أصوات التنفُّس – الطبيعية والمرضية وما الحالات المرضية المؤثرة
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يبدأ الجهاز التنفُّسي عند الإنسان بالأنف، والبلعوم الأنفي، والحنجرة، والرغامى، فالقصبات الهوائية التي تصغر تدريجياً لتنتهي بالقصيبات التنفُّسية والأسناخ الرئوية، وعند فحص الجهاز التنفُّسي عبر السماعة الطبية يسمع الطبيب أصواتاً طبيعيةً وأخرى مرضية.
أصوات التنفُّس الطبيعية
تُصنّف أصوات التنفس الطبيعية إلى أصوات حويصلية (Vesicular) وقصبية (Bronchial) أو قصبية حويصلية (Bronchovesicular) يتميز الصوت الحويصلي المُعبّر عن مرور الهواء بالأسناخ الرئوية بالوضوح عند الشهيق، وهو صوتٌ ناعمٌ منخفض اللحن يُسمع في محيط الرئة. أما الصوت القصبي، يظهر بوضوح أكثر عند الزفير، وهو عالي اللحن بعكس الصوت الحويصلي، ويُسمع عند وضع السماعة على الرغامى عند التفرُّع القصبي في الحالة الطبيعية.
ويُسمع بشكلٍ غير طبيعي في أماكن عدة مشيراً إلى تكثُّف نسيج الرئة، ويختلف هذا الصوت عن الصوت الرغامي الذي يتصف بأنه عالي اللحن، والموجود فقط في الرغامى أي بمستوى أعلى من سماع بؤرة الصوت السابق. أما النوع الثالث، فهو الصوت القصبي الحويصلي، والذي يُسمع عند الشهيق والزفير، ويكون متوسط اللحن، ويُسمع في الجزء العلوي من الصدر في أماكن وجود القصيبات الصغيرة مع الأسناخ الرئوية.
أصوات التنفُّس المرضية
تعبّر الأصوات التنفُّسية الشاذة عن العديد من الأمراض التي تصيب الرئتين والطرق التنفسية العلوية والسفلية، ومن خلالها يستطيع الطبيب التوجه للتشخيص، ووضع التشاخيص التفريقية، ومن الأصوات المرضية نذكر: [1] [2] [3]
1- الوزيز (Wheezing)
هو صوتٌ مستمرٌّ يظهر بأوقات الزفير تمّ تقسيمه حسب طبقة الصوت، فيكون بعضها بلحنٍ واحدٍ ثابت، يبدأ وينته في فتراتٍ مختلفةٍ من الدورة التنفُّسية، والنوع الآخر يكون مختلف الطبقة، أي يتدرّج بين الوزيز العالي والمنخفض اللحن، ويبدأ وينته في نفس المرحلة من عملية التنفس، وذلك حسب تواتر الأمواج الصوتية.
عند سماع الوزيز لدى المريض يضع الطبيب في الاعتبار بعض التشاخيص التفريقية التي تعود إمراضيتها إلى تضيُّق الطرق التنفُّسية الصغيرة السفلية إما بزيادة إفراز المخاط في لمعة هذه الطرق، أو بتشنج العضلات الملساء في جدارها الناتجة عن المؤرجات، أو بعض الأدوية، مثل: حاصرات بيتا، وأهمّ التشاخيص هي: الربو، والداء الرئوي الانسدادي المزمن، وفي حالاتٍ نادرة استنشاق الأجسام الأجنبية، وأورام الرئة، والقصبات، والإنتانات التنفُّسية.
2- الخراخر (Crackling)
يعدُّ صوت الخراخر من أشيع الأصوات التي يسمعها الطبيب في عيادته، وهي عبارة عن أصوات متوسطة الشدة ومتقطعة غير مستمرة، ولها نوعان خشنة وناعمة، ويجب التفريق بينهما ليستدل الطبيب على الحالة المرضية، فالخراخر الناعمة تُسمع عند بداية الشهيق وخلال الزفير، وهي عبارة عن أصواتٍ خفيفةٍ قصيرة المدة تشبه صوت فرك الشعر أو ذرّ الرماد على النار.
أما الخراخر الخشنة، فتسمع في منتصف ونهاية الشهيق في القصبات التنفُّسية الكبيرة، ويشبه صوتها صوت فرقعة النرجيلة. إن التشاخيص التفريقية للخراخر متنوعة أهمها: ذات الرئة، والوذمة الرئوية، إضافةً إلى أمراض الرئة الخلالية، مثل: التليُّف الرئوي، والتهاب القصبات الحاد، وبعض الأمراض القلبية، مثل: قصور القلب.
