Skip links
علبة دواء الوارفارين بجانبها ثلاث حبات زرقاء

الوارفارين

الرئيسية » المقالات » الصيدلة » الوارفارين

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ الوارفارين من الأدوية المُميّعة للدم أو مضادات التخثُّر الشائعة، ويمكن وصفها لجميع الأعمار ممن لديهم أمراض دموية أو وعائية، وقد بدأ اكتشافه عام 1920 في كندا وشمال أمريكا عند ملاحظة الطبيبين البيطريين فرانك شوفيلد Frank W. Schpfield، ولي رودريك Lee M. Roderick، ظاهرةً غريبةً، وهي موت الماشية بسبب نزفٍ هضمي بعد تناول نبتة البرسيم المُتعفّن خلال الطقس الرطب، وبعد تحليل العفن الموجود على البرسيم تمّ اكتشاف مادة 4-هيدروكسي كومارين (Hydroxycoumarin) أو ديكومارول (WARF)، وتمّ استخدام الوارفارين سريرياً عام 1954. [1]

يعمل الوارفارين مضاداً لفيتامين K عبر تثبيط الإنزيم الذي يعمل على تحويل الفيتامين K إلى شكله الفعال Activated، والذي يساهم في تصنيع عوامل التخثُّر العاشر، والتاسع، والسابع، والثاني الضرورية لاستمرار شلال التخثُّر. [2]

ما هي استطبابات الوارفارين؟

يُستطبُّ الوارفارين عند تشكل الخثرات داخل الأوعية كما في الخثار الوريدي العميق (Deep Vein Thrombosis (DVT))، والصمة الرئوية (Pulmonary Embolism) الناتجة عن تشكل خثرةٍ في وعاءٍ ما، وانتقال جزءٍ منها إلى أوعية الرئة. ويمكن استعماله بشكلٍ وقائيٍّ في حال تركيب صمامات القلب الصنعية المعدنية والحيوية، ويجب أن يتمَّ تناوله مدى الحياة في حال الصمام المعدني، ولمدة أسبوع لأسبوعين في حال الصمّام الحيوي، وعند إجراء عمليات، مثل: تبديل مفصل الركبة، أو بعد الإصابة بهجمةٍ قلبيةٍ حادة للوقاية من تشكل الخثرات، واحتشاء القلب والدماغ. [3]

ما هي موانع استخدام الوارفارين؟

1- لا يجوز استخدامه في الحالات الإسعافية لأن نصف عمره طويل، ويبدأ تأثيره خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، وفضل إعطاء الهيبارين الوريدي في هذه الحالات.

2- يُمنع منعاً باتاً وصفه للحوامل أو النساء اللواتي يفكرن بالإنجاب لأنه يُعتبر مشوّهاً للجنين، وفي حال الضرورة يمكن استبدال الوارفارين بغيره من موانع التخثُّر.

3- لا يستخدم في حال وجود مرضٍ وراثيٍّ نزفي أو أي اضطرابٍ يؤثر على تخثُّر الدم، مثل: الناعور، أو داء فون ويلبراند.

4- يُفضّل استبدال الوارفارين بمُميّعٍ آخر عند ظهور تأثيراتٍ جانبيةٍ خطيرة، مثل: النزف الهضمي الشديد.

5- عند ظهور التحسس الدوائي لأول مرة يجب إعطاء مضاد تحسس، وتغيير الوارفارين إلى مركبٍ آخر. [3] [4]

ما هي التوصيات الواجب اتباعها عند استخدام الوارفارين؟

1- يجب إخبار الطبيب في حال وجود سوابق تحسسٍ دوائية من الوارفارين أو أمراضٍ دمويةٍ وراثية، والأدوية التي يتناولها المريض لأنها قد تتعارض مع مفعول الورفارين.

