تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرّف أيضاً باسم حمض الأسكوربيك (Ascorbic acid)، وهو أحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الطفل حتى ينمو بشكلٍ صحيّ وطبيعي، فهو ضروريٌّ لمختلف العمليات الحيوية في الجسم، مثل: تشكُّل الكولاجين في البشرة، وامتصاص الحديد، والوقاية من الإنتانات، والتئام الجروح.

ويدعى عوز فيتامين C باسم داء الإسقربوط (Scurvy)، وأكثر ما يحدث بين عمر 6 أشهر إلى 6 سنوات، وكثيراً ما يتأخر تشخيصه لأنه يعطي في البداية أعراضاً غير نوعية، ويؤثر على المدى البعيد على نمو الطفل وصحته، ويؤدي إلى كثرة حدوث الإنتانات، ونزوف الجلد، والأغشية المخاطية، والآلام المفصلية، والعظمية. ^[1]

ما هو فيتامين C؟

أحد الفيتامينات المُنحلَّة في الماء وأكثرها هشاشةً، فهو يتخرّب بسهولةٍ عند تعريضه للضوء والحرارة أو عند تخزين الأطعمة الحاوية عليه لمدةٍ طويلة، ولا يستطيع الجسم تكوين فيتامين C بمفرده، ولا يستطيع تخزينه، وإنما يتمُّ الاعتماد على الوارد الغذائي اليومي، وبخلاف باقي المعادن والفيتامينات، فليس بالضرورة تناول كميةٍ كبيرةٍ من الأطعمة للحصول على واردٍ كافٍ، فيكفي مثلاً تناول برتقالة متوسطة الحجم لتأمين معظم حاجة الطفل منه. ^{[1] [2]}

ما هي الأطعمة الغنية بفيتامين C؟

يتواجد في العديد من الأطعمة، وبشكلٍ خاص الخضار، والفواكه، مثل: البرتقال، الليمون، الأناناس، الطماطم، البطاطا الحلوة، الكيوي، البروكلي، البطيخ، الفراولة، الفليفلة الخضراء والحمراء، السبانخ، القرنبيط، التوت، الملفوف، الفجل، الشمام، المانجو. ^{[1] [3]}

ما هي الحاجة اليومية من فيتامين C عند الأطفال؟

1- عند الأطفال بين 1 إلى 3 سنوات تكون حاجة الطفل 15 ملغ/يوم.

2- الأطفال من عمر 4 إلى 8 سنوات تكون 25 ملغ/ يوم.

3- الأطفال من عمر 9 إلى 13 سنة تكون 45 ملغ/يوم.

4- أما في سن المراهقة بين عمر (14 إلى 18) سنة، فتبلغ الحاجة اليومية 75 ملغ/يوم عند الذكور، و65 ملغ/ يوم عند الإناث. ^{[1] [3]}

ما هي أهمية فيتامين C عند الأطفال؟

1- يعمل فيتامين C كمضاد أكسدة، وبالتالي يُقلّل من الجذور الحرة (عبارة عن جزيئات تتشكل عند هضم الطعام، أو التعرض لأشعة الشمس، والتدخين السلبي، والأشعة السينية، وقد يكون لها دور في أمراض القلب، والسرطان، وأنواع أخرى من الأمراض)، ويساعد على منعها من تدمير خلايا الجسم السليمة عند الطفل.

2- يساعد على نموّ وتطور العظام والأسنان بشكلٍ صحي، وهذا مهمٌّ بشكلٍ خاص عند الأطفال الصغار في فترات النمو السريعة.

3- يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على تشكيل الكولاجين، ودعم سلامة النسيج الضام، ويُعزّز التئام الجروح.

4- يساعد على امتصاص الحديد الموجود في الأغذية النباتية (والذي يلعب دوراً مهمّاً في صحة الطفل ونموه، ويدخل في تشكيل الخضاب الذي يسهم في نقل الأوكسجين إلى كل خليةٍ في الجسم لتتمكن من إنتاج الطاقة)، وبالتالي يُقلّل من حدوث فقر الدم.

5- يدعم عمل الجهاز المناعي في مقاومة العوامل المُمْرضة، كما قد يفيد في علاج الاضطرابات التنفسية المزمنة مثل: الربو.

6- يحافظ على صحة الجهاز العصبي، ويساعد على تطور المشي، والكلام، والبلع، واكتساب مهارات التعلم.

7- يلعب دوراً هاماً في استقلاب العديد من الهرمونات، والأحماض الأمينية مثل: (التيروزين)، واستقلاب الكوليسترول. ^[4]

ما هي أسباب عوز فيتامين C عند الأطفال؟

1- عدم الحصول على واردٍ غذائيّ كافٍ من الخضار والفواكه.

