داء المشعرات – أسبابه، ما هي أعراضه ومضاعفاته؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
- ما هو داء المشعرات؟
- ما أسباب حدوث داء المشعرات؟
- ما هي عوامل الخطر لحدوث داء المشعرات؟
- ما هي أعراض داء المشعرات؟
- ما هي مضاعفات الإصابة بداء المشعرات؟
- كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بداء المشعرات؟
- كيف يتمُّ علاج داء المشعرات؟
- كيف يمكن الوقاية من حدوث داء المشعرات؟
- ما الفرق بين التهاب المهبل بالمشعرات وبين التهاب المهبل الجرثومي؟
ما هو داء المشعرات؟
يُعتبر داء المشعرات (Trichomoniasis) من الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي السفلي عند الجنسين، وهو عدوى منقولةٌ جنسياً تصيب الذكور والإناث، وتكون شائعةً أكثر عند الإناث، ويُعتبر مرضاً قابلاً للعلاج والشفاء. [1]
ما أسباب حدوث داء المشعرات؟
يحدث بسبب نوعٍ من الطفيليات تدعى المشعرات المهبلية، وهي عبارةٌ عن طفيليٍّ متحرك ذي سوط، ولا هوائي حجمه بحجم كرية الدم البيضاء، له أربعة أسواطٍ على الأقل، مما يسمح له بحركةٍ متموجة. تصيب المشعرة المهبلية الجهاز التناسلي السفلي، حيث تصيب عند النساء الفرج، والمهبل، وعنق الرحم، والإحليل، وتصيب عند الرجال الإحليل، وبشكلٍ أقل البروستات، ومن النادر أن تصيب المشعرة المهبلية أعضاء أخرى من الجسم، تنتقل المشعرات عن طريق الاتصال الجنسي.
ويساهم في زيادة انتشارها وجود العديد من الإصابات بدون أعراض عند الرجال والنساء، وقد ينتقل الطفيلي في حالاتٍ نادرة أثناء الولادة، ولا ينتقل عند ممارسة النشاطات اليومية، مثل: مشاركة الحمامات العامة، وتستمر فترة الحضانة (وهي الفترة التي تفصل بين توقيت التعرض للمشعرات المهبلية وبين توقيت ظهور الأعراض) من 5 إلى 28 يوماً، وقد تطول أو تقصر، وقد لا تظهر الأعراض أبداً. تؤثر المشعرة المهبلية على وسط المهبل، وتعدّل حموضته، وتجعله ملائماً لنمو الجراثيم الأخرى أيضاً، حيث تقوم بإفراز بروتيناتٍ سامة تدمر بشرة المهبل. [2] [3]
ما هي عوامل الخطر لحدوث داء المشعرات؟
يعتبر داء المشعرات شائعاً عند النساء، وبشكلٍ خاص الأكبر سناً، ومن أهمّ عوامل الخطر: [1]
● إصابة سابقة بداء المشعرات.
● إصابة سابقة بأي مرضٍ منقولٍ جنسياً.
● الجماع غير المحمي باستخدام الواقي الذكري.
● تعدّد الشركاء الجنسيين.
ما هي أعراض داء المشعرات؟
إن ظهور الأعراض وشدتها يعتمد على العوامل المناعية الموضعية في المهبل، وعلى حجم تعشيش الطفيلي، حيث لا يعاني 70 بالمئة من المصابين بداء المشعرات من الأعراض، وتتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وأكثر الأعراض شيوعاً عند النساء: [3]
1- الحكة، الحرقة، واحمرارٌ في منطقة الفرج والمهبل.
2- إفرازات مهبلية بكمياتٍ كبيرة بلونٍ أصفر أو أخضر ذات رائحةٍ كريهة.
3- ألم أثناء التبول والجماع.
4- ألم أسفل البطن.
بينما تكون الأعراض عند الرجال:
1- حرقة، وتخريش، وتهيُّجٌ في القضيب.
2- خروج مفرزاتٍ سميكة بلونٍ أبيض من القضيب.
3- ألم أثناء التبول أو بعد القذف.
ما هي مضاعفات الإصابة بداء المشعرات؟
1- زيادة خطر الإصابة بأمراضٍ أخرى منقولة جنسياً، مثل: فيروس العوز المناعي البشري HIV، والسيلان، وغيره، وفي حال عدم العلاج قد يسبّب الإصابة بالداء الحوضي الالتهابي PID الذي يسبّب مضاعفاتٍ طويلة الأمد.
2- يزيد خطر حدوث التهاب المهبل الجرثومي، وذلك بسبب حدوث تغيير في الفلورا المهبلية، حيث حوالي 50 بالمئة من النساء المصابات بداء المشعرات لديهن التهاب مهبلٍ جرثومي. أما في حال إصابة الحامل بداء المشعرات، فقد تعاني من الاختلاطات التالية:
● الولادة المبكرة والخداجة.
● نقص وزن الجنين عند الولادة.
● في حالاتٍ نادرة تنتقل الإصابة إلى الوليد خلال الولادة.
