Skip links
مجموعة من المأكولات مثل فيليه سمك، البيض، الجبنة الصفراء موجودة على طاولة بيضاء و وسطها لافتة مكتوب عليها كلمة فيتامين D بالإنكليزية

عوز فيتامين D عند الأطفال – ما هي أعراض نقصه؟ كيفية الوقاية

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » عوز فيتامين D عند الأطفال – ما هي أعراض نقصه؟ كيفية الوقاية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر فيتامين D عنصراً غذائياً أساسياً وضرورياً لتأمين نموٍ وتطورٍ طبيعي للطفل، حيث يؤثر على توازن الكالسيوم والفوسفور وعلى صحة العظام والأسنان، ويعدُّ عوز فيتامين D من الاضطرابات المرضية الواسعة الانتشار عند الأطفال حيث تبلغ نسبة انتشاره في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 15 بالمئة عند الأطفال بين عمر (1 إلى 11) سنة، و17 بالمئة عند المراهقين.

يؤدي النقص الحاد في مستوى فيتامين D في الجسم إلى الإصابة بالكُساح عند الرضع والأطفال، وإلى الإصابة بتليُّن العظام عند البالغين، وقد يترافق مع نقص الكالسيوم مما يؤدي إلى حدوث نوبات من التكزُّز والاختلاجات. [1] [2]

ما هو فيتامين D؟

فيتامين D هو أحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج الجسم إليها لبناء عظامٍ سليمةٍ وصحية، وذلك لأن الجسم لا يستطيع امتصاص الكالسيوم (المكون الأساسي للعظام) إلا عند وجود كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين D، كما ينظّم فيتامين D العديد من الوظائف الحيوية في الجسم حيث يلعب دوراً هاماً في عمل الجهاز المناعي والعصبي.

وله دور مضادٌّ للالتهاب ومضادٌّ للأكسدة، كما يؤثر على عمل العضلات.  والفيتامين D من الفيتامينات المُنحلّة في الدسم، ويتواجد بشكلين فعّالين هما الشكل التركيبي الصناعي D2 (أرغوكالسيفيرول Ergocalciferol )، والشكل الطبيعي D3 ( كولي كالسيفرول Cholecalciferol). [3] [4]

ما هي مصادر فيتامين D؟

1- يقوم الجلد بتركيب فيتامين D بشكل ذاتي عند التعرُّض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس، حيث يكون معظم الأطفال قادرين على إنتاج كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين D عند التعرُّض لأشعة الشمس في الفترة الممتدة بين أواخر شهر آذار وحتى نهاية شهر أيلول حيث تكون أشعة الشمس في قمة نفوذيتها، ومن ثم يحدث التناقص التدريجي في باقي أشهر السنة.

2- كما يتواجد فيتامين D في عدد قليل من الأطعمة الطبيعية، مثل: سمك السلمون والسردين، اللحم الأحمر، صفار البيض، الكبد.

3- كما يتواجد في المُكمّلات الغذائية، والحليب المعزّز، وحبوب الإفطار المُدعّمة. [5]

ما هو عوز فيتامين D عند الأطفال؟

عوز فيتامينD هو انخفاض في مستوى فيتامين D في المصل، وذلك لأن الجسم لا يستطيع الحصول على كمياتٍ كافيةٍ منه إما بسبب قلة التعرُّض للشمس، أو نقص الوارد الغذائي، أو بسبب الاضطرابات المرضية التي تؤثر على امتصاص فيتامين D وإنتاجه. ويؤدي عوز فيتامين D إلى نقص امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء مما يُسبّب نقص مستواهما في الدم.

