Skip links
طفل رضيع مستلقي على ظهره وتظهر بقع حمراء كبيرة على بطنه بسبب تعرضه لحساسية الطعام وتقوم والدته بوضع اصبع يدها على بطنه

الحساسية الغذائية عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » الحساسية الغذائية عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الحساسية الغذائية (Food Allergy)، عند الأطفال من الاضطرابات الشائعة في جميع أنحاء العالم، حيث يُقدّر انتشارها بحوالي 4 بالمئة من الأطفال و1 بالمئة من البالغين. وتؤثر على حياة الطفل وتُسبّب أعراضاً خطرةً من هبوطٍ في الضغط وضيق تنفسٍ شديد وغياب عن الوعي وحتى قد تكون مميتةً في بعض الحالات. كما أنها تُسبّب القلق، والخوف، والتوتر، للطفل، والوالدين على حدّ سواء.

ولذلك من المهمّ معرفة الأطعمة التي تُسبّب حساسيةً للطفل وتجنُّبها، ومعرفة أعراض الحساسية الغذائية ومتى يجب طلب الاستشارة الطبية، إضافةً إلى توفير الأدوية الإسعافية الضرورية للطفل. [1]

ما هي الحساسية الغذائية عند الأطفال؟

ردُّ فعلٍ مناعيّ من قبل الجسم تجاه صنفٍ معينٍ من الطعام، فعندما يقوم الطفل بتناول أحد الأطعمة، مثل: (بيض، حليب البقر) يقوم الجسم باعتبارها عنصراً غريباً خطراً على صحة الطفل، فيرسل الجهاز المناعي أضداداً من نوع الغلوبولين المناعي IGE تؤدي بدورها إلى إطلاق الهيستامين والمواد الكيمائية الأخرى، مما يُسبّب أعراضاً تنفسيةً، وهضميةً، وجلدية. [2]

ما هي الأطعمة التي قد تُسبّب الحساسية الغذائية عند الأطفال؟

أكثر ما تحدث الحساسية الغذائية على الأطعمة التالية: [2]

1- حليب البقر

يُعتبر أشيع سببٍ للحساسية الغذائية عند الأطفال، حيث تحدث الحساسية من حليب البقر بنسبة 2 إلى 3 بالمئة عند الرضع وصغار الأطفال، ومعظم الأطفال يحدث لديهم تحسنٌ في عمر 3 سنوات، وفي حال وجود حساسية منه يجب إيقاف حليب البقر مع جميع مشتقاته والأطعمة الحاوية عليه، مثل: (الزبادي، الحليب المجفف، البوظة، الكريمة).

وفي حال الرضاعة الطبيعية للطفل المصاب بالحساسية، فينبغي على الأم أن تتوقف عن تناول الحليب ومشتقاته.

2- البيض

ويُعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعاً للحساسية الغذائية عند الأطفال، وأغلب الأطفال يحدث لديهم تحسن في عمر 16 سنة، قد تحدث الحساسية لبروتين البيض الموجود في البياض فقط، ولكن كونه من الصعب الحصول على صفار البيض بشكل معزولٍ تماماً عن البياض فعند الحساسية الغذائية يتمُّ إيقاف البيض كاملاً من الوارد الغذائي.

تعريض البيض للحرارة قد يقلل من ردّ فعل الجسم تجاهه ويقلل الحساسية، ولكن من الأفضل إيقاف الأطعمة التي قد تحتوي عليه، كالمايونيز، والمعجنات، والكريمة.

3- القمح

تُعتبر الحساسية الغذائية شائعةً عند إدخال الأطعمة الصلبة للطفل بعمر 6 أشهر، وتُعتبر المعكرونة والخبز من أكثر الأطعمة التي تُعطى للطفل وتسبب ردَّ فعلٍ تحسسي. ومن الضروري التفريق بين حساسية القمح والداء زلاقي، فحساسية القمح قد تحدث من مئات البروتينات الموجودة في القمح، ويحدث التحسن بعمر 10 سنوات غالباً، أما الداء الزلاقي فهو مرضٌ مناعيٌّ ذاتيٌّ يحدث فيه حساسية تجاه بروتين واحد محدد هو الغلوتين وتستمر الإصابة مدى الحياة.

