تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

عند وقوع أي حادث يُسبب وفاة وإصابة العديد من الأشخاص في قسم الطوارئ، يكون السبب دائماً نقصٌ بالكادر البشري كالمُسعِف، ومحدوديةٌ في الموارد، وأحياناً يحدث سوءٌ في توزيع الخدمات الطبية بسبب عدم ترتيب الحاجات حسب الأولوية أو حتى سوء تقدير هذه الاحتياجات، ومن يجب أن تُقدم له الخدمة أولاً. ^{[1] [2]}

ما المقصود بالفرز (triage)؟

هو تدخلٌ قصيرٌ للغاية يجب أن يحدث في غضون 15 دقيقة من الوصول أو التسجيل (للمصاب أو المريض)، ويهدف إلى فرز أولوية المرضى للعلاج بناءً على احتياجاتهم السريرية وأولوية وفائدة العلاج المُقدم.^{[3] [4]}

ما هو الهدف من الفرز للمصابين والمرضى؟

يهدف نظام فرز المرضى إلى عدم إضاعة الوقت، والموارد، والمُسعِفين على حالات تُعتبر أقلُّ خطورةً أو عالية الخطورة، ويمكن أن تستنزف الوقت والموارد، وخلال هذه المدة يكون هنالك خسارةٌ كبيرة لأرواحٍ أو إصاباتٍ أخرى. ^[5]

كيف تتمُّ عملية فرز المصابين والمرضى؟

عند قدوم عدد من الإصابات، وحدوث نزيفٍ صاعقٍ في الشريان السُّباتي لمصاب (شريانٌ رئيسيٌّ يغذي الدماغ والوجه)، ومصابٌ آخر لديه كسرٌ في الساق، وشخص آخر لديه ريحٌ صدريةٌ وزرقة، وشخص آخر لديه عدة جروحٍ سطحية، وآخر لديه خوف مما جرى، ويكون لدينا مسعفٌ واحد.

لا يتمُّ تقديم الخدمة للشخص الذي ينزف من الشريان السباتي مع أن حالته تُعتبر الأخطر بل يتمُّ تركه حتى يتمَّ التعامل مع حالة مريض الريح الصدرية التي تُعتبر حالةً خطيرةً لكنها أقل خطورةً من حالة النزيف الصاعق للشريان السباتي، ويتمُّ وضع مريض الكسر والجروح البسيطة على قائمة الانتظار في قسم الطوارئ، وآخر خدمةٍ تُقدم هي لمريض الخوف والقلق، هذه العملية التي جرت في تحديد أولويات الخدمة ومن يستحقها أولاً تُدعى الفرز (triage).

ما هي الأنظمة المُتبعة في فرز المصابين والمرضى؟

1- نظام الفرز START

يُعدُّ الفرز البسيط والمعالجة السريعة (START) حالياً أكثر أنظمة الفرز استخداماً في الولايات المتحدة لحوادث الإصابات الجماعية، حيث يقوم المُسعفون بفرز المرضى إلى أربع فئاتٍ رئيسيةٍ بناءً على شدة الإصابة:

1- الأسود: إصابات (متوفى / متوقع) لا تتوافق مع الحياة أو بدون تنفسٍ تلقائي؛ لا يجب نقله إلى نقطة التجميع.

2- الأحمر: إصابات خطيرة (فورية)، ولكن توجد احتماليةٌ كبيرة للبقاء على قيد الحياة مع العلاج الفوري، حيث يتمُّ نقله إلى نقطة التجميع وإعطاؤه الإسعاف اللازم أولاً.

3- الأصفر: (متأخر) إصابات خطيرة، ولكنها لا تهدد الحياة على الفور.

4- الأخضر: (الجرحى السائرون) إصابات طفيفة.

يمكن تعيين ألوان الفرز عن طريق إعطاء علامات الفرز للمرضى أو ببساطة عن طريق فرز المرضى جسدياً في مناطق محددة مختلفة. يتمُّ إعطاء كل مريض قادرٍ على المشي بطاقةً خضراء، ويتمُّ تخصيص البطاقات السوداء للضحايا الذين لا يتنفسون حتى بعد محاولات فتح مجرى الهواء، ويتمُّ تعيين العلامات الحمراء لأي مصاب لديه العلامات والأعراض التالية:

1- مُعدل التنفس أكبر من 30 حركة تنفس في الدقيقة.

2- غياب النبض.

3- غير قادرٍ على اتباع الأوامر البسيطة (فتح العينين – تحريك الأطراف).

أما البطاقة الصفراء فهي لجميع المصابين الباقين. ^[6]

كلمة START (بالإنكليزيةSimple triage and rapid treatment )، وتعني الفرز البسيط والعلاج السريع.

2- نظام الفرز SALT

يشبه أسلوب الفرز والتقييم لنظام الفرز START، ومع ذلك فهو أكثر شمولاً، ويضيف تقنياتٍ بسيطة لإنقاذ الأرواح أثناء مرحلة الفرز. حيث يتمُّ أولاً ترتيب المصابين إلى فئاتٍ حسب قدرتهم على المشي والتلويح أو المصابين الذين لا يستطيعون الحركة.

يمكن تحقيق ذلك من خلال مطالبة كل شخص في مكان الحادث بالسير إلى نقطةٍ محددة لجمع المصابين، مثل طريقة START، ثم يتمُّ تقييم أولئك الذين لا يستطيعون الحركة أو اتباع الأوامر أولاً. يسير التقييم والتدخلات المُنقذة للحياة جنباً إلى جنب، وهذا أهمُّ فارقٍ به عن نظام START، وعند القيام بتقييم الضحية، وإيجاد إصاباتٍ تهدد الحياة يجب عليك التدخل الفوري. ^[7]

SALT (Sort, Assess, Lifesaving interventions, transport\treatment) وتعني الفرز، والتقييم، والتداخلات المُنقذة للحياة، والنقل، والعلاج.

أهم التداخلات المُنقذة للحياة

 التحكم في النزيف الرئيسي، وفتح الممرات الهوائية، وإزالة الضغط بالإبرة في حال الإصابات الصدرية، وترياق السموم طالما أنها لا تستغرق وقتاً طويلاً. وبمجرد إجراء ذلك، يجب على المسعف تعيين علامة مشفرة بالألوان مماثلة لنظام START، والانتقال إلى المريض التالي.

وبمجرد وضع العلامات، سيتمُّ نقل المرضى إلى نقطة تجميع المصابين المحددة لنقلهم عن طريق خدمات إدارة الطوارئ إلى مكان تقديم الخدمات الطبية حسب الفرز المبني على الاحتياجات. ^[7]

3- نظام الفرز JumpStart

JumpStart هو نظام فرز خاص بالأطفال فوق الثماني سنوات، إذا كان عمر الطفل غير معروف، يمكن للمُساعد تقييم شعر الإبط عند الذكور أو نمو الثدي عند الإناث كمؤشر على سن البلوغ والاستبعاد من هذه المجموعة. وتشمل الاختلافات ما يلي: ^[7]

إعطاء خمسة أنفاس إنقاذ للأطفال المصابين بانقطاع النفس؛ بعد ذلك، يتمُّ إعطاؤهم علامةً سوداء. معدل التنفس الطبيعي لدى الأطفال الطبيعي أكثر من 15 أو أقل من 45 (فقط في حالة الطوارئ لأن الخوف والقلق سيؤدي إلى زيادة عدد مرات التنفس)، باقي تفاصيل الفرز هي مشابهةٌ لنظام START.