Skip links
رسم توضيحي لمرض التهاب الكبد الوبائي على شكل كريات ملونة باللون الأصفر والأزرق الفاتح ويظهر رسم تشريحي لجسم الانسان والكبد

التهاب الكبد الوبائي C

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » التهاب الكبد الوبائي C

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التهابات الكبد هي من الأمراض المُعدية والمنقولة بالجنس، وتُصيب الجسم وتضعف جهاز المناعة، وتحدث نتيجة دخول بعض الكائنات الحية، كالفيروسات، والجراثيم إلى جسم الإنسان، حيث تصل إليه بالعدوى من الإنسان أو الحيوان، ومن أهمّ التهابات الكبد المُعدية، التي من الضروري التحري عنها بتحليل قبل الزواج هي التهاب الكبد B، والتهاب الكبد C (Hepatites C).

ما هو التهاب الكبد الوبائي C؟

عدوى التهابية خطيرة يُسبّبها فيروس التهاب الكبد من النوع B، وقد يكون قصير المدى أي يستمر لفترةٍ قصيرة، ويدعى التهاب الكبد الحاد أو يكون طويل الأمد أي يستمر لفترةٍ طويلة، ويدعى التهاب الكبد المزمن. يشفى معظم المصابين بالتهاب الكبد الوبائي C تماماً دون تلقي العلاج حتى وإن أصيبوا بأعراضٍ شديدة. يكون التهاب الكبد الوبائي C معدياً أي يمكن أن ينتقل إلى شخصٍ سليمٍ حتى في حالة عدم ظهور الأعراض على المريض. يملك فيروس التهاب الكبد الوبائي C عدة أشكالٍ وراثيةٍ تدعى الأنماط الجينية، وعددها سبعة أنماطٍ رئيسية، و67 نمط فرعي، وجميعها يملك المسار الالتهابي نفسه. [1] [3]

ما هي طرق انتقال فيروس التهاب الكبد الوبائي C؟

1- الاتصال الجنسي: عبر السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية، كما ينتقل عبر اللعاب في حالة الجنس الفموي.

2- الأدوات، والمعدات الطبية، وأدوات طبيب الأسنان، والإبر، والمحاقن الملوثة بالدم المصاب، كحالات نقل الدم، وتعاطي المخدرات، وغسيل الكلية.

3- من الأم لطفلها: عبر المشيمة، أو أثناء الولادة، أو الإرضاع.

4- السفر لبعض البلدان التي تعاني من ارتفاع معدلات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C. 

لا ينتقل فيروس التهاب الكبد الوبائي C عبر الرضاعة الطبيعية، أو التقبيل، أو السعال، أو العطاس. [1] [2] [3]

ما هو الفرق بين العدوى الحادة والعدوى المزمنة لالتهاب الكبد الوبائي C؟

1- العدوى الحادة

● تستمر لمدةٍ قصيرة أقل من ستة شهور.

● يمكن للجسم أن يتخلص من الفيروس، ومحاربة العدوى، والتعافي في غضون عدة شهور. 

● تتطور وتتحول العدوى إلى مزمنة في معظم الحالات، ومع ذلك قد تتعافى بعض الحالات الحادة من تلقاء نفسها.

2- العدوى المزمنة

● تستمر لمدةٍ طويلة تتجاوز الستة شهور، وتبقى مدى الحياة، لأن جهاز المناعة لا يستطيع محاربتها، والقضاء عليها.

● قد تستمر العدوى لعدة عقودٍ دون اكتشاف وجود الفيروس.

● قد تُسبّب الإصابة بأمراض خطيرة، مثل: تشمُّع الكبد، وسرطان الكبد وصولاً للوفاة. [2]

ما هي أعراض التهاب الكبد الوبائي C؟

عادةً تبدأ كل عدوى بالتهاب الكبد C بمرحلةٍ حادة، ولكن يصعب تشخيصها في بعض الحالات، لأنها تكون غير مترافقةٍ مع أعراضٍ مميزةٍ للمرض أو قد تظهر أعراض متشابهة مع أمراضٍ أخرى، كاليرقان، والإرهاق، والحمّى، والتعب، أما العدوى المزمنة، فلا تظهر أعراضها إلا بعد عدة أعوام، وبعد أن يقوم الفيروس بتدمير الكبد للحدّ الذي يُسبّب ظهور الأعراض، وتظهر أعراض التهاب الكبد الوبائي C في غضون شهر إلى أربعة شهور، وقد لا تظهر أعراض عند بعد المرضى، وتتراوح الأعراض عادةً ما بين خفيفةٍ إلى حادة، وتشمل ما يلي: [1] [4]

1- ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.