2- توصيات للحوامل: يجب إخبار الطبيب في حال وجود رغبةٍ في الحمل، والتأكد من الحمل عن طريق الاختبار، فإذا كانت المريضة في سنِّ النشاط التناسلي يوصف مركبٌ آخر غير الوارفارين، ويُمنع لمس حبة دواء الوارفارين أو استنشاقها من قبل المرأة الحامل لأنها تُمتُّص عن طريق الجلد والأغشية المخاطية للأنف. أما عند المرضعات يمكن تناول الوارفارين لأنه لا يصل لحليب الأم إلا بنسبةٍ قليلة جداً لا تؤذي الطفل الرضيع.

3- يجب الاهتمام بالنظام الغذائي الخاص بالمريض، وتحذيره من تناول أطعمة غنية بالفيتامين K، مثل: السبانخ، والبقدونس، واللحوم الحمراء لأنها تضعف من فعالية الوارفارين المعاكس لهذا الفيتامين.

4- يمنع القيام بالعمليات السنّية التي تؤدي للنزف، مثل: القلع، أو حقن الإبر خلال فترة تعاطي الدواء، ويجب إخبار طبيب الأسنان في حال الضرورة.

5- لا يُفضّل عمل التاتو أو ثقب الأنف والأذن في فترة تناول الوارفارين.

6- ينبغي مراقبة نتائج اختبار PT وINR في اليومين الأوليين للتأكد من الجرعة المناسبة، وبعدها يُجرى الاختبار كل أسبوعين، وبعد تثبيت الجرعة نقوم بالاختبار كل 12 أسبوع.

7- يجب إخبار الطبيب بالتأثيرات الجانبية التي تظهر على المريض، مثل: الصداع، وغزارة الدورة الطمثية، أو الرعاف، وظهور الكدمات.

8- يفضل أخذ الحبة في وقتٍ واحد يومياً (مساءً أو صباحاً)، وفي حال نسيان الجرعة يُفضّل أخذها فور تذكرها.

9- عند عدم تذكر الجرعة خلال اليوم يمكن تجاوزها، والعودة للنظام اليومي المعتاد، ويمنع أخذ الجرعتين معاً لأنها قد تُسبّب نزفاً شديدةً. [4]

ما الفرق بين الوارفارين والهيبارين؟

يُعتبر الوارفارين والهيبارين من أشيع الأدوية المضادة للتخثُّر لكن يوجد فروقات أساسية بينهما، وأهمّها هي طريقة إعطاء كل دواء حيث يُعطى الوارفارين فموياً والهيبارين وريدياً أو تحت الجلد، وكما تختلف آلية عمل كل منهما حيث يعدُّ الهيبارين مضاداً للثرومبين أما الوارفارين، فهو مضادٌّ للفيتامين K، ومن حيث السرعة، فتعدُّ فعالية الهيبارين أسرع من الوارفارين، لذلك يفيد في الحالات الإسعافية.

بالنسبة للحوامل يعدُّ الهيبارين آمناً وفعالاً لأنه لا يعبر حاجز المشيمة، وبذلك لا يؤثر على نمو الجنين، أما الوارفارين يعدُّ ساماً ومشوّهاً للجنين، ويعدُّ الحمل من أشيع مضادات استطبابات الوارفين، ويجب التأكد من وظائف الكبد عند المريض قبل إعطاء الوارفارين لأنه يعمل على مستوى الكبد، أما الهيبارين يعمل على مستوى الدم مباشرة، وفي النهاية يصف الطبيب مانع التخثُّر حسب حالة المريض، وأمراضه السابقة، وبعد إجراء التحاليل المناسبة له بشرط إجراء التحاليل المخبرية اللازمة، ومتابعة تعديل الجرعات. [5]

المراجع البحثية

1- Lim, G. B. (2017). Warfarin: from rat poison to clinical use. Nature Reviews Cardiology. Retrieved September 14, 2023

2- Patel, S. (2023, March 24). Warfarin. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved September 14, 2023

3- Website, N. (2023b, March 15). Warfarin. nhs.uk. Retrieved September 14, 2023

4- Warfarin uses, dosage, side effects. (n.d.). Drugs.com. Retrieved September 14, 2023

5- Medicosis Perfectionalis. (2020b, August 10). Heparin | The blood 🩸 thinner [Video]. YouTube. Retrieved September 14, 2023  

This website uses cookies to improve your web experience.