Skip links
رسم توضيحي لامرأة مسنة تشعر بآلام عظمية

هشاشة العظام

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » هشاشة العظام

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ هشاشة العظام أو ترقُّقها (Osteoporosis) من أكثر الحالات شيوعاً لدى كبار السن، ولاسيما النساء بعد سن اليأس، ويقدر عدد الإصابات في الولايات المتحدة بنحو خمسين مليون إصابة، ولها أسباب عدة، مكتسبة من البيئة المحيطة، أو داخلية نتيجة الإصابة بأمراضٍ مزمنة.

بنية العظم

يحتوي جسم الإنسان ثلاثة أنواع من العظام، وهي: العظام الطويلة، مثل: عظم الفخذ، والقصيرة، مثل: عظام اليد، والمسطحة، مثل: عظم لوحي الكتف، وتتكون العظام من حوالي 10 بالمئة ماء، و30 بالمئة مكونات حيوية، مثل: الكولاجين، وبروتينات سكونكرية، و60 بالمئة مكونات غير حيوية. تحتوي البنية العظمية نسيجياً على نوعين من الخلايا التي تتشارك في الحفاظ على توازن نمو العظم، وهي: [1] [2]

1- الخلايا البانية للعظم (Osteoblasts)

هي خلايا كبيرة تنشأ في المرحلة الجنينية، وتتوضّع على سطح العظم، لتشكل السمحاق العظمي (Periosteum)، وهي مسؤولةٌ عن تشكيل العظم، وتخزين المعادن، ليصبح أقوى وأمتن، ومسؤولة أيضاً عن إعادة ترميم العظم لدى البالغين في حالة الكسور العظمية.

وهي المسؤولة عن النمو الطولي والعرضي للعظم، للوصول إلى مرحلة اكتمال النمو، وذلك بإفراز بروتيناتٍ تشكل المطرس العظمي (Bone Matrix) المكون من الكولاجين الممزوج بالكالسيوم والفوسفات، وبعض المعادن الأخرى، وبعد الانتهاء من عملها تتمايز إلى خلايا عظمية كهلة، وتتموّت بالآليات الطبيعية في الجسم.

2- الخلايا الهادمة للعظم (Osteoclasts)

هي خلايا كبيرة متعددة النوى (قد تصل عدد الأنوية إلى مئتي نواة) نتيجة اتحاد عدة خلايا وحيدة النوى موجودة في الدوران الدموي، وتشغل (Osteoclast) مكاناً على سطح العظم، وتدعى هذه المناطق فجوات هوشيب (Howship lacunae)، وتدعى بالفجوات، لأنها ناتجةٌ عن إنزيماتٍ مفرزة من الخلايا الكاسرة للعظم نفسه.

تعمل هذه الخلايا على تخريب بنية العظم، وارتشافه، استجابةً للتغييرات الحاصلة في بنية العظم بفضل حساساتٍ موجودةٍ في القسم الملاصق للعظم، إذ تفرز هذه الخلايا إنزيمات، مثل: حمض الفوسفاتاز (Acid phosphatase) الذي يستهدف الكولاجين والمواد غير الحيوية.

ولذلك أهمية كبيرة في تخفيف وزن العظام، وإمكانية استخدام الكالسيوم المخزن في بنية العظم، لرفع نسبته في الدم في حالات انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم، وبعد الانتهاء من تخريب العظم يتحول إلى شدفٍ صغيرةٍ تقوم الخلايا الهادمة بابتلاعها وهضمها في السيتوبلازما الموجودة فيها، وتقوم بإرسال المعادن إلى مجرى الدم.

ما هي أسباب الإصابة بهشاشة العظام؟

تصاب العظام بالترقُّق والهشاشة لدى كبار السن، وتعدُّ النساء بعد سن اليأس أكثر المعرضين للإصابة، وذلك بسبب نقص الهرمونات الجنسية الأنثوية، لأن هرمون الأستروجين يحافظ على صحة العظام ومتانته خلال مرحلة النشاط التناسلي، وتكون النساء الخاضعات لاستئصال الرحم أو اللواتي انقطعت دورتهن الطمثية في عمرٍ أصغر من العمر الوسطي للانقطاع أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام في سنٍّ مبكرة.

أما سبب إصابة الرجال بهشاشة العظام ليس معروفاً حتى الآن، لكن يرجح احتمال تعاطي هؤلاء الرجال بعض أنواع الأدوية، مثل: الستيروئيدات، أو شرب الكحول بكميةٍ كبيرة، أما العوامل الهرمونية، فهي أكثر ندرةً مقارنةً بالنساء، لكن يلاحظ لدى المصاب قيم منخفضة لهرمون التستوستيرون. كما تقسم أسباب الإصابة بهشاشة العظام بغض النظر عن الجنس إلى أسباب، وهي: [3] [4]

1- هرمونية

مثل: المرضى المصابين باضطرابات الغدة الدرقية، حيث تلاحظ الإصابة بهشاشة العظام لدى مرضى فرط وظيفة الغدة الدرقية، واضطرابات الغدة النخامية، وبعض الأمراض المترافقة بفرط هرمون جارات الدرق (Hyperparathyroidism).

