Skip links
طبيبة تحمل بيدها أنبوب فيه سائل أحمر ويوجد أمامها على الطاولة ميكروسكوب

التحاليل المخبرية

الرئيسية » المقالات » الطب » التحاليل المخبرية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

العديد منا يقوم بزيارة المراكز الطبية للاطمئنان على صحته عن طريق إجراء الفحوص المخبرية، فما جدوى الفحوص المخبرية، وما أهميتها، وأنواعها، وكيف نحضر أنفسنا لإجرائها. فيما يلي سنقوم بتسليط الضوء على هذه التساؤلات وغيرها من النقاط المهمة.

ما هو تعريف التحاليل المخبرية؟

تعدُّ الفحوص المخبرية وسيلةً طبيةً مساعدةً في تشخيص الحالات المرضية، ومتابعة نتائج العلاج، لكنها ليست دائماً مفيدة، وأحياناً قد تكون غير ذات فائدةٍ أو مضللة، ولذلك يجب أن نعرف تماماً متى ولماذا نقوم بهذه الفحوص. يمكن أن تجرى الفحوص المخبرية على أي سائلٍ حيوي من جسم الإنسان، كالدم البلازما، والبول، كما يمكن أن تجرى هذه الفحوص على بعض الأنسجة لمعرفة وجود مادة، أو عدمها، أو لمعايرة كميةٍ مادةٍ ما في الجسم.

فالفحوص المخبرية أداةٌ لتأكيد التشخيص أو نفيه، ولها دورٌ في الكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة، كالسرطانات، والأورام الخبيثة، وكذلك تقييم فعالية المرض، كما يمكننا أن نعاير مادة أو دواء ضمن الجسم، ويتمُّ تشخيص حوالي 60 بالمئة إلى 70 بالمئة من الحالات المرضية، واختيار العلاج اعتماداً على الفحوص المخبرية. [1]

لماذا تتراوح النتائج المخبرية ضمن مجالٍ طبيعي وليست رقماً محدداً ثابتاً؟

تتراوح النتائج المخبرية ضمن مجالٍ طبيعي، وليست رقماً محدداً ثابتاً كنسبة خضاب الدم الطبيعية، وذلك يعود إلى عدة عوامل تؤثر على اختلاف هذه النتائج المخبرية ضمن المجال الطبيعي، وأهمّها: [2]

1- جنس المريض

حيث إن نسبة خضاب الدم (HB) الطبيعي عند الرجال تتراوح بين 13 و16 ميلي غرام/ ديسلتر، بينما عند النساء بين 11.5 و15 ميلي غرام/ديسلتر.

2- عمر المريض

حيث تختلف النتائج بين الأطفال والبالغين.

3- تناول الطعام أو عدمه

قد يؤدي تناول الطعام أحياناً إلى نتائج مخبرية مغلوطة، كتناول الطعام قبل إجراء تحليل السكر (GL)، كما أن بعض الفحوص المخبرية تتطلب شروطاً خاصة، كتحليل الشحوم الثلاثية (TG) الذي قد يتطلب صيام حوالي 16 ساعة عن الدسم.

4- استخدام الأدوية

كالأدوية المنظمة للغدة الدرقية الذي قد تؤدي إلى نتائج مغلوطة.

كيف يجهز المريض لإجراء الفحص المخبري؟

قبل القيام بأي فحصٍ مخبري هناك بعض المعلومات يجب مراعاتها: [3]

● مراعاة التعليمات التي يعطيها الطبيب، مثل: عدم تناول الطعام قبل إجراء بعض الفحوص المخبرية.

● إخبار الطبيب بأي مشكلةٍ طبية تعاني منها أو أي أدوية تتناولها.

● ارتداء ملابس سهلة لتسهيل الإجراء الطبي.

● تجنُّب الجهد الشديد قبل الفحوص المخبرية.

● اختيار مختبرٍ موثوقٍ لإجراء الفحص.

بعض التوصيات الخاصة

1- الفحوص المخبرية الأكثر شيوعاً التي تتطلب الصيام

– نسبة سكر الدم.

– نسبة كولستيرول الدم.

– نسبة الشحوم الثلاثية.

– اختبار الكالستونين. [4]

2- بعض الفحوص المخبرية تتطلب تحضيراتٍ خاصة

– اختبار وظيفة الكلى (الكرياتينن – CR) يتطلب الامتناع عن تناول اللحوم في اليوم السابق.

