اختبارات التخثُّر – ما الغرض منها؟ ما الذي يؤثر عليها؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تُفيد اختبارات التخثُّر المخبرية في قياس سرعة تشكل الخثرات عند حدوث أذيّةٍ في الوعاء الدموي لوقف النزف، وقد تكون النتيجة مرتفعةً، وذلك يدلُّ على بطء تشكل الخثرة، وزيادة احتمالية النزف أو منخفضةً مما يزيد من احتمالية تشكل الخثرات حتى دون وجود أذيّة، كما يحدث في بعض الأمراض الدموية المزمنة.
ما الغرض من إجراء اختبارات التخثُّر؟
يتمُّ إجراء هذه الاختبارات بناءً على طلب الطبيب المسؤول عن الحالة المرضية للمريض للتأكد من سلامة الصفيحات، والطريق الداخلي والخارجي لشلال التخثُّر، ومستوى عوامل التخثُّر الموجودة بشكلٍ فعّالٍ وغير فعّال، ويتمُّ ذلك في حال وجود سوابق عائلية لأمراضٍ دمويةٍ وراثية، مثل: الناعور، أو سوابق مرضية، مثل: نقص مستوى فيتامين K الضروري لتشكل بعض عوامل التخثُّر، أو أمراضٍ كبديةٍ سابقة، مثل: التهاب أو تشمُّع الكبد لأنه يُعتبر المُصنِّع الأساسي لمعظم عوامل التخثُّر الداخلية والخارجية.
كما يطلب الطبيب هذه الاختبارات قبل القيام بالعمليات الجراحية الكبرى، مثل: فتح البطن، أو القلب المفتوح لأخذ الاحتياطات الطبية اللازمة، مثل: تأمين وحدات الدم الكامل، والبلازما، والأدوية في حال حدوث نزفٍ مفاجئٍ وحاد، وتكون اختبارات التخثُّر مهمةً للمرضى الذين يتناولون الأدوية المُميّعة للدم، مثل: الوارفارين، والهيبارين، ومضادات عامل التخثُّر العاشر.
يتمُّ إجراء هذه الاختبارات عند الأشخاص الذين يعانون من نزفٍ متكررٍ من الأغشية المخاطية، مثل: النزف الهضمي، أو الرعاف، ونزف اللثة، أو الأشخاص الذين يعانون من ظهور بقعٍ زرقاء على الجلد دون وجود سببٍ واضحٍ للإصابة، أو الإناث اللواتي يعانين من دوراتٍ طمثيةٍ غزيرة لأن كل هذه الأعراض ترتبط بإمكانية وجود اضطرابٍ نزفيّ حقيقي. [1] [2]
ما هي اختبارات التخثُّر؟
تختلف اختبارات التخثُّر المطلوبة حسب حالة الشخص، وقصته المرضية لأن كل اختبار مسؤول عن قياس زمنٍ متعلقٍ بمادةٍ معينة ضمن عملية التخثُّر، ومن أشيع الاختبارات: [2] [3] [4] [5]
1- زمن البروثرومبين ((PT) Prothrombin Time)
يقيس هذا الاختبار زمن تشكل الخثرة الفيبرينية داخل الأوعية عبر الطريق الخارجي المكون من (العامل الثالث، أو النسيجي، والسابع، والعاشر، وأيونات الكالسيوم)، ويكون المدى الطبيعي لهذا الاختبار 20 إلى 30 ثانية ويستغرق وقتاً أطول عند زيادة ميوعة الدم، ووقتاً أقل في حال زيادة اللزوجة.
يترافق هذا الاختبار مع مقياسٍ عالمي يُدعى ((INR) International Normalized Ratio)، وهو مجموعة قيمٍ معياريةٍ على شكل جدولٍ يحتفظ فيه الطبيب المخبري للرجوع إليه بعد ظهور النتيجة، وتبلغ القيمة الطبيعية لها (0.9 إلى 1.1)، وهو اختبارٌ هامٌّ عند المرضى الذين يتناولون الورافارين بشكلٍ مستمر.
وهنا تكون القيمة المسموحة ل INR (2.0-3.5)، وتُعدّل جرعة الدواء تبعاً لهذه النتيجة، ويتمُّ هذا الاختبار بوضع مادةٍ تحوي على الكالسيوم، والعامل الثالث النسيجي، وفوسفوليبيد في الأنبوب، وسحب عينة دمٍ من المريض بكميةٍ كافيةٍ لإجراء الاختبار، ويتمُّ وضع المزيج في الحاضنة بدرجة حرارة الجسم 37 درجة، وبعدها قراءة النتيجة، ومقارنتها مع الجدول.
