Published in: الصحة النفسية

اضطراب القلق – أنواعه، الأعراض والعلاج

Author أ. بتول ندة

Published on: 15 مايو، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُواجه أي فرد القلق بشكل يومي، ويُعتبر القلق محفزاً لإنتاج قوةٍ ضرورية للبقاء. ويمثل اضطراب القلق أحد أهم مشكلات الصحة النفسية، وهو أكثر شيوعاً بين النساء عن الرجال، وتختلف الاستجابة للقلق باختلاف الثقافات والمناطق، وبالتالي القلق هو استجابةٌ غير طبيعيةٍ ومرضية، تتمثل بالشعور بالتوتر والخوف والتفكير الزائد الذي قد يترافق مع تسارعٍ في دقات القلب وارتفاع الضغط.

ومن الممكن أن يكون أيضاً هذا القلق طبيعياً، مثل: إجراء الفرد لامتحانٍ معين فيُسبب ضغطاً نفسياً وقلقاً بسيطاً أو التقدم لوظيفة جديدة، حيث يكون هذا القلق محفزاً للفرد على الاجتهاد وحب العمل والتحلي بالإرادة، ويختفي بشكل طبيعي دون الحاجة للعلاج. وقد يكون اضطراباً مرضياً يمنع الفرد من إنجاز مهماته وممارسة نشاطاته، ويؤثر على روتين حياته اليومي، وعلى حالته المزاجية، وهذا ما يُطلق عليه اضطراب القلق. ^[1]

أنواع القلق

1- اضطراب الهلع والخوف

التعرض لهجمات هلعٍ مخيفة غير متوقعة ومتكررة، تسبب قلقاً وخوفاً مستمراً من تكرار هذه الهجمات أو أن تكون هذه الهجمات مفاجئة.

2- الرهاب

هو الخوف اللامنطقي والمستمر من شيء أو من موقف ما، والذي لا يؤدي موضوعياً إلى خطر حقيقي، ويدرك المريض بأن هذا غير منطقي ولا مبرر له لكنه لا يستطيع أن يحمي نفسه من ذلك.

3- اضطراب القلق الاجتماعي

أو ما يُسمى بالرهاب الاجتماعي، وهو الخوف من كلام الآخرين وإسقاط اللوم عليه دون سبب أو السخرية منه.

4- اضطراب الوسواس القهري

هو أداءٌ متكرر لسلوكيات لا معنى لها، حيث يشعر الشخص أنه مُجبر على أدائها في سبيل التخفيف من الشدة التي تعرض لها، ويعلم الشخص أن هذه الوساوس مُبالغٌ فيها وغير مقبولة، مثل: التحقق من إغلاق الغاز عدة مرات باستمرار ولفترات طويلة مع علمه أنه قد أغلقها.

5- اضطراب قلق الانفصال

الذي يتضمن الخوف من الابتعاد عن الأحبة أو الأهل أو شريك الحياة.

6- اضطراب ما بعد الصدمة

أو ما يُعرف PTSD وهو القلق الذي يُصاب به الشخص نتيجة تعرضه لحادثٍ صادمٍ في حياته، مثل: التعرض لحادثٍ أليم وعدم القدرة على نسيانه.

7- اضطراب القلق من المرض

وهو الخوف من الإصابة بمرضٍ معين أو توهم الإصابة به عند ظهور علاماته.

8- الصمت الانتقائي

وهو تحدث الطفل مع أفراد عائلته جميعاً، وعدم مقدرته على التحدث في الأماكن العامة بنفس الأسلوب والراحة.

9- اضطراب القلق المُعمم

يُعدّ أكثر الاضطرابات شيوعاً وهو خوف وقلق زائد وغير محدد من أشياء وأحداث مجهولة وغير معروفة ويصعب معرفتها.

10- الاضطراب الناتج عن الأدوية

قلقٌ يحدث نتيجة تناول عقاقير أو أدوية محددة. ^[2]

القلق عند الأطفال والمراهقين

يختلف القلق عند الأطفال، فقد يعاني الطفل المُصاب بالقلق من الأعراض التالية: ^[2]

1- العصبية.

2- الصراع والتهيج.

3- الوحدة.

4- الشعور بالخوف الدائم.

5- عدم القدرة على النوم.

أما عند المراهقين فقد يؤدي إلى تناولهم الكحول والمهدئات، والقيام بتصرفات غير لائقة والإصابة بالوحدة والاكتئاب، إضافةً إلى التعرض لضغوط نفسية قد تكون ناتجةً عن الدراسة والاختبارات في نهاية العام الدراسي أو المراحل الجامعية.

