تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد (Iron deficiency anemia) أحد أهمّ أنواع فقر الدم وأكثرها شيوعاً، ويحدث عندما تقلُّ كمية الحديد في الدم أو عدم تواجده بكمية كافية لتكوين الهيموغلوبين (Hemoglobin )المكون للكريات الحمر والمسؤول عن نقل الأكسجين في الدم، بالتالي لا يمكنه تأمين وتوصيل الأكسجين للخلايا بكفاءة. ^[1]

ما هي أعراض فقر الدم الناجم عن نقص الحديد؟

كلما انخفض مستوى الحديد في الجسم زادت حالة فقر الدم، وبالتالي تزداد الأعراض: ^{[1] [2]}

1- التعب الشديد، والدوخة، والصداع.

2- شحوب الجلد.

3- ضيق التنفس، وألم في الصدر.

4- تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها.

5- البرودة، والوخز في القدمين، واليدين.

6- هشاشة الشعر، والأظافر.

7- الشهية لمواد غريبة كالتراب، والثلج.

8- ضعف الشهية، ونقص الوزن.

9- تورُّم، وألمٌ في اللسان، وتشققاتٌ حول الفم.

ما هي أسباب الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد؟

1- خسارة الدم:

قد تحدث خسارة للدم في حالات عديدة، فعند فقدان الدم يحدث فقدان للحديد الموجود ضمن الكريات الحمر التي فقدها الجسم، من هذه الحالات:

أ- النزيف الهضمي العلوي: كالنزيف الحاصل في المعدة أو المريء.

ب- النزيف الهضمي السفلي: كالنزيف الناتج عن القرحة الهضمية، أو الفتق الحجابي، أو سرطان القولون، أو سرطان المستقيم.

ت- الدورة الشهرية الغزيرة: كما في حالة الانتباذ البطاني الرحمي.

ث- العمليات الجراحية.

ج- بعض الأدوية: مثل: مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، كالأسبرين (Aspirin) الذي قد يُسبب نزيفاً داخلياً، وقرحات في المعدة.

2- النظام الغذائي الفقير بعنصر الحديد:

كالامتناع عن تناول الأغذية الغنية بالحديد، كاللحوم، والبيض، كما في حالات اتباع النظام الغذائي النباتي فقط.

3- عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد:

لوجود أمراض معينة، مثل: الاضطرابات المعوية أو جراحة إزالة جزء من الأمعاء، والتي تحدُّ من قدرة الجسم على امتصاص الحديد، وغيره من العناصر المهمة.

4- الحمل:

يحدث فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عند الحامل لأن مخزون الحديد لا يتناسب مع احتياجات الحامل وجنينها من الحديد والأوكسجين نتيجة زيادة حجم الدم.

5- الإصابة ببعض الأمراض الوراثية:

كمرض فون ويلبراند (Von Willebrand disease)، ومرض الناعور (Hemophilia).

6- كثرة التبرع بالدم خاصةً في أوقات متقاربة.

7- الفشل الكلوي في المراحل النهائية من المرض.

8- تناول الأدوية المضادة للحموضة:

والتي تُعيق أو تُقلِّل امتصاص الحديد لأن الحديد يحتاج وسطاً حمضياً ليُمتَّص بشكل سليم وسريع.  ^{[1] [2] [3]}

ما هي مضاعفات الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد؟

1- مشاكل في القلب: يؤدي فقر الدم الناجم عن نقص الحديد إلى تسارع في ضربات القلب أو عدم انتظامها، بالإضافة لزيادة في ضخِّ الدم لتعويض نقص الأكسجين الناجم عن نقص الحديد. مما قد يُسبّب تضخماً أو فشل القلب.

2- مشاكل أثناء الحمل: قد يحدث ولادة مبكرة أو ولادة طفل بوزن منخفض لذلك تُنصح الحوامل عادةً بتناول الحديد كمُكمِّل غذائيّ خلال وبعد فترة الحمل.

3- مشاكل في النمو عند الرضع والأطفال حيث يحدث تأخُّر في النمو.

4- ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى لأن جهاز المناعة يصبح أضعف. ^{[1] [2] [3]}

 ما هي المصادر الغذائية الغنية بالحديد؟

يتواجد الحديد في المصادر الحيوانية والنباتية لكن تُعتبر المصادر الحيوانية أفضل وأسرع في الامتصاص، حيث يتواجد في اللحوم الحمراء، والدواجن، والمأكولات البحرية، والبيض، والبقوليات، والخضروات الورقية الخضراء، كالسبانخ.  ^[1]

ما علاقة الفيتامين C بامتصاص الحديد في الجسم؟

ينصح الطبيب عادةً بتناول عصير الليمون أو البرتقال عند تناول الأطعمة الغنية بالحديد أو المكملات الحاوية على الحديد لأن وجود فيتامين (C) يجعل امتصاص الحديد في الجسم أفضل وأسرع، وتكون الاستفادة منه أكبر. ^[1]

أين يتواجد الفيتامين C؟

يتواجد فيتامين (C) في البرتقال، الليمون، الكيوي، البندورة، الفليفلة، الخضار الورقية. ^[1]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد؟

يتمُّ طلب إجراء تحليل للدم، وتسجيل ما يلي: ^{[2] [3]}

1- لون وحجم كريات الدم الحمر:

حيث تكون بلونٍ شاحب، وحجمٍ أصغر من كريات الدم الحمر الطبيعية.

