مغص الرضيع
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يُصيب مغص الرضيع ما يقارب 20 بالمئة من الأطفال الرضع، وهو أحد أكثر أسباب مراجعة أطباء الأطفال والمستشفيات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الطفل. عادةً ما يُشفى في الشهر الثالث أو الرابع من العمر وهو حالةٌ سليمةٌ عموماً، ولكن قد يُسبّب إرهاقاً شديداً للوالدين واضطراباً في النوم لديهما، إضافةً إلى مشاكل سلوكية وأسرية مع إمكانية حدوث اكتئابٍ عند الأم.
وقد يتعرَّض الطفل نتيجة بكائه الشديد إلى سوء معاملة أو إلى ما يُعرف بمُتلازمة هزّ الرضيع (هزُّ الرضيع بعنفٍ مما قد يُسبّب له نزفاً دماغياً وحتى توقُّف تنفس). وبالتالي من المهمّ استبعاد الأسباب المرضية للمغص عند الطفل ثم تقديم الدعم النفسي للأهل والاستماع إلى مخاوفهم ومساعدتهم على التحكم بالغضب والإحباط، ومساعدتهم أيضاً في تهدئة الطفل، وتقديم تغذيةٍ جيدةٍ له، إضافةً إلى تأمين ساعات نومٍ كافية. [1]
ما هو مغص الرضيع؟
بكاء الطفل بشكلٍ مستمرٍ ومتواصلٍ لأكثر من ثلاث ساعاتٍ في اليوم لمدة أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، وتستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع. يبدأ بين عمر أسبوعين إلى خمسة أسابيع بعد الولادة، ويستمرُّ عادةً حتى عمر 3 أو 4 أشهر. ويكون الطفل بصحة جيدة، وينمو بشكل طبيعي، ويبكي في نفس الوقت خلال اليوم، وعادةً ما يكون البكاء مساءً.
ويكون البكاء عالي الطبقة أو يشبه الصراخ، ومن الصعب تهدئة الطفل مع احمرار وجهه وشحوبٍ حول الفم، ويقوم الطفل بسحب ساقيه باتجاه البطن مع تقوس الظهر وشدّ قبضتي اليد. ولا يترافق مع ترفعٍ حروري أو قلة نشاط أو ضعف رضاعة أو إقياءاتٍ شديدةٍ أو دمٍ في البراز. [2]
ما هي أسباب مغص الرضيع؟
لا تزال الأسباب غير واضحةٍ بشكل كافٍ، وفي 95 بالمئة من الحالات لا يوجد مشاكل جسدية أو اضطرابات مرضية تُسبّب المغص عند الرضيع. وتشمل الأسباب غير المرضية المحتملة: [1] [3]
1- عدم نضج الجهاز الهضمي بشكلٍ جيدٍ عند الطفل.
2- تجمُّع الغازات في البطن عند الطفل مما يُسبّب له الألم.
3- قد يكون الرضيع مفرط الحساسية، ويدخل في نوبة بكاءٍ مستمرةٍ، ولا يستطيع التوقف.
4- قد يكون تعبيرٌ من الطفل عن رغبته في الحصول على المزيد من الاهتمام والتواصل الجسدي مع الوالدين.
5- قد يلعب تدخين الأم خلال الحمل دوراً في حدوثه.
6- وجود اضطرابات انفعالية عند الأم بعد الولادة، أو مشاكل أسرية، أو اضطرابات نفسية وسلوكية في العائلة، قد يتأثر بها الطفل ويشعر بالتوتر والانفعال، ويُعبر عن ذلك بالبكاء الشديد.
ما هي الاضطرابات المرضية التي قد تُسبّب المغص عند الرضيع؟
1- عدم تحمُّل بروتين حليب البقر
حيث يحدث إقياءٌ شديدٌ مع إسهال يحوي على المخاط أو الدم، ويترافق مع ضعف رضاعةٍ ونقص وزنٍ وأيضاً مع أكزيما تحسسية.
2- القلس المعدي المريئي
وهو عودة محتويات المعدة إلى المريء، حيث تحدث إقياءاتٌ متكررة، وقد تكون دمويةً وتترافق مع نقص وزن.
3- عدم تحمل اللاكتوز
يتظاهر بإسهالٍ مائي، وقد يكون بكمياتٍ كبيرة، ويترافق مع تقرحاتٍ حول فتحة الشرج.
4- انغلاق الأمعاء
يحدث ألمٌ شديدٌ وبكاءٌ بشكلٍ مفاجئٍ عند الطفل مع إقياءاتٍ وشحوبٍ وهياج، وقد تُجَس كتلةٌ في البطن مع خروج دم من المستقيم.
5- الفتق الإربي
تبارز في المنطقة الإربية قد يترافق مع إقياءات وإمساك.
