تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الإباضة؟

الإباضة (Ovulation) هي إحدى مراحل الدورة الطمثية عند السيدة التي يحدث فيها إطلاق البويضة الناضجة من أحد المبيضين كل دورةٍ طمثية، وبعد انطلاق البويضة من المبيض تتجه باتجاه قناة فالوب، وهناك يتمُّ الإلقاح. ^[1]

ما هي آلية حدوث الإباضة؟

في بداية الدورة الطمثية يتمُّ إنتاج الهرمون المطلق لموجهات الغدد التناسلية (GNRH) من الوطاء الذي يحرض إنتاج (0FSH) الهرمون المنبه للجريب من النخامى، التي تؤدي إلى تحريض التطور الجريبي في المبيض، وبالتالي تنمو الجريبات وتتمايز، وتفرز كمياتٍ متزايدةٍ من الأستروجين.

التي تؤدي في نهاية الطور الجريبي إلى إفراز النخامى لموجة من الهرمون الملوتن LH، والذي يؤدي إلى إطلاق عملية الإباضة، حيث تسبّب دفقة LH زيادةً في التراكيز الموضعية للبروستاغلاندينات، والأنزيمات الحالة للبروتين في جدار الجريب المسيطر، وبالتالي يضعف الجدار، ويؤدي إلى انبثاق البويضة بشكلٍ بطيءٍ من خلال جدار الجريب. ^[2]

 متى تحدث الإباضة؟

يختلف توقيت حدوث الإباضة بين السيدات، ويختلف عند نفس السيدة بين الدورات، وهناك عدة عوامل تؤثر على حدوثها. في معظم الأحيان تحدث الإباضة بين اليوم 11 إلى 21  من بدء الدورة الطمثية أو قبل أسبوعين من بدء الدورة الطمثية التالية، تدعى فترة الإباضة بفترة الخصوبة، حيث يكون احتمال حدوث الحمل أعلى في حال حصل الجماع في فترة الخصوبة. ^[1]

كم المدة التي تبقى فيها البويضة حيةً بعد الإباضة؟

تعيش البويضة من 12إلى 24 ساعة بعد الإباضة، إذا تمّ إلقاحها خلال هذه الفترة يحصل الحمل، وإذا لم يتمّ إلقاحها، فإنها تتلاشى، ويمتصها الجسم. ^[2]

ما هي أعراض الإباضة؟

تختلف أعراض الإباضة بين السيدات، وأهمُّ الأعراض: ^[3]

1- ألم في الثديين.

2- ألم خفيف في أسفل البطن يستمر من دقائق إلى ساعات.

3- نزف مهبلي خفيف الشدة.

4- زيادة الرغبة الجنسية.

5- تغيرات في المزاج.

6- تغيرات في الشهية للطعام.

كيف يتمُّ تحري حدوث الإباضة؟

في أغلب الأحيان تكون الدورات الطمثية المنتظمة مع حدوث عسرة طمث إباضية، لكن قد تكون لا إباضية في 5 بالمئة من الحالات فقط. تتمُّ معرفة حدوث الإباضة خلال الدورة الطمثية باتباع أحد الطرق التالية: ^{[3] [4]}

1- حرارة الجسم

(Basal Body Temperature (BBT))

حيث تقوم السيدة بقياس درجة حرارتها فموياً أو شرجياً عند الاستيقاظ تماماً، وقبل النهوض من الفراش يومياً، حيث ترتفع الحرارة بعد الإباضة 0.5-1 درجة، وتستقر درجة الحرارة في الطور اللوتيني، وتنخفض تماماً قبل أو في اليوم الأول للطمث، ويستمر ارتفاع الحرارة في حال حدوث الحمل بسبب هرمون المشيمة البشرية (B-HCG)، ويحدث ارتفاع الحرارة بسبب ارتفاع قيم هرمون البروجسترون. تمتدُّ فترة الخصوبة لـ 7 أيام قبل ارتفاع الحرارة، وبعد أن تقوم السيدة بتسجيل مخطط الحرارة خلال عدة دورات طمثية، تصبح قادرةً على تحديد فترة الخصوبة، وتعدُّ هذه الطريقة أقل طرق تحري الإباضة كلفة.

2- تركيز هرمون البروجسترون في المصل

يبدأ تركيز هرمون البروجسترون بالازدياد مع حدوث دفقة هرمون LH، ويستمر بالازدياد التدريجي ليبلغ ذروته في اليوم 7-8 بعد الإباضة ثم ينخفض تدريجياً حتى حدوث الطمث، ويعتبر التوقيت الأفضل لإجراء عيار البروجسترون هو قبل أسبوع من الطمث المتوقع في منتصف الطور اللوتيني، ويختلف اليوم حسب طول الدورة الطمثية عند المرأة، وقيمته لا تدل على نوعية وكفاءة الجسم الأصفر.