ونقص كالسيوم الدم بدوره يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون جارات الدرق الذي يعمل على زيادة ارتشاف العظم (أي زيادة التدمير الطبيعي للعظم الذي يتمُّ بواسطة الخلايا الكاسرة لتحرير الكالسيوم إلى الدم) مما يُسبّب نقصاً في مستوى الكالسيوم في العظام، فتصبح لينةً وطريةً ومعرضةً للانحناء عند المشي مما يؤدي إلى تقوُّس الساقين وحدوث الكُساح بالإضافة إلى التأثير على عمل العظام والعضلات، فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقةٍ بين عوز فيتامين D وبين العديد من الاضطرابات المناعية، والعصبية، والنفسية، والقلبية، والوعائية. [4] [6]

ما هي عوامل الخطر للإصابة بعوز فيتامين D عند الأطفال؟

1- قلّة التعرُّض لأشعة الشمس حيث إن المدة الزمنية اللازمة للتعرُّض لأشعة الشمس هي 20 دقيقة يومياً، ويجب أن يتعرّض أكثر من 40 بالمئة من الجسم للوقاية من نقص فيتامين D.

2- الأطفال أصحاب البشرة الداكنة، لأن لديهم كمياتٍ أعلى من الميلانين تلعب دوراً وقائياً من أشعة الشمس، لذلك يحتاجون للتعرُّض لأشعة الشمس لفترة أطول لكي يتمكنوا من الحصول على كفايتهم من فيتامين D.

3- الأطفال المولودين قبل الأوان (الخدج).

4- الاقتصار على الإرضاع الوالدي عند الأطفال الرضع دون إعطاء المُكمّلات الغذائية الحاوية على فيتامين D، حيث إنه رغم كون حليب الأم هو أفضل غذاءٍ للطفل الرضيع، ولكنه لا يحتوي على كمياتٍ كافيةٍ من فيتامين D.

5- الأطفال الذين لديهم اضطرابات مرضية تؤثر على امتصاص فيتامين D واستقلابه مثل: الأمراض الكبدية والكلوية، الاضطرابات الهضمية مثل: التليُّف الكيسي، والتهاب الأمعاء.

6-تناول بعض الأدوية مثل: مضادّات الصرع. [5] [6]

ما هي الأعراض السريرية للإصابة بعوز فيتامين D عند الأطفال؟

إن فيتامين D ضروريٌّ لتشكيل عظامٍ صلبةٍ ومتينة، وبالتالي فإن نقصه سوف يجعل من العظام هشّةً وسهلة الكسر، ومن الأعراض السريرية التي قد تحدث: [6] [7]

1- الألم العظمي خاصةً في العظام الطويلة الموجودة في الأطراف السفلية، وقد يكون الألم شديداً، ويوقظ الطفل من النوم ليلاً.

2- الألم والضعف العضلي والآلام المفصلية.

3- كما تحدث تشوُّهاتٌ وكسورٌ عظمية في المراحل المتقدمة.

4- كما يحدث تأخُّر انغلاق اليوافيخ، واتساعها، وزيادةٌ في محيط الرأس، وتشكل مناطق من التليُّن العظمي في الجمجمة (التابس القحفي).

5- كما تتشكل السبحة الضلعية، وهي عبارةٌ عن عقيدات ناتجة عن ضخامة في الوصل الغضروفي العظمي في الأضلاع.

6- ويحدث تقوّسٌ في العمود الفقري.

7- كما تحدث زيادة في عرض مشاشات الأطراف، وتقوّس في الأطراف السفلية.

8- ويحدث فشلٌ في النمو عند الطفل، وتأخُّرٌ في التطور الروحي الحركي لديهن وأيضاً يحصل تأخُّرٌ في بزوغ الأسنان.

9- وفي حال ترافق عوز فيتامين D مع نقص الكالسيوم الشديد قد يؤدي ذلك إلى التكزُّز (تقلُّصات عضلية لا إرادية تتظاهر بتشنُّج الحنجرة والاختلاجات).

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بعوز فيتامين D عند الأطفال؟

1- يتمُّ معايرة 25 هيدروكسي فيتامين (25 -OH D) D: ويعطي معلوماتٍ عن تركيز فيتامين D في المصل، وتدلُّ مستوياته في المصل على:

– في حال كان مستواه في المصل أقلّ من 20 نانو غرام/مل (50 نانو مول/ل) يُعتبر مستوى فيتامين D ناقصاً.

