Skip links
رجل بالغ يستلقي على كرسي الإسعاف وهو مغمى عليه ويقوم المسعف بوضع قناع الأكسجين على وجهه

الصدمة – ما هي؟ وكيف يتمُّ تمييز علاماتها عند الشخص؟

الرئيسية » المقالات » الطب » الطوارئ » الصدمة – ما هي؟ وكيف يتمُّ تمييز علاماتها عند الشخص؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعمل جسم الإنسان وفق نظامٍ فائق الدقة، ويمتلك من الوسائل والآليات ما يُمكنه من تجنب الاضطرابات المختلفة والحوادث الفيزيولوجية الطارئة، وتُدعى هذه الآلية بالمعاوضة، إلا أنه قد تطرأ بعض الاضطرابات التي تتجاوز قدرات هذا النظام فينهار أمامها، ونقول إن الجسم قد دخل في صدمة.

ما هي الصدمة؟

هي تبدلات هيموديناميكية حادّة تسبب درجةً من نقص الجريان في الأوعية الشعرية تؤدي إلى نقص الأكسجة النسيجية، وينجم عنها تبدلات وظيفية أو شكلية.

كيف يتمُّ تمييز علامات الصدمة عند الشخص؟

1- هبوط الضغط

وذلك بسبب الوهط الدوراني الذي يحدث نتيجة توسُّع الأوعية الشديد أو بسبب نقص الحجم (النسبي أو المُطلَق) داخل الأوعية.

2- الحماض وهو ناجمٌ عن سببين:

الاستقلاب اللاهوائي الحاصل نتيجة عدم توفر الأوكسجين بالكمية الكافية للخلايا، بالإضافة لنقص قدرة الكبد على استقلاب حمض اللاكتات بشكلٍ طبيعي. لا يمكن الحديث عن الصدمة دون الحديث عن بعض النقاط المهمة التي تكون مفصليةً عند حدوث الصدمة من بينها اللاكتات.

ما هو اللاكتات؟

اللاكتات هو أحد الأحماض التي يُنتِجها جسم الإنسان، وتحديداً في العضلات أثناء النشاط الرياضي، ويُعتبر حمض اللاكتات الناتج النهائي لعملية تحليل الجلوكوز بدون أوكسجين. يُبقي هذا الحمض الجسم الطبيعي في حالة توازن طبيعي بين الإنتاج بكميات محددة، والتخلص منه بنفس الكمية المنتجة.

في حالة الصدمة لا يتمُّ ذلك بشكل طبيعي، ويُنتج الجسم كميةً أكبر من قدرة الكبد على التخلص من هذه الكمية المنتجة، وللعلم أن حمض اللاكتات ليس مُستقلباً سيئاً للجسم لكن عدم القدرة على إدارة كمية اللاكتات الكبيرة المُنتَجة من قبل العضلات هي التي تجعل منه مُستقلباً سيئاً.

يؤثر اللاكتات على الأعضاء النبيلة: كالدماغ، والقلب، والكلية، فيؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الواصل إلى الأعضاء النبيلة ثمَّ انخفاض وظيفة هذه الأعضاء، بالتالي عدم قدرتها على أداء عملها بشكل كامل، وحدوث أعراض على مستوى كامل الجسم.

ما هي أعراض الصدمة؟

1- تغيُّم الوعي.

2- تسرُّع القلب.

3- هبوط الضغط.

4- شحُّ البول أو توقفه.

هذه الأعراض هي المؤشر الأولي لحدوث الصدمة، والدالة على سوء وظيفة الدماغ، والقلب، والكلية. علماً أن هذه الأعراض تختلف فيما بينها من حيث القيمة الإنذارية، ويُعَدُّ تسرع النبض أهمها. في حال عدم التدخل الباكر على المصاب بالصدمة، فإن الأعراض ستصبح أكثر شدةً ويحدث لدى المريض:

1- السُّبات.

2- نقص التروية القلبية.

3- وذمة الرئة.

إذاً الحلُّ الإسعافي لمريض الصدمة هو دعم العلامات الحيوية والمحافظة على وظائف الأعضاء النبيلة، والبحث عن السبب الذي أدى للصدمة ومعالجته باكراً.

