Skip links
طفل مصاب بالحمى القرمزية في فمه

الحمّى القرمزية عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » الحمّى القرمزية عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُمكن أن تحدث الحُمّى القرمزية (Scarlet fever) عند الأشخاص من جميع الفئات العمرية، ولكن تُعتبر أكثر انتشاراً عند الأطفال والمراهقين، وذلك لسهولةِ انتقالها في الفصول الدراسية ودور الحضانة، وأيضاً بسبب نقص المناعة ضدَّ المُستضدات المُسبّبة لها، وكانت تُعتبر في الماضي من الأمراض الإنتانية الخطيرة عند الأطفال.

وبعد البدء باستخدام الصادات الحيوية انخفضت نسبة حدوث المضاعفات بشكلٍ كبير، ولكن في حال عدم العلاج قد تحدث تأثيراتٌ خطيرة على القلب، والجهاز التنفسي، والكليتين، كما قد تحدث متلازمة الصدمة السمّية، والتي تكون مُهدّدةً للحياة. [1] [2]

ما هي الحمَّى القرمزية عند الأطفال؟

عدوى جرثومية تُسبّبها الذيفانات الخارجية المُولدة للحرارة التي تنتجها المكورات العقدية من المجموعة (أ)Group A) Streptococcus (GAS))، وهي ذات الجراثيم المُسبّبة لالتهاب الحلق العُقدي، وسُمّيت الحمّى القرمزية بهذا الاسم نسبةً إلى الطفح الجلدي أحمر اللون الذي يغطي كامل الجسم عادةً.

وفي معظم الحالات تحدث بعد التهاب البلعوم العُقدي، ولكن أحياناً قد تحدث بعد الإنتان الجلدي بالعُقديات كما في حال الإصابة بالقوباء، وتنتشر بسهولة من طفلٍ لآخر، وتحدث بشكلٍ شائعٍ بين عمر 5 إلى 15 سنة ،ويظهر الطفح الجلدي بعد يوم أو يومين من الإصابة، ويمكن للصادات الحيوية علاج العدوى. [2] [3]

كيف تتمُّ الإصابة بالحمَّى القرمزية عند الأطفال؟

البكتيريا العُقدية من المجموعة (أ) معديةٌ جداً بشكلٍ عام، ويكون المصابون معدين حتى دون ظهور أعراض، وتتمُّ العدوى إما بشكلٍ غير مباشر من خلال القُطيرات التنفسية أو بشكلٍ مباشر عن طريق الجلد: [4]

1- الانتقال غير المباشر

غالباً ما تعيش البكتيريا العُقدية من المجموعة (أ) في الأنف والحنجرة، وينقل الأشخاص المصابون العدوى من خلال القُطيرات التنفسية المُحمّلة بالبكتيريا، والتي تنتشر عن طريق التحدث، أو السعال، أو العُطاس، ويمكن أن يصاب الأطفال بالعدوى في حال:

  • استنشاق القُطيرات التنفسية الملوثة. 
  • لمس الطفل للأشياء الملوثة بالقُطيرات ثم لمس فمه أو أنفه.
  • الشرب من نفس الكوب أو تناول الطعام من نفس الطبق مع الشخص المصاب.

2- الانتقال المباشر

يمكن للمصابين بالقوباء العقدية أن ينشروا بكتيريا المجموعة (أ) من خلال التقرُّحات الجلدية لديهم، وذلك عند لمس هذه القروح أو السوائل التي تخرج منها من قبل الطفل.

ما هي أعراض الإصابة بالحمَّى القرمزية عند الأطفال؟

1- الأعراض النزلية

عادةً ما تظهر أعراض الحمَّى القرمزية بعد يومين إلى خمسة أيام من الإصابة، ومع ذلك فإن فترة الحضانة (الفترة بين التعرُّض للعدوى وظهور الأعراض) يمكن أن تكون قصيرةً حتى يومٍ واحد أو طويلة حتى 7 أيام، وتبدأ بأعراض نزلية، مثل: الترفُّع الحروري، والألم في البلعوم، والصداع، والآلام العضلية، والمفصلية.

2- الطفح الجلدي

يُعتبر العرض الأكثر شيوعاً، ويظهر بعد 12 إلى 48 ساعة من حدوث الأعراض النزلية، ويتظاهر في البداية على شكل بقعٍ حمراء ثم تتحول هذه البقع إلى طفحٍ جلدي نقطي باللون الوردي أو الأحمر، ويكون ناعماً بالنظر، وخشناً بالملمس (ملمسه مماثلٌ لورق الصنفرة)، ومظهره يشبه حروق الشمس، ويصبح أبيض عند الضغط عليه.