– عيار الشحوم الثلاثية يتطلب الامتناع عن الشحوم لمدة 16 ساعة على الأقل.

– الفحوص الهرمونية، مثل: عيار الكورتيزول يتطلب إجراؤه في وقتٍ محددٍ من الصباح، وكذلك الامتناع عن الطعام والشراب.

– تحليل السائل المنوي يتطلب الامتناع عن الجماع لثلاثة أيامٍ سابقة، وكذلك الأمر لإجراء لطاخة عنق الرحم.

– تحليل الدم الخفي في البراز يتطلب الامتناع عن تناول اللحوم، وطبعاً يمنع استخدام الملينات، وبعض الأدوية، مثل: الأسبرين، والحديد.

– جمع بول 24 ساعة: يتمُّ ذلك فور الاستيقاظ من النوم صباحاً، حيث يتبول المريض في دورة المياه، ويسجل الوقت، ثم يجمع كل نقطة بول بعد ذلك حتى اليوم التالي في نفس الموعد (24 ساعة)، ويوضع البول في الثلاجة لحفظه. [5]

التعليمات بعد إجراء التحليل الدموي (سحب العينة من الوريد)

1- الضغط بقطنةٍ نظيفةٍ أو قطعة شاشٍ في مكان سحب العينة الوريدية لعدة دقائق، وذلك للتخفيف من ظهور الكدمات أو التورم.

2- وضع ضمادة جروحٍ صغيرة حوالي 4 ساعات.

3- عدم القيام بحركاتٍ قوية أو حمل شيءٍ ثقيل بواسطة الطرف المسحوب منه العينة، خاصةً عند كبار السن، وعند تناول المميعات خوفاً من النزف.

4- مراجعة مركز الرعاية أو الطبيب عند ظهور أيٍّ من الأعراض التالية:

● تهيُّج الجلد.

● احمرارٌ مع ألمٍ شديدٍ أو حرارةٍ موضعية مكان الحقن.

● الدوار الشديد.

● طفح جلدي. [6]

دور الفحوص المخبرية

1- دور الفحوص المخبرية في تأكيد التشخيص المرضي

 يعتمد التشخيص المرضي بصورةٍ أساسيةٍ على القصة المرضية والفحص السريري، ليأتي دور الفحوص المخبرية، لتأكيد التشخيص السريري أو نفيه. وهناك تحاليل مخبرية ذات نوعيةٍ وحساسيةٍ عالية، كمريض قصور الغدة الدرقية، حيث إن قيمة (-TSH) الهرمون المحرض للدرق تؤكد وجود القصور الدرقي أو عدمه، أو تحليل نسبة الخضاب (HB) التي تؤكد وجود فقر الدم وغيرها، وكذلك تعطي المخبريات نتيجةً واضحةً وصريحةً لبعض الحالات الفيزيولوجية، كتحليل الحمل الذي يعتمد على عيار (BHCG –) الهرمون الموجه للقند في الدم أو البول. [7]

2- الكشف المبكر عن حالاتٍ مرضيةٍ هامة

هناك دورٌ كبيرٌ للطب المخبري في التشخيص المبكر للحالات المرضية من خلال ما يسمّى الفحص الماسح (Screen Test)، وهي مجموعةٌ من الفحوص المخبرية تُجرى لعددٍ من المرضى في محاولةٍ للكشف المبكر غير العرضي غالباً، كإجراء عيار الهرمون المحرض الدرقي TSH للمواليد الجدد خلال الأيام الأولى من الحياة.

للكشف عن وجود قصورٍ درقي، والبدء بالعلاج مباشرةً أو إجراء (PSA-) المستضد الخاص بالبروستات بصورةٍ دوريةٍ عند الرجال بعد عمر 55 للكشف المبكر عن سرطان البروستات، وغيرها من المستضدات الورمية. وبالتالي نستطيع أن نلخص ما سبق بأن هناك نمطين هامّين من الفحوص المخبرية الفحص المشخص والفحص الماسح: [8]

1- الفحص المشخص: ذو نوعيةٍ تشخيصيةٍ عالية، ويستخدم عند مريض عرضي بغرض التشخيص المباشر.