4- المكسرات

وأكثر ما تحدث من الجوز، واللوز، والفستق، والكاجو، والحساسية من المكسرات شائعةٌ جداً وتؤثر على 1 بالمئة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، عادةً ما تستمر الحساسية مدى الحياة، وعند الإصابة بالحساسية من أي نوع منها يجب إيقاف جميع أنواع المكسرات وليس نوع واحد فقط. وتُعتبر خطرةً، وقد تُسبّب حساسيةً مفرطةً، وحتى قد تكون قاتلة.

5- الفول السوداني

غالباً الطفل الذي يعاني من حساسية من الفول السوداني يكون لديه حساسية من المكسرات أيضاً، وتُعتبر خطرةً ومميتةً في بعض الحالات عند بعض الأطفال حوالي 15 إلى 22 بالمئة، وقد يحدث تحسنٌ وزوالٌ للحساسية في سن المراهقة.

6- فول الصويا

أكثر ما تحدث عند الرضع والأطفال الصغار بعمر أقل من 3 سنوات، قد تحدث الحساسية من فول الصويا ومشتقاته كالحليب وصلصة الصويا. وفي بعض الحالات قد تترافق الحساسية من فول الصويا مع الحساسية من حليب البقر.

7- المأكولات البحرية

قد تحدث الحساسية الغذائية من المحار، والقريدس، وسرطان البحر، والجمبري، وغيرها، وعادةً ما تستمر الحساسية منها مدى الحياة، وقد تحدث من رائحة طهي المأكولات البحرية أيضاً. وينبغي إيقافها من الوارد الغذائي عند وجود حساسية منها.

8- السمك

تُعتبر الحساسية منه مختلفة عن أنواع المأكولات البحرية الأخرى لاختلاف البروتينات في تركيب كل منهما، وقد تحدث الحساسية من نوعٍ واحدٍ من السمك أو أكثر من نوع. غالباً ما تظهر الإصابة أثناء فترة الطفولة، ونادراً ما يتأخر ظهورها حتى البلوغ. مع الانتباه أنه قد تحدث الحساسية من أنواع أطعمةٍ أخرى، مثل: الأفوكادو، الخوخ، الموز، الكيوي، بذر الكتان، السمسم، ولكنها أقل شيوعاً.

ما هي الأعراض السريرية للتحسس الغذائي عند الأطفال؟

قد تظهر الأعراض مباشرةً بعد تناول الطعام أو بعد عدة ساعات وتشمل: [3]

1- الأعراض الهضمية: غثيان وإقياء شديد، إسهال وقد يكون مخاطياً مُدمىً، تقلصات مع آلام بطنية.

2- الأعراض التنفسية: سعال، صعوبة تنفس، التهاب أنف تحسسي، ضيق تنفس، مع أعراض ربو.

3- الأعراض الجلدية: طفحٌ أحمر حاكٌّ(شري)، أكزيما، التهاب جلد تأتبي، تورمٌ في الوجه والشفاه واللسان.

الأعراضٌ الشديدةٌ والخطيرة والتي تتطلب تدخلاً إسعافياً بشكل مباشر

1- تشنجٌ قصبيٌّ مع ضيق تنفسٍ شديدٍ مهددّ للحياة.

2- اضطرابٌ أو فقدان وعي.

3- انخفاضٌ في الضغط الشرياني مع دوار أو إغماء.

4- بحةُ صوتٍ شديدةٍ أو صعوبةٌ في الكلام.

5- إقياءاتٌ أو اسهالاتٌ شديدة.

6- برودة أطرافٍ مع جلدٍ شاحب.

7- قد يحدث اختلاجات.

8- تسرّعُ قلب مع ضعف نتاج القلب.

كيف يتمُّ تشخيص الحساسية الغذائية عند الأطفال؟

يتمُّ عن طريق كل مما يلي: [4]

1- اختبار الوخز الجلدي

يعتمد على وضع نقطٍ من المادة المُحسّسة على الجلد (الذراع أو الظهر عادةً) ثم القيام بوخز الجلد ومراقبة حدوث تحسس جلدي أو عدم حدوثه، وفي حال كان الاختبار إيجابياً أي حدث ردُّ فعلٍ تحسسي، فهذا يدعم تشخيص الطفل بالحساسية الغذائية.

