Published in: الطب

الغدة النخامية – ما هي وظيفتها؟ وما الهرمونات التي تفرزها؟

Author د. ألين السيد

Published on: 11 مايو، 2024

د. ألين السيد

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الغدة النخامية؟

الغدة النخامية (Pituitary Gland) غدةٌ صمّاء بحجم حبة البازلاء تزن أقل من غرامٍ واحد، تقع في قاعدة الدماغ أسفل منطقة تحت المهاد ضمن حيزٍ صغيرٍ يدعى السرج التركي، تعدُّ مسؤولةً عن إنتاج العديد من الهرمونات الأساسية في الجسم، والإشراف عليها.

تنقسم إلى قسمين: هما الفصُّ الأمامي، والفصُّ الخلفي، ويفصل بينهما جزءٌ يطلق عليه اسم الجزء الوسيط أو الغدة النخامية المتوسطة، تنتج خلايا الجزء الوسيط الهرمون المحفّز للخلايا الصباغية، والذي يعمل على خلايا الجلد لتحفيز إنتاج الميلانين لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية.

تدعى الغدة النخامية بالغدة الرئيسية لأن الهرمونات التي تنتجها تتحكم في العديد من العمليات المختلفة في الجسم، فهي تستشعر احتياجاته، وترسل إشاراتٍ إلى أعضاء وغدد مختلفة لتنظيم وظيفتها، والحفاظ على البيئة المناسبة لها. ^{[1] [2] [3]}

ما هي الهرمونات التي يفرزها الفصُّ الأمامي للغدة النخامية؟

يقوم الفصُّ الأمامي بإفراز عدة هرمونات تتضمن: ^{[1] [2] [4]}

1- هرمون قشر الكظر ورمزه (ACTH)

له دورٌ في استجابة الجسم للتوتر، حيث يحفّز الغدد الكظرية على إنتاج الكورتيزول الذي يملك عدة وظائف في الجسم، كعملية التمثيل الغذائي، والحفاظ على ضغط الدم، وتقليل الالتهابات.

2- الهرمون المحفّز للغدة الدرقية ورمزه (TSH)

يحفّز الغدة الدرقية التي تدير عملية التمثيل الغذائي، ومستويات الطاقة، وعمل الجهاز العصبي.

3- الهرمون المنبه للجريب ورمزه (FSH)

يدعى أيضاً بهرمون الغدد التناسلية، حيث يحفّز إنتاج الحيوانات المنوية عند الذكور، وإنتاج هرمون الأستروجين، ونمو البويضات عند الإناث.

4- الهرمون الملوتن ورمزه (LH)

يحفّز الإباضة عند الإناث، وإنتاج التستوستيرون عند الذكور، كما يلعب دوراً في وظيفة المبيضين والخصيتين، لذا يدعى بالهرمون الموجه للغدد التناسلية.

5- هرمون النمو ورمزه (GH)

يحفّز النمو عند الأطفال، ويساعدهم على النمو بشكلٍ أطول. أما عند البالغين، فيكمن دوره في الحفاظ على صحة العضلات والعظام، ويؤثر على توزيع الدهون، كما له دور في عملية التمثيل الغذائي.

6- البرولاكتين (Prolactin)

يحفّز إنتاج الحليب من الثدي بعد الولادة، كما يمكن أن يؤثر في الخصوبة والوظائف الجنسية لدى البالغين.

ما هي الهرمونات التي يفرزها الفصُّ الخلفي للغدة النخامية؟

يقوم الفصُّ الخلفي بتخزين وإطلاق الهرمونات التي تقوم منطقة تحت المهاد بإنتاجها وإفرازها، وتتضمن: ^{[1] [2] [4]}

1- الهرمون المضاد لإدرار البول (فازوبريسين) ورمزه (ADH)

ينظم توازن الماء والصوديوم (الأملاح) في الجسم.

2- الأكسيتوسين (Oxytocin)

يساعد على عملية المخاض أثناء الولادة عبر إرسال إشاراتٍ إلى الرحم للانقباض، كما يسبّب تدفُّق حليب الثدي، ويؤثر على الترابط بين الأم وطفلها. أما عند الذكور، فيلعب دوراً في حركة الحيوانات المنوية.

ما هي وظائف الغدة النخامية؟

الوظيفة الأساسية للغدة النخامية إنتاج وإطلاق عددٍ كبيرٍ من الهرمونات التي تساعد على القيام بوظائف الجسم المهمة، كالنمو، والتمثيل الغذائي، وتوازن الماء والأملاح، والمخاض، والولادة، والرضاعة، والتناسل، كما تعمل على مراقبة وتنظيم هذه الوظائف، والإشراف عليها. للغدة النخامية دور كمنظمٍ لحرارة الجسم، حيث ترسل إشاراتٍ ضمن الدماغ لرفع أو خفض درجة حرارة الجسم حسب ما تقتضيه الضرورة. ^[1]

ما الاضطرابات المرضية التي تصيب الغدة النخامية؟

تشمل الاضطرابات المرضية التي تصيب الغدة النخامية أربع حالات: ^{[1] [2] [3]}

1- أورام الغدة النخامية.

2- قصور نشاط الغدة النخامية.