6- الإنتانات
كالتهاب السحايا، وإنتانات المجاري البولية، والتهاب الأذن الوسطى.
كيف يتمُّ تشخيص مغص الرضيع؟
1- يتمُّ أخذ قصة مرضية مُفصّلة من الوالدين تشمل: أوقات حدوث نوبة البكاء وعدد مرات حدوثها، والسؤال عن تغذية الطفل، وعدد مرات التبرز، ووجود إقياءات أو لا وغيرها.
2- يتمُّ إجراء فحصٍ سريريّ كاملٍ للطفل مع أخذ الطول، والوزن، ومحيط الرأس.
3- الفحوصات المخبرية والتصوير الشعاعي، يتمُّ إجراؤها في حال كانت الأعراض والعلامات السريرية غير كافيةٍ للتشخيص أو لنفي الأسباب المرضية المحتملة للمغص (كالقلس المعدي المريئي، والحساسية من بروتين حليب البقر). [4]
كيف يتمُّ علاج مغص الرضيع؟
1- محاولة تهدئة الطفل
1- حمل الطفل واحتضانه، والمشي أثناء حمله مع الغناء أو الهدهدة له.
2-قد يفيد استخدام اللهاية للطفل.
3- أخذ الطفل الرضيع نزهةً في السيارة أو في عربة الأطفال.
4- القيام بحمام دافئ للطفل.
5- القيام بتدليك بطن الطفل مع الظهر والأطراف.
6 – يمكن اللجوء إلى ما يُعرف بالضوضاء البيضاء (أصواتٌ تشبه الأصوات التي كان يسمعها الطفل عندما كان داخل رحم الأم، مثل: صوت دقات قلب الأم أو أصوات حركة الأمعاء)، كتشغيل صوت المكنسة الكهربائية، أو مجفف الشعر، أو صوت الخلاط الكهربائي، أو أمواج البحر.
7- تخفيف حدة الإضاءة في غرفة الطفل.
8 – رفع رأس الطفل أثناء الإرضاع قليلاً بحيث يكون أعلى من الجسم، وتدشئة الطفل بعد كل وجبةٍ لمساعدته على إخراج الهواء المُبتلع. [4] [5]
2- تغيير النظام الغذائي
1- في حال الإرضاع الصناعي للطفل قد يفيد تغيير نوع الحليب الصناعي.
2- في حال الإرضاع الوالدي، يمكن للأم اتباع نظام غذائي لا يحتوي على المُسببات الشائعة للتحسس: كالحليب ومشتقاته، البيض، المكسرات، والقمح.
3- أيضاً في حال الإرضاع الوالدي، قد يفيد استبعاد أي أطعمة من غذاء الأم يحتمل أنها قد تُسبّب غازاتٍ للطفل: كالملفوف، والبروكلي، والبقوليات، والبصل، والمشروبات الغازية.
3- تقديم الدعم للأبوين
1- تناوب الوالدين على الاهتمام بالطفل.
2- دعم الوالدين من قبل أفراد الأسرة، والأصدقاء، وطبيب الطفل، ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وعن الخوف والإحباط.
3- من المهم ألا تشعر الأم بالذنب حول ما يحدث للطفل، وبأنه أمرٌ يحدث عند الكثير من الأطفال وليست سبباً في حدوثه.
4- قد يكون من المفيد أن تنام الأم عندما ينام الطفل.
5- أيضاً يجب أن يحصل الأبوان على تغذيةٍ صحيةٍ ونومٍ كافٍ. [4] [5]
4- العلاج الدوائي
لا ينبغي إعطاء أي دواء قبل أن يقوم طبيب الأطفال بفحص الطفل واستبعاد جميع الأسباب المرضية المُحتملة، وتشمل بعض العلاجات الدوائية:
1- السيميتكون (Simethicone): والذي يفيد في تقليل الغازات عند الطفل.
2- البروبيوتيك (Probiotics): وهي عبارة عن بكتريا حية قد تفيد في تخفيف المغص عند الطفل.
مع الانتباه الوصفات العشبية كاليانسون وغيره فهي مرفوضةٌ تماماً لما لها من آثار سلبية على الجهاز العصبي للطفل.
المراجع البحثية
1- Sung, V. (2018, August). Infantile colic. Australian prescriber. Retrieved March 20, 2023
2- Karten, M. M. (Ed.). (2019, November). Colic (for parents) – nemours kidshealth. KidsHealth. Retrieved March 21, 2023
3- Dewar, G. (2023, February 17). What causes colic in babies: An evidence-based guide. PARENTING SCIENCE. Retrieved March 21, 2023
4- Mayo Clinic. (2022, April 5). Colic. Mayo Clinic. Retrieved March 21, 2023
5- HealthDay News. (2022, May 12). Infant colic signs & treatment. Franciscan Health. Retrieved March 21, 2023
Comments are closed.