Skip links
امرأة متوترة تجلس على الطاولة امام شاشة الحاسب وتضع يديها على رأسها

التوتر العصبي – أسبابه، أنواعه وتأثيره على جسم الإنسان

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » التوتر العصبي – أسبابه، أنواعه وتأثيره على جسم الإنسان

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التوتر العصبي أو ما يُعرف أيضاً بالإجهاد ويدعى (Stress)، هو ردّ فعلٍ نفسي تجاه مُتغيّر في حياة الشخص، وقد تظهر له آثار جسدية. [1] وتُعرّف منظمة الصحة العالمية ( World Health Organisation ) التوتر العصبي: أنه نوع من التغيرات التي تُسبب ضغوطاً نفسية، جسدية أو عاطفية. [2]

كل شخصٍ باختلاف جنسه مُعرّض للتوتر العصبي بدرجات متفاوتة، والطريقة التي يستجيب بها الشخص لهذا التوتر تلعب دوراً مهماً في صحته النفسية والجسدية. والتوتر من منظور بيولوجي: هو التغيرات اللاإرادية الحاصلة في الجسم، والتي هدفها توفير الطاقة المُثلى للأعضاء الأكثر أهمية، كالدماغ مثلاً، بغرض تجهيز الجسم للقتال أو الهروب الفوري، وهذا ما يُدعى بالإنكليزية (fight or flight response). [1]

ويكون الإجهاد إما إيجابياً، حيث يكون عبارة عن ردة فعلٍ طبيعية لا إرادية تجاه مُتغيّر يُعتبر مهدداً للحياة، أو إجهاداً سلبياً، والذي يكون على شكل قلقٍ مستمرٍ تجاه الضغوطات المختلفة حولنا.

ما هي مسببات التوتر العصبي؟

كل شخص لديه مُحفّزات مختلفة للتوتر، ولكن يحتل العمل المركز الأول في كونه المسبب الرئيسي له. وتشمل مسببات التوتر العصبي في العمل ما يلي: [3]

رسمة لموظفة تجلس أمام شاشة اللابتوب وتضع يدها على أنفها بسبب شعورها بالتوتر

1- العمل لساعاتٍ طويلةٍ في اليوم.

2- انعدام الحب تجاه العمل.

3- تسلّم مركز مهم ومسؤولية كبيرة في العمل.

4- الإدارة السيئة والقرارات غير المدروسة تُشكل ضغطاً يُجهد الموظفين.

5- الشعور بالتمييز أو العنصرية بين زملاء العمل.

6- القلق المستمر حول مستقبل عقد العمل، خاصةً لو لم يكن عقداً دائماً.

7- العمل في بيئةٍ خطرة.

ضغوطات الحياة التالية تزيد من فرصة التعرض للتوتر:

1- الزواج وتعدّد الأولاد.

2- الطلاق وما يترتب عليه من أعباءٍ ماديةٍ ونفقات.

3- الانتقال إلى بلدٍ جديد أو منزلٍ جديد.

4- زيادة الالتزامات المادية.

5- المشاكل الأسرية.

6- الوضع الاقتصادي المُتردّي للدولة.

7- الإصابة بأمراض مزمنة.

8- حدث صادم، مثل: وفاة شخصٍ عزيز أو حدوث كارثةٍ طبيعية.

9- المشاكل العاطفية بين الشريكين.

في حال كان الشخص يتوقع بأنه يجب عليه القيام بأي شيء بشكل صحيح، فمن المقدر أن يكون عرضةً للإصابة بالتوتر أو الإجهاد الدائم، خاصةً عندما لا تجري الأمور كما هو متوقع لها. ويكون هذا النوع من الإجهاد، إجهاداً ذاتياً يسببه الفرد لنفسه بسبب طريقة تفكير معينة أساسها الكمالية.

