Skip links
رقبة شخص من الخلف وتظهر عليها بقع حمراء كبيرة أسفل الشعر

أمراض المناعة الذاتية

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » أمراض المناعة الذاتية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُطلق مصطلح أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune disease) على مجموعة الأمراض التي تحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجسم الأساسية السليمة عن طريق إنتاج أجسامٍ مضادةٍ لها، حيث تستهدف بعض أعضاء الجسم، وتضعف وظيفتها.

ما هي أشيع أمراض المناعة الذاتية؟

تُصيب الأجسام المضادة أو الأضداد في أمراض المناعة الذاتية العديد من الأعضاء، وُتسبّب فيها أمراضاً مزمنة، مثل: [1] [2] [4]

1- الجلد

تهاجم الأضداد خلايا الجلد، وتُسبّب فيها التهاب الجلد والعضلات (Juvenile Dermatomyositis) الذي يصيب الأطفال بشكلٍ أساسي.

2- البنكرياس

تهاجم الأضداد خلايا جزر لانغرهانس الموجودة في البنكرياس، والمسؤولة عن إفراز الأنسولين، فينتج عن ذلك داء السكري من النمط الأول (Diabetes type1).

3- الغدة الدرقية

تهاجم الأضداد التي يشكلها الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، فيكبر حجم الغدة، ومن هذه الأمراض داء هاشيموتو (Hashimoto’s Thyroiditis) أو داء غرايفز (Graves’s disease).

4- الأوعية

حيث تهاجم الأضداد بِطانة الأوعية، وتغير من طبيعتها، فتظهر مشاكل في جريان الدم داخل الأوعية، وتقلُّ أكسجة العضو الذي يتغذى من الوعاء المصاب، ويُسمّى هذا المرض المناعي التهاب الأوعية (Vasculitis).

ما هي الأمراض الجهازية التي تنتج من تأثير الأضداد على الجسم؟

1- التهاب المفاصل الرثياني (Rheumatoid arthritis)

تُسبّب الأضداد التي تهاجم المفاصل بشكلٍ أساسي أعراضاً غير نوعية، مثل: الحرارة، والتعب، وتيبُّس المفاصل، وهو مرضٌ شائعٌ لدى النساء.

2- الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic Lupus Erythematosus)

يظهر على الوجه طفحٌ مميزٌ على شكل الفراشة، وتؤثر أضداد الذئبة على المفاصل والكليتين، ويمكن أن يؤثر على الدماغ والقلب.

3- الداء المعوي الالتهابي (Inflammatory Bowel Disease)

ويقسم هذا الداء إلى مرضين، وهما داء كرون (Chron’s Disease) الذي يصيب الأمعاء الدقيقة، والتهاب القولون التقرُّحي (Ulcerative Colitis) الذي يصيب القولون.

4- التصلُّب المتعدّد (Multiple Sclerosis)

يؤثر هذا المرض على الجهاز العصبي المركزي عن طريق مهاجمة الأضداد لغمد النخاعين الذي يغلف الليف العصبي، ويؤدي إلى أعراضٍ عصبية مختلفة.

ما هي أسباب أمراض المناعة الذاتية؟

تشترك العوامل الوراثية أو الجينية مع العوامل البيئية في إحداث أمراض المناعة الذاتية، ولا يزال السبب الأساسي غير معروف، أما العوامل المؤهّبة، فهي: [3] [4]

1- الجنس: حيث تشيع هذه الأمراض عند الإناث أكثر من الذكور، ويمكن أن يكون لأسبابٍ هرمونية.

2- العرق: تنتشر أمراض الجلد المناعية عند العرق الأبيض بشكلٍ أكبر من العرق الأسود مثلاً.

3- العائلة: وجود قصةٍ عائلية للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وهذا يدعم النظرية الجينية.

4- مشاكل التغذية: مثل: سوء التغذية، والمجاعات، أو السُّمنة المفرطة، حيث يُسبّب خللاً في آلية عمل الجهاز المناعي.

5- التعرُّض لمواد خطيرة: مثل: التدخين بنوعيه الإيجابي والسلبي، والتعرُّض للمبيدات الحشرية عند المزارعين، أو الزئبق العضوي في المعامل، والأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الشمس، حيث تحرّض جميعها تشكيل أضدادٍ شاذة تحدث أمراضاً مناعيةً ذاتية مختلفة.

