تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو تعريف التسمُّم الغذائي؟

إن التسمُّم الغذائي هو حالةٌ مرضيةٌ تصيب الإنسان أو مجموعةً من الأفراد نتيجة تناولهم غذاءً أو ماءً حاوياً على مُسبّباتٍ مرضيةٍ سامّة، كالجراثيم، والفيروسات، والبريونات، والطفيليات، أو فطور، أو سموم تُنتجها الفطور (ذيفانات)، أو قد تحتوي النباتات على مواد تُسبّب الحساسية للعضوية، أو منتجات حيوانيةٍ حاوية على مواد كيميائية (ثمالات دوائية)، وجمعيها عوامل تؤدي لحدوث التسمُّم الغذائي. ^[1]

ما هي أعراض التسمُّم الغذائي؟

تبدأ ظهور الأعراض حسب نوع العامل المُسبّب، وتتراوح ظهور الأعراض بين عدة ساعات إلى عدة أيام حسب العامل المُمْرض، وتعدُّ أكثر الأعراض الشائعة للتسمُّمات الغذائية:

1- التقيُّؤ.

2- الإسهال قد يرافقه دم مع البراز.

3- ارتفاع درجة الحرارة.

4- صداع.

5- آلام في المعدة والأمعاء. ^[2]

ما هي أنواع التسمُّم الغذائي؟

تنقسم أنواع التسمُّم المنقول بالغذاء إلى عدة أنواع:

1- التسمُّم البكتيري

وهذا النوع يحتلُّ المساحة الأكبر في حدوث التسمُّمات الغذائية التي تصل حتى 70 بالمئة، ويعود مصدر تلوّث اللحوم، والحليب، والبيض، والمنتجات الحيوانية إلى مصدرين الأول عند إصابة الحيوان بالأمراض السارية والمعدية، وتشكُّل بؤرٍ التهابية في أنسجة الحيوان تؤدي لحصول تسمُّمٍ دموي ينتشر في جسم الحيوان بالكامل.

أما المصدر الثاني بسبب تواجد الجراثيم المُتعايشة في جسم الحيوان، والتي تصبح انتهازيةً عند إرهاق الحيوان قبل الذبح، أو النقل غير الملائم للمسالخ غير القانونية، أو الذبح المنزلي، وما يرافقها من تلوُّث، وتحدث أكبر نسبة تسمُّم جرثومي من خلال تلوُّث اللحوم في الوسط الخارجي في محلات الجزارة غير النظيفة، أو المعدات غير العقيمة الملوثة، وغيرها الكثير.

 وأكثر الجراثيم المسؤولة عن حصول التسمُّم الغذائي: السالمونيلا الكلوستريديام برفنجنس، المكورات العنقودية الذهبية،  الكلوستريديام بونولينام، فيبرو باراهيموليتكاس، الكامبياوباكتر، اللستيريا مونو سيتوجينيس، الشجيلا، الأيروموناس، الكوليرا. ^[3]

2- التسمُّم الفيروسي

 وهذا النوع أقلُّ الأنواع انتشاراً بنسبة 10 بالمئة، حيث تعدُّ مياه الصرف الصحي الملوثة بالفيروسات العامل الأساسي في نقلها إلى الخضروات ومنها للإنسان، مثل: فيروس التهاب الكبد A حيث تظهر أعراض المرض من أسبوعين حتى 20 أسبوع. ^[4]

ينتقل بالمياه الملوثة إلى أيدي العاملين الذي يعدُّون الطعام حيث ينتقل عن طرق الرخويات، والقوقعيات، وفي الخضار الغير مطهية، كالخسّ، والخيار المَسقية بالمياه الملوثة، كما يُحظر استهلاك الأسماك التي تتواجد في مياهٍ ملوثةٍ أو المستنقعات لأنها قد تحوي على فيروس التهاب الكبد A.

3- التسمُّم الطفيلي

مثل الجياريديا التي تنتقل عن طريق المياه الملوّثة ببراز الإنسان المصاب للخضار الغير مطهية المَسقية بمياه الصرف الصحي، وطفيلي كريبوسبوريديا بارفوم، والتي تُعرف بمرض إسهال المسافرين، وينتقل هذا المرض الطفيلي إلى الإنسان عن طريق الحليب غير المُبستر، أما طفيلي توكسوبلازما جوندي تتعدّد أشكال الإصابة به عن طريق اللحوم الحاوية على أكياسٍ نسيجية أو الخضار الحاوية على البيوض المتبوّغة. ^{[5] [6]}

4- التسمُّم الفطري

تعدُّ السُّموم التي تطرحها الفطور أخطر من الفطر ذاته حيث توجد الأفلاتوكسينات في الغذاء بشكلٍ كبير، مثل:  الأسبرجلس فلافس، والأوكراتوكسين، والسيترينيت، وحمض البنسلين، والتيمورتين، والرابراتوكسين، والباتولين الزيرالينيون. 

وأخطر هذه السموم الأفلاتوكسينات التي تنتشر في المنتجات الزراعية بعد الحصاد عند عدم اتخاذ التدابير الصحية لتخزين الحبوب حيث يؤدي انتشارها إلى مشكلةٍ كبيرةٍ، حيث يؤدي التعرُّض لها مع الإصابة بفيروس التهاب الكبد إلى حدوث أمراضٍ سرطانية، لذلك يتوجَّب حفظ المحاصيل الزراعية بشكلٍ مناسبٍ حفاظاً عليها من التعفُّن والتلف .