ما هي أنواع التوتر العصبي أو الإجهاد؟

1- التوتر الحاد

يُصيب جميع الأشخاص، ويكون عبارة عن ردة فعلٍ سريعة وغير واعية تجاه الأحداث المفاجئة التي يُنظر لها بأنها تُهدد الجسم، كالتعرض لضربة وشيكة من سيارة في الشارع أو هجوم حيوان مفترس. هذا النوع من التوتر يكون إيجابياً، لأنه يعمل بشكلٍ دائم على الحفاظ على الجسم بصورة سليمة، كما أنه يُدرب العقل والجسم للوصول إلى أداء أفضل لردة الفعل عند التعرض لمثل هذه الحوادث في المستقبل. بمجرد أن يزول مُسبب هذا التوتر يعود الجسم لحالته المستقرة والطبيعية. [4]

2- التوتر الحاد العرضي

يحدث هذا التوتر خلال نوبات متقطعة، وتكون في الغالب غير منتظمة. فمن الممكن أن يحدث نتيجة القلق بشأن شيء يُتوقع أن يحدث أو يسير بشكل غير المُخطط له، مثلاً: في حال اتخاذ قرار، والشك فيما لو سيصبح كل شيء على ما يرام بعد هذا القرار. يُعتبر هذا التوتر سلبياً، وتعرّض الجسم لفتراتٍ عديدة أو طويلة منه يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية.

3- التوتر المزمن

ينشأ هذا النوع عند التعرض لمستوياتٍ عالية من الضغوطات ولفتراتٍ طويلة من الزمن. يُشكل التوتر المستمر توتراً أو إجهاداً سلبياً، ويصعب التحكم في مسببه والذي يتمثل بالصراعات الاجتماعية، حروب طويلة، الأحوال الاقتصادية المتردية، أجواء العمل غير المناسبة، ضغط الوقت في العمل بالإضافة للمشاكل العائلية والشخصية. التعرض الدائم للتوتر المزمن يؤثر سلباً بشكل كبير على الصحة الجسدية والنفسية. [4]

كيف يؤثر التوتر السلبي على أعضاء الجسم المختلفة؟

1- الدماغ

يوجد المركز الرئيسي لحدوث التوتر في المهاد في الدماغ، عند التوتر يحدث تفعيل للجهاز الذاتي الودي المسؤول بشكل رئيسي عن إفراز الأدرينالين،  الذي يعمل بدوره على إحداث تغييرات، تتضمن التعرق وتشنج المعدة وارتفاع الحرارة. تعرض الجسم لجرعاتٍ عديدة وكبيرة من هرمونات التوتر، يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية بشكل تدريجي، كما يؤدي إلى أعراض عصبية حسب مكان فقدان العصبونات في الدماغ، مثلاً: يحدث شلل عند إصابة الباحة الحركية من الدماغ.

2- العين

في حالة التوتر الإيجابي تتوسع حدقة العين تحت تأثير الجهاز الودي، لتسمح بالتعرف السريع على أي خطرٍ محتمل. أما في حالة التوتر السلبي، فإن تعرض العين وحدقة العين للتوتر المستمر يرهق العين ويسبب تشوشاً في الرؤية.

3- العضلات

أثناء التوتر الإيجابي يقوم الجسم بتوجيه معظم مصادر الطاقة لديه نحو الأعضاء الأكثر أهميةً كالدماغ والعضلات، لكن التعرض المستمر للتوتر السلبي يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة، ويجعل النسيج العضلي يستهلك الطاقة من الغليكوجين العضلي، وثم يبدأ بمخزون البروتين المسؤول عن قوام العضلة وقوتها.

4- الرئتين

في حالة التوتر الإيجابي تتوسع الأوعية الدموية الرئوية، وتزداد الحاجة لنقل أكبر كميةٍ من الأكسجين عبرها إلى الأعضاء الأكثر أهمية ويصبح التنفس أسرع أما في حالة التوتر السلبي ستقوم هرمونات الإجهاد بإرهاق الرئتين، مما يُقلص من سعتها للهواء، وتكون النتيجة الإصابة بأمراض مزمنة في القصبات الرئوية، كالربو التنفسي.