2- تغير لون البول إلى الأصفر الداكن، وبراز لونه رمادي أو بلون الطين.

3- الحمّى، والتعب، والإرهاق.

4- ألم المفاصل والعضلات.

5- فقدان الشهية، والغثيان، والتقيُّؤ.

6- اليرقان أي اصفرار البشرة وصلبة (بياض) العين.

7- سهولة النزف، وظهور الكدمات.

8- فقدان الشهية، وفقدان الوزن.

9- الاستسقاء (تراكم السوائل في منطقة البطن والمعدة).

10- تورم الساقين.

11- اعتلال دماغي كبدي.

12- أورام وعائية عنكبوتية، وهي عبارةٌ عن أوعيةٍ دمويةٍ تشبه العنكبوت تظهر على الجلد.

ما هي مراحل الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي C؟

1- مرحلة الحضانة

المدة الزمنية بين التعرُّض للفيروس وبداية المرض، وتتراوح عادةً بين 14 إلى 80 يوماً أو 45 يوم بشكلٍ وسطي.

2- مرحلة التهاب الكبد الحاد

عدوى قصيرة الأمد تستمر لفترةٍ لا تتجاوز الستة شهور بعد دخول الفيروس للجسم ثم يتخلص الجسم منه من تلقاء نفسه.

3- مرحلة التهاب الكبد المزمن

تنتقل العدوى الحادة وتتطور إلى مزمنة عندما تستمر لأكثر من ستة شهور، وتُسبّب مضاعفاتٍ خطيرة على الكبد، كالتليُّف، والسرطان.

4- مرحلة التليُّف الكبدي

فيها يتمُّ استبدال أنسجة الجسم السليمة بأنسجة تندُّبية، ولكنها تحتاج عقوداً من الزمن، وتكون أسرع في حالة تعاطي الكحول أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسب، ومرحلة الإصابة بسرطان الكبد، والتي تحدث بعد التليُّف الكبدي والضرر الكبير الناجم عنه. [3] [5]

ما هي مضاعفات التهاب الكبد الوبائي C؟

● تشمُّع الكبد، مما يُسبّب ضعف قدرة الكبد على أداء وظائفه بكفاءة.

● فشل الكبد الحاد، وهو حالة يتوقف فيها الكبد عن القيام بوظائفه الحيوية.

● إعادة تنشيط فيروس التهاب الكبد في حالة الإصابة بالعدوى المزمنة، مما يُسبّب تلفاً كبيراً في الكبد يصل لحدوث الفشل الكبدي.

● سرطان الكبد. [1] [2] [3]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C؟

1- تحليل الدم

أو ما يدعى بتعداد الدم الكامل، فهو يساعد في تحديد وجود عدوى حادة أو عدوى مزمنة، كما يمكن أن يحدد وجود مناعةٍ ضدّ فيروس التهاب الكبد الوبائي C.

2- قياس كمية فيروس التهاب الكبد الوبائي C في الدم

أي ما يدعى بالحمل الفيروسي، بالإضافة للكشف عن النمط الجيني للفيروس.

3- اختبارات أنزيمات الكبد

إن وجود مستوياتٍ عاليةٍ من أنزيمات الكبد المترافق مع التهاب الكبد يشير إلى حالة التهابٍ كبدي فيروسي بأحد أنواع الفيروسات الكبدية، كما تساعد اختبارات أنزيمات الكبد في تحديد الجزء من الكبد الذي يعمل بشكلٍ غير طبيعي.

4- التصوير بالموجات فوق الصوتية للكبد

عبر نوعٍ خاصٍّ من التصوير يساعد في تحديد حجم الضرر الواقع على الكبد.

