Published in: أمراض

التهاب العضلة القلبية عند الأطفال – أسبابه، أعراضه وكيف يتمّ علاجه؟

Author د. نور شرابه

Published on: 29 أغسطس، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ التهاب العضلة القلبية اضطراباً مرضياً نادر الحدوث عند الأطفال لكنه خطير، وقد يكون مهدداً للحياة، ويُقدَّر معدل حدوثه 1 من أصل كل 100 ألف طفل سنوياً، قد تكون أعراض الإصابة متفاوتةً بين طفلٍ وآخر، وقد يتأخر التشخيص في بعض الحالات، ويُعتبر المعيار الذهبي للتشخيص خزعة العضلة القلبية لكنه إجراءٌ محفوفٌ بالمخاطر عند الرضع والأطفال الصغار.

يعتمد العلاج على الرعاية الداعمة، وقد تصل نسبة الوفيات عند الأطفال حديثي الولادة إلى 75 بالمئة في المرحلة الحادة، وعند الأطفال الأكبر سناً تبلغ من 10 إلى 30 بالمئة، وفي حال النجاة من المرحلة الحادة تكون نسبة البقاء على قيد الحياة جيدةً على المدى البعيد، وقد يحدث شفاءٌ تامٌّ أو تبقى بعض المضاعفات المزمنة. ^[1]

ما هو التهاب العضلة القلبية عند الأطفال؟

حالةٌ مرضيةٌ التهابيةٌ تصيب القسم العضلي من القلب مما يؤثر على وظيفته وقدرته على ضخّ الدم والأوكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم، وتُسبّب اضطراباً في نظم القلب وقصور قلبٍ احتقاني، وقد تؤدي إلى حدوث وفاةٍ مفاجئة. قد تحدث لأسبابٍ فيروسية، أو جرثومية، أو فطرية، أو التعرُّض للأشعة، وغيرها من الأسباب، وتحدث الأذيّة إما بسبب التأثير المباشر للعامل المُمْرض أو بسبب الاستجابة المناعية للجسم تجاهه (يقوم الجهاز المناعي أثناء مقاومة العدوى بمهاجمة خلايا العضلة القلبية أيضاً وتدميرها). ^[2]

ما أسباب التهاب العضلة القلبية عند الأطفال؟

1- الفيروسات

تُعتبر السبب الأشيع لالتهاب العضلة القلبية عند الأطفال، مثل: فيروس الحماق، والإنفلونزا، والفيروسات الغدّية، وفيروسات التهاب الكبد B وC، وفيروس إبشتاين بار، وفيروس الكوكساكي، والهربس، والحصبة الألمانية، وفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسَب (الإيدز).

2- الجراثيم

مثل: المكورات العنقودية المذهبة، والمكورات العقدية.

3- الفطريات

عادةً تُسبّب التهاب العضلة القلبية عند الأطفال المصابين بضعفٍ في الجهاز المناعي، مثل: المبيضات البيضاء، والرشاشيات.

4- الطفيليات

مثل: المقوسة القندية.

5- الأدوية

مثل: الأدوية المُستخدمة في علاج السرطان، والصادّات الحيوية، مثل: البنسلين (Penicillin)، والسلفوناميدات (Sulfonamide)، والأدوية المضادة للصرع، والمواد الكيميائية، والشعاعية.

6- الأمراض الالتهابية

مثل: الذئبة الحمامية الجهازية، وداء واغنر الحبيبومي، التهاب الشرايين لتاكاياسو. ^{[2] [3]}

ما هي أعراض التهاب العضلة القلبية عند الأطفال؟

تعتمد الأعراض السريرية على عمر الطفل، وعلى كون الإصابة حادة أو مزمنة: ^[4]

1- عند حديثي الولادة والأطفال الصغار

1- الترفُّع الحروريّ.

2- تسرُّعٌ في ضربات القلب أو عدم انتظامها.

3- قد يحدث قصورٌ شديدٌ في وظيفة العضلة القلبية.

4- قصور الصمّام التاجي.

5- التنفس السريع أو وجود صعوبة في التنفس مع زرقةٍ في الجلد والأغشية المخاطية.

6- صعوبةٌ في الرضاعة، ونقص كسب وزن، وفشلٍ في النمو.

7- الانفعال والهياج.

8- التعرُّق الزائد.

9- برودةٌ في الأطراف وشحوب.

10- قد يحدث حماض وعلامات صدمة.