2- التعرُّض للتدخين السلبي حيث يُقلّل من امتصاص فيتامين C.

3- اتباع نظامٍ غذائيّ غير صحي عند الأم أثناء الحمل والإرضاع.

4- وجود اضطرابٍ في الشهية كما في حال أخذ جرعاتٍ من العلاج الكيماوي.

5- وجود بعض الأمراض عند الطفل، مثل: الداء السكري من النمط الأول، الإسهال المزمن، متلازمة الأمعاء القصيرة، التليُّف الكيسي، فرط نشاط الدرق، الحروق الواسعة، والإنتانات التي تترافق مع ترفُّعٍ حروريّ شديد. ^[5]

ما هي أعراض الإصابة بعوز فيتامين C عند الأطفال؟

غالباً يتمُّ التأخر في تشخيص عوز فيتامين C عند الأطفال، وذلك لأن الأعراض قد تكون غير نوعية، أو يتمُّ وضع تشخيصٍ خاطئ بسبب التشابه مع أعراض أمراض أخرى، مثل: (التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب، ذات العظم والنقي، الأورام)، ومن الأعراض السريرية: ^{[2] [5]}

1- الأعراض العامة: الإحساس بالوهن والضعف، نقص الشهية، ترفُّعٌ حروريٌّ بسيط، الإسهال المزمن.

2- كما يُسبّب عوز فيتامين C هشاشة الأوعية الدموية مما يؤدي إلى نزوفٍ في اللثة، والنزف المتكرر من الأنف.

3- كما يُسبّب نزوفاً تحت السمحاق.

4- كما يؤدي إلى تشكل فرفريات ونمشات، وسهولة حدوث الكدمات.

5- وأيضاً يؤدي إلى حدوث الآلام المفصلية، والعظمية، وهشاشة العظام، وحدوث الكسور.

6- ألمٌ في الطرفين السفليين مما يُسبّب شللاً كاذباً.

7- فقر دم بعوز الحديد لأن نقص فيتامين C يؤدي إلى نقص امتصاص الحديد على مستوى الأمعاء.

8- يصبح الشعر جافاً وخشناً، وله شكلٌ يشبه اللولب، ويحدث التهاب في الجلد، وفرط تقرُّن.

9- قد يحدث اعتلال عضلة القلب.

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بعوز فيتامين C عند الأطفال؟

1- التقييم المخبري

 ويظهر الموجودات التالية:

1- انخفاض تركيز فيتامين C في المصل، وفي الكريات البيضاء.

2- انخفاض قيمة الخضاب.

3- وقد يحدث ارتفاعٌ في سرعة تثفُّل الكريات الحمراء، والبروتين الارتكاسي، والفيبرونوجين.

2- التقييم الشعاعي

تبدي الصورة الشعاعية البسيطة مظهر الزجاج المُغشَّى مع زيادةٍ في ثخانة مشاش العظام، وترقُّق القشر، وعدم انتظام الخط الأبيض، وورمٍ دمويٍّ تحت السمحاق. ^{[2] [5]}

كيف تتمُّ الوقاية من عوز فيتامين C عند الأطفال؟

تناول الخضار والفواكه الطازجة وغير المطبوخة الحاوية على فيتامين C، مثل: (الحمضيات، الفليفلة، البروكلي)، وبعض الأطفال يصعب إرضاؤهم وإقناعهم بتناولها لذلك قد يكون من المفيد تقديمها كعصائر، أو تقديمها كمشروبات مُثلّجة.

كيف يتمُّ علاج الإصابة بعوز فيتامين C (داء الإسقربوط)؟

1- زيادة الوارد من الأطعمة الحاوية على فيتامين C إلى حوالي ضعف أو ضعفي الحاجة اليومية، وذلك عن طريق إضافة الخضار والفواكه الطازجة إلى كلّ وجبة.

2- إعطاء جرعةٍ عاليةٍ من المُكمّلات الغذائية الحاوية على فيتامين C، وذلك حتى التحسُّن، ومن الآثار الجانبية للمُكمّلات الغذائية الحاوية على فيتامين C الغثيان، الإقياء، تمدُّد بطن، مغص، تعب، نعاس أو أرق، صداع، وقد تحدث حصيات كلوية.

3- من الآثار الخطيرة التي ينبغي إيقاف الدواء مباشرة، وإعلام الطبيب ردود الفعل التحسسية، مثل: تورُّم الشفاه، واللسان، والحكة، والطفح الجلدي، ظهور دم في البول، ألمٌ أو صعوبةٌ أثناء التبول. ^[5]