2- زمن الثرومبوبلاستين الجزئي ((PTT) Partial Thromboplastin Time Test)
يوضع أحياناً حرف A دلالةً على كلمة Activated حيث يتمُّ الاختبار داخل الأنبوب مع وضع مواد مُفعّلةٍ للطريق الداخلي من شلال التخثُّر، والمؤلفة من العوامل (الثاني عشر، والحادي عشر، والتاسع، والثامن، والعاشر)، والمواد المُضافة هي الفوسفوليبيد، وسترات الصوديوم التي تعمل على إزالة أيونات الكالسيوم الطبيعية المساعدة على التخثُّر ليتمّ إضافتها بشكلٍ صنعي في المخبر.
ويتمُّ إضافة سطحٍ مشحونٍ بشحنةٍ سلبية، مثل: مادة السيليكا التي تساعد على التخثُّر بشكلٍ أسرع، وتكون القيمة الطبيعية ل APPT هي (21 إلى 35) ثانية، أما اختبار PTT العادي بدون تفعيل تبلغ قيمته الطبيعية (40 إلى 60) ثانية. يكون هذا الاختبار هاماً للأشخاص الذين يتناولون الهيبارين (Heparin) بشكلٍ دوري ليتمّ تعديل الجرعة وفق النتيجة المخبرية، والأشخاص البدينين، وقليلي الحركة، والمصابين بفيروس كورونا، والذئبة الحمامية، والذين يعانون من نقص فيتامين B6، وB12.
3- زمن النزف ((BTT) Bleed Time Test)
يدرس هذا الاختبار مدى سرعة تخثُّر الدم عند حدوث جرحٍ في الجلد، ونزفٍ سطحيٍّ بسيط لمعرفة مدى فعالية الصفيحات الدموية المسؤولة عن المرحلة الأولى من التخثُّر بشكلٍ أساسي، ويكون هذا الاختبار غير طبيعي عند وجود قلةٍ في عدد الصفيحات الدموية أو ضعفٍ في فعاليتها كما يحدث في بعض الأمراض المناعية والوراثية، وتعدُّ القيمة الطبيعية لزمن النزف (1-8) دقائق، وتكون النتيجة مرضيةً إذا ارتفعت القيمة عن 25 دقيقة كما في مرض الناعور.
يُجرى هذا الاختبار بطريقةٍ مختلفةٍ عن باقي الاختبارات إذ يقوم الطبيب بعمل جرحٍ صغيرٍ في الجهة الخارجية من الساعد باستخدام أداةٍ معقمة، ويضع ضماداً لتنزل عليه قطرات الدم من الجرح، ويقوم بتشغيل مؤقتٍ لحساب الزمن اللازم لتوقف نزول القطرات، فيكون الزمن طويلاً عند الأشخاص الذين يعانون من نقص عدد أو فعالية الصفيحات الدموية.
بشكلٍ عام لا تتطلب اختبارات تخثُّر الدم أي صيامٍ أو امتناعٍ عن الطعام قبل إجراء التحليل، ولكن يتمُّ التدقيق على الأدوية، وخاصةً الأدوية المُميّعة، مثل: الأسبرين، والوارفارين، والهيبارين، ويجب الامتناع عنها قبل إجراء هذه الاختبارات.
ما الذي يؤثر على نتيجة اختبار تخثُّر الدم؟
1- يجب مراعاة كمية المواد التي توضع في أنبوب الاختبار، مثل: سترات الصوديوم، والكالسيوم لأن أي خطأ في تركيزها يعطي إيجابيةً أو سلبيةً كاذبةً في الاختبار.
2- يجب أن تكون قيمة الهيماتوكريت ضمن الحدود الطبيعية، وهي تعني (النسبة المئوية لارتفاع عمود الكريات الحمر على ارتفاع عمود الدم الكامل في أنبوب الاختبار بعد التثفيل) لأن أي زيادةٍ في الهيماتوكريت سوف يزيد من لزوجة الدم، ونقص زمن التخثُّر.
3- عند سحب كميةٍ قليلةٍ من الدم الوريدي للمريض، ووضعها في الأنبوب لن تظهر النتيجة الصحيحة بسبب عدم كفاية محتوى البلاسما والصفيحات.
4- تؤثر الأدوية المُميّعة على نتيجة التحليل أما الأطعمة والمشروبات لا تؤثر إطلاقاً على النتيجة. [2] [3]
المراجع البحثية
1- Pietrangelo, A. (2018, September 17). Coagulation tests. Healthline. September 8, 2023
2- Raber, M. N. (1990b). Coagulation tests. Clinical Methods – NCBI Bookshelf. September 8, 2023
3- Coagulation tests | MyADLM.org. (1Jan.2012.). September 8, 2023
4- Coagulation factor tests. (2Aug.2022.). September 8, 2023
5- Blood analysis | Properties, Tests, Benefits, & Facts. (2023, September 1). Encyclopedia Britannica. September 8, 2023
Comments are closed.