كيف تُشخَّص أمراض المناعة الذاتية؟

يختلف تشخيص أمراض المناعية الذاتية حسب نوع المرض والعضو المصاب، لكن المعايير الأساسية المشتركة هي إجراء التحاليل الدموية لعناصر الدم الكاملة ((CBC) Complete Blood Cells) لمعرفة نسبة الكريات البيضاء اللمفاوية والمعتدلة، وإجراء اختبار سرعة التثفُّل أو (( ESR) Erythrocyte Sedimentation Rate)، ومعايرة البروتين سي (( CRP) C-Reactive Protein) للتأكد من وجود التفاعلات الالتهابية في الجسم، كما توجد اختباراتٌ خاصة لمعايرة الأضداد، مثل: أضداد النواة (( ANA) Antinuclear Antibodies) التي ترتفع في حالة التهاب المفاصل الرثياني، والذئبة الحمامية، وأضداد DNA التي ترتفع في أغلب الحالات المزمنة.

يمكن أن يبقى المرض غير مشخصٍ لفترةٍ طويلةٍ بسبب وجود الأعراض غير النوعية، مثل: الحرارة، والتعب العام، وألم العضلات، والمفاصل، والمشاكل الجلدية، مما يؤدي إلى مراجعة الكثير من الأطباء في مختلف الاختصاصات خلال فتراتٍ متقاربة، ولكن يُنصح بالتوجُّه إلى طبيب الأمراض الرثوية في حالة التهاب المفاصل الرثياني، وأخصائي الأمراض الهضمية في حالة الداء المعوي الالتهابي، والداء الزلاقي، لأخذ القصة السريرية المُفصّلة، وإجراء فحصٍ طبي مناسب. [5]

كيف تُعالج أمراض المناعة الذاتية؟

لا يوجد علاجٌ قطعيٌّ لأمراض المناعة الذاتية، لذلك ينصح الأطباء بتخفيف الأعراض العامة عن طريق مسكنات الألم، مثل: الأسبرين، والبروفين، ومضادات الالتهاب، لتخفيف ردّ الفعل المناعي، ولا ينصح بأخذ الصادات الحيوية الفموية أو الجهازية لأن المريض ليس مصاباً بالعدوى الجرثومية.

تُعطى الأدوية الخاصة لكل حالة، مثل: حقن الأنسولين في الداء السكري من النمط الأول، وتعوَّض المواد والهرمونات التي تنقص من الجسم بسبب مهاجمة الأضداد للخلايا المُصنّعة لها، مثل: التيروكسين في الغدة الدرقية. يكون العلاج المشترك لحالات المناعة الذاتية هو إعطاء الأدوية المثُبّطة للمناعة (Immunosuppressive) مثل:

1- الستيروئيدات القشرية، كالبريدنيزون (Prednisone).

2- اللاستيروئيدات، مثل: أزاثيوبيرين (Azathioprine) حسب حاجة المريض.

3- الميثوتركسات (Methotrexate) التي توصف للمريض مدى الحياة مع التحكم بالجرعات حسب الوضع الصحي للمريض.

ويمكن وصف علاجاتٍ محددة، مثل: مثبّط العامل المنخر الورمي TNF، ومثبطات الأترلوكين (Interleukins inhibitors)، ويُدعم المريض بجلسات العلاج الفيزيائي والنفسي، ويمكن اللجوء إلى الأدوية النفسية لمعالجة الاكتئاب، والقلق الذي يظهر مع هذه الأمراض. [6]

المراجع البحثية

1- What are common symptoms of autoimmune disease? (2022, July 22). Johns Hopkins Medicine. Retrieved October 13, 2023

2- Healthdirect Australia. (2023). Autoimmune diseases – symptoms and causes. Retrieved October 13, 2023

3- Autoimmune diseases. (n.d.). National Institute of Environmental Health Sciences. Retrieved October 13, 2023

4- Autoimmune disorders. (n.d.). Gov.au. Retrieved October 13, 2023

5- May, B. (2023, September 11). Autoimmune diseases: All you need to know. Retrieved October 13, 2023

6- Martins, K. (2010, November 29). What is an autoimmune disease? WebMD. Retrieved October 13, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.