Skip links
رسم توضيحي لجنين متواجد داخل رحم المرأة

قلة السائل الأمنيوسي – الأسباب، الأعراض وكيف يتمُّ علاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي قلة السائل الأمنيوسي؟

هي نقصٌ في كمية السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين عن كميته الطبيعية بحيث يقلُّ عن الخمس المئوية الملائمة لعمر الحمل، ويدعم السائل الأمنيوسي نموّ الجنين بطرقٍ عديدة، وتعتبر كميته مهمةً جداً لأن زيادته المفرطة أو نقصه يسبّب خللاً في نمو الجنين واضطرابات في سير الحمل. تحدث قلة السائل الأمنيوسي (Oligohydramnios) عند حوالي 4 بالمئة من الحوامل، والأشيع مصادفته في الثلث الأخير من الحمل، وترتفع هذه النسبة إلى 12 بالمئة في حالات الحمل المديد. [1]

ما هي كمية السائل الأمنيوسي الطبيعية؟

تزداد كمية السائل الأمنيوسي بشكلٍ تدريجي مع تقدُّم الحمل، حيث تبلغ ذروته حوالي الأسبوع 33-34 من الحمل، ثم يستقر حجمه حتى الأسبوع 38، ثم يتناقص ليبلغ حوالي 500 ميلي لتر في نهاية الأسبوع 40 من الحمل. [1]

كيف يتمُّ قياس حجم السائل الأمنيوسي؟

تتمُّ معرفة حجم السائل الأمنيوسي عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، ويتمُّ إجراء ما يلي: [2]

1- قياس أعمق جيب مفرد (Maximum vertical pocket (MVP))

يتمُّ البحث عن أعمق جيبٍ للسائل الأمنيوسي بحيث لا يحوي هذا الجيب حبلاً سرياً أو أجزاء جنينية، ويتمُّ حساب قياسه بشكلٍ عمودي، ويعتبر القياس طبيعياً عندما يكون بين 2- 8 سنتيمتر، ويمكن إجراؤه في حالات الحمل المفرد أو الحمل التوأمي.

2- حساب مشعر السائل الأمنيوسي (Amniotic fluid index (AFI))

يتمُّ البدء بأخذ هذا القياس بعد الأسبوع الحملي 20، حيث يتمُّ تقسيم بطن الحامل إلى أربعة أرباع، ويتمُّ قياس أعمق جيبٍ أمنيوسي في كل ربع، وجمع القياسات الأربعة لنحصل على مشعر السائل الأمنيوسي، ويكون المشعر ضمن الطبيعي عندما يكون بين 5 إلى 25 سنتيمتر.

ما هي أسباب قلة السائل الأمنيوسي؟

1- انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل (PPROM)، وهو تمزُّق في الأغشية الأمنيوسية، وخروج السائل الأمنيوسي عبر المهبل قبل بدء المخاض، وقبل الأسبوع 37 من الحمل.

2- شذوذاتٍ صبغيةٍ أو جينية.

3- قصور المشيمة (Placental insufficiency) هو عدم كفاية وخلل في وظائف المشيمة يؤدي إلى نقص التروية الدموية التي تصل إلى الجنين، وعندها يتمُّ تحويل التروية الدموية إلى الأعضاء المهمة عند الجنين، مثل: دماغه بدلاً من الأعضاء الأخرى، مثل: البطن، والكلى، وهذا يؤدي إلى انخفاض إنتاج السائل الأمنيوسي.

4- تشوُّهاتٍ خلقية عند الجنين، وخاصةً التي تصيب الكلى، مثل: خلل في تصنُّع الكليتين، مثل: متلازمة بوتر، أو خلل التنسُّج الكيسي الخلقي في الكلى، أو ما يعرف بداء الكلى المتعدّدة الكيسات، أو في حالات وجود انسدادٍ في السبيل البولي للجنين.

5- متلازمة نقل الدم الجنيني بين التوائم.

6- حالات مرضية عند الأم، مثل: إصابة الحامل بالداء السكري، أو ارتفاع التوتر الشرياني المزمن، أو تسمُّم الحمل، أو الإصابة بالتجفاف ونقص الأكسجة المزمن.

7- الإصابة ببعض الإنتانات الفيروسية.

8- حالات الحمل المديد.

9- استخدام الحامل لبعض الأدوية، مثل: مثبطات أنزيم الأنجيوتنسين، ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs.

10- قلة السائل الأمنيوسي مجهول السبب يشكل نسبةً هامةً من الحالات، خاصةً في الثلث الأخير من الحمل، ويعتبر إنذاره أفضل من باقي الحالات. [1]

ما هي أعراض وعلامات قلة السائل الأمنيوسي؟

قد لا تنتبه الحامل إلى أعراض وعلامات قلة السائل الأمنيوسي حتى يخبرها طبيبها بها، وأهمُّ هذه العلامات: [3]

1- صغر حجم الرحم، حيث يُلاحظ نقصٌ في ارتفاع قعر الرحم عن الارتفاع المتوقّع بالنسبة لعمر الحمل.

