Published in: البيئة

الأمطار الحامضية

Author د. هالة وتار

Published on: 19 يناير، 2024

د. هالة وتار

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الأمطار الحامضية من أهمّ مصادر التلوث البيئي، حيث هطل أول مطرٍ حامضي عام 1872.

ما هي الأمطار الحامضية؟

إن الماء الذي ينزل من السماء نقيٌّ وخالٍ من الشوائب، ولكن التقدُّم والتكنولوجيا لعبا دوراً كبيراً في تشكل ما يُسمّى الأمطار الحامضية (Acid Rain)، فالمطر الحامضي هو ماءٌ يتصف بالحموضة أو يُعرّف بشكلٍ أنسب بالترسيب الحمضي.

ما هي مكونات الترسيب الحمضي؟

يتكون الترسيب الحمضي من: ^[1]

1- الترسيب الحمضي الجاف

مكوناته: الغازات الحامضية، والجسيمات، فعندما تسقط هذه المكونات من الغلاف الجوي إلى الأرض، تترسّب على أماكن مختلفة على الأرض، مثل: الأشجار، والمركبات، والمباني، وغيرها، وعندما تهطل الأمطار تمتزج بالغازات والجسيمات، مما يكسب الأمطار صفة الحامضية.

2- الترسيب الحمضي الرطب

مكوناته: الثلج، والضباب، والأمطار الحامضية، فعندما تسقط هذه المكونات على الأرض، تؤثر على النباتات والحيوانات، ودرجة مخاطرها تتعلق بنوع النباتات والحيوانات، وحموضة الماء.

كيف تُقاس حموضة الأمطار الحامضية؟

تُقاس حموضة أي محلولٍ بقياس الرقم الهيدروجيني PH، كما يلي:

1- عندما يكون تركيز أيون الهيدروجين H⁺ يساوي تركيز أيون الهيدروكسيل OH^– يكون المحلول معتدلاً، ويكون الرقم الهيدروجيني PH مساوياً 7.

2- عندما يكون تركيز أيون الهيدروجين H⁺ أقل من تركيز أيون الهيدروكسيل OH^– يكون المحلول قلوياً، ويكون الرقم الهيدروجيني أكبر من 7.

3- عندما يكون تركيز أيون الهيدروجين H⁺ أكبر من تركيز أيون الهيدروكسيل OH^– يكون المحلول حامضياً، ويكون الرقم الهيدروجيني أصغر من 7، ويكون الرقم الهيدروجيني بين 4.2 -4.4.

ما هي أسباب تشكُّل الأمطار الحامضية؟

تتشكّل الأمطار الحامضية من: ^[2]

● انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكبريت SO₂ ،وأكاسيد النتروجين NO_X الناتجان من محطات الطاقة الكهربائية التي تعمل على احتراق الوقود الأحفوري والنفط، كما تنتج هذه الانبعاثات الغازية من عوادم السيارات، والمعامل، والمصانع.

● تحليل المخلفات الحيوانية.

● غاز الميتان الناتج عن زراعة الأرز.

● استخدام المبيدات الزراعية والأسمدة الحاوية على النتروجين.

● استخدام غاز الفريون في أنظمة التبريد.

● الانفجارات البركانية. 

تتفاعل الغازات السابقة، وأهمّها غاز ثاني أوكسيد الكبريت SO₂، وأكاسيد النتروجين NO_X  مع الأوكسجين، وبخار الماء في الغلاف الجوي، وبامتصاص أشعة الشمس، ينتج حمض الكبريتيك (H₂SO₄)، وحمض النيتريك (HNO₃).

ما هي عواقب الأمطار الحامضية على البيئة؟

● هطول الأمطار الحامضية على المسطحات المائية والبحيرات، يزيد من حموضة هذه المياه، مما يؤثر على حياة الكائنات الحية المائية من نبات وحيوان.

● عندما يكون الجو جافاً يتشكل ضبابٌ رقيقٌ ناتجٌ عن اتحاد الحمض مع غاز النشادر NH₃ مكوناً أملاح كبريتات النشادر، ويُسبّب هذا الضباب مشاكل تنفسية، والتهاباتٍ عينية.

● تؤثر على التربة، إذ تعمل على إذابة المعادن، وجرفها من التربة، تلك المعادن، كالكالسيوم، والمغنيزيوم التي تحتاج إليها النباتات في عملية النمو.

● تؤثر على المباني، وقد تُسبّب تفتُّت مواد البناء، وإزالة الطلاء، وتخريب أنابيب الصرف الصحي.

● تأثيرها على الإنسان: تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض، كمشاكل في التنفس، والتهابات القصبات الهوائية، بالإضافة إلى التسمُّم الغذائي الذي قد يصيب الإنسان من تخزين الحموض والأملاح في المنتجات الحيوانية والنباتية، مما يلحق الضرر بالإنسان، وينتج عن ذلك مشاكل صحية في الكبد، والبنكرياس، والجهاز التنفسي.

● إن المخاطر السابقة للأمطار الحامضية لها انعكاساتٌ سلبية على الاقتصاد، حيث تؤثر على إنتاجية المحاصيل، وعلى الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى الخسائر المادية من الأضرار التي تصيب المباني، والقطاع الصحي بسبب أمراض الأفراد. ^{[3] [4]}

ما هي الإجراءات المُفْترضة للحدِّ من الأمطار الحامضية؟

هنالك العديد من الإجراءات المُفترض على الأفراد والحكومات اتباعها للتقليل من الأمطار الحامضية، ومنها: ^[4]

1- التقليل من انبعاث الغازات المُسبّبة لإنتاج الأمطار الحامضية، كالتوجه لاستخدام مصادر الطاقة النظيفة، كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.

2- في حالة وجود تحذيرٍ بهطول أمطارٍ حامضية، يجب البقاء داخل المباني، وتجنُّب التعرُّض لها قدر المُستطاع.

3- استخدام وسائل النقل العامة للتخفيف من انبعاثات أوكسيد النتروجين.

4- على المنظمات الدولية وضع خطط وضوابط للحدّ من مخاطر الأمطار الحامضية على صحة الإنسان والبيئة.