2- الهيماتوكريت (Hematocrit):

حجم كريات الدم الحمر المُتكدِّسة، في حالة فقر الدم الناجم عن نقص الحديد تكون القيم منخفضةً عن الحدود الطبيعية.

3- الهيموغلوبين:

في حالة فقر الدم الناجم عن نقص الحديد تكون القيم منخفضة عن الحدود الطبيعية.

4- الفيريتين (Ferritin):

البروتين الذي يُخزِّن الحديد في الدم، عند وجود نقص بالحديد يكون مستوى الفيريتين في الدم منخفضاً أيضاً.

5- الترانسفيرين (Transferrin):

البروتين الناقل للحديد يتمُّ إنتاجه في الكبد، عند وجود نقص بالحديد يكون مستوى الترانسفيرين في الدم مرتفعاً.

6- الخلايا الشبكية:

وهي خلايا الدم الحمر غير الناضجة، وتكون منخفضةً أيضاً.

اختبارات الكشف عن سبب الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد

بعد تأكيد وجود فقر دم ناجم عن نقص الحديد عند المريض، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات أخرى لتحديد السبب من أجل تقديم العلاج المناسب وفقاً للحالة المرضية. ^{[2] [3] [4]}

1- التنظير الداخلي:

يساعد في تحديد مكان النزيف، وسبب حدوثه حيث يُجرَى:

أ- تنظير علوي لفحص بطانة المريء، والمعدة، والجزء العلوي من الأمعاء، وقد يكون السبب قرحة المعدة أو الفتق الحجابي.

ب- تنظير سفلي (تنظير القولون) لفحص القولون، والمستقيم، وقد يكون السبب سرطان القولون أو المستقيم.

2- اختبار الدم الخفي في البراز:

وجود الدم يدلُّ على وجود نزيفٍ سفلي في الأمعاء.

3- الموجات فوق الصوتية:

تكشف سبب غزارة الدورة الشهرية عند النساء ووجود إصابة بالورم الليفي الرحمي، كما يمكن أخذ خزعة من الرحم لتأكيد أو نفي الإصابة بالورم الليفي الرحمي.

كيف يتمُّ علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد؟

يكون العلاج عبر تناول الحديد بشكل مُكمِّلات غذائية مع اتباع نظام غذائي غني بالحديد، ولكن توجد بعض النصائح والملاحظات حول إعطاء الحديد:

1- يجب تناول الحديد على شكل مُكمِّلات غذائية عندما تكون المعدة فارغة حيث يتحقق امتصاص أفضل، ولكن في كثير من الحالات يؤدي ذلك إلى ألم ومغص في المعدة، لذلك يُنصَح بتناول مُكمِّلات الحديد مع وجبات الطعام.

2- تناول الحديد مع فيتامين(C) لزيادة وتحسين الامتصاص.

3- عدم تناول الحديد مع مضادات الحموضة لأن امتصاص الحديد يحتاج وسطاً حمضياً ليكون أفضل وأسرع، وبالتالي تناول مضادات الحموضة يُقلِّل الامتصاص، لذلك يجب ترك فاصلٍ زمني بين الدواءين حيث يؤخذ الحديد فبل مضادات الحموضة بساعتين أو بعد أربع ساعات.

4- قد يُسبب الحديد حدوث الإمساك.

5- قد يتحول لون البراز إلى اللون أسود، وهو أثرٌ جانبيٌّ غير ضارّ. ^{[2] [3] [4]}

كيفية معالجة الأسباب الأخرى لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد

في حال عدم الاستفادة من الحديد، فهذا يعني وجود سببٍ مرضيٍّ يُسبّب نقص الحديد، ويجب البحث عنه ومعالجته:

1- تُعطَى أدوية موانع الحمل الفموية لتخفيف تدفق الدورة الشهرية الشديدة المُسبِّبة لخسارة الدم.

2- تُعطَى أدوية صادّات حيوية، وأدوية علاجية أخرى لعلاج القرحة الهضمية.

3- جراحة وإزالة الورم الليفي أو الأورام الأخرى التي قد تتواجد وتُسبّب النزيف.