تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي عملية زراعة الأسنان؟

تُعتبر الزرعات السنّية (Dental implantology) إحدى الخيارات العلاجية للتعويض عن الأسنان المفقودة لدى المرضى الذين فقدوا أسنانهم بشكلٍ جزئي، أو كامل لأسبابٍ مرضية، أو رضّية، أو شذوذاتٍ تطورية. يتمُّ وضع الزرعة السنّية المصنوعة من مواد مُتقبَّلة حيوياً (لا يرفضها جسم الإنسان) داخل عظم الفكين من خلال إجراءٍ جراحي تحت التخدير الموضعي للمنطقة، ويعتمد استخدام الزرعات على حالة العظم في الفكين، حيث يتمُّ تقييم العظم المتبقي بعد القلع بطرقٍ متعددة، وذلك لمعرفة ما إذا كان العظم مهيئاً لاستقبال الزرعة أم لا. ^[1]

ما هي ميزات الزرعات السنّية؟

تتميز الزرعات السنّية بمزايا تتفوق بها عن التعويضات الثابتة الجزئية (الجسور)، والتعويضات الكاملة المتحركة التقليدية، ومنها: ^[1]

1- معدل النجاح مرتفع يتجاوز 97 بالمئة لأكثر من عشر سنوات.

2- حماية الأسنان المجاورة من الحساسية، والنخور، والمشاكل اللبية المرافقة للتعويضات الثابتة التقليدية (الجسور).

3- المحافظة على العظم من التراجع، والامتصاص مكان الأسنان المفقودة.

4- الراحة أثناء التحدث، والأكل بشكلٍ أفضل بكثير للمرضى الفاقدين لأسنانهم بشكلٍ كامل مقارنةً بالأجهزة الكاملة المتحركة التقليدية.

ما هي أشكال الزرعات السنّية؟

استخدمت العديد من أنظمة الزرع بأشكالٍ وتصاميم مختلفة، وتطورت تدريجياً حتى وصلت إلى الشكل المستخدم حالياً، ومن الأشكال التي استخدمت سابقاً الزرعات المسطحة الرفيعة بشكل شفرة، والتي توضع ضمن خندقٍ يُحفر داخل العظم، وكذلك الزرعات بشكل دبابيسٍ أو أقراصٍ رفيعة. أما حالياً، فمعظم الزرعات لها شكل برغي محلزن مخروطي أو أسطواني، وتتكون الزرعة السنّية من عدة أجزاء، وهي: ^[2]

● جسم الزرعة (الجزء الذي يوضع ضمن العظم).

● عنق الزرعة (الجزء الذي يتصل مع اللثة).

● الدعامة التي تحمل التعويض (السن).

تصنع الزرعات عادةً إما من المعادن، أو من المواد الخزفية (السيراميك)، أو من المواد البوليميرية، وتعتبر الزرعات المصنوعة من معدن التيتانيوم من أكثر أنواع الزرعات انتشاراً، حيث يتمتع بدرجة صلابةٍ عاليةٍ جداً تجعله مقاوماً للضغط، وهو آمنٌ على الجسم، ولا يتفاعل مع الأنسجة الفموية والمخاطية.

استطبابات الزرعات السنّية

1- التعويض عن فقد سنٍّ واحد.

2- التعويض عن فقد عدة أسنانٍ متجاورة عن طريق التعويضات الثابتة المدعومة بزرعتين أو أكثر.

3- التعويض عن قوسٍ سنّي كاملٍ لدى المرضى الفاقدين لكافة الأسنان باستخدام التعويضات الكاملة الثابتة المدعومة بالزرعات، والتي تسمّى (الأجهزة الفوقية). ^[1]

مضادات الاستطبابات

1- المرضى الذين يعانون من أمراض العظام والنُّسج الرخوة (هشاشة العظام)، والالتهابات غير المسيطر عليها.

2- مرضى السكري.

3-مرضى فيروس نقص المناعة المُكتسب (الإيدز).

4- المرضى المعالجين بالبيسفوسفونات (مرضى ترقُّق العظام).

5- مرضى العلاج الكيميائي، وكذلك العلاج الشعاعي في منطقة الرأس والعنق. ^[1]

ما هي الوسائل التشخيصية لعملية زرع الأسنان؟

1- الصور الإطباقية

2- الصورة البانورامية (Dental panoramic)

التي تعطي الطبيب تقييماً أولياً عن الحالة العامة للأسنان، والعظم الداعم لهم، والمناطق غير المرغوبة لوضع الزرعات من حيث الارتفاع، وتوضُّع قناة العصب للفك السفلي، وحجم وتوضُّع الجيب الفكي، والشكل التشريحي، والآفات المرضية الموجودة ضمن الفكين.

3- الصورة الجانبية للرأس (lateral cephalogram)

تعطي معلومات عن كلا الفكين قرب الخط المتوسط.