ومن الممكن أن يكون الطفح حاكاً، وقد يصعب رؤية الطفح الجلدي على البشرة الداكنة، ولكن يمكن تمييزه عن طريق قوامه الخشن، ويبدأ الطفح عادةً على الصدر والبطن، ولكنه سرعان ما ينتشر إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، مثل: الأذن، الرقبة، المرفقين، الفخذ، ولا ينتشر عادةً إلى الوجه، ومع ذلك قد تصبح الخدود متوردة، وتبقى المنطقة المحيطة بالفم شاحبةً تماماً، وفي الحالات الخفيفة من الحمَّى القرمزية قد يكون الطفح الجلدي هو العرض الوحيد.

3- تراجع الطفح

يبدأ خلال 3 إلى 4 أيام، وعادةً ما يتلاشى الطفح الجلدي بعد حوالي أسبوع مع حدوث توسُّفاتٍ وقشورٍ رقيقة تبدأ في الوجه، ومن ثم الجذع، ثم الأطراف، وقد تستمر الطبقات الخارجية لكل من اليدين والقدمين بالتقشُّر لعدة أسابيع بعد ذلك.

4- لسان الفراولة

في البداية تظهر طبقةٌ بيضاء على اللسان، وتتقشر بعد بضعة أيام، مما يترك اللسان أحمر ومنتفخاً مع حليماتٍ متوذّمة، فيبدو بمظهر الفراولة.

5- خطوط حمراء اللون

تبدو مناطق الثنيات في العنق، والإبط، والمرفقين، والناحية الإربية، والركبتين بلون أكثر احمراراً من المناطق الأخرى المصابة بالطفح الجلدي، وتأخذ الإصابة فيها شكل خطوطٍ حمراء تُسمّى خطوط باسيتا (Pastia lines).

6- الأعراض العامة المرافقة

وتشمل تورُّماً مؤلماً في الغدد اللمفاوية الموجودة في الرقبة، فقدان الشهية، الغثيان والإقياء، ألم في البطن، صعوبةٌ في البلع، شعورٌ عام بالتوعُّك. [2] [5]

ما هي مضاعفات الإصابة بالحمَّى القرمزية عند الأطفال؟

إن نسبة حدوث المضاعفات قد انخفضت كثيراً بعد تطبيق الصادات الحيوية، ورغم كونها نادرة، ولكنها قد تكون خطيرةً، ومنها: [2] [5]

1- التهاب الأذن الوسطى

يتظاهر بترفُّعٍ حروريّ مع ألم، وخروج مفرزاتٍ من الأذن، وانخفاض في حاسة السمع، والشعور بالضغط أو الامتلاء ضمن الأذن، وقد تحدث حكةٌ وتهيّجٌ في الأذن مع ظهور تقشُّراتٍ حولها، وعند الأطفال أكثر ما يتظاهر بسحب وشدّ الأذن من قبل الطفل، والبكاء، والهياج، وانخفاض التفاعل مع الأصوات، ونقص الشهية والوزن.

2- التهاب الجيوب الأنفية

يتظاهر بألمٍ وتورّمٍ حول الخدين، أو العينين، أو الجبهة، وخروج مخاطٍ أصفر، أو أخضر من الأنف، نقص حاسة الشم، صداع، ترفُّعٌ حروريٌّ شديد، ألمٌ في الأسنان، رائحة الفم الكريهة، وقد تشمل علامات التهاب الجيوب الأنفية لدى الأطفال الصغار أيضاً الهياج، وصعوبة التغذية، والتنفس من خلال الفم.

3- التهاب السحايا

يُعتبر التهاب السحايا من المضاعفات النادرة الخطيرة والمُهدّدة للحياة في حال عدم العلاج الباكر والمناسب، ويتظاهر بترفّعٍ حروريّ شديد مع صداعٍ، وإقياء، وتصلُّبٍ في الرقبة (صلابة النقرة)، والرهاب من الضوء (أي الحساسية من الأضواء الساطعة)، والميل إلى النوم، وظهور الاختلاجات (عبارة عن حركاتٍ عضلية لاإرادية مترافقة مع غياب عن الوعي)، وعند صغار الأطفال أيضاً يحدث رفض التغذية، وبكاء عالي الطبقة، وسرعة الانفعال، وانتباج اليافوخ.

