Skip links
فم رجل بالغ مفتوح حيث يظهر داخل الشفة السفلى تقرح أبيض اللون

التقرُّحات الفموية – الأنواع، الأسباب وكيف يتمُّ علاجها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التقرُّحات الفموية (Mouth Ulcer) هي عبارةٌ عن التهاباتٍ تُصيب اللثة، والشفتين، واللسان، ومخاطية الشدق (الخد)، تتعدّد أسبابها بين الأسباب النفسية والهرمونية أو الرضّية، وقد تُخفي وراءها مرضاً مستبطناً، مثل: العدوى الفيروسية، والأمراض المناعية، واضطرابات الجهاز الهضمي، تشفى أغلب التقرُّحات الفموية بشكلٍ عفوي، ويحتاج القليل منها للعلاج الدوائي. تتظاهر التقرُّحات بلونٍ أحمر وأبيض، وتكون مفردةً أو متعددة، وهي غير مُعدية، لكنها مؤلمة، وتسبّب صعوبةً في الأكل، وخاصةً الأطعمة كثيرة التوابل، والكلام يصبح مزعجاً.

ما هي أنواع التقرُّحات الفموية؟

توجد عدة أنواع من التقرُّحات أشيعها التقرُّحات القلاعية أو الآكلة (Canker sores)، وهي تتظاهر على الشفة كتآكلٍ صغيرٍ في المخاطية نتيجة العوامل النفسية، والأطعمة الغنية بالتوابل، والحموض، والنمط الثاني هو الحزاز المسطح الفموي (Oral Lichen Planus)، وهي آفاتٌ تظهر لدى الإناث بشكلٍ خاص، ويُعزى سببها إلى ردّ فعل الجسم المناعي، ويتظاهر بشكل آفةٍ حاكّةٍ رخوة غير مؤلمة عادة.

يزداد احتمال الإصابة بالنمط الثالث عند المضغ المتكرّر للتبغ، والتدخين لفترةٍ طويلة، وتدعى الحالة بالطلاوة (Leukoplakia)، وهي عبارةٌ عن لويحاتٍ فضيةٍ أو سوداء اللون داخل التجويف الفموي، وقد تؤهّب الطلاوة لحدوث سرطان داخل جوف الفم حين ظهور اللويحات بلونٍ أحمر على اللثة أو اللسان، وتدعى حينها (Erythroplakia).

أما النمط التالي، هي القلاعات الفموية الناتجة عن الإصابة بالمبيضات البيض أو الكانديدا، وتشيع الإصابة بهذا النمط بعد المعالجة المديدة بالصادات الحيوية أو حالات نقص المناعة، إذ تظهر الآفات القلاعية على شكل لويحاتٍ حمراء، وأحياناً بلون أبيض صدفي، وأخيراً قد تعكس التقرُّحات الفموية الإصابة بالسرطانات الفموية، لذلك يجب التحرّي عن التقرُّحات التي لم تُشفَ بعد مرور ثلاثة أسابيع عليها. [1]

ما هي أسباب الإصابة بالتقرُّحات الفموية؟

يمكن لأسبابٍ بسيطةٍ متعدّدة أن تصيب الفم بالتقرُّحات كون المخاطية رقيقةً وهشةً داخل التجويف الفموي، مثل: إصابة الشفة أو اللثة بالرضّ في العمليات السنّية الصغرى، وذلك بمعدات تصليح الأسنان أو ببساطة يمكن للتقرُّحات الفموية أن تظهر نتيجة عضّ اللثة، أو اللسان بقوة عفوياً، أو وضع الإكسسوارات في الشفة لأنها تؤهّب إلى تخريش المخاطية، والإصابة بالإنتان مكان الوخز.

بالإضافة إلى العوامل النفسية، كالتوتر، والقلق، والعمل لساعاتٍ طويلةٍ تحت الضغط، وتؤثر بعض اضطرابات النوم على ظهور التقرُّحات الفموية، وتزداد شدّتها عند تناول الحمضيات، كالليمون، والبرتقال، والفراولة، وتشيع أيضاً ظهور الآفات في فترة ما قبل الطمث.

