صرير الأسنان – الأسباب، الأعراض وما هي طرق العلاج؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
صرير الأسنان (Bruxism) هو حالةٌ شائعة يحدث فيها احتكاكٌ زائدٌ للأسنان العلوية والسفلية مع بعضها بشكلٍ غير وظيفي، تترافق مع انقباضاتٍ للعضلات الماضغة، ودفع الفك السفلي. يمكن أن يُصنّف صرير الأسنان إلى:
● الصرير أثناء اليقظة (Awake Bruxism).
● الصرير أثناء النوم (Sleep Bruxism).
ولكلٍّ منهما عوامل مساهمة مختلفة، وصرير الأسنان أثناء النوم هو الأكثر شيوعًا بين الأطفال، حيث يؤثر على 15 بالمئة إلى 40 بالمئة من الأطفال، و8 بالمئة إلى 10 بالمئة من البالغين. أما صرير الأسنان أثناء اليقظة، فيؤثر على 22.1 بالمئة إلى 31 بالمئة من السكان. كما يُصنّف صرير الأسنان إلى أولي أو ثانوي بناءً على ارتباطه بحالاتٍ طبيةٍ أخرى:
● صرير الأسنان الأولي لا يرتبط بأي حالةٍ طبية أخرى.
● صرير الأسنان الثانوي يكون مرتبطًا بمشكلةٍ طبيةٍ أخرى، مثل: المشاكل العصبية، كما يمكن أن يكون أيضًا تأثيرًا جانبيًا لبعض الأدوية.
في الحالات الشديدة، قد يسبّب صرير الأسنان أضرارًا كبيرةً للأسنان، ويؤدي إلى ألمٍ في الفكين، وصداع، وتقييد حركة المفصل الفكي الصدغي. يمكن أن يتمّ التشخيص سريريًا، ولكن المرضى يحتاجون إلى تقييمٍ شاملٍ لتحديد اضطرابات النوم المحتملة أو عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بحدوث الصرير. [1] [2]
أسباب صرير الأسنان
1- حدوث الصرير أثناء اليقظة من المحتمل أن يكون مرتبطًا بالتوتر أو القلق في الحياة اليومية، أو عند التركيز بشدةٍ على أمرٍ ما.
2- الصرير أثناء النوم يُعتبر “اضطراب حركةٍ مرتبط بالنوم”، يبدأ كمشكلةٍ في الجهاز العصبي المركزي.
العوامل التي تؤهّب لحدوث الصرير بشكلٍ عام
1- تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الكافيين، ما يعادل أكثر من ستة أكوابٍ من القهوة يوميًا.
2- استخدام الكحول.
3- التدخين.
4- بعض الأمراض، مثل: مرض باركنسون، الخرف، اضطراب الارتجاع المعدي المريئي، الصرع، الرعب الليلي، اضطرابات النوم، مثل: انقطاع التنفس النومي، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
5- الإدمان على المخدرات.
6- تناول بعض الأدوية، مثل: مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
7- وجود قصةٍ عائلية.
8- التوتر، والقلق، والشعور بالإرهاق، واضطرابات الاكتئاب أو القلق، مثل: اضطراب الاكتئاب الشديد، أو اضطراب القلق العام. [1] [3]
تشخيص وأعراض صرير الأسنان
1- الفحص السريري
نتيجةً للفحص السريري للمريض يلاحظ الطبيب:
– التآكل الميكانيكي للأسنان، مما يسبّب فقدان الشكل التشريحي، وتسطُّح السطوح الإطباقية.
– حساسية الأسنان المُفرطة.
– كسور الأسنان.
– كسور الترميمات، أو التيجان، أو الأجهزة الجزئية.
– فشل زراعة الأسنان.
– تضخُّم عضلات المضغ.
– ألمٌ وتيبُّسٌ في عضلات الفك.
– تقييد فتح الفم.
– ألم في المفصل الفكي الصدغي عند الضغط على المفصل أمام الأذن أثناء الفتح والإغلاق.
2- أخذ القصة المرضية
عن طريق سؤال المريض عن الأعراض التي قد يشكو منها، مثل:
– صداع أو ألم في الوجه، خاصةً في الصباح.
– آلام في الأذن.
