Published in: أمراض

داء السكري من النمط الأول عند الأطفال – أعراضه وكيفية تشخيصه

Author د. نور شرابه

Published on: 9 يونيو، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ داء السكري من النمط الأول أشيع الأمراض المزمنة عند الأطفال، وقد زادت نسبة انتشاره خلال العقود الأخيرة حيث إن واحد من أصل كل 350 طفل ومراهق بعمر أقلّ من 18 سنة يصاب بداء السكري من النمط الأول. يحتاج الداء السكري إلى جهد مكثف من قبل مقدمي الرعاية الصحية، وتعاون الوالدين والطفل، وذلك لضبط مستوى سكر الدم، والتقليل من مضاعفات الداء السكري، مثل: الحماض الكيتوني السكري، واعتلال الشبكية، واعتلال الأعصاب.

من المهمّ تحقيق التوازن بين نمط تغذية الطفل، وجرعات الأنسولين، ونمط الأنشطة البدنية التي يقوم بها إضافةً إلى ضرورة تثقيف الوالدين والطفل حول طريقة إعطاء حقن الأنسولين، وعلامات ارتفاع ونقص سكر الدم، وكيفية التعامل معها. ^{[1] [2]}

ما هو الداء السكري عند الأطفال؟

هو اضطرابٌ استقلابيٌّ يحدث فيه فرط في مستوى سكر الدم ناتج عن عدم كفاية إفراز الأنسولين، أو وجود خللٍ في عمله، أو الاثنين معاً.  يؤدي الداء السكري إلى العطش الشديد، وزيادة عدد مرات التبول، وفقدان الوزن، وينجم عنه العديد من المضاعفات على مستوى مختلف أجهزة الجسم، ولا سيما الكلية، الشبكية، الأعصاب، القلب والأوعية الدموية، وقد يكون السكري من النمط الأول أو الثاني: ^[1]

1- الداء السكري من النمط الأول (Type 1 Diabetes)

وهو الأشيع عند الأطفال، ويمكن أن يحدث في عمر من مراحل الطفولة، ولكن ذروة حدوثه بين عمر 4 إلى 6سنوات، وبين 10 إلى 14 سنة، وفيه يحدث نقص أو غياب إفراز الأنسولين.

2- الداء السكري من النمط الثاني (Type 2 diabetes)

أقلّ شيوعاً عند الأطفال، وعادةً يحدث بعد البلوغ، وقد زاد انتشاره في السنوات الأخيرة بشكل مرافق لازدياد معدل انتشار البدانة، وفيه يحدث مقاومة لعمل الأنسولين أي لا يستجيب الجسم بشكل كافٍ لتأثير الأنسولين، وفي المراحل المتقدمة قد يحدث نقص في إفراز الأنسولين.

ما هو الداء السكري من النمط الأول عند الأطفال؟

هو متلازمة استقلابية يحدث فيها ارتفاع في سكر الدم ناتج عن غياب إفراز الأنسولين بشكل تام أو إنتاجه بكميات قليلة غير كافية، وقد يحدث بآلية مناعية ذاتية أو يكون مجهول السبب، وتلعب العوامل البيئية، كالفيروسات والسموم دوراً في حدوثه عند الأشخاص المُستعدّين وراثياً. في الحالة الطبيعية يقوم الأنسولين بتنظيم كمية الغلوكوز في الدم؛ حيث يساعد الأنسولين على دخول الغلوكوز إلى داخل العضلات والنسيج الشحمي والخلايا الكبدية حيث يتمّ استهلاكه كمصدر للطاقة أو تخزينه ليستخدم لاحقاً.

أما في حال نقص أو غياب إفراز الأنسولين سيتراكم الغلوكوز في الدم مؤدياً إلى ارتفاع سكر الدم، ولن يتمكن الجسم من استخدام الغلوكوز كمصدر للطاقة كما أن غياب الأنسولين سيزيد من انحلال الدسم وتراكم الأجسام الكيتونية، مما يُسبّب الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة، كالحماض الكيتوني السكري، والوذمة الدماغية، أو حتى الموت في حال عدم العلاج. ^[3]

ما هي أسباب الإصابة بالداء السكري من النمط الأول عند الأطفال؟

إن أسباب الإصابة بالداء السكري من النمط الأول عند الأطفال غير معروفة بدقة، فهو إما أن يحدث بآلية مناعية ذاتية حيث يقوم الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة خلايا بيتا الموجودة في جزر لانغرهانس في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين أو أن يكون مجهول السبب الأساسي، وتشمل عوامل الخطر للإصابة به:  ^{[2] [4]}

1- العوامل الجينية:

حيث إن وجود جينات معينة عند الطفل تؤهّب لزيادة إصابته بالداء السكري من النمط الأول.