2- عائلية

تزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظم في حال وجود قصةٍ عائليةٍ لدى الأقارب من الدرجة الأولى، إذ أثبتت الدراسة ازدياد حالات الإصابة بكسور عنق الفخذ في العائلة الواحدة.

3- تغذوية

تتعلق سلامة العظام بالمدخول الغذائي من الكالسيوم، وفيتامين D، وغيرها من الفيتامينات، والمعادن، لذلك تعاني الدول النامية والفقيرة من ارتفاع معدل الإصابة بهشاشة العظام، كما يزيد احتمال الإصابة لدى الأشخاص المصابين باضطرابات سوء الامتصاص، والأمراض الهضمية، مثل: الداء الزلاقي، حيث تمنع الآلية المرضية من امتصاص المواد الغذائية الضرورية الواردة من الطعام المأكول.

4- مناعية

تعمل بعض الأمراض المناعية على إصابة العظام في المقام الأول، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، حيث تهاجم الأضداد العظام والمفاصل، وتؤدي إلى ضعف متانتها، وبالتالي خلل في وظيفتها.

5- دوائية

يصاب الإنسان بهشاشة العظام نتيجة تعاطي بعض الأدوية، مثل: الستيروئيدات القشرية التي تستعمل في حالات الالتهاب والمدرات التي تستعمل لتخفيف الوذمات أو خفض الضغط، وبعض أنواع الأدوية المضادة للاختلاجات.

6- عادات غير صحية

يعدُّ الأشخاص الذين لديهم ضعف في النشاط البدني، وزيادة في الوزن، وقلة في تناول الأطعمة التي تحوي المعادن، والفيتامينات الكافية، وقلة التعرض لأشعة الشمس أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام بسبب زيادة الضغط، وعدم توافر مستلزمات النمو العظمي.

ما هي أعراض الإصابة بهشاشة العظام؟

إن هشاشة العظام مرضٌ صامت، ولا يُحدث أعراضاً نوعيةً تستدعي الشك بالإصابة، وزيارة اختصاصي الأمراض العظمية، لكن يمكن أن يعاني المريض من ألمٍ في العظام المعرّضة للضغط بشكلٍ متكرر، مثل: عظام الطرفين السفليين، والعمود الفقري في أسفل الظهر.

وقد يصاب العظم بكسورٍ عفوية، وهي الكسور التي تحدث دون وجود قوى ضغطٍ كافية لكسرها، وذلك بسبب ضعف متانة العظم، ويعاني المريض من أعراض العامل المُسبّب للهشاشة، كالأعراض الغدية أو الاستقلابية، ويلاحظ أيضاً نقصٌ في طول المريض أو اضطراباتٌ في المشية، والتعب السريع، نتيجة القيام بمجهودٍ بسيط. [4]

ما هي الفحوص المطلوبة لمرضى هشاشة العظام؟

يتطلب مرضى هشاشة العظام عدة فحوصاتٍ سريرية، ومخبرية، وتصويرية، لاستقصاء الحالة وسببها، ومن أهمّ الفحوصات: اختبار الكثافة العظمية، وذلك باستخدام تقنية تصوير الأشعة السينية، لقياس متانة العظم، ومعرفة محتواه من الكالسيوم والمعادن، ويدعى باختبار DEXA اختصاراً.

أما الفحوص المخبرية، فإنها تكمن في قياس مستوى الكالسيوم في الدم الذي يدل ارتفاعه على زيادة الارتشاف العظمي، ونقصانه على ضعف القدرة على ترميم العظم وتكوينه، كما يطلب الطبيب تحليل مستوى فيتامين D، ولاسيما في الدول الأوروبية الباردة التي تفتقر لأشعة الشمس، حيث يكون لدى مرضى نقص فيتامين D أعراض خاصة، أما الاعتماد الأكبر في تشخيص هشاشة العظام هو الفحص السريري، والقصة المرضية، متضمنةً السوابق العائلية، والعمر، والسوابق الدوائية. [5]

المراجع البحثية

1- The Editors of Encyclopedia Britannica. (2018). osteoblast. In Encyclopedia Britannica. Retrieved February 13, 2024  

2- Osteoclast, Definition, Function & Characteristics. (n.d.). Study.com. Retrieved February 13, 2024

3- NIAMS. (2017, April 7). Osteoporosis. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. Retrieved February 13, 2024

4- Osteoporosis. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved February 13, 2024

5- Stang, D. (2023, June 16). Everything you need to know about osteoporosis. Healthline. Retrieved February 13, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.