– ألم في عضلات الفك.
– طنين في الأذنين (رنين في الأذنين).
– ألم عند الأكل.
– صعوبة في فتح وإغلاق الفم.
كما يجب سؤال الأشخاص المرافقين للمريض عن وجود أصوات احتكاكٍ عالية غير مريحة أثناء النوم.
3- تخطيط النوم (Polysomnography)
يتمُّ إجراء هذا الاختبار الليلي في مركز للنوم، ويمكن أن يوفر تشخيصًا نهائيًا.
4- التخطيط العضلي الكهربائي (Electromyography (EMG))
قد يساعد في تشخيص صرير الأسنان أثناء اليقظة والنوم. ومع ذلك، فإن الاعتماد فقط على تسجيلات EMG لتشخيص صرير الأسنان يمكن أن يكون غير موثوق. [1] [3]
تدبير وعلاج صرير الأسنان
الخطوة الأولى في التعامل مع صرير الأسنان هي تحديد السبب، مما يساعد في تحديد العلاج المناسب، والذي يشمل:
1- تقليل التوتر
إذا كان التوتر هو السبب في صرير الأسنان، يمكن حضور جلسات استشارةٍ للتوتر، بدء برنامج تمارين رياضية، اللجوء إلى مُعالجٍ طبيعي، أو الحصول على وصفةٍ طبيةٍ لمُرخيات العضلات.
2- تهيئة النوم المريح
يتضمن ذلك الحفاظ على غرفة النوم هادئة ومظلمة، وتجنُّب الأنشطة البدنية أو الأشياء التي قد تحفّز العقل، وتبقيك مستيقظًا. يساعد النوم الجيد والمريح في تحسين الصحة العامة.
3- حقن البوتوكس للحدّ من صرير الأسنان
حيث يتمّ الحقن في العضلات المشاركة في المضغ، وإضعاف حركتها لتخفيف أعراض الصرير.
4- علاج انقطاع التنُّفس النومي
يساعد في تخفيف صرير الأسنان أيضًا، وذلك باستخدام أجهزةٍ تساعد في إبقاء مجرى الهواء مفتوحًا بواسطة الهواء الذي يُضخُّ في الأنف أو الفم.
5- تغيير نمط الحياة
يساعد في علاج صرير الأسنان، وتشمل هذه التغييرات:
– تجنُّب أو تقليل الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: المشروبات الغازية، الشوكولاتة، والقهوة.
– تجنُّب الكحول: حيث يميل الصرير إلى التفاقم بعد تناول الكحول.
– تجنب مضغ العلكة لأنها تجعل عضلات الفك تتعود على الضغط، مما يزيد من احتمالية صرير الأسنان.
– تدريب المريض لنفسه على عدم الضغط والإطباق على الأسنان، وذلك بوضع طرف اللسان بين الأسنان عند الانتباه بأنه يقوم بحركات الصرير، وهذه الممارسة تدرب عضلات الفك على الاسترخاء.
– إجراء التمارين الخاصة بالصرير من أجل الحفاظ على مرونة عضلات الفك، وتقسم هذه التمارين إلى قسمين:
تمارين لإرخاء الفك
– إغلاق الشفتين، ولكن بدون أن تتلامس الأسنان العلوية والسفلية.
– الضغط باللسان على سقف الفم بدون أن يلامس الأسنان.
– الحفاظ على هذا الوضع.
– التكرار عدة مرات في اليوم.
تمارين لمساعدة الفك على التحرُّك بحريةٍ أكبر
– وضع اليدين على المفصل الفكي الصدغي (مكان اتصال الفك السفلي) في كلا الطرفين.
– فتح الفم ببطء.
– المحافظة على هذا الوضع لمدة 5-10 ثوانٍ.
– إغلاق الفم ببطء.
– القيام بذلك ثلاث مرات في اليوم لمدة 10 دقائق في كل مرة.
6- التدليك
يستفيد بعض المرضى من تدليك الرأس والرقبة لتخفيف توتر العضلات ونقاط الألم المتعلقة بصرير الأسنان. يمكن لأخصائي التدليك أو المُعالج الفيزيائي تقديم التدليك أو توضيح التقنيات التي يمكن استخدامها في المنزل لإرخاء الفك والعضلات المجاورة.
