مشروبات الطاقة – المكونات، خطوات التصنيع وما هي أضرارها؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هي مشروبات الطاقة؟
هي مشروباتٌ غير كحوليةٍ تحتوي على مستوياتٍ عاليةٍ من الكافيين، ويُضاف لها السكر، والمُكمّلات الغذائية، مثل: (فيتامينات B أو الكارنيتين)، وهي منتجاتٌ مُعزِّزةٌ للطاقة تُستخدم لزيادة اليقظة العقلية، وتحسين الأداء البدني. أول مشروب طاقةٍ يعود إلى العام 1949 في الولايات المتحدة، وقد تمّ تسويقه باسم دكتور إينوف (Dr. Enuf)، وفي عام 1987 أُطلق لأول مرةٍ في أوروبا، وانتشر بعد إطلاق مشروب ريد بول في عام 1997، وأصبح شائعاً جدًا في جميع أنحاء العالم، ويتمُّ تسويق مشروبات الطاقة للشباب، والرياضيين، والطلاب، والأشخاص الذين يعملون في المهن التي تحتاج المزيد من الطاقة والنشاط. [1] [4] [5]
ما هي مكونات مشروبات الطاقة؟
1- الكافيين
هو مركبٌ مولّدٌ للطاقة فعّالٌ في توليد الطاقة لدى الرياضيين عند تناوله بكمياتٍ معتدلة قبل أو أثناء التمارين، ويسمح بممارسة التمارين لفترةٍ أطول دون الشعور بالإرهاق من خلال تحفيز العضلات على استخدام الدهون كوقودٍ بدلاً من جليكوجين العضلات، وهذا يُقلّل من استخدام الجليكوجين بنسبةٍ تصل إلى 50 بالمئة خلال أول 15 دقيقة من التمرين، مما يؤخر استهلاك الجليكوجين، ويجعله متاحًا في وقتٍ لاحق.
2- الجنسنغ
هو نباتٌ عشبيٌّ طبيعيّ يزيد من الطاقة ومقاومة الجسم للإجهاد والتعب، لذلك يستخدمه الرياضيون، كما أنه يُخفّف التوتر والقلق، ويُحسّن الذاكرة من خلال تحفيز الغدة تحت المهاد والغدة النخامية لإفراز الكورتيكوتروبين (Corticotropin)، ويُستخدم أيضاً في العلاج والوقاية من العديد من الأمراض، وأظهرت دراسات حديثة أن علاقة الجنسنغ بتحسين الأداء البدني لا يزال بحاجةٍ إلى إثباتٍ ومزيدٍ من الأبحاث.
3- فيتامينات B
مثل: الثيامين، والريبوفلافين، والنياسين، وحمض البانتوثنيك، وهيدروكلوريد البيريدوكسين، والبيوتين، والإينوزيتول، والسيانوكوبالامين.
4- السكر
تحتوي مشروبات الطاقة على حوالي 62 غرامًا من السكر (15 ونصف ملعقة صغيرة) لكل علبة سعة 16 أونصة، أي تحتوي العلبة على 250 سعرة حرارية.
5- التورين (Taurine)
هو حمضٌ أمينيّ يحتوي على الكبريت، وهو من أكثر الأحماض الأمينية تواجداً داخل خلايا البشر، ويعدُّ مكوناً طبيعياً للنظام الغذائي البشري. يعمل التورين على تحسين الانقباض في العضلات الهيكلية، ويخفّف من تلف الحمض النووي الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية، ورغم وجود بعض الأدلة التي تُظهر قدرته على تحسين أداء التمارين، لكن لم يتمّ إثبات ذلك بشكلٍ قاطع.
6- مستخلص الشاي الأخضر
مصدرٌ رئيسيٌّ لمضادات الأكسدة التي تقاوم السرطان، ويحتوي على كمياتٍ صغيرةٍ من الكافيين يستخدم لتحفيز الجسم دون أن يُسبّب الشعور بالانفعال.
7- الغوارانا (Guarana)
وهي نباتٌ ينمو في الغابات المطيرة، ويتواجد في غابات الأمازون، وتمتلك بذورها أعلى محتوى من الكافيين مقارنةً بالنباتات الأخرى في العالم، كما تحتوي على الثيوبرومين والثيوفيلين، وهي من فئة المُنشّطات.