2- معايرة الغلوبولين المناعي IgE في الدم

في حال كانت نسبته مرتفعةً في الدم، فالطفل غالباً لديه حساسية غذائية، ولكن في حال كون نسبته طبيعيةً في الدم، فهذا لا ينفي التحسس الغذائي.

3- اختبار إعطاء الطعام المُحسس عن طريق الفم

حيث يتمُّ إعطاء الطعام المشتبه بأنه مُسبّبٌ للحساسية بكمياتٍ مدروسةٍ، ومراقبة حدوث ردّ فعل تحسسي أو لا، ولكن هذا الاختبار يُعتبر خطيراً، وبالتالي يجب إجراؤه في مستشفى أو مراكز خاصة يتوفر فيها كادرٌ طبيٌّ وتمريضيٌّ مع أدوات الإسعاف، بحيث يمكن علاج أي ردّ فعل تحسسي بسرعةٍ وأمان.

4- إيقاف جميع الأغذية التي يُحتمل أنها تسبب حساسيةً للطفل

 ثم إعادة إدخالها واحداً تلو الآخر ومراقبة حدوث ردّ فعلٍ تحسسي أو لا على كل منها.

ما هو علاج الحساسية الغذائية عند الأطفال؟

1- لا يوجد دواء يمنعها، ولكن يُعتبر التدبير الأمثل تجنُّب تناول الطعام الذي يُسبّب حساسيةً غذائيةً للطفل، وتجنُّب الأطعمة التي يدخل العنصر الغذائي المُحسس في تركيبها.

2- في حال كان ردّ الفعل التحسسي شديداً يتمُّ إعطاء إيبينفرين (Epinephrine)، وهو يُعطى بشكلٍ إسعافيّ، ويُعتبر منقذاً للحياة.

3- يتمُّ إعطاء مضادات الهيستامين (Antihistamines) لعلاج الحكة والاحتقان.

4- كما يتمُّ إعطاء السيتروئيدات القشرية (Corticosteroids)، في حال كانت أعراض الحساسية شديدةً ومترافقةً بالوذمات. [5]

كيف يمكن الوقاية من الحساسية الغذائية عند الأطفال؟

لا يمكن منع تطور الحساسية الغذائية، ولكن يمكن باتباع التعليمات التالية توفير بعض الحماية للطفل: [4] [6]

1- التشجيع على الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى من حياة الطفل، والتي قد تلعب دوراً في تأخير ظهور الحساسية الغذائية عند الطفل.

2- تجنب إعطاء الطفل حليب البقر، والقمح، وبياض البيض، والفول السوداني، خلال السنة الأولى من عمر الطفل.

3-عند شراء أي منتجٍ غذائيّ يجب قراءة المكونات بدقة، وعدم إعطاء أي منتجٍ يحوي في مكوناته مادةً غذائيةً تسبب حساسيةً للطفل.

4- من المهمّ أن يكون كل من عائلة الطفل إضافةً إلى الكادر التعليمي في دور الحضانة والمدرسة على علم بوجود حساسية غذائية عند الطفل، ومعرفة كيفية إعطاء الأيبينفرين (Epinephrine)، ومتى يُعطى.

5- وضع سوارٍ طبيّ بيد الطفل يشير إلى أن الطفل لديه حساسية غذائية.

المراجع البحثية

1- Elghoudi, A., & Narchi, H. (2022, May 9). Food allergy in children-the current status and the way forward. World journal of clinical pediatrics. Retrieved March 15, 2023

2- West, H. (2022, April 18). The 8 most common food allergies. Healthline. Retrieved March 15, 2023

3- Cedars. (n.d.). Food Allergies in Children. Cedars. Retrieved March 14, 2023

4- Raising Children Network. (2022, June 7). Food allergies in children and teenagers. Raising Children Network. Retrieved March 14, 2023

5- Cleveland Clinic. (2021, March 24). Food allergies: Symptoms, treatments. Cleveland Clinic. Retrieved March 15, 2023

6- Johns Hopkins Medicine. (2019, May 13). Food allergies in children. Johns Hopkins Medicine. Retrieved March 14, 2023

  1. مغص الرضيع - كاف
    Permalink

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.