تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تعدُّ الحصيات الكلوية من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الكلية، وتختلف الحصيات فيما بينها حسب المادة المُشكّلة لها، ومن هذه الحصيات نذكر حصيات حمض البول الشائعة لدى العرق الأبيض، والذكور أكثر من الإناث، والأطفال أكثر من كبار السن، وبشكلٍ عام تشيع في المناطق الفقيرة، وذات المناخ الحار.
ما هي أسباب إصابة الكلية بحصيات حمض البول؟
إن السبب الأساسي هو زيادة نسبة حمض البول في الدم إما نتيجة زيادة تصنيع مركب البورين (Purine) بسبب زيادة مدخوله الغذائي لدى الأشخاص الذين يتبعون حميةً عالية من البروتينات، مثل: التركيز على اللحم بأنواعه، وبنسبةٍ أقل البيض، والبقوليات.
وذلك يؤدي إلى تشكل اليورات أحادية الصوديوم التي تتحول إلى حمض البول في الظروف المناسبة أو نتيجة مرضٍ مستبطن، مثل: داء النقرس، وغالباً يكون هذا المرض وراثياً، ويؤدي إلى تخريب أنسجة الجسم، وبالتالي زيادة نسبة البورين المشكل لحمض البول، وشوهدت حالات فرط حمض البول نتيجة زيادة إفرازه من الأنابيب الكلوية.
يمكن أن تتشكل حصيات حمض البول نتيجة نقص تصريفه من الكبيبات الكلوية بسبب الإصابة بالقصور الكلوي، أو الحماض الاستقلابي والتنفسي، أو اعتلال كلوي لأسبابٍ دوائية، أو نقص نسبة الماء وزيادة تركيز أيونات الهدروجين في الدم الذي يعمل على تقليل ph البول أي يصبح البول حامضياً، فتزداد نسبة حمض البول فيه، ويؤهب ذلك لتشكل الحصيات الكلوية. [1] [2]
من هم الأشخاص الأكثر عرضةً لحصيات حمض البول؟
توجد عدة عوامل مؤهبة لتشكل حصيات حمض البول، ولعل أكثر الأشخاص عرضةً للإصابة بحصيات حمض البول هم: [3]
1- المرضى البدينون الذين يعتمدون على السكر والملح في مدخولهم اليومي من الطعام.
2- مرضى الداء السكري من النمط الثاني.
3- المرضى الخاضعون لجراحة البدانة.
4- الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة أو المدرات بأنواعها.
5- مرضى الأورام الخاضعون للمعالجة الكيماوية، حيث يزداد تخرب الأنسجة لديهم، وترتفع نسبة البروتينات الناتجة عن هذا التخرب.
6- الأشخاص الذين يشربون الماء بكمياتٍ قليلة لا تكفي حاجة أجسامهم، ولا سيما القاطنون في المناطق الحارة أو لاعبو الرياضات الشديدة.
تقول الدراسات أنه يمكن للتاريخ العائلي بالإصابة بحصيات حمض البول أن تكون عاملاً مؤهباً لدى المريض، وخاصةً عند إصابة الأقرباء من الدرجة الأولى.
ما هي أعراض الإصابة بحصيات حمض البول؟
يعاني الأشخاص المصابون بحصيات حمض البول من أعراضٍ مشتركة، وهي ألمٌ شديدٌ أسفل الظهر أو الخاصرة، ويمكن أن يؤثر على منطقة الشرسوف، فيشعر المريض بألمٍ في منطقة المعدة، إضافةً إلى الغثيان، والإقياء، ونوباتٍ من الحمّى والقشعريرة أو الشعور بالبرد، ويصفها المرضى بـ(كريزة الكلاوي)، وقد يجد المريض دماً يخرج أثناء التبول، ويدعى بالبيلة الدموية (Haematuria)، ويشكو المريض من رائحة بولٍ كريهة نتيجة التعرض لالتهابات الطرق البولية. [4]
تشخيص حصيات حمض البول
يبدأ الطبيب بطلب التحاليل المخبرية من المريض بعد الفحص السريري والقصة المرضية المفصلة، وتشمل هذه التحاليل المخبرية فحص البول المجمع خلال أربعة وعشرين ساعة، والتركيز على نسبة الشوارد، مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، وعيار PH، وحجم البول أما تحاليل الدم والبلازما، فتشمل اختبارات وظائف الكلية المتمثلة بالبولة، والكرياتينين، والتي تعطي الطبيب فكرةً عند زيادة إفراز حمض البول في الأنابيب الكلوية أو نقصان إعادة امتصاصه، ونقله إلى مجرى الدم.