4- التهاب الرئة (ذات الرئة)

يتظاهر بسعالٍ جافٍّ أو منتجٍ للبلغم، مع صعوبةٍ، أو ضيقٍ، أو تسرُّعٍ في التنفس، ترفُّعٌ حروريّ، شعورٌ بالتعب والإعياء، ألمٌ في الصدر، فقدان الشهية، وقد يحدث بشكلٍ أقل شيوعاً غثيانٌ، وإقياء، وآلامٌ مفصلية، وصداع.

5- خرّاج حول اللوزتين وضخامة العقد اللمفاوية في العنق

6- من المضاعفات النادرة جداً

إنتان الدم (عدوى في مجرى الدم)، التهاب المفاصل الإنتاني، الحمَّى الرثوية (مرضٌ التهابيٌّ يمكن أن يصيب كلاً من القلب، والمفاصل، والدماغ، والجلد)، التهاب اللفافة الناخر (عدوى شديدة تنطوي على موت مناطق من الأنسجة الرخوة تحت الجلد)، متلازمة الصدمة السُّمية العقدية (تتظاهر بتطورٍ سريعٍ للأعراض مع انخفاض ضغط الدم، وقصور الأعضاء المتعددة).

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالحمَّى القرمزية عند الأطفال؟

توجد العديد من الأمراض الجرثومية والفيروسية التي تُسبّب طفحاً جلدياً مع التهاب بلعوم، ولتمييز ما إذا كان السبب هو المكورات العقدية من المجموعة (أ)، فيتمُّ إجراء كل من اختبار البكتيريا العقدية السريع، وزرع مسحة الحلق:

1- اختبار البكتيريا العقدية السريع (Rapid strep test)

حيث يتمُّ أخذ مسحةٍ من الحلق، وإجراء اختبارٍ عليها، ويُظهر الاختبار بسرعة ما إذا كانت البكتيريا العقدية من المجموعة (أ) هي المُسبّبة للمرض، وفي حال كان الاختبار إيجابياً، فيتمُّ وصف الصادات الحيوية، أما إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية، ولا يزال الطبيب يشتبه في الإصابة بالحمَّى القرمزية، فيتمُّ إجراء زرعٍ للمسحة.

2- زرع مسحة الحلق (Throat culture)

يتمُّ أخذ مسحةٍ من البلعوم، ومن ثم إجراء زرعٍ للمسحة، وعلى الرغم من أن الزرع يستغرق وقتاً أطول لمعرفة ما إذا كانت البكتيريا العقدية من المجموعة (أ) متواجدةً ضمن المسحة أم لا، إلا أنه يكشف أحياناً عن حالات عدوى يفشل اختبار البكتيريا العقدية السريع في اكتشافها.

ومن المهمّ استخدام الزرع عند الأطفال والمراهقين لأنهم قد يصابون بالحمَّى الروماتيزمية بعد عدوى الحمَّى القرمزية غير المعالجة، أما بالنسبة للبالغين، فليس من الضروري إجراؤه في حال كان اختبار الكشف السريع سلبياً. [4] [6]

كيف يتمُّ علاج الحمَّى القرمزية عند الأطفال؟

معظم حالات الحمَّى القرمزية تشفى بعد حوالي أسبوع دون علاج، ومع ذلك من الأفضل تقديم العلاج، لأنه يُقلّل من خطر حدوث المضاعفات، ويُقلّل من طول المدة التي يكون فيها الطفل مُعدياً، ويسرّع من عملية التعافي، فمع العلاج يتعافى معظم الأطفال في حوالي 4 إلى 5 أيام، ويمكنهم العودة إلى الحضانة أو المدرسة بعد 24 ساعة من بدء العلاج بالصادات الحيوية، أما دون العلاج، فيكون الطفل معدياً لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد ظهور الأعراض، وتشمل التدابير العلاجية ما يلي: [2] [4] [6]

1- الصادات الحيوية

– يتمُّ علاج الحمَّى القرمزية عادةً باستخدام الصادات الحيوية لمدة 10 أيام، وهي البنسلين (Penicillin) أو الأموكسيسيلين (Amoxicillin) التي تتوفر بشكل أقراصٍ أو شرابٍ (يعطى لصغار الأطفال).