3- فرط نشاط الغدة النخامية.

4- متلازمة سيلا الفارغة.

ما هي أورام الغدة النخامية؟

أورام الغدة النخامية تكون حميدةً (غير سرطانية) عادةً، ولكنها قد تضغط على مناطق أخرى من الدماغ، مما يسبّب مشاكل في الرؤية والصداع. لأورام الغدة النخامية نوعان: ^{[1] [2]}

1- أورام مفرزة عاملة

أي يتمُّ إفراز الهرمونات بشكلٍ زائد، كحدوث الورم البرولاكتيني الناجم عن إفراز البرولاكتين بشكلٍ مفرط، فيسبّب غياب الدورة الشهرية أو تباعد فتراتها وصعوبة الحمل، كما يسبّب انخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب، والعقم، والتثدّي عند الذكور.

2- أورام غير مفرزة وغير عاملة

أي يتمُّ إفراز كميةٍ قليلةٍ من هرمونات الغدة النخامية أو قد لا يتمّ إفرازها.

ماذا ينتج عن قصور نشاط الغدة النخامية؟

قصور نشاط الغدة النخامية هي حالةٌ مرضية يحدث فيها إنتاج كميةٍ ضئيلةٍ من هرمون أو أكثر من هرموناتها، وينجم عنها: ^{[1] [2]}

1- اضطرابات النمو

ناجمة عن نقص إنتاج هرمون النمو.

2- مرض السكري الكاذب

ناجم عن نقص إنتاج الهرمون المضاد لإدرار البول (فازوبريسين).

3- قصور الغدد التناسلية

ناجم عن نقص إنتاج الهرمون المنبه للجريب، أو الهرمون الملوتن، أو كلاهما، مما يسبّب خللاً في الوظيفة الجنسية، والنمو، والخصوبة.

4- قصور الغدة الكظرية المركزي

ناجم عن نقص إنتاج هرمون قشر الكظر اللازم لإفراز الكورتيزول.

5- قصور الغدة الدرقية المركزي

ناجم عن نقص إنتاج الهرمون المحفّز للغدة الدرقية.

ماذا ينجم عن فرط نشاط الغدة النخامية؟

فرط نشاط الغدة النخامية هي حالةٌ مرضيةٌ يحدث فيها فرط إنتاج هرمون أو أكثر من هرموناتها، وقد يكون السبب وجود ورمٍ فيها، وينجم عنها: ^{[1] [4]}

1- ضخامة النهايات

ناجمة عن فرط إنتاج هرمون النمو عند البالغين، فيسبّب تضخم بعض أعضاء الجسم، كاليدين، والقدمين.

2- العملقة

ناجمة عن فرط إنتاج هرمون النمو في مرحلة الطفولة أو المراهقة، مما يسبّب نمواً سريعاً، وزيادةً في الطول بشكلٍ كبير.

3- متلازمة كوشينغ (Cushing Syndrome)

ناجمة عن فرط إنتاج الهرمون الموجه للغدة الدرقية (ACTH)، مما يسبّب إنتاج كميةٍ كبيرةٍ من الكورتيزول، فيؤدي لزيادةٍ سريعةٍ في الوزن في بعض مناطق الجسم مع ارتفاع نسبة السكر في الدم.

4- فرط برولاكتين الدم

ناجم عن فرط إنتاج هرمون البرولاكتين، مما يسبّب إفراز الحليب، وانخفاض الرغبة الجنسية، وحدوث العقم أحياناً.

ما هي متلازمة سيلا الفارغة؟

متلازمة سيلا الفارغة (Empty Sella Syndrome) حالةٌ نادرة تصبح فيها الغدة النخامية مسطحةً أو في حالة انكماشٍ بسبب مشاكل في السرج التركي، وهو هيكلٌ عظميٌّ موجود في قاعدة الدماغ يحيط بالغدة النخامية ويحميها، قد تسبّب هذه الحالة اختلال توازن هرمونات الغدة النخامية، والصداع المتكرر، وتغيراتٍ في الرؤية، وقد لا تؤثر على وظائف الجسم في حال استمرت الغدة النخامية بإنتاج هرموناتها بشكلٍ طبيعي دون زيادة أو نقصان. ^[1]

ما هي الأعراض التي تشير لوجود خللٍ أو اضطرابٍ في الغدة النخامية؟

من الأعراض التي تشير لوجود خللٍ أو اضطرابٍ في الغدة النخامية: الصداع، التعب، ارتفاع ضغط الدم، زيادة غير مبررة في الوزن، اضطرابات النوم، المشاكل الإنجابية، كالعقم، وعدم القدرة على الانتصاب، وعدم انتظام الدورة الشهرية، نمو الشعر بشكلٍ زائد. ^[2]

هل يمكن البقاء على قيد الحياة في حال عدم وجود غدةٍ نخامية؟

يمكن البقاء على قيد الحياة في حال عدم وجود غدة نخامية شريطة أن يتمّ تناول ما يعوّض عن جميع هرموناتها لأنها مهمةٌ جداً من أجل تلبية متطلبات الجسم، وقيامه بوظائفه المختلفة، ووجود أي نقصٍ غير معالج بهرمونات الغدة النخامية يعتبر مهدداً للحياة. ^[1]