أما طرق التشخيص الشعاعية، فتعتمد على تقنية الأمواج فوق الصوتية أو الإيكوغرافي (Ultrasonography)، وهو إجراءٌ بسيطٌ غير مؤلم وغير باضع، ويعطي معلوماتٍ مفيدة حول الحصيات الكلوية بشكلٍ عام، حيث تعطي ظلاً صوتياً خلف الحصية دليلاً على وجودها، لكن ظهور الحصيات الكلوية الكلسية يكون أوضح وأسهل من ظهور حصيات حمض البول على صورة الإيكو. [5]
الوقاية من الحصيات حمض البول
تتمُّ الوقاية المشتركة بين جميع أنواع الحصيات الكلوية بزيادة شرب المياه النقية أو المفلترة، ومراقبة لون البول، للحفاظ على لونه الطبيعي إذ يدل اللون الغامق للبول على زيادة تركيزه، ونقصان السوائل فيه، وأيضاً عليه أن يراقب الصبيب البولي أو حجم البول الذي يساوي تقريباً لترين يومياً في الحالة الطبيعية.
بالإضافة إلى ما سبق ينصح الأطباء بتخفيف الوزن، واتباع حميةٍ غذائيةٍ منخفضة البروتينات، لذا يجب التقليل من اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية، والمشروبات الكحولية التي تمنع استفادة المريض الكاملة من الحمية، والأدوية، وتجنُّب الأطعمة الدهنية، كالوجبات السريعة، والأطعمة المالحة، مثل:
المخللات، والسكر الصنعي الموجود في المشروبات التجارية، والاعتماد في النظام الغذائي على الفواكه، والخضار الطازجة، والحبوب الكاملة، مثل: العدس، والحمص، إذ تعمل هذه الحمية على ضبط التوتر الشرياني المرتفع، بالإضافة إلى تخفيض دهون الجسم، والتخلص من الوزن الزائد إذا التزم المريض معها بتمارين رياضية تناسب عمره، وحالته الصحية.
كما يوصف السترات (Citrate) في حالات النقص الشديد، وحالات كون PH البول حامضياً، أي تبلغ قيمته أقل من الستة، والذي يُعتبر عاملاً مؤهباً لتشكل حصيات حمض البول، ويمكن تعويض النقص الطفيف من عنصر السترات بتناول الحمضيات، وخاصةً الليمون والبرتقال أو شرب العصائر الطبيعية منها، وعند وجود نقصٍ شديدٍ في قيمة السترات في الجسم توصف المكملات الغذائية مع الشوارد، مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم. [1]
ما هي طرق علاج حصيات حمض البول؟
يمكن أن تزول حصيات حمض البول عفوياً بشرط أن تكون صغيرة الحجم، ولا يتجاوز قطرها سبعة ميلي متراً، أما علاج حصيات حمض البول الأكبر حجماً، فيكون بالمعالجة الدوائية مع تغيير العادات غير الصحية اليومية، وتشمل الأدوية دواء (Allopurinol) ألوبيورينول الذي يعمل على إنقاص نسبة حمض البول في الدم، وتوجد أصنافٌ أخرى، مثل: المدرات الثيازيدية ( Thiazide diuretics)، أو تامسولوسين (Tamsulosin)، والذي يعمل على إرخاء الإحليل والمثانة للسماح بعبور الحصيات منها.
عند فشل طرق العلاج السابقة بعد تطبيقها على المريض لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، يمكن أن يخضع لجراحة إزالة حصيات حمض البول، وذلك عندما تكون الحصية كبيرةً جداً، وسادة للمسالك البولية أو عندما تسبّب التهاباتٍ شديدة لا تعالج بالأدوية المضادة، ومن هذه التقنيات الجراحية نذكر التنظير عبر الإحليل (Uteroscopy) لتفتيت الحصاة بالأمواج فوق الصوتية أو تفتيتها عن طريق مسبار يدخل لمكان الحصاة الكلوية عبر الجلد. [1] [5]
المراجع البحثية
1- Uric acid stones. (2021, June 1). National Kidney Foundation. Retrieved March 16, 2024
2- Ma, Q., Fang, L., Su, R., Ma, L., Xie, G., & Cheng, Y. (2018). Uric acid stones, clinical manifestations and therapeutic considerations. Postgraduate Medical Journal, 94(1114), 458–462. Retrieved March 16, 2024
3- Uric acid stones. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved March 16, 2024
4- Uric acid stones. (2023, October 9). Medscape.com. Retrieved March 16, 2024
5– Kidney stones. (n.d.). Hopkinsmedicine.org. Retrieved March 16, 2024