أما الأسباب المرضية التي تترافق معها التقرُّحات الفموية هي الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي في المقام الأول، مثل: الداء المعوي الالتهابي المتمثّل بداء كرون أو الداء الزلاقي، وبعض الأمراض المناعية والالتهابية، مثل: التهاب المفاصل الرثياني، والذئبة الحمامية الجهازية، وداء بهجت. [2]

كيف تتمُّ معالجة التقرُّحات الفموية؟

تكمن معالجة الآفات التقرُّحية داخل التجويف الفموي في معالجة السبب الأساسي المُستبطن، والحرص على نظافة الفم، والابتعاد عن المُسبّبات والعوامل المؤهّبة، وهي تشفى عفوياً في الحالات العادية. أما في الحالات المُستعصية، يصف الطبيب الصادات الحيوية، ومضادات الالتهاب بشكله الموضعي (جل)، مثل: أوراجل (Orajel)، أو أنبزول (Anbesol)، أو المراهم الستيروئيدية، مثل: تريامسينولون (Triamcinolone)، وبالخط الأخير للعلاج توصف مثبطات المناعة.

ويمكن اتباع بعض الخطوات المنزلية للتخلص من التقرُّحات الفموية، مثل: المضمضة بالماء الدافئ والملح ثلاث إلى خمس مرات يومياً، أو مزج الماء مع بيروكسيد الهدروجين، واستخدامه مرتين في اليوم، أو وضع معجونٍ مُخصّص مصنوع من الباكينج صودا Baking Soda على الآفة، ويمكن وضع قطعة من الجليد لتهدئة الألم، وتسريع التئام التقرُّح، أو وضع ظرفٍ من الشاي المُبرّد عليها.

بشكلٍ عام يُنصح بشرب الكثير من السوائل، والابتعاد عن الأطعمة والمشروبات الساخنة والغنية بالتوابل، واستعمال فرشاة أسنان ناعمة، وتنظيف الأسنان بطريقة صحيحة وغير عنيفة مع ضرورة زيارة الطبيب للاطمئنان على صحة الأسنان. ومن الضروري تعويض العناصر المُغذّية الناقصة من الجسم بتناول المُكمّلات الغذائية، مثل: حمض الفوليك (فيتامين B9)، وفيتامين B12، والزنك، والحديد، ويمكن أن يستفيد المريض على الأعشاب الطبيعية، مثل: نبات شجر المر Myrrh، ونبات القنفذية (Echinaqcea) الموجودة على شكل زيت أو مشروب.

يجدر على المريض اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحي، وممارسة الرياضة لتقوية جهاز المناعة، وتنظيم ساعات النوم، وتجنُّب الضغط والتوتر بأخذ فترات راحةٍ من العمل، وأخذ التدابير الوقاية لمنع التخريش المستمر والرضّ المزمن على الشفتين، مثل: الحفاظ على سلامة جهاز تقويم الأسنان، وغيرها من الأدوات المُستخدمة في المعالجة السنّية. [3] [4] [5]

متى يجب زيارة الطبيب في حال التقرُّحات الفموية؟

تجب زيارة طبيب الأسنان أو اختصاصي الأمراض الجلدية في حالاتٍ معينة لكشف السبب المُستبطن الذي قد يكون خطيراً ومميتاً، وهذه الحالات هي: [3] [5]

1- التقرُّحات التي تدوم لمدةٍ أطول من ثلاث أسابيع في نفس الجهة.

2- التقرُّح الذي يظهر قبل اختفاء التقرُّح السابق، إذ أن سير التقرُّحات السليمة يكون بالترتيب.

3- الآفات التقرُّحية التي تظهر على الشفة الخارجية، لأنها تزيد احتمالية كونها سرطان شائك الخلايا.

4- التقرُّحات التي لا تشفى رغم المعالجة الدوائية السابقة.

5- ظهور أعراضٍ مرافقة، كالحمى، والإسهال التي تقترح وجود حادثةٍ التهابية يجب الاستقصاء عنها بالتحاليل المخبرية.

6- الآفات غير المؤلمة لأنها ترجّح احتمالية الخباثة.

إن التقرُّحات الفموية حالة سليمة، وتشفى عفوياً باستثناء الحالات المترافقة مع مرضٍ كامن، أي يجب عدم إهمالها، ومراقبتها والتدخُّل في حال الضرورة.

المراجع البحثية

1- Mouth ulcer. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved September 27،  2024

2- Mouth ulcers. (n.d.). Nhs.uk. Retrieved September 27،  2024

3- Johnson،  S.،  & Williams،  A. (2017،  December 20). Mouth ulcer: Causes،  symptoms،  diagnosis،  and treatment. Healthline. Retrieved September 27،  2024

4- Mouth ulcer. (n.d.). 111.wales.nhs.uk. Retrieved September 27،  2024

5- Mouth ulcers. (n.d.). Oral Health Foundation. Retrieved September 27،  2024

This website uses cookies to improve your web experience.