الوالدية والجنينية التالية للولادة المهبلية، يمكن إعطاء فرصةٍ للولادة المهبلية في حالاتٍ معينة بعد مناقشة المخاطر مع الحامل، ويتطلب ذلك مراقبة لصيقة لتطور المخاض، وحالة الجنين، وإجراء خزع فرجٍ عميق.
ما هي اختلاطات العملقة الجنينية؟
1- الاختلاطات عند الأم
● زيادة نسبة القيصريات 2- 3 أضعاف بسبب عدم التناسب الحوضي الجنيني، وعدم تقدم المخاض.
● نزوف الخلاص بسبب فرط تمدُّد العضلة الرحمية.
● تمزقات القناة التناسلية.
● زيادة نسبة حدوث خمج النفاس.
● تمزُّق الرحم في حال محاولة الولادة المهبلية لجنينٍ كبيرٍ عند سيدة لديها سوابق ولادةٍ قيصرية أو ندبةٍ على الرحم.
2- الاختلاطات عند الجنين
● عسر ولادة الكتفين قد يرافقها تأذي الضفيرة العضدية، والتي غالباً ما تتراجع خلال عامٍ واحد، وقد يحدث نقص أكسجة عند الجنين عند انحباس الكتفين لفترةٍ طويلة.
● قد يحدث كسور الترقوة والعضد عند الجنين.
● نقص قيم سكر الدم عند الوليد الكبير الحجم.
● نقص كلس الدم.
● زيادة عدد كريات الدم الحمراء (احمرار الدم)، وهذا ما يعرض الوليد لخطر اليرقان.
هناك مضاعفات طويلة الأمد للوليد المصاب بالعملقة الجنينية، حيث يتطور لاحقاً في الحياة، وهي:
● المتلازمة الاستقلابية، وهي مجموعةٌ من الأعراض هي: ارتفاع التوتر الشرياني ارتفاع سكر الدم ارتفاع قيم الكوليسترول، السُّمنة، وهذه المتلازمة تزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية، والداء السكري.
● قد يصبح الوليد معرضاً للسُّمنة أو الإصابة بالداء السكري نمط 2 لاحقاً في الحياة، وقد يكون السبب زيادة قيم سكر الدم خلال الحمل، واضطراب إفراز الأنسولين عند الجنين.
● الإصابة بالأمراض الوعائية والقلبية، حيث يُعتبر الجنين الكبير معرضاً لاحقاً للإصابة بارتفاع التوتر الشرياني، وأمراض الأوعية الإكليلية. [1] [5]
كيف تتمُّ الوقاية من حدوث العملقة الجنينية؟
1- الالتزام بمراقبة سير الحمل بشكلٍ دوري عند الطبيب لمراقبة تطور نمو الجنين، وملاحظة التغيرات غير الطبيعية في بدايتها.
2- مراقبة زيادة الوزن خلال الحمل، واتباع نظامٍ غذائي صحي يضمن زيادة الوزن ضمن الحدود الطبيعية.
3- يجب ضبط قيم سكر الدم عند الحوامل السكريات، والالتزام بالحمية، وجرعات الأنسولين. [2] [4]
المراجع البحثية
1- What is fetal macrosomia? (n.d.). WebMD. Retrieved January 26, 2024
2- Fetal macrosomia. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved January 26, 2024
3- Fetal macrosomia. (n.d.-b). Birthinjuryhelpcenter.org. Retrieved January 26, 2024
4- Fetal macrosomia. (2022, June 3). Mayo Clinic. Retrieved January 26, 2024
5- Fetal macrosomia: Causes, symptoms, diagnosis & treatment. (2023, September 7). Dr. Shiva. Retrieved January 26, 2024