2- قلة حركة الجنين.

3- عدم زيادة الوزن بشكلٍ طبيعي خلال الحمل.

4- تسرُّب السائل الأمنيوسي عبر المهبل في حالات انبثاق الأغشية الباكر.

ما هي مضاعفات قلة السائل الأمنيوسي؟

1- موت الجنين داخل الرحم.

2- الإسقاطات.

3- تأخر نموّ الجنين داخل الرحم.

4- عدم نضج رئتي الجنين.

5- تشوُّهات الأطراف، خاصةً في حال حدوث قلة السائل الأمنيوسي في وقتٍ باكرٍ من الحمل.

6- المضاعفات خلال المخاض، مثل: انضغاط الحبل السري، واضطراب نظم قلب الجنين، وزيادة الحاجة للولادة عن طريق العملية القيصرية.

7- الولادة الباكرة. [4]

كيف يتمُّ تقييم وتشخيص حالات قلة السائل الأمنيوسي؟

1- القصة السريرية: حيث يتمُّ سؤال السيدة عن خروج سائلٍ رائقٍ ودافئٍ عبر المهبل.

2- الفحص السريري، وفيه يتمُّ إجراء:

 – تقدير ارتفاع قعر الرحم، حيث يكون أقل من الارتفاع المتوقّع لعمر الحمل في حالات قلة السائل الأمنيوسي.

– فحص للحوض مع وضع منظارٍ مهبلي (سبيكلوم) لملاحظة خروج السائل الأمنيوسي أو تجمُّعه في رتوج المهبل في حالات انبثاق الأغشية الباكر.

3- إجراء صيغةٍ صبغيةٍ للجنين، خاصةً في حالات قلة السائل الأمنيوسي مجهول السبب.

4- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو):

– يتمُّ قياس أعمق جيبٍ أمنيوسي، ويكون هناك قلة في السائل عندما يكون قياسه أقل من 2 سنتمتر.

– يتمُّ حساب مشعر السائل الأمنيوسي، ويكون هناك قلة سائلٍ عندما يكون المشعر أقل من 5 سنتيمتر.

– يتمُّ البحث عن تشوُّهاتٍ جنينيةٍ تشريحية، وخاصةً كليتا الجنين، والبحث عن حالات انسداد للسبيل البولي.

– قياس حجم ووزن الجنين لتقييم كفاية وظائف المشيمة، وفي حال وجود تأخُّر في نمو الجنين، قد يتمُّ إجراء دوبلر للأوعية الجنينية. [1]

كيف يتمُّ علاج قلة السائل الأمنيوسي؟

يعتمد العلاج بشكلٍ أساسي على عمر الحمل، وشدة قلة السائل الأمنيوسي: [4]

1- إذا كان الجنين ناضجاً في تمام الحمل، قد يقترح الطبيب الولادة عن طريق تحريض المخاض مع مراقبةٍ شديدةٍ للأم والجنين.

2- إذا تمَّ تشخيص قلة السائل الأمنيوسي قبل تمام الحمل، يتمُّ اعتماد العلاج المُحافظ، وذلك بإجراء اختبار اللاشدة، وإجراء الصيغة الفيزيوحيوية، لمتابعة حالة الجنين داخل الرحم مع إماهة الأم، حيث يتمُّ إعطاؤها السوائل وريدياً أو عن طريق الفم، وتُعتبر مفيدةً جداً، خاصةً في حالات قلة السائل الأمنيوسي خفيف الشدة.

3- يختلف التوقيت الذي يحدّده الطبيب للولادة حسب كل حالة، وقد يتمُّ إجراء ما يلي:

● حقن السوائل داخل الرحم عن طريق استخدام إبرةٍ رفيعة، حيث تساعد الطبيب في رؤية تشريح الجنين بشكلٍ أفضل، ولكن تعود قلة السائل الأمنيوسي غالباً خلال أسبوع بعد الحقن.

● نقل السائل السلوي (Amnioinfusion) أثناء المخاض عن طريق قثطرةٍ داخل الرحم لتخفيف الضغط على الحبل السري.

المراجع البحثية

1- Oligohydramnios. (N.d.). Teachmeobgyn.com. Retrieved November 14, 2024

2- Keilman, C., & Shanks, A. L. (2024). Oligohydramnios. StatPearls Publishing. Retrieved November 14, 2024

3- Oligohydramnios. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved November 14, 2024

4- Low amniotic fluid levels: Oligohydramnios. (2017, April 27). American Pregnancy Association. Retrieved November 14, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.