5- القلب

القلب هو المحرك الفائق للدورة الدموية في الجسم، بحجم قبضة اليد والذي ينبض بمعدل 75 ضربة بالدقيقة عند الشخص الطبيعي. عند التعرض للتوتر  تزداد معدل ضربات القلب، ولكن التعرض المستمر للتوتر السلبي يُرهق عضلة القلب، ويؤدي إلى عدم انتظام دقاته، كما يعرض الجسم لخطر الإصابة بنقص التروية القلبية.

6- ترفع هرمونات التوتر من ضغط الدم

وترفع معها أيضاً مستويات السكر لإعطاء الجسم المزيد من الطاقة. في حالة التوتر المزمن يرتفع مستوى السكر والأنسولين في الدم، وقد يحدث تراكماً للمواد الالتهابية والكولسترول في بطانة الشرايين، مما يعرض الدماغ والقلب لخطر السكتة ونقص التروية، نتيجة التصلب العصيدي الحاصل في الشريان المغذي. [5]

كيف يؤثر التوتر المستمر على الحياة الجنسية عند الرجال؟

في الحالة الطبيعية للتوتر أي التوتر الإيجابي، يكون الجسم في حالة طوارئ مؤقتة، لذلك يعمل الجسم على إفراز الهرمونات المناسبة لهذه الحالة، كما يعمل جاهداً لتوفير كامل الطاقة للأعضاء الهامة كالعضلات والقلب. تُعتبر العملية الجنسية في حالة التوتر غير مهمة على الإطلاق، لذلك يُركز الجسم فقط على إفراز هرمونات الإجهاد، كالكورتيزول من الغدة الكظرية بشكل أساسي، والأدرينالين وتجاهل الهرمونات الجنسية.

لكن في حالة التعرض للتوتر المزمن، فإن الجسم يكون مشبعاً بهرمونات الإجهاد، وفقيراً بالهرمونات الجنسية، مما يُقلل الرغبة الجنسية عند الرجال، كما يُقلل القدرة الجنسية أيضاً، بسبب تضيق الأوعية الدموية في الأجسام الكهفية للعضو الذكري، وهي عملية طبيعية للجسم في حالة التوتر، لكي يوفر الدم فقط في الأعضاء والأجهزة المهمة للحفاظ على الحياة. كما أن الإجهاد يُشتت التركيز في الدماغ، ويصبح التركيز على العملية الجنسية أمراً مجهداً، مما يؤثر سلباً على الأداء الجنسي كاملاً. [6]

كيف يشعر الإنسان أثناء التوتر العصبي أو الإجهاد؟

1- الخوف.

2- فقدان السيطرة على الجسم.

3- القلق.

4- التهيج العصبي.

5- العدوانية.

6- الإحباط.

7- الاكتئاب.

إن عواقب التوتر المزمن وخيمة على الجسم والصحة النفسية، لذلك ينبغي التخلص منه بحالاته البسيطة، عبر ممارسة الرياضة أو اليوغا. أما التوتر الشديد فالأفضل معالجته دوائياً بعد استشارة الطبيب النفسي. [7]

المراجع البحثية

1- Admin. (n.d.). Definition: Stress, stressbelastungen & stressmanagement. UBGM. Retrieved February 13, 2023

2- World Health Organization. (n.d.). Stress. World Health Organization. Retrieved February 13, 2023

3- WebMD. (n.d.). Common causes of Stress & Their Effect on Your Health. WebMD. Retrieved February 15, 2023

4- Team, T. H. E. (2020, February 25). Everything to know about stress: Causes, prevention, and more. Healthline. Retrieved February 13, 2023

5- (2023). Normales Gehirn/Gestresstes Gehirn. Welt der wunder, 54-59.  

6- Elizabeth Scott, P. D. (2022, May 18). Stress from work and money can damage your sex life. Verywell Mind. Retrieved February 15, 2023

7- Stress. Mental Health Foundation. (n.d.). Retrieved February 15, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.