Skip links
فتاة بالغة تلبس كنزة بنية اللون وتجلس وحيدة بعيداً عن مجموعة من الناس خلفها وتضع يديها بالقرب من فمها وهي تبدو خائفة من الحالة التي هي فيها

الرهاب الاجتماعي – ما هو تأثيره؟ أعراضه وعلاجه

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الرهاب » الرهاب الاجتماعي – ما هو تأثيره؟ أعراضه وعلاجه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعدُّ من الأنواع الشائعة للرهاب، ويصيب الأشخاص في سنّ المراهقة وسطياً من عمر 10 سنوات حتى 19 سنة، وتختلف حالات الرهاب وتتدرج من حالات خفيفة إلى شديدة تمنع الشخص المصاب من الحديث مع أيّ شخص.

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

يُدعى الرهاب الاجتماعي باضطراب القلق الاجتماعي، وله أنواع كثيرة لذلك يعاني منه نسبة كبيرة من البشر، ويظهر بأعراض نفسية وجسدية قد تؤدي إلى الانعزال عن الجميع. يمكن أن يتمثل الرهاب الاجتماعي بالخوف من التحدث مع أشخاص غرباء في مكان العمل، أو الدراسة، أو حتى عند السؤال عن الوقت، أو المكان لدى مصادفة أحد ما في الطريق مثلاً.

وسبب ذلك هو شعور المصاب بمراقبة الناس له وانتقادهم لتفاصيله البسيطة، كالتعرق، واحمرار الوجنتين على سبيل المثال، ويُعدُّ الرهاب الاجتماعي شائعاً في حالات العروض التقديمية سواءً في العمل أو الجامعة، ويؤثر ذلك سلباً على كفاءة المصاب وعلى حياته إجمالاً. يخشى المصاب من إجراء مقابلات العمل أو الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية، والحفلات، والمشاركة في جلسات حوار الأصدقاء، والعائلة ويكون غير متمكّنٍ من التعرف على أصدقاء جدد على أرض الواقع أو وسائل التواصل الاجتماعي. [1]

ما تأثير الرهاب الاجتماعي على حياة المصاب؟

يكون للرهاب الاجتماعي أثراً كبيراً على حياة الفرد العملية، وذلك بغيابه عن العمل بشكل متكرر، وعدم الاحتكاك مع زملائه، أو رفض التقدم إلى طلبات التوظيف مما يؤدي إلى البطالة، وبذلك التأثير على وضعه الاقتصادي، كما يفقد المصاب القدرة على التواصل مع أصدقائه وزملائه في الدراسة مما يؤثر على تحصيله العلمي لدرجة أنه يفكر في ترك المدرسة أو الجامعة.

يصبح الفرد المصاب منعزلاً عن مجتمعه مما يؤهب لنشوء نزاعات وخلافات مع العائلة، وخلق مزيد من التوتر والاكتئاب في نفس المريض، فيتفاقم وضعه، وقد يصل في الحالات الشديدة إلى الرغبة في الانتحار وغيرها من الأفكار المؤذية في حال لم يتمّ العلاج المناسب. [2]

ما هي أسباب الرهاب الاجتماعي؟

لم يكتشف العلماء سبباً محدداً للرهاب الاجتماعي، فتختلف بين أسباب بيئية، أو جينية، أو مرضية كحدوث مشاكل في نظام النواقل العصبية الموجودة في الدماغ، والذي يتمثل باختلال التوازن بين الدوبامين، والسيروتونين، والغلوتامات، وهي نواقل عصبية تعمل بشكل أساسي على تحسين المزاج.

قد يعود السبب البيئي إلى أحداث ماضية سيئة واجهت المريض، كالتعرض لمواقف محرجة، وعدم التمكن من السيطرة عليها، أو خضوعه لأنواع من التنمُّر سواءً أكان في مرحلة طفولته المدرسية، أو في مكان العمل عند تقدمه بالعمر، ولا يُشترط أن تحدث المواقف المحرجة مع المصاب نفسه، بل يمكن أن تحدث مع أشخاص مُقرّبين منه، وأثرت في نفسه بشدة.

يحدث الرهاب الاجتماعي بشكل شائع عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى، مثل: اضطراب ما بعد الصدمة PTSD، والاكتئاب وغيرها من مشاكل القلق والتوتر، ويلعب العامل الجيني دوراً مهماً في إحداث الرهاب الاجتماعي حسب بعض الدراسات. [3]

ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟

يكون الشخص طبيعياً إذا كان بمفرده أو مع أشخاص معينين يثق بهم أما عند تعرضه لمواقف يواجه فيها الناس تظهر عليه الأعراض التالية: [4] [5]

1- الاحمرار وظهور العادات المرتبطة بالتوتر، مثل: قضم الأظافر، أو نتف الشعر، أو هزّ القدمين.