– في حال كان مستواه بين 21 إلى 29 نانو غرام/مل (52-72) نانو مول/ل) يُعتبر مستوى فيتامين D غير كافٍ.

– في حال كان مستواه أعلى من 30 نانو غرام/مل (75 نانو مول/ل) يُعتبر مستوى فيتامين D كافياً بشكل عام.

2- يتمُّ معايرة الكالسيوم، والفوسفور، والفوسفاتاز القلوية.

3- كما يتمُّ إجراء التصوير الشعاعي لتحديد الاضطرابات العظمية المرافقة. [8]

كيف تتمُّ الوقاية من الإصابة بعوز فيتامين D عند الأطفال؟

1- التعرُّض لأشعة الشمس لفترةٍ كافية مع الوارد الغذائي الجيد.

2- إعطاء الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 12 شهر، والذين يتلقون رضاعةً طبيعيةً أو حليباً صناعياً (أقلّ من 500 مل باليوم) جرعة يومية وقائية من فيتامين D مقدارها 400 وحدة دولية.

3- إعطاء الأطفال الأكبر سناً والمراهقين الذين لديهم عوامل خطر (قلة تعرضٍ للشمس، بشرة داكنة) جرعةً يوميةً وقائيةً من فيتامين D مقدارها 600 وحدة دولية. [5] [8]

كيف يتمُّ تدبير الكساح الناتج عن عوز فيتامين D عند الأطفال؟

يوجد العديد من البروتوكولات العلاجية المُتّبعة لعلاج الكُساح عند الأطفال ومنها: [8]

1- الأطفال بعمر أقلّ من ثلاثة أشهر: يتمُّ إعطاء 2000 وحدة دولية يومياً من فيتامين D بشكلٍ يومي لمدة ثلاثة أشهر.

2- الأطفال بعمر يتراوح ثلاثة أشهر إلى سنة: يتمُّ إعطاء 2000 وحدة دولية يومياً من فيتامين D بشكلٍ يومي لمدة ثلاثة أشهر أو إعطاء جرعةٍ واحدةٍ مقدارها 50 ألف وحدة دولية.

3- الأطفال بين عمر 12 شهر إلى 12 سنة: يتمُّ إعطاء (3000 إلى 6000) وحدة دولية يومياً من فيتامين D عن طريق الفم لمدة ثلاثة أشهر أو جرعة واحدة 150ألف وحدة دولية.

4- الأطفال بعمر أكبر من 12 سنة: يتمُّ إعطاء 6000 وحدة دولية يومياً من فيتامين D لمدة ثلاثة أشهر أو جرعةٍ واحدة مقدارها 300 ألف وحدة دولية.

المراجع البحثية

1- Porto, A. (2022, August 24). Vitamin D for babies, children & adolescents. HealthyChildren.org. Retrieved June 15 ,2023

2- Misra, M. (2022, April 12). Vitamin D insufficiency and deficiency in children and adolescents. UpToDate. Retrieved June 15 ,2023

3- Mayo Clinic. (2021, February 9). Vitamin D. Mayo Clinic.  Retrieved June 15, 2023

4- Sizar,O. Khare , S. Goyal , A. Givler ,A . (2023, February 19). Vitamin D Deficiency. Retrieved June 15, 2023

5- NHS choices. (2020, August 3). Vitamin D. NHS choices. Retrieved June 15 ,2023  

6- The Royal Children’s Hospital Melbourne. (2018, May). Vitamin D. The Royal Children’s Hospital Melbourne. Retrieved June 15, 2023

7- NHS choices. (n.d ). Vitamin D deficiency in children. NHS choices. Retrieved June 15 ,2023

8- Kubala, J. (2022, March 8). Vitamin D deficiency in kids: Signs, symptoms and more. Healthline. Retrieved June 15, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.