2- الفحص الماسح: ذو حساسيةٍ تشخيصية عالية، ويستخدم عند مجموعةٍ كبيرةٍ من الأشخاص غير العرضيين بغرض الكشف المبكر

3- دور الفحوص المخبرية في متابعة العلاج

للفحوص المخبرية دورٌ أساسيٌّ في متابعة نتائج العلاج، للتأكد من فعاليته، كمراقبة نسبة البروتين الارتكاسي CRP بعد علاج الإنتانات الجرثومية بالمضادات الحيوية، أو معايرة خضاب الدم، ونسبة حديد الدم، ومخزونه بعد علاج فقر الدم بعوز الحديد. كذلك للتحاليل المخبرية دورٌ هامٌّ في ضبط جرعة العلاج المناسبة، كأهمية معايرة INR بصورةٍ شهريةٍ عند المرضى المعالجين بالمميّعات. [7]

4- تقييم فعالية المرض

ترتبط القيم العالية لبعض المخبريات بفعالية الأمراض حتى تتغير هذه القيمة تبعاً لشدة المرض أو هجوعه، كارتفاع ESR -CRP في الحالات الالتهابية الشديدة، لتعود للانخفاض مع تحسن الحالة الالتهابية، كذلك إن ارتفاع عيار DNA-ds عند مرضى الذئبة الحمامية الجهازية ذو علاقةٍ وثيقةٍ بالفعالية المناعية للذئبة، ولهذه النقطة دورٌ كبيرٌ في متابعة العلاج، والسيطرة على المرض. [9]

أنماط الفحوص المخبرية

هناك عند أنماط من الفحوص المخبرية أهمّها: [10]

1- الفحوص الدموية

يتمُّ إجراؤها من أجل فحص خلايا الدم (كريات الدم الحمراء، كريات الدم البيضاء، الصفيحات الدموية)، وتقييم وظائفها كعيار نسبة خضاب الدم الهيموغلوبين HG، وتعداد الكريات البيض WBC، والصفيحاتPLT، وكذلك اختبارات زمن التخثر BT وINR.

2- الفحوص الجرثومية

تقوم بدارسة مختلف سوائل الجسم، الدم، والبول، وكذلك السائل المفصلي، وغيرها بالبحث المباشر عن طريق المجهر، لتحديد العامل الممرض، ونوعه، كالزرع الجرثومي، والحساسية تجاه المضادات الحيوية.

3- الفحوص الكيميائية

تُجرى على مختلف سوائل الجسم بطريقةٍ كيميائيةٍ تعتمد على الاستقلاب، لتحدد وجود أو عدم وجود أذية، كخمائر الكبد (ALT- AST) LVT، والوظائف الكلوية، وغيرها.

4- الفحوص المناعية

تستخدم هذه الطريقة لتحضير أي اضطرابٍ مناعي في الجسم، كعيار مضادات النوى ANA في الذئبة الحمامية الجهازية أو عيار المتممة C3-C4 في الأمراض المناعية المختلفة.

5- الدراسة النسيجة

تدرس التغيرات المرافقة للأمراض على مستوى الأنسجة بواسطة المجهر والتلوينات المناعية، كالتبدلات في بطانة المعدة في الالتهاب المزمن أو التبدلات الورمية ضمن الخزعات المدروسة.

6- الدراسة الخلوية

دراسة الخلايا المريضة ضمن سوائل الجسم، كالدراسة الخلوية لسائل الجنب المحيط بالرئة، لتحري الخلايا الورمية.

ما هي أهمّ الفحوص المخبرية الشائعة؟

1- صورة الدم الكاملة

تتضمن تعداد الكريات الحمر RBC، والكريات البيض WBC، والصفيحات PLT، إضافةً إلى نسبة خضاب HG الدم، ونسبة الهيماتوكريتHT، وأنماط الكريات البيض ونسبها. تعطي صورة الدم الكاملة (Complte blood count (CBC)) معلوماتٍ مفيدة عن وجود فقر دم، وقد تساعد في معرفة الآلية المرضية اعتماداً على حجم الكرية الدموية الحمراء MCV، وتركيز الخضاب MCH ضمنها، كما أنها تشير إلى وجود أي اضطرابٍ مرافقٍ في الكريات البيض ووظيفتها، وكذلك الصفيحات.