● انبثاق الأغشية الباكر. [2]
كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بداء المشعرات؟
يتمُّ التشخيص في كثيرٍ من الحالات بالاعتماد على الأعراض والفحص السريري، حيث يبدو الفرج محتقناً ومتوذماً، ويلاحظ الاحتقان في المهبل وعنق الرحم، ويلاحظ وجود بعض النقاط النزفية والبيضاء (التهاب بقعي) على غشاء المهبل وعنق الرحم، مما يعطي مظهراً شبيها بشكل الفراولة، كما يلاحظ وجود المفرزات بلونٍ أخضر أو أصفر ذات رائحةٍ كريهة. أو يتمُّ التشخيص المخبري عن طريق:
– اختبار تضخيم الحمض النووي (Nucleic Acid Amplification Test (NAAT)) تعتبر الطريقة الأكثر حساسية للكشف عن المشعرات المهبلية، وهي الأكثر تكلفة، وتعتبر حالياً المعيار الذهبي للتشخيص.
– أخذ مسحةٍ مهبلية، حيث تتمُّ دراسة العينة في الظروف الملائمة تحت المجهر، حيث تتمُّ رؤية المشعرات المهبلية المتحركة، وزيادة في عدد الكريات البيض، ويتمُّ وضع التشخيص حتى عند رؤية مشعرة مهبلية واحدة مع إن هذا الاختبار أقل حساسية، لكنه مازال يعتبر الأكثر شيوعاً واستخداماً، وقد كان يعتبر المعيار الذهبي للتشخيص.
– سابقاً كان يتمُّ استخدام زراعة العينات لمدةٍ تصل حتى أسبوع للكشف عن وجود العدوى بالمشعرة المهبلية. [1] [2]
كيف يتمُّ علاج داء المشعرات؟
تعتبر المشعرة المهبلية العدوى المنقولة جنسياً غير الفيروسية الأكثر شيوعاً، وبالمقابل أيضاً هي العدوى المنقولة جنسياً الأكثر قابليةً للشفاء، لكنها لا تزول دون علاج، وتصل نسبة الشفاء إلى 95-98 بالمئة في حال العلاج. العلاج الأفضل هو استخدام ميترونيدازول (Metronidazole)، ويفضل العلاج عن طريق الفم، وليس العلاج الموضعي على شكل كريمات أو تحاميل مهبلية، حيث يتمُّ إعطاء 500 ميلي غرام مرتين يومياً لمدة 5-7 أيام أو يتمُّ إعطاء جرعةٍ وحيدة 2غرام لمرةٍ واحدة.
يمكن أيضاً استخدام دواء تينيدازول (Tinidazole)، ويجب تجنب الكحول خلال فترة العلاج ولمدة 24 ساعة بعد إيقافه لأنه يقوي تأثير الكحول على الجسم، وفي حال عدم الاستجابة للعلاج الدوائي يجب إجراء استشارةٍ طبيةٍ جرثومية. يفضل علاج الشريكين في نفس الوقت لمنع النكس، ويجب تجنُّب الجماع دون استخدام الواقي الذكري لمدة 7-10 أيام من العلاج، ويعتبر العلاج ضرورياً خلال فترة الحمل لتجنُّب المضاعفات على الجنين. [2]
كيف يمكن الوقاية من حدوث داء المشعرات؟
استخدام الواقي الذكري أو موانع الحمل الحاجزية ينقص خطر الإصابة بداء المشعرات، وبالأمراض الأخرى المنقولة جنسياً. وتجنُّب الإفراط في استخدام الغسول المهبلي، لأنه يسبّب تغييراً في الفلورا الجرثومية المفيدة التي تتواجد بشكلٍ طبيعي في المهبل، مما يجعل الوسط ملائماً بشكلٍ أكبر لنمو الجراثيم والإصابة بالالتهاب. [3]
ما الفرق بين التهاب المهبل بالمشعرات وبين التهاب المهبل الجرثومي؟
يعدُّ التهاب المهبل الجرثومي (Bacterial Vaginosis) من أشيع أشكال التهابات المهبل، لذا يجب تفريقه عن التهاب المهبل بالمشعرات، حيث يختلفان بما يلي: [4]
● التهاب المهبل الجرثومي ليس مرضاً منقولاً بالجنس مثل داء المشعرات، ويمكن أن يحدث عند السيدة دون ممارسة الجماع.
● يحدث التهاب المهبل الجرثومي نتيجة عدوى جرثومية بينما يحدث داء المشعرات نتيجة وجود طفيلي، وهو عامل ممرض مختلف تماماً عن الجراثيم.
● تكون المفرزات المهبلية في التهاب المهبل الجرثومي بلونٍ رمادي، وأقل كثافةً منها في التهاب المهبل بالمشعرات.
● لا ضرورة لعلاج الشريك في حالة التهاب المهبل الجرثومي، بينما يجب علاجه في حال الإصابة بداء المشعرات.
● يتمُّ علاج التهاب المهبل الجرثومي باستخدام أدوية فموية أو موضعية، بينما يفضل في داء المشعرات استخدام الأدوية الفموية فقط.
المراجع البحثية
1- Trichomoniasis. (n.d.). Who.int. Retrieved March 16, 2024
2- Schumann, J. A., & Plasner, S. (2023). Trichomoniasis. StatPearls Publishing. Retrieved March 16, 2024
3- STD facts – trichomoniasis. (2022, June 28). Cdc.gov. Retrieved March 16, 2024
4- Trichomoniasis vs. BV (bacterial vaginosis): What’s the difference? (n.d.). Everlywell.com. Retrieved March 16, 2024