تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

أسئلةٌ تدور في مخيلة الحامل بشكلٍ خاص والفتيات بشكلٍ عام حول المشاكل التي تعاني منها المرأة الحامل.

ما هي المشاكل التي تعاني منها المرأة أثناء الحمل؟

1- الغثيان والإقياء الصباحي أثناء الحمل

يحدث عادةً في الأشهر الأولى من الحمل، وفي أي وقت من اليوم وليس في الصباح فقط، ومع ذلك يُدعى غثياناً صباحياً، وعادةً لا يكون حالةً خطيرةً، ولكنها مزعجةٌ للحامل، وسبب حدوثه التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم الحامل، وخاصةً ارتفاع ما يُدعى بهرمون الحمل HCG (موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية) وهرمون البروجستيرون. ^[1]

يتم علاج الإقياء بإعطاء مكملاتٍ غذائية تحوي على فيتامين (B6) البيريدوكسين (pyridoxine) أو تُعطى دواء دوكسيلامين (بالإنكليزية Doxylamine)، وقد تتوافر منتجاتٌ دوائية تحوي على المركبين السابقين معاً وتصنيفها الحملي فئة(A). ^[2]

2- القلس المعدي المريئي أثناء الحمل

حالةٌ مرضيةٌ تُسبب رجوع حمض المعدة ومحتوياتها إلى الخلف أي نحو المريء، وتسبب تهيج بطانة المريء وألماً في الصدر والجزء العلوي من البطن، وسببه إفراز هرمون البروجستيرون من المشيمة، فيسبب ارتخاء العضلات الملساء في الرحم والجهاز الهضمي، فيسبب عودة محتويات المعدة للمريء، وقد يحدث القلس بسبب زيادة حجم الجنين الذي يضغط على المعدة والبطن.

 يلجأ الطبيب عادةً إلى العلاج المنزلي في البداية كتقليل المنبهات والأطعمة الدهنية والمقلية والبهارات، والاعتماد على تناول وجباتٍ صغيرةٍ متعددة والمشي، وفي حالة عدم الاستجابة يتم إعطاء أدوية حسب الحالة، مثل: دواء رانيتيدين (بالإنكليزية  Ranitidine) أو لانسوبرازول (بالإنكليزية  Lansoprazole). ^[3]

3- الإمساك أثناء الحمل

يُعرف على أنه انخفاض معدل خروج البراز لأقل من ثلاث مرات في الأسبوع، ويحدث الإمساك عند الحامل لعدة أسباب وهي:

1- حدوث تغيراتٍ هرمونيةٍ في جسم الحامل، أهمها: زيادة البروجستيرون الذي يُسبب ارتخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، وبالتالي حدوث كسلٍ في الأمعاء، أي انخفاض معدل الحركة الحويّة.

2- ضغط الجنين في الرحم على أعضاء الجهاز الهضمي وخاصةً الأمعاء.

3- تناول مكملات الحديد وقلة حركة الحامل.

تُنصح الحامل بتناول الفواكه والخضروات وكميةٍ كبيرةٍ من الماء والمشي، أما دوائياً فقد تُعطى الحامل مُلينات للبراز تعمل على إضافة الماء للبراز، فتجعله أكثر ليونةً وسهولةً في المرور، مثل: دواء دوكوسات (بالإنكليزية Docusate) وتصنيفه الحملي (C) أو الملينات المزلقة، والتي تعمل على تسهيل تزليق البراز من الأمعاء لخارج الجسم، مثل: تحاميل الغليسيرين (بالإنكليزية Glycerin) تصنيفه الحملي(C) أو تعطى مركبات البروبيوتيك^[5] (مركبات تحوي على كائنات دقيقة حية، تعمل على زيادة عدد الميكروبات المفيدة، مثل: الفلورا المعوية في الجهاز الهضمي فتنشطها، مما يسهل إخراج الفضلات من الجسم)، بالإضافة للأطعمة الغنية بها مثل اللبن. ^[4]

4- البواسير أثناء الحمل

هو تضخمُّ وتورمُ الأوردة الدموية الموجودة في المستقيم والشرج مع حدوث صعوبةٍ في التبرز وألم وحكة ونزفٍ دموي. ويعود سبب البواسير إلى ضغط الجنين على البطن وصولاً إلى الضغط على المنطقة السفلية، وبالتالي على هذه الأوردة المتواجدة فيها، كما أنها قد تحدث بسبب الإمساك المزمن أو المستمر، وفي بعض الحالات تحدث بسبب الولادة الطبيعية السابقة، نتيجة الضغط الشديد على عضلات البطن والمنطقة التناسلية.