3- دفقة هرمون LH في البول

تستمر دفقة (LH) لمدة 48 إلى 50 ساعة، ويطرح مباشرةً في البول، ويتمُّ استخدام شرائط LH تعرف باسم شرائط اختبار الإباضة (Ovulation kits)، حيث تكون إيجابيةً عندما يرتفع (LH) لـ 3 أضعاف، يتمُّ البدء بإجراء شرائط الإباضة قبل 2 إلى 3 أيام من موعد الدفقة، ويُفضّل إجراؤها في البول الصباحي، وتكون إيجابيةً في يومٍ واحدٍ أو في يومين متتابعين، غالباً تحدث الإباضة بعد 14 إلى 16 ساعة من دفقة (LH) اليوم الأفضل للجماع هو اليوم التالي لفحصٍ إيجابي.

4- إجراء خزعة باطن الرحم

يتمُّ إجراء الخزعة قبل أسبوع من الطمث المتوقع في العيادة بواسطة قناة خاصة، ويفضل إعطاء (NSAID) قبل الإجراء، ويدل وجود بطانةٍ إفرازيةٍ على حدوث الإباضة، ويمكن تحديد كفاءة الجسم الأصفر عن طريق إجراء الخزعة.

5- التصوير بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل

هو إجراء سلسلةٍ متتابعةٍ من التصوير لتحديد حدوث الإباضة، حيث يزداد حجم الجريب 1 -3 ميلي متر في اليوم، ويتمُّ البدء بمراقبة الجريب كل يومين بدءاً من اليوم التاسع من الدورة الطمثية حتى يصل حجم الجريب إلى 18- 25 ميلي متر، وهو جُريْبٌ جاهزٌ للإباضة ثم نعيد الإيكو بعد يومين، ونلاحظ علامات الإباضة، وهي:

● تراجع حجم الجُريْب أو اختفائه.

● كمية قليلة من السائل الحر في رتج دوجلاس.

6- مخاط عنق الرحم

حيث يكون المخاط في فترة الإباضة رائقاً، وغزير الكمية، وقابلاً للتمطُّط بسبب هرمون الأستروجين، وهذا يساعد في مرور النطاف عبر العنق، ووصولها إلى البويضة ثم يصبح كثيفاً وقليل اللزوجة بعد الإباضة.

كيف يتمُّ حساب توقيت الإباضة أو فترة الخصوبة

هناك عدة خطوات: ^[2]

1- يتمُّ تسجيل مواعيد الدورات الطمثية لعدة أشهر 6- 12 شهر لمعرفة نمط الدورات الطمثية.

2- يتمُّ حذف 18 يوم من أقصر دورةٍ طمثية خلال هذه الفترة لتحديد موعد بدء فترة الخصوبة.

3- يتمُّ حذف 11 يوم من أطول دورةٍ طمثية خلال فترة المراقبة لتحديد موعد انتهاء فترة الخصوبة.

4- في بداية الدورة الطمثية يتمُّ حساب فترة الخصوبة كما يلي: مثلاً كانت أطول دورة عند السيدة 30 يوماً، وأقصر دورة 28 يوماً يتمُّ إنقاص 18 من 28 يوماً، وإنقاص 11 من 30، فإن فترة الخصوبة تمتدُّ من اليوم العاشر للدورة الطمثية حتى اليوم التاسع عشر.

ما هي اضطرابات الإباضة؟

هي مجموعةٌ من المشاكل التي تعوق حدوث الإباضة، وتعدُّ مسؤولةً عن 25 بالمئة من حالات العقم عند السيدة حسب منظمة الصحة العالمية WHO، حيث تحدث إباضة غير منتظمة أو لا إباضة، وأكثر هذه الأسباب شيوعاً حدوث هذه الاضطرابات: ^[5]

1- متلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS، وهي أكثر سبب شيوعاً لاضطرابات الإباضة.

2- قصور المبيض المبكر (Ovarian Insufficiency (POI)) أو فشل المبيض المبكر (Premature Ovarian Failure (POF))، وهو توقف المبيضين عن إنتاج الهرمونات، وبدء سن اليأس قبل سن الأربعين.

3- اضطراب المحور الوطائي النخامي، حيث يحدث قصور في الهرمونات النخامية، ويسبّب هذا الاضطراب العديد من الحالات، مثل: الأورام، التهاب النخامى، بالإضافة إلى اضطراب الأكل، والشدة، والتمارين المجهدة، ويحدث أيضاً اضطراب المحور في الأمراض المزمنة.

4- خلل في تركيز الهرمونات، وأكثرها شيوعاً فرط برولاكتين الدم (Prolactinema).

5- نمط الحياة، حيث تؤثر العديد من العوامل على حدوث الإباضة، مثل:

● السُّمنة.

● زيادة الوزن السريعة أو خسارة الوزن السريعة.

● الأدوية، مثل: أدوية الصرع أو مضادات الالتهاب اللاستروئيدية NSAIDS.

كيف تؤثر الإباضة في حدوث الحمل؟

إن تحديد فترة الخصوبة يساعد بشكلٍ جيد على تحسين فرص حدوث الحمل، حيث تزداد فرص الحمل إذا حدث الجماع قبل خمسة أيام من الإباضة، وحتى يوم ٍواحدٍ بعدها، وذلك لأن البويضة تعيش 24 ساعة فقط بعد الإباضة، بينما تعيش النطاف من 3 إلى 5 أيام في جسم السيدة. ^[3]