7- الواقية الفموية (Mouthguards)
تُسمّى كذلك الواقية الليلية (Night guards) أو الجبائر السنية (Dental splints)، ويتمُّ ارتداؤها أثناء النوم لمنع احتكاك الأسنان ببعضها، وتحافظ هذه القطع الفموية على الفك في وضعٍ معين، وبعضها يضع الفك في وضعٍ مفتوحٍ قليلاً، مما يسمح للعضلات الماضغة بالاسترخاء طوال الليل، وبالتالي تقلّل من تأثير صرير الأسنان، وتقلّل من تآكل الأسنان، وتقلّل من الصداع الصباحي، وتحسُّن جودة النوم.
8- جهاز تقدُّم الفك السفلي (Mandibular advancement device)
وهو نوعٌ آخرٌ من القطع الفموية يستخدم بشكلٍ أكثر شيوعاً في تقليل الشخير المزمن، وانقطاع النفس الانسدادي النومي الخفيف، يتمُّ تثبيت جهاز MAD بواسطة الأسنان، ويضع الفك السفلي للأمام، مما يساعد في الحفاظ على مجرى الهواء مفتوحًا، وفي بعض الحالات يحدُّ من صرير الأسنان، ويُستخدم هذا الجهاز عادةً عندما يكون صرير الأسنان موجودًا مع انقطاع النفس النومي. [1] [4]
المضاعفات التي تنتج عن صرير الأسنان
1- الصداع
يسبّب صرير الأسنان ضغطًا على العضلات والأنسجة وأجزاء أخرى من الفك، ينتشر هذا التوتر بعد ذلك إلى الرأس والرقبة، مما يسبّب الصداع وآلام العضلات.
أنواع الصداع التي يمكن أن يسببها صرير الأسنان
– الصداع النصفي: يسبّب نوباتٍ متكررةً من الألم المعتدل إلى الشديد النابض على جانبٍ واحدٍ من الرأس.
– الصداع التوتري: هو أحد أكثر أنواع الصداع شيوعًا، يسبّب ألمًا خفيفًا إلى معتدل وشعورًا بالضيق أو الضغط حول الرأس.
– الصداع الثانوي: هو الصداع الذي ينشأ من حالةٍ أساسية، مثل: إصابة في الرأس أو الرقبة.
– الصداع الصباحي: غالبًا ما يرتبط بانقطاع النفس الانسدادي النومي واضطرابات النوم الأخرى التي تحدث عادةً بعد الاستيقاظ.
بالإضافة إلى الأحاسيس المؤلمة النابضة أو الخافقة في الرأس، قد يسبّب صداع طحن الأسنان أعراضًا أخرى، مثل: القيء، الغثيان، التعب، زيادة الحساسية للضوء أو الصوت، الدوخة، ضعف العضلات، مشاكل في الرؤية.
2- اضطرابات المفصل الفكي الصدغي (TMJ)
تؤثر هذه الاضطرابات على العضلات المسؤولة عن المضغ والمفاصل التي تربط الفك السفلي بالجمجمة، تترافق هذه الاضطرابات مع عددٍ من الأعراض مثل:
– صعوبة أو عدم راحة عند المضغ أو العض.
– صوت طقطقة عند فتح أو غلق الفم.
– ألم خفيف في الوجه.
– ألم في الأذن.
– حساسية أو ألم في الفك.
– انغلاق الفك.
– صعوبة في فتح أو غلق الفم. [5]
المراجع البحثية
1- Lal, S. J., Sankari, A., & Weber, K. K., DDS. (2024, May 1). Bruxism Management. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved September 1, 2024
2- Seed, S. (2023, December 14). Bruxism (Teeth grinding): How do I stop it?. WebMD. Retrieved September 1, 2024
3- Bruxism (Teeth grinding). (2024, May 1). Cleveland Clinic. Retrieved September 1, 2024
4- Suni, E., & Suni, E. (2024, January 16). How to stop grinding teeth: Effective prevention strategies. Sleep Foundation. Retrieved September 1, 2024
5- Surles, T. (2023, November 29). Can teeth grinding (Bruxism) cause headaches?. Healthline. Retrieved September 1, 2024