5- التصوير بالرنين المغناطيسي

الذي يعطي خريطةً توضح أماكن تضرُّر أو تندُّب الكبد، وهذا ما يعرف بتليُّف الكبد.

6- خزعة الكبد

يتمُّ اللجوء إليها عامةً في حالة العدوى المزمنة، وتساهم أيضاً في تحديد حجم الضرر الواقع على الكبد.

7- المقايسة الإنزيمية المناعية

 للكشف عن وجود أجسامٍ مضادّةٍ لفيروس التهاب الكبد الوبائي C:

● إذا كانت النتيجة سلبيةً يكون المريض لا يعاني من التهاب الكبد، وفي حال سبق وتمّت الإصابة خلال الستة أشهر الماضية، فيحتاج لإعادة الاختبار.

● إذا كانت النتيجة إيجابيةً أي توجد أجسام مضادة للفيروس نلجأ لاختبارٍ ثانٍ من أجل التأكد، وهو تفاعل البوليميراز التسلسلي PCR.

8- تفاعل البوليميراز التسلسلي PCR

للكشف عن وجوده، والتعرُّف على نوعه ومستوياته.

9- تليُّف الكبد

في حالة وجود تلفٍ في الكبد بسبب العدوى المزمنة لالتهاب الكبد الوبائي C نلجأ لتشخيص المرض عبر:

• تحليل الزلال.

• اختبارات أنزيمات ووظائف الكبد.

• وقت البروثرومبين. [2] [3] [5] [6]

كيف يتمُّ علاج التهاب الكبد الوبائي C؟

1- استخدام الأدوية المضادة للفيروسات

من أجل القضاء على الفيروس، ويعتمد نوع الدواء على النمط الجيني للفيروس، وفيما إذا كان الكبد متضرراً أو غير متضرر، والحالات الطبية أو العلاجات السابقة، وقد تمّ استخدام دواء إنترفيرون ألفا (Interferon alfa)، وريبافيرين (Ribavirin) لمدةٍ طويلةٍ كعلاجٍ لالتهاب الكبد الوبائي C، ولكن تمّ اكتشاف وجود أدويةٍ أكثر فعاليةً، وهي سوفوسبوفير (Sofosbuvir)، وداكلاتاسفير (Daclatasvir)، حيث ساعدت في علاج أكثر من تسعين بالمئة من مرضى التهاب الكبد الوبائي C.

2- زراعة الكبد

يكون الخيار العلاجي الأفضل في حالة ضرر الكبد الخطير الناجم عن عدوى التهاب الكبد المزمنة، حيث يتمُّ استئصال الكبد التالف، واستبداله بكبدٍ سليم، ولكن قد لا تؤدي عملية زراعة الكبد إلى الشفاء من التهاب الكبد C، وقد تعود العدوى، لذا يتمُّ تناول أدويةٍ مضادةٍ للفيروسات بالتزامن مع عملية زراعة الكبد في محاولةٍ لمنع تضرر الكبد الجديد.

3- إعطاء لقاحات

لا يوجد لقاحٌ مضادٌّ لالتهاب الكبد الوبائي C، ولكن قد يوصي الأطباء بإعطاء اللقاحات المضادة لفيروسات التهاب الكبد A، وB، لأنهما يُعقّدان مسار الفيروس C، ويُضعفانه. [3] [4] [5] [6]

المراجع البحثية

1- Hepatitis C – Symptoms and causes. (2023, August 23). Mayo Clinic. Retrieved January 28, 2024

2- National Library of Medicine. (n.d.-c). Hepatitis C. HCV | MedlinePlus. Retrieved January 28, 2024

3- Hepatitis C and the HEP C virus. (2004, July 8). WebMD. Retrieved January 28, 2024

4- Website, N. (2023a, July 6). Hepatitis C. nhs.uk. Retrieved January 28, 2024

5- Professional, C. C. M. (n.d.). Hepatitis C. Cleveland Clinic. Retrieved January 28, 2024

6- Hepatitis C – Diagnosis and treatment. Mayo Clinic. (2023, August 23). Retrieved January 28, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.