قبل الحديث عن علاج الصدمة يجب أولاً تقييم المريض تقييماً دقيقاً لمعرفة نوع الصدمة، وبالتالي تحديد العلاج الدقيق ودائماً العلاج الفعال في حالات الطوارئ هو العلاج الدقيق السريع، لأن الثواني في الحالات الطارئة تُعتبر ثوانٍ ذهبية، ولا يمكن إضاعتها لأن الوقت هو الحدُّ الفاصل بين الموت، أو الإعاقة الدائمة، أو الشفاء.

كيف يتمُّ تقييم مريض الصدمة؟

لا يزال للتقييم السريري أهميةً كبيرةً في تقييم حالة المريض المصدوم، حيث نُقيِّم الأجهزة الآتية:

1- الجهاز العصبي المركزي

من الضروري تقييم وعي المريض إذ كلما كانت الصدمة أشدّ انخفضت درجة الوعي أكثر، ويتمُّ تقييم الجهاز العصبي عن طريق سلم غلاسكو أو عن طريق Scale AVPU.

2- القلب

تحدث تبدلات هيموديناميكية تؤثر على القلب والجريان، فنُقيّم القلب من خلال:

-جسُّ الشريان الكعبري.

-سرعة النبض وحجمه.

-اللانظميات القلبية

-الأصوات القلبية الإضافية.

-تبدّلاتST (كما في الصورة التالية):

3- الأوعية

تتقبض الأوعية في المراحل الأولية للمحافظة على تروية الأعضاء لكنها تتوسَّع فيما بعد، وتُسبّب وهطاً وعائياً شديداً، لذلك من الضروري القيام بالإجراءات الآتية:

  • قياس الضغط الشرياني: الانقباضي، والانبساطي، والوسطي.
  • جسُّ الوريد الوداجي: JVP فيكون ممتلئاً في قصور القلب الأيمن ومنخمصاً في صدمة نقص الحجم.

كما يمكن تقييم التروية النهائية من خلال اختبار زمن الامتلاء الشعري إذ نضغط على فراش الظفر لـ 3 ثوانٍ ثم نرفع يدنا، الطبيعي هو عودة الدم خلال ثانيتين، وهذا يعني أن التروية جيدة أما تباطؤها أكثر من ذلك فيُشير إلى نقص تروية.

4- التنفس

يدلُّ عليه عدد مرات التنفس وعمق التنفس وتركيز CO2

في المراحل الأولى يحدث تسرّع في التنفس لمعاوضة الحماض الاستقلابي ثم يتطور التسرّع إلى تثبيطٍ تنفسيّ في المراحل النهائية، كما نقوم بالإصغاء إلى الأصوات التنفسية.

5- الكلية

إن الصبيب البولي هو أهمُّ ما يعكس تروية الكلية، حيث يُقَدَّر الصبيب البولي الطبيعي بـ 1-2 ميلي لتر/كيلو غرام /ساعة، وفي حال انخفاضه إلى 0.5 ميل/كيلو غرام/ساعة نصفه بأنه شحُّ بول. يحدث شحُّ البول نتيجة نقص التروية أو تشنج الشريان الكلوي، وهو أهمُّ عرضٍ ناجمٍ عن نقص الجريان الدموي، ويعدُّ من العلامات الباكرة لنقص الحجم.

6- الجلد

يكون بارداً، رطباً، وشاحباً بسبب فرق الحرارة المركزية عن المحيطية نظراً لنقص التروية السطحية بسبب التقبّض الوعائي المحيطي في البداية. كما أنه يدلُّ لاحقاً على انخفاض معدل النتاج القلبي وتطور الصدمة، لذلك من الضروري أن نُقيِّم الجلد مبدئياً، فإذا لم يكن بارداً نستنتج أن التروية جيدة والصدمة لا تزال في مراحلها الأولى، وإلا فهي قيد التطور نحو الأسوأ.

علامات أخرى للصدمة:

  • الحماض: يكون تنفسياً بسبب ارتفاع CO2 أو استقلابياً بسبب ارتفاع اللاكتات.
  • الحرارة: ارتفاعها الشديد أو انخفاضها الشديد.

من الضروري أن نراعي الاختلافات في قيَمِ الضغط، والنتاج البولي، وغيرها، تبعاً لسنّ المريض وجنسه. غالباً ما يكون الأطفال أقلُّ تحمّلاً للتبدلات الحاصلة في النبض أو التنفس. هنالك أنواع عديدة للصدمة جميعها تشترك في النتيجة لكنها تختلف في الآلية، وطريقة العلاج.

This website uses cookies to improve your web experience.