الطحال – أمراضه وكيف تحافظ على صحته؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
الطحال هو عضوٌ بيضويُّ الشكل محاطٌ بمحفظةٍ رقيقة له سطحٌ أملس وسطحٌ خشن، ويعدُّ من الأعضاء المهمة في الجسم لسهولة تعرضه للتمزق نتيجة الرضوض. يقع الطحال (Spleen) في الربع العلوي الأيسر من البطن، وهو غير مجسوسٍ أثناء الفحص البطني في الحالات الطبيعية. أما في الضخامات الحشوية أو الضخامة الطحالية يكون مجسوساً بعد تضخمه ثلاثة أضعاف حجمه الطبيعي.
وبالضبط يكون توضعه تحت الحجاب الحاجز والقفص الصدري، ويكون مستوراً بالأضلاع اليسرى الأخيرة، ويحيط به غشاء البريتوان (Peritoneum) ماعدا منطقة محددة منه تدعى سرة الطحال (Hilum)، وتجاوره كل من المعدة أمامياً والكلية اليسرى في الجهة الأنسية، وتتصل جميعها مع بعضها البعض بواسطة طيّةٍ كبيرةٍ من البريتوان تدعى الثرب الكبير (Greater Omentum).
كما توجد بعض الأربطة التي تتشكل أيضاً من البريتوان أحدها يصل بين المعدة والطحال، وهو الرباط المعدي الطحالي (Gastrosplenic Ligament)، والآخر بين الطحال والكلية يدعى الطحالي الكلوي (Splenorenal Ligament)، يتروى الطحال من الشريان الطحالي المتفرع من الجذع الزلاقي، ويعود الدم القاتم أو غير المؤكسج عبر الوريد الطحالي الذي يصب في وريد الباب (Portal vein). أما بالنسبة لتعصيب الطحال، فالضفيرة الزلاقية هي المسؤولة عنه. [1]
ما وظيفة الطحال؟
يعدُّ الطحال جهاز التصفية أو الفلترة في الجسم، إذ يعمل على تحطيم الكريات الحمر الهرمة، وهي الكريات التي تعدى عمرها 120 يوماً أو خضعت لتغييرٍ في شكلها نتيجة مرضٍ أو آفةٍ دمويةٍ معينة، بالإضافة إلى ذلك يقوم الطحال بتخزين الدم، وتصنيع أنواع معينة من الكريات البيض والأضداد (Antibodies) التي تساعد جهاز المناعة في الجسم. [2]
أمراض الطحال الأكثر شيوعاً
يتعرض الطحال للعديد من الأمراض البدئية والثانوية، والفرق بينهما أن البدئية ناتجة عن مرض يصيب الطحال بحدّ ذاته. أما الثانوية يكون المرض في عضوٍ آخر من الجسم، ولكن يؤثر على الطحال بشكلٍ غير مباشر، وأشيع الأمراض هي:
1- الضخامة الطحالية (Splenomegaly)
تُجسّ الضخامة الطحالية عندما يصبح حجم الطحال ثلاثة أضعاف، وتتعدد أسبابها من العدوى الجرثومية، أو الفيروسية، أو الفطرية كسببٍ أولي، أو حالات تشمُّع الكبد كسببٍ ثانوي، كما تعدُّ أمراض الدم الانحلالية وسرطانات الدم، مثل: اللوكيميا من أكثر الأسباب المؤدية للضخامة الطحالية كونه عضو ذو علاقةٍ وثيقةٍ مع الدم، وتشاهد هذه الحالة في ارتفاع توتر وريد الباب وخثرات الوريد الطحالي والكبدي، والمعالجة جراحية بإزالة الطحال متبوعاً بكورسٍ كاملٍ من الصادات الحيوية مع الحرص على تلقي حصص اللقاح الكاملة.
2- فرط نشاط الطحال (Hypersplenism)
يحدث فرط نشاط الطحال نتيجة الضخامة الطحالية، ومع كبر حجم الطحال تزداد قدرته الاستيعابية للدم، فيحطم الكثير من الكريات الحمر الهرمة وغير الهرمة، فيصاب المريض بفقر الدم، ونستنتج أن جميع الأسباب المذكورة أعلاه والمؤدية إلى ضخامة الطحال تؤدي بدورها إلى فرط نشاط الطحال، والاستقصاءات التي تساعد في تشخيص الحالتين هي إيكو البطن واختبارات الدم.
مثل: تعداد الدم الكامل (CBC)، والفحص السريري الذي يساعد في كشف الضخامات الحشوية. أما علاج فرط نشاط الطحال، فهو بتبديل الدم المتكرر كحلٍّ مؤقتٍ أو العلاج الشعاعي الذي يهدف إلى تصغير حجم الطحال. أما الخيار العلاجي الأخير، فهو إزالة الطحال (Splenectomy) عند سماح حالة المريض بذلك.