2- وجود قصة عائلية للإصابة بالداء السكري من النمط الأول:

حيث تزداد نسبة الإصابة عند الطفل في حال كان أحد والديه أو أشقائه مصاباً.

3- العرق:

تكثر الإصابة عند بعض الأعراق أكثر من الأخرى حيث تزداد الإصابة عند الأشخاص ذوي البشرة البيضاء.

4- التعرض لبعض أنواع الفيروسات:

يؤدي إلى تحريض جهاز المناعة عند الطفل ليقوم بمهاجمة خلايا بيتا في البنكرياس.

ما هي أعراض الداء السكري من النمط الأول عند الأطفال؟

1- العطش الشديد بشكل غير طبيعي.

2- كثرة عدد مرات التبول عند الطفل.

3- فقدان السوائل والتجفاف.

4- اضطراب في الرؤية.

5- نقص الوزن على الرغم من ازدياد الشهية.

6- كثرة حدوث الإنتانات البولية التناسلية والإنتانات الجلدية.

7- تأخر شفاء واندمال الجروح.

8- نقص نموّ الطفل وحدوث سلس بولي لديه.

9- حدوث طفح شديد في منطقة الحفاض.

10- وقد يحدث حماض كيتوني سكري: الذي يتظاهر بألم بطني، وغثيان وإقياء، وتسرُّع تنفس بالإضافة إلى الوهن، والميل للنوم، وقد يُسبّب حدوث وذمةٍ دماغية، وغياب عن الوعي، وهو حالة خطيرة مهددة للحياة تحتاج إلى التداخل الإسعافي مباشرة. ^[4]

كيف يتمّ تشخيص الإصابة بالداء السكري من النمط الأول عند الأطفال؟

1- قياس مستوى سكر الدم:

وذلك من خلال تحليل كل مما يلي:

أ- سكر الدم الصيامي: أي يتوقف الطفل عن تناول الطعام والشراب لمدة 8 ساعات على الأقل ثم يتمّ القيام بقياس مستوى سكر الدم، ويدلُّ مستوى سكر الدم الصيامي البالغ 126 مغ/دل (7 ميلي مول/ل) أو أكثر على الإصابة بالداء السكري.

ب- سكر الدم العشوائي: يتمُّ قياس سكر الدم بعد تناول الطعام بساعتين، ويدلّ مستوى سكر الدم العشوائي البالغ 200 مغ/دل (11,1 ميلي مول/ل) أو أكثر والمترافق مع الأعراض السريرية على الإصابة بالداء السكري.

2- تحليل الخضاب الغلوكوزي Glycosylated hemoglobin test (A1c):

وهو الجزء من هيموغلوبين الكرية الحمراء المرتبط بالغلوكوز بشكل غير عكوس، ويعدُّ مشعراً لقيمة الغلوكوز خلال 3 أشهر الماضية، وتتناسب مستوياته طرداً مع قيمة سكر الدم. يدلُّ مستوى الخضاب الغلوكوزي البالغ 6,5 بالمئة أو أكثر في اختبارين منفصلين على وجود إصابة بالداء سكري عند الطفل.  

3- أضداد المناعة الذاتية:

ويتمُّ إجراؤها لتحديد نمط الداء السكري إذا كان من النمط الأول أو الثاني حيث إن ارتفاعها يدلُّ على الإصابة بالنمط الأول.

4- في حال وجود حماض كيتوني سكري، فإضافةً إلى التحاليل السابقة يتمُّ إجراء:

أ- فحص البول: حيث يتمّ إجراؤه للبحث عن وجود غلوكوز في البول أو وجود أجسام كيتونية، والتي تتواجد في حال الحماض الكيتوني السكري.

ب- غازات الدم الشريانية: يتمُّ إجراؤها لتحديد مستوى الأوكسجين، وغاز ثنائي أوكسيد الكربون، ونسبة البيكربونات في الدم.

ت- شوارد الدم: حيث يتمّ إجراء تحاليل مخبرية لقياس مستوى شاردة البوتاسيوم والصوديوم. ^{[3] [5]}