تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ رهاب القطط من أشيع أنواع الرهاب الانتقائية التي تواجه الإنسان وخاصةً الأطفال والإناث، ولها تسميات عديدة وأنواع مختلفة.

ما هو رهاب القطط؟

يُطلق مصطلح الرهاب على الخوف المُفرِط من شيء معين بحيث تظهر أعراض شديدة أو متوسطة على الشخص، مما يمنعه ذلك من أداء واجباته اليومية. تظهر أعراض رهاب القطط لدى الأشخاص عند رؤيتهم للقطط أو سماع صوتهم سواءً أكان على أرض الواقع، أو في شاشات التلفاز، أو الحديث عن القطط والتفكير بهم، ورؤية صورهم، أو حتى رؤية القطط في الشارع مما يدفعهم إلى تغيير طريقهم. ^[1]

يُعرف رهاب القطط باللغة اللاتينية (Ailurophobia)، فالقسم الأول من الكلمة (Ailorous) تعني القطط، والقسم الثاني (Phobia) يعني الخوف، ولها مصطلحات أخرى مثل: (Felinophobi)، (Galeophobia) كما يوجد نوع خاص من رهاب القطط، وهو فقط تجاه القطط السوداء بسبب ارتباطها الكبير بالسحر والشياطين في القصص القديمة، وتُدعى باللاتينية Mavrogatphobia.

ما أسباب رهاب القطط؟

يعود سبب الإصابة إلى مشكلة نفسية أساسية يعاني منها المريض، مثل: القلق الزائد، أو اضطراب ما بعد الصدمة PTSD (Posttraumatic Disorder)، ويعود ذلك إلى خلل في كيميائية الدماغ أو الدارة العصبية الكهربائية له نتيجة إقناع العقل بعمل ردّ فعلٍ بيولوجي لمجرد الاعتقاد أن القطط هي مصدر خوف وهلع.

في الأغلب تترافق هذه المشكلة منذ الطفولة عبر التعرُّض إلى مواقف مخيفة تخصُّ القطط، مثل: سماع الحكايات والأساطير القديمة حول شرّ القطط، وتعلقها بالسحر، والشعوذة، والتفكير الزائد بها، مما يخلق عقدةً نفسيةً تُلازم الطفل حتى عند الكبر، ويمكن أن يعود السبب إلى مواقف شخصية عانى منها المريض سابقاً مع القطط، مثل: هجوم مفاجئ من قطط مشرَّدة، والإصابة بعضَّاتهم، أو مخالبهم، أو مواقف أثّرت في نفس المريض من الأقارب.

تلعب الوراثة دوراً واضحاً في ظهور الرهاب بشكل عام في الأقرباء من الدرجة الأولى حيث أظهرت الإحصائيات إصابة الإخوة التوائم بمشاكل الرهاب بنسبة 30 إلى 40 بالمئة. قد تترافق أزمة رهاب القطط مع أزمات نفسية أخرى، مثل: رهاب الحيوانات (باللاتينية Zoophobia)، أو رهاب الحيوانات البرية (Agrizoophobia). ^[2]

ما هي أعراض رهاب القطط؟

تتشابه الأعراض بين الأنواع المختلفة للرهاب كونها تُحرّض الجملة العصبية الودّية ذاتها بشكل يشبه نوبات الهلع، وتقسم إلى أعراض نفسية، وجسدية، وشعورية، فتتدرج هذه الأعراض من المتوسطة إلى الشديدة حسب عمر وجنس المريض، وتكون الأعراض النفسية هي: ^[3]

1- القلق أو الخوف الشديد.

2- التفكير الزائد، والمتسارع، وتشوش الأفكار.

3- اضطرابات النوم والأرق.

4- فقدان السيطرة على الانفعالات.

5- الاشمئزاز والرهبة.

6- نقص الثقة بالنفس، والشعور بالاكتئاب.

ما هي الأعراض الجسدية الناتجة عن زيادة هرموني الأدرينالين والكورتيزول؟

1- تسارع التنفس، وضيق النفس، والألم الصدري.

2- الصداع من النوع التوتري.

3- تسارع ضربات القلب أو الخفقان.

4- الدوخة والغثيان.

5- التعرق والشعور بالقشعريرة.

6- قد تتطور هذه الأعراض مما يؤدي إلى فقدان الوعي، والتأثير على عقلية المريض ونفسيته.

كيف يُعالَج رهاب القطط؟

في الغالب لا يحتاج المريض إلى معالجة حقيقية، إنما يقوم بتجنب الأماكن والمواقف التي يتعرض فيها للقطط، أما في الحالات الشديدة التي يضطر فيها الشخص للتعامل مع القطط، فيُنصح بالطرق التالية:

1– العلاج بالتعرُّض:

هي طريقة تشمل عرض صور تشمل قططاً مختلفة، وتُقسم المعالجة إلى جلسات تتنوع وسائلها بين صور، ومقاطع فيديو، ولمس دمى تشبه بملمسها ملمس القطط وصولاً إلى القطط الحقيقية لكسر حاجز الخوف لدى المريض.

2- العلاج السلوكي المعرفي:

يكون هذا العلاج بمساعدة مُعالِج أو طبيب نفسي، واستخدام الطريقة السابقة بالعلاج التعرُّضي، إضافةً إلى تقنيات التحكم بالانفعالات والمشاعر عن طريق التكلم، وتمارين الاسترخاء، واليوغا، وبعدها الانتقال إلى مرحلة مواجهة المخاوف.

يُنصح باتباع جلسات أونلاين إذا كان المريض من الأشخاص الانعزاليين مثل اتباع دورة Tranceformental التي تتمّ على عشر جلسات تبيّن أثر التفكير السلبي بشكل عام، وتفكير الشخص المصاب برهاب القطط بشكل خاص على الحياة العملية والاجتماعية، وتحاول استبدالها بأفكار ومشاعر إيجابية تخلق نوعاً من الراحة في نفس المريض. ^[4]

3- العلاج الدوائي:

تهدف هذه المعالجة إلى تخفيف الأعراض، مثل: الاستعانة بحاصرات بيتا لعلاج الخفقان، والأدوية المهدئة، مثل: البنزوديازبين (Benzodiazepines) لتخفيف حالة الهلع والخوف، ودي سيكلوسيرين (D-cycloserine) لمساعدة العلاج بالتعرُّض.

يكون الحلُّ الحقيقي لهذه المشكلات النفسية عائداً إلى إرادة المريض ورغبته بمواجهة مخاوفه، والاستمرار بحياته بشكل طبيعي، وجميع الطرق السابقة هي مساعدة له في تحقيق رغبته. ^[5]