تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

من أهمّ تطبيقات تقنية الرنين المغناطيسي النووي في مجالات التشخيص الطبية هي استخدامه في تصوير نسج الجسم البشري، حيث يمكن عن طريق هذه الصور الحصول على معلوماتٍ دقيقةٍ عن العظام، العضلات، الأعضاء، الأوعية الدموية، بالإضافة للكشف عن الأورام السرطانية.

ما هي فيزياء التصوير بالرنين المغناطيسي النووي؟

إن نوى الذرات والجزيئات في جسم الإنسان، تحتوي على البروتونات والنيترونات التي تقوم بحركةٍ مغزلية (اللفّ الذاتي) باتجاه عقارب الساعة أو عكسها، مما ينتج عن النواة عزمٌ مغناطيسيٌّ. يؤدي تطبيق مجالٍ مغناطيسي خارجي على النوى التي تمتلك لفاً مغزلياً مساوياً لـ ½ إلى استقطاب هذه النوى باتجاهين:

1- نوى يكون فيها لاتجاه المجال المغناطيسي النووي الناتج عن الحركة المغزلية نفس اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي، وتكون هذه النوى مستقرة.

2- نوى يكون فيها اتجاه المجال المغناطيسي النووي الناتج عن الحركة المغزلية عكس اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي، وتكون هذه النوى غير مستقرة.

لجعل هذه النوى مستقرةً يجب أن يكون لاتجاه المجال المغناطيسي النووي الناتج عن الحركة المغزلية نفس اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي، ولتحقيق ذلك تُطبّق أمواجٌ راديويةٌ ذات تردُّدٍ معينٍ على هذه النوى، فامتصاص طاقة الإشعاع الراديوي يؤدي إلى إثارة هذه النوى، وتغيير اتجاه اللف المغزلي. وتنتقل النوى من المستوي الطاقي المنخفض إلى مستوى طاقٍ أعلى، وعند عودة هذه النوى لوضع الاستقرار تفقد الطاقة على شكل ذبذبة راديوية، وينتج ما يُسمّى بالرنين، وذلك بتحويل الذبذبات إلى إشاراتٍ بواسطة الحاسوب يتمُّ الحصول على الصور التي تتيح للطبيب تشخيص الحالة المرضية. ^[1]

ما هي آلية التصوير بالرنين المغناطيسي النووي؟

1- لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي شكل أنبوبةٍ أسطوانيةٍ كبيرة متواجدةٍ ضمن مغناطيس ينتج عنه مجالٌ مغناطيسيٌّ قوي.

2- يستلقي المريض على ظهره على سريرٍ يتحرك ببطءٍ داخل الأنبوبة، ويُدخل ضمن التجويف المغناطيسي جزءٌ من جسم المريض المراد تشخيصه.

3- بما أن الماء يُشكّل تقريباً 75 بالمئة من جسم الإنسان، وبما أن كل جزيئة ماء تتكون من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين، أي يحتلُّ فيه الهيدروجين نسبةً كبيرةً، فإن تطبيق مجالٍ مغناطيسيٍّ قوي ناتجٌ عن جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي يكسب الحركة المغزلية للبروتونات في نوى ذرات الهيدروجين حركةً باتجاهٍ معين.

4- يتمُّ توجيه أمواجٍ راديوية من جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي على شكل نبضاتٍ على الجزء المراد تشخيصه من جسم المريض بتردُّدٍ مناسبٍ لذرة الهيدروجين فقط، وهذه النبضات تجعل البروتونات في نواة ذرة الهيدروجين تدور باتجاهٍ وتردُّدٍ يُسمّى تردُّد لامور، وهو تردُّد الرنين.

5- تُحوّل الإشارات الناتجة إلى صورٍ بواسطة الحاسوب المُرفق مع جهاز تصوير الرنين المغناطيسي، الذي يعمل على دمج الإشارات الناتجة عن ملايين البروتونات في جسم الإنسان، وإعطاء صورةٍ توضّح البنية الداخلية لجسم الإنسان، حيث تسمح هذه التقنية بالتمييز بين أنواع الأنسجة المختلفة.

6- يمكن تحسين جودة الصورة بإعطاء المريض مادة تباين (صبغة) عن طريق الوريد أو الفم، وغالباً ما تحتوي مادة التباين على الجادولينيوم التي تغير الخصائص المغناطيسية لجزيئات الماء القريبة، مما يُحسن في جودة الصورة. ^{[2] [3] [4]}

ما هي الفحوص التي يمكن إجراؤها بجهاز الرنين المغناطيسي النووي؟

يُستخدم جهاز تصوير الرنين المغناطيسي لإجراء العديد من الفحوص، وأهمها: ^{[3] [5]}

1- أنسجة الثدي.

2- الرقبة، والكتف، والفقرات العنقية.

3- الدماغ، والأعصاب، والأوعية الدموية.

4- الركبة، والأربطة، والأوتار، ومفصل الفخذ، والعمود الفقري.

5- العضلات.

6- المثانة، والأعضاء التناسلية.

7- القلب، الكلى، الكبد، البنكرياس، والأمعاء.

ما هي الإجراءات المُفترض اتباعها قبل إجراء التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي النووي؟

1- يمكن تناول الطعام والشراب قبل إجراء التصوير.

2- عدم ارتداء ملابس تحتوي على مواد معدنية.

3- إبلاغ الطبيب إذا كان لدى المريض جهاز لتنظيم ضربات القلب، صمامات، مضخات الأنسولين، أجهزة لتقوية السمع، أو أي جهازٍ يحتوي على مواد معدنية يؤثر على المجال المغناطيسي لجهاز التصوير.

4- في حالة إعطاء المريض مادة تباين أثناء التصوير أو قبله، يجب سؤال المريض إذا كان لديه ردُّ فعلٍ تحسُّسي من مادة التباين. ^[2]

ما هي الإجراءات المُفترضة أثناء إجراء التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي النووي؟

 هناك بعض الإجراءات المُفترضة أثناء التصوير، وهي:

1- البقاء ساكناً خلال فترة التصوير التي قد تستغرق من 30 إلى 50 دقيقة.

2- قد يسمع المريض أصواتاً صاخبةً، مثل :النقر، والتصفير أثناء التصوير، لذا من المُحبّذ وضع سماعات أذن.

3- خلع المجوهرات، الأكمار، الساعات، النظارات أثناء التصوير.

ما هي إيجابيات التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي؟

1- فحصٌ غير مؤلم، ولا يتطلب عملاً جراحياً.

2- يعطي صورةً مفصّلةً عن بنية الجسم، إذ يمكن رؤية داخل الجسم بوضوح.

3- يساعد في تشخيص الأورام السرطانية.

4- تقنيةٌ آمنة لا تُسبّب خطراً إشعاعياً على الجسم البشري. ^[6]

ما هي سلبيات التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي؟

1- على المرأة الحامل عدم إجراء التصوير أثناء فترة الحمل، ولاسيما الأشهر الثلاث الأولى.

2- على المرأة المرضع عدم الإرضاع لمدة 24 ساعة بعد التصوير.

3- للأشخاص الذين يعانون من فشلٍ كلوي، يُنصح بإجراء غسيلٍ للكلى مباشرةً بعد التصوير، في حال إعطائهم مادة تباين.

4- أجهزة التصوير باهظة الثمن لذلك يُعتبر الفحص مكلفاً. ^[5]