3- تمزق الطحال (Spleen rapture)
الطحال عضوٌ هشٌّ وذو محفظةٍ رقيقة لا يملك وسائل حماية كافية بالغرض، لذلك يشيع تمزق الطحال لدى الأشخاص المصابين بالرضوض أو حوادث السيارات، والدراجات، والسقوط، إذ تؤدي هذه الحوادث إلى تكسر الأضلاع اليسرى السفلية التي تغطي الطحال، ويشعر المريض بالغثيان، ويقوم بالإقياء، ويغيب عن الوعي بعد فترةٍ وجيزةٍ بسبب النزف الحاصل من منطقة الطحال.
وبالتالي يكون معرضاً لصدمة نقص الحجم المهددة للحياة في حال التأخر في إسعافه. ينقل هذا المريض للإسعاف، ويقوم الأطباء بتعويض السوائل، وفتح البطن الاستقصائي أو استئصال الطحال بالتنظير، وفي الأذيات البسيطة يمكن نجاح العلاج المحافظ (غير الجراحي).
4- احتشاء الطحال (Spleen Infarction)
يصاب الطحال بالاحتشاء عند انتقال الخثرة من القلب إلى الشريان الطحالي الرئيسي المسؤول عن ترويته، ولها أسباب عديدة، مثل: الرجفان الأذيني المطلق ىالصمات (جزء من خثرة متنقلة)، وفقر الدم المنجلي أو ابيضاضات الدم، يصاب المريض بألمٍ شديدٍ في الربع العلوي الأيسر، ويكون منتشراً للكتف الأيسر مقلداً بذلك احتشاء العضلة القلبية.
5- أم دم الشريان الطحالي (Splenic artery aneurism)
هو توسّعٌ في جدار الشريان، ويعدُّ من الإصابات الشائعة بعد الشريان الأبهر، له خطر التمزق بسبب التوسع الشديد أو تشكل الخثرات في المنطقة المصابة منه، تكون الأسباب خلقيةً أو رضية، وفي حالاتٍ نادرة تحدث حالة أم دم الشريان الطحالي بعد التهاب البنكرياس الحاد، وتبدو بالفحص على شكل كتلةٍ متكلسةٍ مجسوسة في المنطقة الشرسوفية بقطر حوالي واحد سنتيمتر.
6- الحالات الخلقية
قد يطرأ على الطحال خلال المرحلة الجنينية العديد من التغيرات في الشكل والعدد، كتعدد الأطحلة أو الأطحلة الإضافية التي تتواجد غالباً في سرة الطحال، وتكون غير عرضية أو قد تسبّب ألماً بطنياً غير محتمل (حالة بطن حادة) في حال انفتالها، وتغيرات في الموقع، كحالة الطحال الهاجر، وهو وجود الطحال في غير مكانه الطبيعي، مثل: تواجده في المنطقة الشرسوفية (أعلى وأوسط البطن) أو في منطقة الفتق من الحجاب الحاجز، وهو حالة غير خطيرة ما لم تختلط بالتمزق، أو الانفتال، أو الاحتشاء ، وعند حدوث المضاعفات السابقة يجب تدبيرها جراحياً. [3] [4] [5]
كيف أحافظ على صحة الطحال؟
تكون المحافظة على صحة الطحال مقترنةً بالمحافظة على صحة الجهاز المناعي والجسم ككل، وذلك بشرب كمياتٍ وفيرةٍ من الماء، والاهتمام بالنظام الغذائي الغني بالخضروات، والفواكه، والفقير بالدسم والكربوهيدات والسكريات، كما ينصح بممارسة الرياضات غير العنيفة، وخاصةً لدى كبار السن، والتقيد بجدول اللقاحات لدى الأطفال لتعزيز جهاز المناعة، وأخيراً ينصح بتجنب الرياضات العنيفة، وسباقات الدراجات والسيارات، والقفز العالي كونها تحتمل خطورةً عاليةً لإصابة الطحال، وينصح فور الإصابة بزيارة قسم الإسعاف، والخضوع لفحصٍ دقيقٍ من طبيبٍ متمرس.
المراجع البحثية
1- The Spleen. (2024، April 16). TeachMeAnatomy. Retrieved July 21, 2024
2- Professional، C. C. M. (n.d.). Spleen. Cleveland Clinic. Retrieved July 21, 2024
3- Enlarged spleen (splenomegaly) – Symptoms and causes. (2023، August 25). Mayo Clinic. Retrieved July 21, 2024
4- Christiano، D. (2023، May 31). Hypersplenism. Healthline. Retrieved July 21, 2024
5- Spleen. (2023، August 28). Better Health Channel. Retrieved July 21, 2024