ماهي الأسباب المؤدية للقلق؟

أسباب القلق معقدة ومترابطة ببعضها البعض ولم يتم التعرف على المسبب الرئيسي له. بعض الأطباء أرجعوا السبب إلى أجزاء معينة من الدماغ فهي المسؤولة عن حالة القلق هذه. ومن العوامل أيضاً المؤدية لحدوث القلق:

1- الضغوطات النفسية والعصبية

بسبب الخلافات العائلية أو الامتحانات والظروف القاسية في الحياة.

2- الأسباب الوراثية

إصابة أحد أفراد العائلة بمرض، مثل هذا يشجع على انتقاله لأفراد أخرى.

3- الأسباب الطبية

مثل تناول بعض الأدوية وتأثيراتها الجانبية أو إجراء عمل جراحي أو الإصابة ببعض الأمراض.

4- الترك والانسحاب من تناول المواد المخدرة

تسبب هذه الحالة للمريض الغضب والقلق.

5- الإصابة ببعض الأمراض

قد تزيد بعض الأمراض من حدة القلق، مثل: الإصابة بأمراض القلب والشرايين وأمراض الغدة الدرقية وغيرها من الأمراض.

أعراض القلق

تختلف أعراض القلق من شخص لآخر بين الأحلام المزعجة إلى الكوابيس إلى ارتفاع الضغط وتسارع دقات القلب، وتُعدّ الأعراض التالية هي الأكثر انتشاراً: ^[3]

– الخوف والهلع والتوتر.

– الشعور بالخطر وعدم الشعور بالأمان والاطمئنان.

– النوم المتقطع وغير المنتظم والكوابيس.

– فقدان التوازن في المشي.

– تسارع دقات القلب.

– عدم الانتباه.

– جفاف في الفم.

– انكماش العضلات.

– تجنب الأماكن المرتفعة والمظلمة باستمرار.

أعراض نوبات القلق

نوبات القلق هي حالة من الخوف الشديد، تحدث بالتدريج مع اقتراب حالة القلق المخيف وصولاً إلى الذروة، وتختلف من شخصٍ لآخر وتتمثل بالأعراض التالية: ^[3]

1- جفافٌ في الحلق والفم.

2- فقدان التوازن في الجسم والإغماء.

3- التعرق الزائد.

4- ضيقٌ في الصدر والتنفس.

كيف يتم تشخيص القلق؟

حتى الآن لم نصل إلى اختبار يحدد لنا كيفية الإصابة باضطراب القلق. قد يلجأ الطبيب إلى التاريخ العائلي والمرضي للمريض، ويطلب منه إجراء بعض الفحوصات، مثل: فحوصات الدم والبول والقلب، لاستبعاد الإصابة بمرض آخر ممكن أن يتداخل مع أعراض اضطراب القلق. ^[3]

علاج القلق

1- العلاج النفسي

يتضمن العلاج المعرفي السلوكي، ويُركز على تحديد الأفكار السلبية وتغييرها أو التفكير في الأمور الإيجابية، بعيداً عن القلق والتدرب على التعامل بشكل صحيح مع المشكلات أو الأزمات والضغوطات النفسية المحيطة، من خلال التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة الداعمين له والمرشدين النفسيين أو تحصين النفس وحمايتها، يتم من خلال تلقي المخاوف بشكل تدريجي حتى نصل إلى درجات من الأمان، حيث تصبح الأشياء التي كانت تخيفنا في الماضي لا شيء. ^{[3] [4]}

2- العلاج الدوائي

من الممكن أن يتم وصف أدويةٍ مضادةٍ للقلق والاكتئاب وتساعد في علاج الأعراض الجسمية والعقلية للقلق.

3- العلاج الطبيعي

1- الاسترخاء والهدوء والتخيل.

2- التقليل من شرب القهوة والمنبهات.

3- ممارسة التمارين الرياضية.

4- الابتعاد عن التدخين.

5- تنظيم الغذاء وتناول الطعام الصحي.

6- تغيير الأفكار السلبية إلى إيجابية.

7- الاهتمام بأخذ قسط من الراحة الكاملة.

8- الفضفضة لصديق قريب والتحدث عن المشاعر السلبية وتفريغها.  

كيف تتم الوقاية من القلق؟

عدم استخدام الأدوية دون وجود وصفة طبية من قبل أخصائي أو طبيب، واتباع نظام غذائي كامل ومتوازن، والاهتمام بالصحة البدنية والنفسية، والتقليل والتصغير من حجم الضغوط النفسية قدر المستطاع، ومحاولة تفريغها بممارسة الهوايات المختلفة. ^[4]