– أما بالنسبة للأطفال الذين لديهم حساسية من البنسلين، يمكن استخدام الصادات الحيوية البديلة، مثل: الأريثروميسين (Erythromycin).

– تتحسن الأعراض عادةً خلال 24 ساعة من بدء تناول الصادات الحيوية، وتختفي خلال بضعة أيام، ومع ذلك من المهمّ إكمال دورة العلاج لضمان إزالة العدوى تماماً، وتقليل احتمالية مقاومة الصادات الحيوية.

2- العلاج الداعم 

– يمكن أن يكون تناول الطعام مؤلماً للأطفال المصابين بالتهاب الحلق العقدي الشديد، لذا قد يكون من الأفضل تقديم الأطعمة اللينة أو اتباع نظامٍ غذائيّ سائل، مثل: الحساء، الفواكه اللينة، البطاطا المسلوقة والمهروسة، اللبن، البيض المسلوق، حبوب الإفطار المهروسة.

– قد يكون من المفيد تقديم الشاي المهدئ، والحساء المغذي الدافئ، أو المشروبات الباردة، أو المصاصات، أو عصير الفاكهة المُثلج.

– تجنُّب الأطعمة الغنية بالتوابل والحمضيات، مثل: الليمون، والبرتقال.

– كما يجب إعطاء الطفل كمياتٍ وافرةٍ من السوائل، مما يساعد على ترطيب الحلق، ويقي من التجفاف، ويُسهّل عملية البلع.

– يمكن إعطاء الباراسيتامول (Paracetamol)، أو أيبوبروفين (Ibuprofen)، لعلاج الحمَّى، أو لتسكين آلام الحلق.

– وفي حال كان الطفح الجلدي يُسبّب الحكة، فيجب تقليم أظافر الطفل حتى لا يتضرر الجلد من خلال الخدش.

– الحصول على قسطٍ وافرٍ من الراحة مع النوم لساعاتٍ كافية، مع ضرورة البقاء في المنزل حتى تزول الحمَّى، ويمر 12 ساعة على الأقل على تناول الصادات الحيوية.

– تجنُّب العوامل المُهيّجة للحلق والجهاز التنفسي، مثل: طلاء الجدران، دخان السجائر، البخور، الزيوت، مواد التنظيف.

هل يمكن الوقاية من الحمَّى القرمزية عند الأطفال؟

لا يوجد لقاحٌ للوقاية من التهاب الحلق العقدي أو الحمَّى القرمزية، وقد يكون من المفيد اتباع النصائح التالية للتقليل من انتشار العدوى: [4] [5] [6]

– يجب على الأطفال المصابين عدم الذهاب إلى المدرسة أو إلى دور الحضانة لمدة 24 ساعة على الأقل بعد البدء بالصادات الحيوية.

– تعليم الطفل كيفية غسل اليدين بالماء والصابون جيداً لمدة 20 ثانية على الأقل، وذلك من خلال فرك يديه معاً مع تنظيف المنطقة بين الأصابع وصولاً إلى الذراعين.

– في حال عدم توفر الصابون، فيجب استخدام منظفٍ يحتوي على الكحول بنسبة 60 بالمئة على الأقل.

– استخدام المناديل أثناء عن السُّعال أو العطاس.

– إبقاء فرشاة أسنان الطفل المصاب، وأكواب الشرب، وأدوات تناول الطعام، والمناشف، والأدوات الشخصية الأخرى منفصلةً عن تلك الخاصة بأفراد الأسرة الآخرين.

– غسل أدوات الطفل الخاصة جيداً بالماء الساخن والصابون، ومن الأفضل استخدام الماء الجاري أثناء الغسيل والتنظيف.

– وأيضاً غسل اليدين جيداً قبل الوالدين أثناء رعاية الطفل المصاب.

المراجع البحثية

1- ASM.org. (n.d). Scarlet fever: A deadly history and how it prevails. ASM.org. Retrieved October 30, 2023

2- Mayo Clinic. (2022, June 7). Scarlet fever. Mayo Clinic. Retrieved October 30, 2023

3- Boston Children’s Hospital. (n.d). Scarlet fever. Retrieved October 30, 2023

4- Centers for Disease Control and Prevention. (2023, May 10). Scarlet fever .Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved October 30, 2023

5- NHS inform. (2023, August 24). Scarlet fever. NHS inform. Retrieved October 30, 2023

6- Pitone,M,L. (2022, November). Scarlet fever. KidsHealth. Retrieved October 30,2023

This website uses cookies to improve your web experience.