2- نسبة سكر الدم الصيامي (GLU)

هي حجر الأساس في تشخيص الداء السكري، وتُعتبر فحصاً مخبرياً رخيصاً لمسح الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بالداء السكري.

3- الخضاب السكري (HB1C)

يمكن الاعتماد عليها لتشخيص الداء السكري، بالإضافة لأهميتها في متابعة مريض السكر، حيث تعطي صورةً واضحةً لحالة سكر الدم في الشهور الثلاثة السابقة للتحليل

4- الكرياتنين (CR)

يعبّر الكرياتنين عن وظيفة الكلية، وارتفاعه يدل على قصورٍ في وظيفة الكلى.

5- الشوارد الصوديوم (NA) والبوتاسيوم (K)

لها دورٌ أساسيٌّ في تنظيم مختلف وظائف الجسم خاصةً عند مرضى القصور الكلوي والقلبي.

6- الخمائر الكبدية (LIVER TEST FUNCTION (LVT))

أهمّها (ALT- AST)، وتشير إلى الوظائف الكبدية، وأي اضطرابٍ استقلابي، أو إنتاني، أو مناعي في الكبد يؤدي إلى ارتفاعها بصورٍ متفاوتةٍ حسب المسبب.

7- الكالسيوم وفيتامين D

من أهمّ الفحوص المخبرية ذات العلاقة بصحة العظام.

8- التحاليل الهرمونية

أهمّها الهرمون المحرّض للدرق والتيروكسين (TSH, T4, T3)، والتي تعطي صورةً عن صحة الغدة الدرقية.

9- تحليل البول (URIN ANALYSIS)

يعطي صورةً مهمةً عن وظائف الجسم، إضافةً إلى وجود التهابٍ في الجهاز البولي، ويساعد أيضاً في تحديد وجود حصياتٍ بولية.

10- تحليل السائل المنوي

هو حجر الأساس في تشخيص وجود عقمٍ أو أي اضطرابٍ في شكل أو حركة النطاف، إضافةً إلى تحديد وجود التهاب.

11- التحاليل المناعية

دورها أساسيٌّ في تشخيص الأمراض المناعية، كأضداد وحيدة النوى ANA، ولتشخيص الذئبة الحمامية الجهازية العامل الرثايني RF، والروماتيزم مضاد البيروكسيداز، والتهاب الدرق المناهي هاشيموتو ، وغيرها.

12- الواسمات السرطانية

تساعد هذه الاختبارات في تشخيص الأمراض الورمية، وأحياناً عملية المسح أيضاً، كالمستضد الورمي للبروستات PSA، والمستضد الجيني الورمي CEA في سرطان الكولون، والمستقيم، وألفا فيتوبروتينAFP  في سرطان الكبد البدئي، وغيرها الكثير.

المراجع البحثية

1- Admin_Docs. (2022, May 11). Test Yourself: The importance of lab testing. DOCS Urgent care. Docsurgentcare. Retrieved February 14, 2024

2- How to understand your lab results. (n.d.). Retrieved February 14, 2024

3- Lab tests: safety and preparation guidelines for patients. (n.d.). LabFinder. Retrieved February 14, 2024

4- Harvard Health. (2021, September 11). Ask the doctor: What blood tests require fasting?. Retrieved February 14, 2024

5- Mascp, A. K. M. (2016, December 22). Proper patient preparation, specimen collection, and sample handling are critical to quality care. Medical Laboratory Observer. Retrieved February 14, 2024

6- What to Expect with Blood Tests. Sonora Quest. (n.d.). Retrieved February 14, 2024

7- Carter, J. Y., Lema, O. E., Wangai, M. W., Munafu, C. G., Rees, P., & Nyamongo, J. A. (2011). Laboratory testing improves diagnosis and treatment outcomes in primary healthcare facilities. African Journal of Laboratory Medicine, 1(1). Retrieved February 14, 2024

8- Screening vs. diagnostic testing: what’s the difference?. (n.d.). Retrieved February 14, 2024

9- Emhj. (n.d.). The role of the laboratory in disease surveillance. World Health Organization – Regional Office for the Eastern Mediterranean. Retrieved February 14, 2024

10- Amaral, J. (2020, December 4). What are the different types of medical laboratories?. Trinity Medical Laboratories. Retrieved February 14, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.