Published in: الصحة النفسية

اضطراب ما بعد الصدمة – الأعراض والعلاج

Author د. سوزين بلال

Published on: 5 مايو، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرّف اضطراب ما بعد الصدمة PTSD أو ما يُدعى (Posttraumatic Stress Disorder) بأنه حالة شائعة تصيب كل البشر باختلاف الأعمار والأعراق، مع زيادةٍ في نسبة إصابة النساء بها، حيث تؤثر على الناحية النفسية، أو الجسدية، أو العقلية للشخص بعد تعرضه للصدمة باختلاف أنواعها، قد تكون الصدمة عاطفية أو جسدية. ويمكن أن تكون أيضاً فردية كالاغتصاب، أو جماعية، كالكوارث الطبيعية، والحروب.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة على المريض بعد فترة أيام إلى أشهر من الحادثة. وتنقسم هذه الأعراض بشكلٍ أساسي إلى أربع مجموعات، وتختلف من مُصاب لآخر وهذه المجموعات هي: ^[1]

1- تكرار الأفكار السيئة والأحلام المزعجة المتعلقة بالحادث الذي تعرض له المريض، وقد يتعرض لأحلام يقظة يشعر فيها بنفس المشاعر السيئة القديمة، كالحقد والغضب والكره.

2- يحاول مريض اضطراب ما بعد الصدمة أن يتجنب الأماكن والأشخاص والأشياء والأحاديث، التي تعيد له ذكرياته السيئة المتعلقة بالحادثة.

3- يعاني مريض اضطراب ما بعد الصدمة من تقلباتٍ في المزاج، حيث يشعر أحياناً بالحقد تجاه نفسه والآخرين، وذلك بتكرار أفكارٍ وهمية سيئة تجاه الجميع، كالشعور بالذنب، والعار، والانفعال السريع، وفقدان الشغف في الحياة.

4- يواجه المريض غالباً صعوباتٍ في التركيز والنوم، ويتصرف بتهور، ويعاني من صعوبةٍ في اتخاذ القرارات الصائبة، وتحديد رغباته وأهدافه.

يعاني أغلب المرضى من هذه الأعراض لفترةٍ طويلة، قد تصل من شهر إلى عدة سنواتٍ بعد الحادثة، ويكون اضطراب ما بعد الصدمة مرافقاً لتعاطي المخدرات والاكتئاب في بعض الأحيان.

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

إن آلية العلاج تختلف حسب شدة ومدة الأعراض التي يعاني منها المريض، وتبدأ خطة العلاج في الغالب بالعلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي، حيث يمكن أخذ الاستشارة النفسية من مختص، واتباع المريض لتقنية العلاج التي تناسبه وتفيده في إزالة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

من هذه التقنيات العلاجية قراءة دليلٍ إرشادي مُساعد للتحكم بالمشاعر وضبط الغضب والانفعال أو العلاج الكلامي، باختيار شخصٍ موثوق أو مُعالجٍ نفسي يشعر المريض بالراحة معه، ويبدأ بالكلام عن تفاصيل الكوابيس والأوهام التي تراوده، حيث يقوم المُعالج بالإنصات للمريض واقتراح الحلول المناسبة والبدء معه بخطواتٍ بسيطة، مثل: تغيير نمطه الغذائي، والابتعاد عن التدخين، وشرب الكحول كونها تزيد من حالة الانفعال، وتصل بالمريض إلى مرحلة الإدمان، ويُنصح بالقيام بتمارين رياضية متناسبة مع عمر المريض وبنيته الجسدية، من أفضلها السباحة والركض لتفريغ طاقاته السلبية. ^[2]

يمكن الالتحاق بصفّ اليوغا والتنفس الصحيح في الهواء النقي أو أخذ عطلة من مشاغله ومحيطه، والقيام بالهوايات التي يحبها وأفضلها الرسم والتدوين والعزف على الآلات الموسيقية، ويمكن اقتراح العلاج الكتابي على المريض، وذلك بتدوين كل تفاصيل الحادثة وكتابة أفكاره السلبية، ومحاولة استبدال مشاعره بغيرها من المحبة والتفاؤل، وتعويد نفسه الابتسامة والامتنان على كل النعم المحيطة به، حيث تناسب هذه الطريقة المرضى المُنعزلين، والذين يواجهون صعوبةً في التعبير الكلامي عن مشاعرهم.

وكل الطرق السابقة هي مفيدة للمرضى الفرديين وليس لمجتمعٍ كاملٍ عانى من نفس الحادثة والاضطراب. أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فقد يلجأ الاستشاري لتحويل المريض إلى طبيبٍ نفسي مختص لوصف الأدوية المناسبة للحالة. ^[3]

العلاج الدوائي لاضطراب ما بعد الصدمة

1- مُثبطات عودة التقاط سيروتونين SSRIs.

2- مُثبطات عودة التقاط نورإبينفرين SNRIs.

مثل: فلوكسيتين (Fluoxetin)، و فينلافيكسين (Venlafexine)، و الباروكسيتين (Paroxetine).

حيث أبدت هذه الأدوية فعاليةً ممتازةً لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يختار الطبيب النفسي الصنف الأفضل لمريضه، اعتماداً على استجابته للعلاج ومُعدّل استقلاب الدواء في جسمه، حيث تعمل زيادة النواقل السيروتونين والنورابنفرين على تحسين الحالة المزاجية لمريض اضطراب ما بعد الصدمة.

3- برازوسين (Prazosin): يمكن استخدامه لتخفيف الكوابيس الليلية والأوهام المزعجة المتعلقة بالحادثة.

4- ميرتازابين (Mirtazapine): الذي يساعد على تهدئة المريض ومساعدته على النوم، كما تخفف هذه الأدوية من أعراض التوتر والأفكار السلبية، إذا أعطيت بالجرعة المناسبة للمريض المناسب.