يتم العلاج ببعض الأدوية بشكل تحاميل أو كريمات تحوي مسكن ألمٍ ومضاد التهاب، وبعضها يحوي على كورتيزول ومخدر موضعي مع مراعاة المحافظة على نظافة المنطقة، وتُعتبر هذه الأدوية آمنةً باعتبار أن استخدامها موضعي، أي أن تأثيرها فقط في مكان الاستخدام كما أن جرعاتها قليلة. ^[6]

5- السكري الحملي

أحد أنواع مرض السكري لكنه يظهر خلال فترة الحمل، وعادةً ما ينتهي بعد الولادة بفترةٍ قصيرة، يُسبب حدوث ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى المرأة الحامل، وقد يكون السبب هو التغيرات الهرمونية في الجسم، حيث يُسبب هرمون HCG المُفرز من المشيمة مُعاكسةً لعمل الأنسولين أو مُعاكسةً لعمل البنكرياس، مما يقلل من كمية الأنسولين وارتفاع غلوكوز الدم، مما يؤدي للإصابة بمرض السكري، ويجب البقاء تحت المشورة الطبية لأن هذا الارتفاع قد يكون له مضاعفات. ^[7]

ما هي مضاعفات السكر الحملي؟

-الولادة المبكرة (المخاض).

-زيادة حجم الجنين عند الولادة.

-الإصابة بداء السكري النمط الثاني في المراحل اللاحقة من الحياة.

-وفاة الجنين قبل أو بعد الولادة.

-زيادة احتمال الإصابة بارتفاع الضغط والانسمام الحملي.

-الاضطرار إلى اللجوء للولادة القيصرية.

 الدواء الوحيد المسموح لعلاج السكري عند الحامل هو حقن الأنسولين (بالإنكليزية Insulin). ^[7]

6- ارتفاع ضغط الدم الحملي

هو حدوث ارتفاعٍ بقيم قراءة الضغط بحيث تكون أعلى من 140 على 90، وقد يكون ارتفاع الضغط موجوداً قبل الحمل ويزداد خلاله أو أن الحمل سبب ارتفاع الضغط. يرتفع الضغط بعد الأسبوع العشرين من الحمل ويختفي عادةً بعد الولادة بفترة قصيرة، ويعود السبب في ذلك لوجود أذيةٍ في الأوعية الدموية وعدم وصول كميةٍ كافية من الدم إلى الرحم، بالإضافة إلى الغذاء غير الصحي وزيادة استهلاك الملح، لذلك يجب الانتباه ومراقبة الضغط بشكل دوري لأن هذا الارتفاع له مضاعفات عديدة. ^[8]

ما هي مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الحملي؟

– انفصال المشيمة الذي يشكل خطراً كبيراً على الحامل وجنينها.

– نقص تدفق الدم للمشيمة والرحم.

– انحلالٌ دمويّ.

– ترسبُ البروتين في البول.

– في بعض الحالات يُسبب موت الحامل وجنينها.

أما الأدوية المسموح بها للحامل هي: ميثيل دوبا (بالإنكليزية Methyldopa) تصنيفه الحملي الفئة (B) وفي بعض الحالات يعطي الطبيب لابيتالول (بالإنكليزية Labetalol) تصنيفه الحملي فئة(C). ^[8]

7- الانسمام الحملي

حالة ارتفاع الضغط الشديد مع وجود بيلةٍ بروتينية (وجود مستوياتٍ عالية من البروتين في بول المرأة الحامل) وصداعٌ شديد ووذمةٌ رئوية، ويعتبر المؤشر الأول لحدوث الانسمام الحملي حدوث زيادة وزنٍ كبيرة وتورمٍ مفاجئ خاصة في الوجه واليدين. يبدأ عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويعتبر حالةً خطيرةً في حال لم يتم العلاج لأنه قد يؤدي لوفاة الحامل وجنينها، وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب لإنهاء الحمل للحفاظ على حياتهما، ويعتمد ذلك على درجة الانسمام وعمر الجنين والحالة الصحية لهما.

ما هي أسباب حدوث الانسمام الحملي؟

1- أذيّةٌ في الأوعية الدموية في المشيمة، أي أنها لا تعمل بشكلٍ صحيح أو لم تتكون بشكلٍ سليم.

2- ارتفاعُ الضغط الشديد.

3- التاريخ العائلي للإصابة بالانسمام الحملي أي أنه وراثي.

في حال لم يتم مراجعة الطبيب لمعرفة العلاج المناسب قد تحدث مضاعفات، مثل: ضعف نمو الجنين، انفصال المشيمة المبكر، ولادةٌ مبكرة، مرضٌ قلبيٌّ وعائي، ضررٌ بأعضاء أخرى، كالدماغ وحدوث السكتة الدماغية. ويكون العلاج تحت إشرافٍ طبي، وبما يراه مناسباً لكل حالة، ولكن كثير من الحالات يكون علاجها باللجوء إلى الولادة من أجل إنهاء الحمل. ^[9]