تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو السيروتونين؟

السيروتونين (Serotonin) هو مادةٌ كيميائية تعمل كهرمونٍ وناقلٍ عصبي يحمل الرسائل بين الخلايا في الدماغ وجميع أنحاء الجسم، من الناحية التركيبية السيروتونين عبارة عن مركب يدعى 5 – هيدروكسي تريبتامين، وهو ناقلٌ عصبيٌّ أحادي الأمين.

معظم السيروتونين الموجود في الجسم يتركز في الأمعاء، حيث يتواجد بنسبةٍ تفوق التسعين بالمئة في الخلايا المبطّنة للجهاز الهضمي، بينما يتمُّ إنتاج عشرة بالمئة منه فقط في الدماغ ضمن منطقةٍ في جذع الدماغ، ويوثر بعد ذلك على مناطق مختلفة من الجسم ليعطي تأثيراتٍ عديدة.

يتكون السيروتونين بدءاً من الحمض الأميني الأساسي التربتوفان (Tryptophan)، وهو حمضٌ أميني لا يستطيع الجسم تشكيله، لذا لا بدّ من الحصول عليه عن طريق الغذاء. ^{[1] [2] [3]}

ما هي أهمية وأدوار السيروتونين في الجسم؟

يملك السيروتونين أهميةً وأدواراً عديدةً في الجسم منها: ^{[1] [2] [4]}

1- الحالة المزاجية

ينظم السيروتونين الموجود في الدماغ الحالة المزاجية، فعندما يكون ضمن مستوياته الطبيعية يشعر الشخص أنه أكثر تركيزاً واستقراراً عاطفياً، وأكثر سعادةً وهدوء.

2- الهضم

السيروتونين يساعد في التحكم بوظيفة الأمعاء، ويلعب دوراً في حماية الأمعاء، فعندما يتمُّ إطلاقه من الأمعاء يتمُّ تسريع عملية هضم الطعام لتخليص الجسم من الأطعمة المهيجة أو المنتجات السامة، كما يلعب دوراً في تقليل الشهية أثناء تناول الطعام.

3- الغثيان

يحدث الغثيان عندما يتمُّ إطلاق السيروتونين في الأمعاء بشكلٍ أسرع من عملية هضمه، فيتلقى الدماغ رسالةً كيميائيةً لإحداث الغثيان.

4- النوم

يلعب السيروتونين دوراً في جودة النوم أي مدى ومدة النوم، كما أنه هامٌّ لصناعة الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ.

5- التئام الجروح

يتمُّ إطلاق السيروتونين من الصفائح الدموية في الدم للمساعدة في التئام الجروح، كما يسبّب تضيّق الأوعية الدموية الصغيرة، مما يقلل من تدفق الدم، ويساعد في تكوّن الخثرات، وهي عملية مهمة في التئام الجروح.

6- صحة العظام

قد تلعب مستويات السيروتونين دوراً في كثافة العظام، وقد تسبّب المستويات المرتفعة منه في الأمعاء جعل العظام ضعيفة، مما يؤدي لحدوث كسورٍ وهشاشةٍ عظمية.

7- الصحة الجنسية

للسيروتونين دور بالمشاركة مع الدوبامين في الرغبة بالممارسة الجنسية.

وللسيروتونين دور في صحة القلب، والأوعية الدموية، والعين، والتحكم في السلوك، والمزاج، والذاكرة، وتنظيم درجة حرارة الجسم، ويساعد في بدء الخلايا بعملية الانقسام الخلوي.

كيف يتمُّ قياس مستويات السيروتونين في الجسم؟

لا يمكن قياس مستويات السيروتونين في الدماغ، ولكن يتمُّ قياسها في الدم عبر أخذ عينة دمٍ وريدية وتحليلها في المخبر، رغم ذلك فإن مستوياته في الدم قد لا تعكس مستوياته في الدماغ. المستويات الطبيعية للسيروتونين في الدم هي 101 – 283 نانو غرام لكل ميلليمتر. ^[2]

ما هي أسباب انخفاض مستويات السيروتونين في الجسم؟

أسباب انخفاض مستويات السيروتونين في الجسم تشمل: ^[1]

1- عدم إنتاج الجسم ما يكفي من السيروتونين.

2- عدم استخدام الجسم للسيروتونين بشكلٍ فعال، نتيجة عدم وجود ما يكفي من مستقبلات السيروتونين أو أن المستقبلات لا تعمل كما ينبغي.