3- الصرير (Stridor)
يعاكس الصرير صوت الوزيز في أوقات سماعه، فيُسمع صوته عند الشهيق في أذيات الطرق التنفُّسية العلوية، كالحنجرة، مثل: آفات الحبال الصوتية، واستنشاق الأجسام الأجنبية، وسرطان الحنجرة، وتليُّن الحنجرة لدى حديثي الولادة، وتشنُّج الحنجرة.
4- الاحتكاكات الجنبية (Pleural Rub)
هي أصواتٌ متقطّعة تعكس حالة الغشاء الجنبي المحيط بالرئة، وهي ناتجة عن تسمُّك وخشونة وريقتي الجنب، واحتكاكهما سوية، مثل: حالة التهاب الجنب، وقد تشترك الاحتكاكات الجنبية مع التامورية، وتُسمع بوضوح عند وضع السماعة على جدار الصدر في أماكن مختلفة مع ضرورة إجراء الشهيق والزفير الأنفي.
ما هي الاهتزازات الصوتية؟
عند قيام الطبيب بالفحص الصدري للمريض يبدأ بعدها بالجس إذ يضع يديه على أماكن معينة من الصدر والظهر، وذلك براحتي الكف أو بالحافة الزندية، ويبدأ من الأمام على جانبي الصدر متجهاً إلى الخلف بين لوحي الكتف متزامناً مع ترديد المريض لعبارة (أربعة وأربعين 44)، إذ يكون عندها الصوت على وتيرةٍ واحدة، وتتضح الاهتزازات، يتمُّ جسّها في الحالة الطبيعية، لكنها تزيد في حالات التليُّف الرئوي نتيجة زيادة الكثافة الرئوية، وتنخفض في المرضى البدينين ولاعبين القوى ذوي البنية الجسدية الضخمة أو لدى مرضى النفاخ الرئوي وانصباب الجنب والداء الرئوي الانسدادي المزمن. [4]
الحالات المرضية التي تتغير فيها شدة أصوات التنفُّس
توجد بعض الحالات التي يزيد فيها سماع أصوات التنفس، مثل: أمراض الرئة الخلالية أو تنخفض هذه الأصوات، مثل: حالات النفاخ الرئوي، ونوبة الربو الشديدة. وبشكلٍ عام ينخفض سماع الأصوات التنفُّسية الطبيعية لدى الأشخاص البدينين بسبب وجود النسيج الشحمي تحت الجلد، وعند الرياضيين بسبب زيادة الكتلة العضلية الموجودة بين جدار الصدر وسماعة الطبيب.
والحالات المرضية التي تخفض سماع الأصوات هي حالات انصباب الجنب بأنواعه، إذ يزيد فيها نسبة السائل الموجود بين وريقتي الجنب، والتي تساعد على تمدُّد الرئة أثناء الشهيق، وعودتها إلى الوضع الطبيعي عند الزفير أو حالات استرواح الصدر، وهي تجمُّع الهواء بشكلٍ شاذ بين وريقتي الجنب، وبعض حالات النفاخ الرئوي. أما زيادة سماع الأصوات وبمعنى آخر سماعها بتواتراتٍ أعلى في حالات ذات الرئة والأورام بما أنها نسيج صلب يسهل انتقال الاهتزازات الصوتية إلى السماعة، بالإضافة إلى حالات التندُّب والتليُّف الرئوي. [1] [5]
في النهاية يجب الاهتمام بالأصوات التنفُّسية الطبيعية والمرضية بما أنها تمثل الفحص الأولي والأسهل لنستدل على الأمراض الخطيرة المخفية التي يجدر معالجتها لمنع الاختلاطات، وتدهور الحالة مع الإشارة إلى أنها لا تشخص الأمراض الرئوية بشكلٍ حاسم إنما يجب التوسُّع بالاستقصاءات الشعاعية والنوعية لكل حالةٍ حسب التوجه الطبي.
المراجع البحثية
1- Lung sounds. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved October 14، 2024
2- Breath sounds. (n.d.). Medlineplus.gov. Retrieved October 14، 2024
3- Kahn، A. (2019، September 18). Breath sounds. Healthline. Retrieved October 14، 2024
4- Haghighi، A. S. (2016، January 28). Normal Breath Sound. Retrieved October 14، 2024
5- Eldridge، L. (2019، September 4). What are the causes of normal and abnormal breath sounds? Verywell Health. Retrieved October 14، 2024