Skip links
رسم توضيحي للعصب الناصف المار في اليد والمسبب لمتلازمة النفق الرسغي

متلازمة النفق الرسغي

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » متلازمة النفق الرسغي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ تناذر النفق الرسغي من التناذرات الشائعة جداً عند البالغين، والتي عادةً ما يتمُّ إهمالها نظراً لسيرها المزمن البطيء لتصبح في الحالات الشديدة تتطلب علاجاً جراحياً لتخفيف معاناة المريض.

ما هو تناذر النفق الرسغي؟

متلازمة النفق الرسغي ((CTS) Carpal tunnel syndrome) هي متلازمةٌ مزمنةٌ عصبية يصاب فيها العصب الناصف، وهو العصب المسؤول عن التعصيب ضمن راحة اليد أثناء مروره من الساعد إلى راحة اليد، وهي حالةٌ تنتج بسبب بعض الحالات المرضية، كالسكري، وغيره، أو تنتج عن الإرهاق المستمر بسبب بعض، كالخياطة وغيرها.

يمرُّ العصب الناصف عبر نفق الرسغي، وهو عبارةٌ عن ممرٍ ليفيّ ضيقٍ يمرُّ عبره أوتار عضلات اليد بالإضافة إلى العصب الناصف، فإذا تضيّق هذا النفق سيؤدي ذلك إلى انضغاط العصب الناصف الأمر الذي بدوره يُسبّب الإحساس بالخدر، أو الضعف في اليد والأصابع. وهي من الحالات واسعة الانتشار حول العالم حيث تقدر نسبة المصابين بمتلازمة النفق الرسغي بحوالي 4 بالمئة إلى 5 بالمئة عالمياً.

عادةً ما تتظاهر متلازمة النفق الرسغي ببطء، وبأعراضٍ خفيفة إلا أن إهمال هذه الحالة المرضية قد يجعل من اليد المصابة غير فعّالةٍ في القيام بالمهام اليومية الاعتيادية، وهذا الأمر يؤدي إلى زيادة الاعتماد على اليد غير المسيطرة، وحدوث الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي بكلتا اليدين، ويعتمد تطور هذه الحالة بشكلٍ رئيسي على نمط حياة الشخص حيث إن كثير من المهن تسرُّع في تطور أعراض متلازمة النفق الرسغي. [1] [2]

ما هي أعراض متلازمة النفق الرسغي؟

تبدأ الأعراض بالظهور بإحدى اليدين أو كليهما في بعض الحالات المترافقة مع أمراضٍ أخرى على شكل خدرٍ وضعفٍ بالإحساس، وهذه الأعراض غالباً ما تزداد شدتها مساءً وتزول في الصباح، وتشمل الأعراض المبكرة: [1]

1- خدرٌ ليلي.

2- ضعفٌ أو غيابٌ حسيّ في اليد ورؤوس الأصابع، وخاصةً في الإبهام والأصابع الوسطى.

3- تنميلٌ في رؤوس الأصابع.

تتطور الأعراض في الحالات المُهملة غير المُعالجة.

ما هي الأعراض المتأخرة؟

1- تنميلٌ وخدرٌ مستمرٌّ طوال اليوم، وخاصةً عند القيام ببعض الأعمال البسيطة، مثل: قراءة كتاب.

2- ألمٌ شديدٌ مستمر يزداد حدّةً في المساء.

3- ضعفٌ في حركات الأصابع، وعدم القدرة على القيام ببعض حركات اليد.

4- عدم القدرة على التقاط الأشياء الصغيرة.

كما تمَّت ملاحظة غيابٌ تام للقدرات الحسية في بعض الحالات، مثلاً: لا يستطيع المريض التمييز بين الماء البارد والماء الساخن من دون النظر إليه.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي؟

في متلازمة النفق الرسغي لا تكون الإصابة عصبية، ولا يكون الضرر على مستوى العصب الناصف إنما تكون الإصابة بسبب تسمُّك النفق الرسغي، وانضغاط الأوتار، والعصب الناصف ضمن هذا النفق، ويمكن أن يحدث هذا التسمُّك للعديد من الأسباب منها: [1] [2]

1- الرضوض والإصابات على اليد والمرفق.

2- اضطراب وظائف الغدة الدرقية أو النخامية.