2- عند الأطفال الأكبر سناً

1- تكون الأعراض أقلَّ شدةً، وقد تتشابه مع أعراض الإنفلونزا، وتترافق مع التعب، والوهن، ونقص النشاط، والطاقة.

2- ألمٌ في البطن بسبب ضخامة الكبد مع غثيان وإقياء.

3- عدم القدرة على تحمُّل الجهد، والقيام بالتمارين الرياضية.

4- قد تحدث زرقةٌ في الفم، والأغشية المخاطية، وفي الأظافر.

5- قد يتغير لون الجلد، ويصبح شاحباً، أو أزرق اللون.

6- كما قد يحدث سعالٌ مع ألمٍ في الصدر.

7- قد يحدث قصور قلبٍ احتقاني مع وذمات في اليدين، والقدمين، والوجه.

8- قد تحدث وفاةٌ مفاجئةٌ بسبب اضطراب نظم القلب.

كيف يتمُّ تشخيص التهاب العضلة القلبية عند الأطفال؟

1- الصورة الشعاعية البسيطة للصدر

تبين ضخامة في القلب، مع زيادة في حجم الشرايين الرئوية، وتراكم السوائل في الرئتين (وذمة رئة).

2- تخطيط القلب الكهربائي

هو عبارةٌ عن إجراءٍ سريعٍ وغير مؤلم يقيس النشاط الكهربائي للقلب، ويعطي معلوماتٍ عن معدل ضربات القلب وانتظامها، وعن وجود نقص ترويةٍ مرافق، وأكثر الموجودات شيوعاً في حال وجود التهاب في العضلة القلبية: تسرُّع قلبٍ جيبي، انقلاب موجة T، عدم انتظام دقات القلب.

3- تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية

في حال جود التهابٍ في العضلة القلبية يُبدي نقصاً في قلوصية العضلة القلبية، وتوسُّعاً في البطين الأيسر، وقصوراً في الصمام التاجي ومثلث الشرف، كما يساعد في نفي أو تأكيد وجود خثرات دموية مرافقة.

4- التشخيص المخبري

يبين الموجودات التالية:

– ارتفاع في خمائر العضلة القلبية: الكرياتين كيناز (creatine kinase (CK-MB))، التروبونين I أو Troponin) T ).

– ارتفاع الآلانين ترانس أميناز (Alanine transaminase (ALT)).

– ارتفاع الأسبارتات ترانس أميناز  (Aspartate Transaminase (AST)).

– ارتفاع في نازعة هيدروجين اللاكتات (Lactate Dehydrogenase (LDH)).

5- خزعة العضلة القلبية

هي التشخيص المؤكد، ويتمُّ أخذها أثناء إجراء القسطرة القلبية (أنبوبٌ رفيعٌ يتمُّ إدخاله عبر أحد الشرايين الدموية الكبيرة المحيطية، كالشريان الفخذي، أو العضدي، ومنه إلى البطين الأيسر أو إلى الشرايين الإكليلية). ^{[4] [5]}

كيف يتمُّ علاج التهاب العضلة القلبية عند الأطفال؟

يعتمد تدبير التهاب العضلة القلبية على المعالجة الداعمة، وتتضمن: ^{[4] [6]}

1- الأدوية القلبية مثل:

– حاصرات بيتا ( Beta Blockers): تفيد في خفض الضغط الشرياني، وتخفيف التسرُّع في ضربات القلب، وفي تدبير قصور القلب.

– مثبطات الأنزيم القالب للأنجيوتنسين (ACE inhibitors): تستخدم في خفض الضغط الشرياني، وعلاج قصور القلب الاحتقاني.

– المُدرّات البولية (Diuretic): تقوم بتخفيف السوائل المتراكمة في الرئتين وأنسجة الجسم الأخرى.

2- قد يتمُّ إعطاء السيتروئيدات (Steroids): تفيد في حال كان السبب أحد أمراض المناعة الذاتية.

3- الغلوبولين المناعي الوريدي (Intravenous Immune Globulin): يفيد في إبطاء العملية الالتهابية، ويُقلّل من حدوث المضاعفات المزمنة.

4- بعض الحالات قد تحتاج إلى وضع الطفل في العناية المركزة على جهاز تنفسٍ اصطناعي لدعم عمل القلب والرئتين.

5- في الحالات الشديدة قد يحتاج الطفل إلى عملية زرع قلب.

6- كما يجب الراحة، وتجنُّب الرياضة لمدة 3 إلى 6 أشهر بعد التعافي من الإصابة.