ماذا ينتج عن انخفاض مستويات السيروتونين في الجسم؟

ينتج عن انخفاض مستويات السيروتونين في الجسم عدة اضطرابات منها: ^{[1] [4]}

1- الاكتئاب ومشاكل المزاج الأخرى.

2- القلق، والأرق، ومشاكل النوم.

3- مشاكل في الجهاز الهضمي.

4- السلوك الانتحاري.

5- اضطراب الوسواس القهري.

6- اضطراب ما بعد الصدمة.

7- الفصام، والرهاب، واضطرابات الهلع.

8- الفراغ، واليأس، والتشاؤم، والإحباط، وفقدان الطاقة.

ما هي أسباب ارتفاع مستويات السيروتونين في الجسم؟

يحدث ارتفاع مستويات السيروتونين في الجسم نتيجة تناول دواءين أو أكثر من الأدوية التي تسبّب الاحتفاظ بالسيروتونين في الجسم، كمثبطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائية أو غيرها من الأدوية. ^{[1] [4]}

ماذا ينتج عن ارتفاع مستويات السيروتونين في الجسم؟

ينتج عن ارتفاع مستويات السيروتونين في الجسم متلازمة السيروتونين (Serotonin Syndrome)، تبدأ أعراضها بالارتعاش، والتعرق الزائد، والارتباك، وارتفاع ضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، والإسهال، التقيؤ والغثيان، أما الأعراض الشديدة تشمل عدم انتظام ضربات القلب والإغماء، وقد تسبّب تلفاً دائماً في بعض الأعضاء بشكلٍ مهدّدٍ للحياة ما لم يتمّ معالجتها بشكلٍ فوري. ^[1]

كيف تتمُّ زيادة مستويات السيروتونين في الجسم؟

يمكن زيادة مستويات السيروتونين في الجسم عبر: ^{[1] [2] [3] [4]}

1- ممارسة التمارين الرياضية، وركوب الدراجات، والسباحة.

2- الحصول على ضوء الشمس، حيث إنه حسب الدراسات ترتفع مستويات السيروتونين في الصيف والخريف، وفي ساعات النهار الطويلة.

3- الغذاء الحاوي على التربتوفان، مثل: الفواكه، والخضروات، الجبنة، بياض البيض، السمك، عباد الشمس، واليقطين، وبذور السمسم، الفول السوداني، فول الصويا، الديك الرومي.

4- الحصول على فيتامين B6 لأنه يشارك في تحويل التربتوفان إلى سيروتونين.

5- تناول المكملات الغذائية الحاوية على التربتوفان أو البروبيوتيك (Probiotics)، والمكملات العشبية، مثل: الجينسيغ، ونبتة سان جون، وجوزة الطيب، والحرمل السوري.

6- بعض الأدوية المؤثرة على مستويات السيروتونين في الجسم.

ما هي الأدوية التي تزيد من مستويات السيروتونين في الجسم؟

توجد ثلاثة أنواع رئيسية من الأدوية التي تزيد من مستويات السيروتونين في الجسم تعمل من خلال منع إعادة امتصاصه، مما يزيد من تركيزه في الدم والدماغ، وتشمل هذه الأنواع: ^{[1] [3]}

1- مثبطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائية

رمزها (SSRIs)، مثل: الباروكسيتين (Paroxetine)، الفلوكسيتين (Fluoxetine)، تستخدم في علاج بعض حالات الاكتئاب، واضطرابات الحالة المزاجية.

2- مثبطات إعادة قبط السيروتونين والنورأدرينالين

رمزها (SNRIs)، مثل: الفينلافاكسين (Venlafaxine) تستخدم في علاج بعض حالات الاكتئاب.

3- عائلة التريبتان

هي أدوية تستخدم لعلاج الشقيقة عبر زيادة تركيز السيروتونين في الدماغ، مثل: سوماتريبتان (Sumatriptan).

ما هي الطريقة التي تساعد في جعل الدماغ يحصل على كميةٍ كافية من السيروتونين؟

لجعل الدماغ يحصل على كميةٍ كافية من السيروتونين يجب الحصول على التربتوفان لتحويله إلى السيروتونين، ويتمُّ ذلك عبر محاولة تناول كميةٍ كبيرةٍ من مصادر الكربوهيدرات المعقدة، مثل: الخضراوات، والفواكه، والبقوليات، والحبوب الكاملة، عندما يتمُّ تناول هذه الكربوهيدرات يُنتج الجسم الأنسولين، مما يساعد العضلات على سحب المزيد من الأحماض الأمينية، فيمنح للتربتوفان فرصةً أكبر للوصول إلى الدماغ، والتحول إلى السيروتونين. ^[3]