Published in: أمراض

تبقرُط الأصابع

Author د. سوزين بلال

Published on: 25 نوفمبر، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تبقرُط الأصابع (Clubbing of Fingers) هي تغيّرٌ ثنائي الجانب في شكل أصابع وأظافر اليدين والقدمين نتيجة مرضٍ فعّال في الرئتين، والقلب، أو الكبد، وباقي أعضاء الجسم في حالاتٍ نادرة.

ما التغيرات التي تحدث في تبقرُط الأصابع؟

تظهر تغيراتٌ على شكل الظفر والأصابع بشكلٍ عام، إذ يظهر الظفر وكأنه منفصلٌ عن الإصبع نتيجة حدوث رخاوةٍ في سرير الظفر، وتجمُّع وتكاثر الأنسجة تحته، كما يزداد قياس الزاوية الحادة الموجودة طبيعياً بين سرير الظفر والبشرة، وتتضخّم نهايات الأصابع.

وقد تصبح دافئةً ومحمرةً نتيجة تكاثر الأوعية الدموية الشعرية عن طريق إطلاق العامل المنمّي لبطانة الأوعية ((VEGF)Vascular Endothelial Growth Factor)، والعامل المسؤول عن تكاثر الصفيحات الدموية PDGF في سرير الظفر، فتظهر بصورة أصابع ملعقية، ويمكن أن تظهر وتختفي هذه التغييرات خلال أسابيع. ^[1]

ما أسباب تبقرُط الأصابع؟

توجد أسبابٌ عديدةٌ لتبقرُط الأصابع منها: أسبابٌ وراثيةٌ جينية قادمة من الوالدين، وتُدعى هنا الحالة بتبقرُط الأصابع الأولي، وأسباب ثانوية، مثل: التدخين لفترةٍ طويلة، والأمراض الرئوية كسرطان الرئة خاصة سرطان كبير الخلايا (Non-small cell lung cancer) نتيجة نقص الأكسجة، وهو السبب الأشيع، وأيضاً الخراجات الرئوية، والتليُّف الكيسي، والساركوئيد، وذلك بسبب نقص إشباع الأوكسجين في الجسم.

تُعتبر الآفات القلبية الخلقية، كالفتحات بين أجواف القلب، والقناة الشريانية السالكة PDA، والتهاب شغاف القلب الجرثومي أو الفطري، وأم الدم الأبهرية من أسباب تبقرُط الأصابع الثانوي، كما أن هناك أسباب كبدية، مثل: تشمُّع الكبد، والسرطانات، وهضمية، مثل: الداء الزلاقي، وداء كرون، والتهاب القولون التقرُّحي، ومشاكل الغدة الدرقية، مثل: داء غريفز، وفرط نشاط الغدة، وأمراض الدم، مثل: لمفوما هودجكن (Hodgkin lymphoma). ^{[2] [6]}

كيف يتمُّ تشخيص تبقرُط الأصابع؟

توجد عدة معايير يمكن اعتمادها للكشف عن تبقرُط الأصابع، وذلك بسبب صعوبة تشخيصها في كثيرٍ من الأحيان، وهذه المعايير هي: ^{[3] [6]}

1- علامة لوفيبوند الجانبية (Lovibond’s profile sign)

وهي التحرّي عن الزاوية الحادة الموجودة بين سرير الظفر والبشرة، إذ تكون زائدةً لدى مرضى تبقرُط الأصابع.

2- مقارنة طول السلاميات

تُقارن السلاميات البعيدة التي تحوي الظفر مع السلاميات القريبة والمتوسطة، إذ تكون أطول من الطبيعي في حال تبقرُط الأصابع.

3- علامة شامروث (Schamroth’s sign)

عند وضع إبهامي اليدين مقابل بعضهما البعض في الأشخاص الطبيعيين تشاهد فتحةٌ صغيرة على شكلٍ معين بينهما، لكن هذه الفتحة تكون غير موجودة عند المصابين بتبقرُط الأصابع.

كل المعايير السابقة التي تخصُّ شكل الظفر والأصابع تدعو للتوجُّه إلى تبقرُط الأصابع، وبعد الكشف عن الحالة يطلب الطبيب عدة فحوصٍ للتحرّي عن السبب الثانوي المؤدي للتبقرُط، إذ يبدأ الطبيب بأخذ القصة العائلية والمرضية المُفصّلة، وفحص أفراد العائلة للكشف عن تبقرُط الأصابع الأولي أو الوراثي، وللكشف عن الأسباب الثانوية يقوم الطبيب بوضع التشخيصات التفريقية الأكثر شيوعاً.

ما هي الصور والتحاليل المطلوبة من المريض للكشف عن الأسباب الثانوية لتبرُقط الأصابع؟

1- صورة صدر خلفية أمامية بسيطة بالأشعة السينية لمراقبة وضع الرئتين عند الشك بسرطان الرئة أو الخراجات، وخاصةً عند وجود أعراضٍ تنفسيةٍ مرافقة لحالة تبقرُط الأصابع.

2- فحص وظائف الرئة للتحرّي عن الوظيفة التنفسية، وخاصةً في حال وجود مرضٍ تنفسي، مثل: الربو، والأمراض الرئوية المزمنة COPD.

3- فحص غازات الدم الشرياني الذي يُعتبر الإجراء الأكثر دقةً لفحص تركيز الأوكسجين، وثاني أوكسيد الكربون في الدم.

4- القيام بالفحوص التصويرية والمخبرية القلبية، مثل: تخطيط القلب، وإيكو القلب للتحرّي عن آفات القلب الخلقية، وقصور القلب.

5- إجراء التحاليل المخبرية التي تعطي فكرةً عن حالة عضوٍ معين، مثل: اختبارات وظائف الكبد المُتمثّلة بناقلات الأمين ALT، AST، ووظائف الكلية المُتمثّلة بالبولة والكرياتينين.

6- يطلب إجراء تعداد الدم الكامل CBC للكشف عن مستوى الكريات البيض اللمفاوية وغيرها من الكريات الحمر والهيموغلوبين. أما علاج هذه الحالة، فيكون بتزويد الأوكسجين، ووضع الكريمات المُخفّفة للوذمة، وفي حالة الألم توصف مسكنات الألم، ولا يوجد علاجٌ جراحيٌّ مناسب، إنما يكون بعلاج المرض المُستبطن الأساسي. ^{[4] [5]}