4- التصوير الشعاعي المقطعي المحوسب للفكين (cbct)

يسمح برؤية الفكين بشكلٍ ثلاثي الأبعاد، ويعطي صوراً تشخيصيةً عالية الوضوح للفكين. ^[3]

ما هي البروتكولات الجراحية المستخدمة في زرع الأسنان؟

1- الزرعات أحادية المرحلة

تُعرف بأنظمة الزرعات غير المنطمرة، وهي التي يتمُّ وضعها جراحياً داخل العظم دون تغطيتها، وتُترك مكشوفةً ضمن الوسط الفموي حتى يتمّ حدوث الاندماج العظمي مع جسم الزرعة، ويتمّ وضع الداعمة دون الحاجة إلى إجراء جراحةٍ جديدةٍ للنُّسج الرخوة فوق الزرعة.

2- الزرعات ثنائية المرحلة

تُعرف بالزرعات المنطمرة، وتوضع داخل العظم، وتحت الأغشية المخاطية، ويتمُّ كشفها بعد عدة أشهر (عادةً من 2 إلى 3 أشهر للفك السفلي، ومن 3 إلى 6 أشهر للفك العلوي) بإجراءٍ جراحيّ ثانٍ، حيث يتمُّ من خلاله كشف الأنسجة الرخوة لتثبيت الدعامة (السن) فوق الزرعة.

3- الزرعات ذات التحميل الفوري

يتمُّ تحميل الدعامة عليها في نفس الوقت. ^[3]

ما هي العوامل الأساسية للثبات الأولي للزرعات؟

1- طول الزرعة

تعتبر الزرعات التي تتراوح أطوالها بين 8 إلى 15 ميلي متر الأكثر استخداماً، حيث تتوافق مع أطوال الجذور الطبيعية للأسنان.

2- قطر الزرعة

يعدُّ القطر عاملاً مهماً جداً في توزيع الجهد على العظم المجاور، وتتراوح الأقطار بين 4 إلى 6، ويجب ألا تكون أقل من 3.25 ميلي متر.

3- شكل الزرعة

عادةً يكون أسطوانياً، وقد تكون ملساء أو محلزنة، ويعتبر الشكل المحلزن أفضل في توزيع الجهود الإطباقية، ويعطي مساحة تماسٍّ أكبر مع العظم، ويُعزّز الاندماج العظمي مع سطح الزرعة.

4- سطح الزرعة

حيث تختلف خشونة السطح بشكلٍ كبيرٍ بين الأنواع المختلفة للزرعات. ^[3]

ما هي معايير نجاح الزرعات السنّية؟

● عدم وجود حركة عمودية أو أفقية عند الفحص السريري للزرعة.

● عدم وجود شفوفية شعاعية حول الزرعة بالتصوير الشعاعي.

● غياب الألم عند المضغ، أو الضغط، أو القرع.

● عدم وجود علامات التهابية، أو إنتان، أو خدر في منطقة الزرعة.

● أن يكون فقد الدعم العظمي العمودي خلال السنة الأولى أقل من 0.2 ميلي متر. ^[3]

ما هو مفهوم الاندماج العظمي؟

يعرف الاندماج العظمي (Osseointergration) بأنه الارتباط البنيوي والوظيفي بين العظم السنخي وسطح الزرعة، حيث يعتبر شرطاً أساسياً لاستقرار الزرعة، وتحقيق النجاح السريري الطويل الأمد للزرعات، يعتمد الاندماج العظمي على عدة عوامل، وهي: ^[2]

● التوافقية الحيوية للمواد المُصنّعة منها الزرعة مع جسم الإنسان.

● تصميم الزرعة من حيث شكل السطح وخشونته.

● التقنية الجراحية المستخدمة في عملية الزرع.

● العوامل العظمية لمكان الزرع، مثل: تركيب العظم وأبعاده.

● ظروف التحميل والأفضل هو التحميل المتأخر خوفاً من حدوث حركة للزرعة ضمن العظم، وتشكل نسيجٍ ليفي حول الزرعة بدلاً من حدوث الاندماج العظمي.

ما هي الاختلاطات التي يمكن حدوثها بعد عملية الزرع؟

1- الالتهاب في موقع الزرعة، حيث يُعتبر من أكثر الاختلاطات حدوثاً، وتتعلق معالجته بشكلٍ أساسي بحدة وموقع الالتهاب، فمن الممكن أن تتمّ معالجته بالمضادات الحيوية إذا كان ضمن النُّسج الرخوة، أما إذا كان ضمن العظم، فقد نضطر إلى إزالة الزرعة.

2- حدوث أذيةٍ عصبية في اللثة أو خدر وتنميل في الشفة.

3- مشاكل في الجيوب الأنفية في حال تجاوز زرعات الفك العلوي لتجويف الجيب الفكي. ^[4]