3- التهاب المفاصل الرثياني.

4- الاستخدام المتكرر لبعض الأدوات الاهتزازية.

5- الحمل وسن اليأس.

6- الجنس بشكل عام الإناث هم أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.

7- الأورام والكيسات ضمن النفق الرسغي.

8- السكري والأمراض الاستقلابية التي قد تؤدي إلى اضطراب السوائل ضمن الجسم.

9- العمر حيث يظهر تناذر النفق الرسغي غالباً عند البالغين فقط.

كما أنه بعض المهن تزيد من احتمال الإصابة بتناذر النفق الرسغي، كالحياكة، والصيد، والعمل ضمن المعامل، والصناعة، ومدخلي البيانات، فالاستخدام المطول للوحة المفاتيح يزيد احتمال إصابة بالنفق الرسغي.

كيف يُشخّص تناذر النفق الرسغي؟

يمكن تشخيص تناذر النفق الرسغي عبر العديد من الوسائل منها: [1]

1- الفحص الفيزيائي ضمن العيادة: حيث يقوم الطبيب بفحص الوظائف الحسية ضمن اليد والساعد وصولاً للكتف لتحديد شدة الإصابة، ولتأكيد فيما إذا كانت الأعراض ناتجةً عن تناذر النفق الرسغي أو بسبب إصابات خارج مستوى النفق الرسغي.

2- بعض الاختبارات النوعية على الرسغ.

1- اختبار Phalen

والذي يتمُّ فيه ثني الرسغ الأمر الذي سيزيد من أعراض تناذر النفق الرسغي بسبب تضيُّق النفق أثناء الثني خلال دقيقة واحدة.

2- اختبار Tinel

يقوم الطبيب الفاحص بالضغط على امتداد العصب الناصف ليشعر المريض المصاب بتناذر النفق الرسغي بالخدر والتنميل.

3- دراسة الناقلية العصبية للعصب الناصف: ويتمُّ ذلك عبر دراسة الناقلية الكهربائية للعصب الناصف، حيث يُلاحظ بطء في الناقلية لهذا العصب عند CTS.

4- كما يمكن الاعتماد على التصوير الشعاعي بالأشعة السينية X-RAY، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وغيرها لنفي وجود التهاب أو كتل متوضّعة ضمن النفق الرسغي.

كيف يتمُّ تدبير تناذر النفق الرسغي؟

بشكلٍ عام يمكن تدبير الحالات المتوسطة والخفيفة من تناذر النفق الرسغي في المنزل، وذلك من خلال: [1]

1- التجبير: حيث يتمُّ ارتداء الجبيرة في الليل.

2- الابتعاد عن بعض المهن والنشاطات التي يتمُّ فيها ثني المعصم لفتراتٍ طويلة.

3- الأدوية: عادةً ما تستخدم مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، كالأسبرين، والإيبوبروفين، وكما يمكن وصف الستيروئيدات القشرية حيث يتمُّ حقنها ضمن المعصم لتخفيف الألم على المريض، وتكون عادةً الاستجابة فوريةً على هذه الأدوية.

4- يمكن ممارسة بعض التمارين التي تخفف من حدة الألم على المرضى.

5- وكما يمكن لليوغا أن تساعد على تخفيف الألم، وتقوية عضلات اليد.

إن تقدم الحالة، وضعف الوظائف الحسية والحركية لليد في بعض الحالات المُهملة قد يحتاج إلى تداخلٍ جراحي على اليد المصابة. يتلخّص العمل الجراحي بقطع النسيج الليفي المكوّن للنفق الرسغي، وتحرير العصب الناصف، والأوتار المحيطة به، ويتميز بسهولته النسبية، وعدم الحاجة إلى الإقامة في المشفى بعد انتهائه، وكما أن نسبة نجاحه مرتفعة، ولا يحدث النكس عادةً، وتتحسن وظائف اليد والرسغ مباشرةً بعد إتمام العلاج.

المراجع البحثية

1- Carpal Tunnel Syndrome. (n.d.). National Institute of Neurological Disorders and Stroke. Retrieved August 23, 2023

2- Frcpc, N. L. a. M. M. (n.d.). Carpal Tunnel Syndrome: practice essentials, pathophysiology, epidemiology. Retrieved August 23, 2023

  1. الورم الشفائي - كاف
    Permalink

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.