2- التعرُّق نتيجة عدم ضبط الحركات، وتحريض الجملة العصبية الودّية.

3- التأتأة أو الصعوبة في بدأ الكلام، وعدم النطق بشكل سليم.

4- عدم تذكر الأفكار المطلوبة، وتشوش الفكر والرؤية أحياناً.

5- الخفقان وضيق التنفس وتسرعه.

6- الرغبة في التبول، وعدم الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.

7- تيبُّس العضلات، والاهتزاز، والرجفان.

8- الشعور بألم في الرأس، والدوار، والتعب.

9- الخوف والرغبة في الابتعاد عن الوسط المحيط.

10- اضطرابات المزاج والرغبة في البكاء.

كيف يُعالَج الرهاب الاجتماعي؟

يجب معالجة هذا النمط من الرهاب لأن تأثيره كبير على حياة الفرد والمجتمع، ولا يُنصح بالبدء في العلاج الدوائي لأنه يحمل تأثيرات جانبية، ويمكن البدء بالحلول التالية: [1] [6]

1- طلب المساعدة من الأشخاص الموثوقين، كالأصدقاء أو أحد الوالدين للتغلب على حاجز الخوف، والمعرفة العميقة حول الحالة عن طريق البحث في الكتب والمراجع المختلفة، ومعرفة الطرق الصحيحة للتخفيف من الأعراض وفق شخصية كل مصاب.

2- يجب التوجه إلى العلاج المعرفي السلوكي، وذلك بإشراف طبيب مختصّ بالصحة النفسية، وتعلّم طرق ضبط الانفعالات، واستبدال المشاعر السلبية، كالخجل والوساوس الناتجة عن الأفكار السيئة تجاه عامة الناس بأفكار أخرى إيجابية تساعد على تحسين الحالة النفسية للمريض.

3- يرافق العلاج السلوكي أيضاً العلاج بالتعرّض، وذلك بالبدء بمواقف بسيطة كتوسيع دائرة المعارف، ومحاولة التحدث أمام شخص غريب أو مجموعة صغيرة من الناس، والانتقال إلى مراحل أصعب مع المراقبة من المُعالِج النفسي.

4- يمكن استخدام طرق العلاج الكلامي أو الكتابي حول كل المشاعر السلبية حسب الطريقة المفضلة لدى كل مريض، وتغيير نمط الحياة إلى النمط الصحي والهادئ عبر ممارسة اليوغا، والرياضة، وتناول الطعام الصحي.

5- توجد عدة تدريبات بخصوص التحكم بكل نوع من أنواع الرهاب عن طريق الأنترنت، ويمكن التكلم مع مُعالِج نفسي أونلاين إذا كان التوجه إليه صعباً أو يسبب إحراجاً للمريض، ويمكن الانضمام إلى النوادي التي تجمع بين الأشخاص المتشابهين في المشكلة النفسية لمنع الحرج، وإعطاء الراحة في التعامل فيما بينهم، وكسب صداقات جديدة.

يشكل الخطّ العلاجي الدوائي آخر حلّ يمكن اتباعه، وذلك لتخفيف الأعراض القلبية الظاهرة باستخدام حاصرات بيتا، ومضادات الاكتئاب، مثل: مثبطات عودة التقاط السيروتونين SSRIs، ومثبطات عودة التقاط النورابنيفرين SNRIs، لكنها قد تسبب بعض التأثيرات الجانبية، مثل: الصداع، والدوار، وقد تؤدي إلى الإدمان، وتستخدم البنزوديازبينات لمعالجة القلق، لكن يُنصح استعمالها بالتدريج لتجنب التأثيرات المؤذية، كالإدمان.

المراجع البحثية

1- U.S. Department of Health and Human Services. (n.d.). Social anxiety disorder: More than just shyness. National Institute of Mental Health. Retrieved April 29, 2023

2- NHS. (2022, September 26). NHS choices. Retrieved April 30, 2023

3- Mayo Foundation for Medical Education and Research. (2021, June 19). Social anxiety disorder (social phobia) . Mayo Clinic. Retrieved April 29, 2023

4- WebMD. (2021, October 27). What is social anxiety disorder or social phobia? WebMD. Retrieved April 30, 2023

5- Social anxiety disorder: Symptoms, tests, causes & treatments. Cleveland Clinic. (2022, January 4). Retrieved April 30, 2023 6- Google. (n.d.). Social anxiety disorder. Google. Retrieved April 29, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.