8- مُستخلَص القهوة الخضراء
يُصنع من حبوب البن غير المُحمّصة التي تحتوي على الكافيين.
9- مُستخلَص الجنكة بيلوبا (Ginkgo Biloba)
عشبةٌ مُشتقّةٌ من أوراق شجرة الجنكة بيلوبا الصينية القديمة، وقد تمّ استخدامها لعدة قرونٍ في الطب الصيني التقليدي، وقد ثبت أن لها خصائص مضادة للأكسدة، وتحسّن وظيفة الأوعية الدموية الحركية، وتقلّل من التصاق خلايا الدم بالبطانة، كما يُعتقد أنها تقاوم التعب الذهني، وتحسّن الذاكرة.
10- الكارنيتين (l-Carnitine)
هو حمضٌ أمينيٌّ يُصنع بشكلٍ أساسي بواسطة الكبد والكلى لزيادة التمثيل الغذائي، وثبت أنه يساعد في زيادة استهلاك الأوكسجين الأقصى، وخفض معدل التنفُّس، مما يُحفّز التمثيل الغذائي للدهون، وأظهرت الأدلة الحديثة أن الكارنيتين له دورٌ مهمٌّ في منع تلف الخلايا، ويُحفّز تكوُّن الدم، ويمنع موت الخلايا المبرمج في الخلايا المناعية. كما أن هناك دليل حول التأثير المفيد للكارنيتين كونه يساهم في التعافي من الإجهاد الناجم عن ممارسة التمارين الشاقة. [2] [3]
ما هي خطوات تصنيع مشروبات الطاقة؟
1- خلط المكونات
يتمُّ خلط المكونات في خزاناتٍ كبيرة الحجم، وإضافة الماء لها وفق نسبٍ مضبوطةٍ للحصول على منتجٍ نهائي ذي طعمٍ ثابتٍ وجودةٍ عالية.
2- الكَربَنة
تتمُّ كَربَنة السائل من خلال حقن غاز ثاني أوكسيد الكربون في السائل، مما يؤدي إلى تشكل فقاعاتٍ عند التعبئة، والهدف من هذه المرحلة إعطاء المشروب الناتج الفوران المميز له.
3- تعبئة المشروب
تتمُّ تعبئته في علبٍ أو زجاجاتٍ تتحمّل الضغط، وتحمي المشروب من التلوث، وتُبقيه طازجاً حتى يتمَّ استهلاكه. [6]
ما هي الآثار الضارة لمشروبات الطاقة؟
1- التأثير على القلب والأوعية الدموية
أشارت العديد من الدراسات أن تناول مشروبات الطاقة يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم الشرياني، ويعود ذلك لمحتواها العالي من الكافيين، كما أظهرت الدارسات تأثير استهلاك مشروبات الطاقة بشكلٍ مفرطٍ في خلق مشاكل قلبية، مثل: عدم انتظام ضربات القلب البطيني، وارتفاع مقطع ST (احتشاء عضلة القلب)، ومتلازمة فترة كيو تي الطويلة (Long QT Syndrome)، وحدوث الرجفان الأذيني. كما وُجد أن تناول مشروبات الطاقة بكمياتٍ كبيرةٍ يقلّل من وظيفة بطانة الأوعية الدموية، ويؤدي إلى تراكم الصفائح الدموية الناتج عن حمض الأراكيدونيك، ويسبّب توسُّع الشرايين، وتمزُّق الشرايين الكبيرة.
2- التأثيرات العصبية والنفسية
تسبّب جرعات الكافيين التي تزيد عن 200 ميلي غرام إصابة الأشخاص بأعراض تسمُّم الكافيين، مثل: القلق، والأرق، واضطراب الجهاز الهضمي، وارتعاش العضلات، والإرهاق، والصداع اليومي المزمن، واضطراب النوم الناجم عن الكافيين.
أظهرت دراسةٌ تمّ إجراؤها على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-16 عامًا وجود ارتباطٍ وثيقٍ بين تناول الكافيين واضطرابات السلوك، كما أشارت العديد من التقارير إلى أن مشروب الطاقة قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية ونوبات الصرع.
وقد يُسبّب تناول أكثر من 300 ميلي غرام من الكافيين بشكلٍ يومي الإصابة بالهلوسة، ويفسر ذلك بمستويات الكورتيزول العالية التي تلي التناول المفرط للكافيين، ووجدت الدراسات المخبرية أن المزيج من الكافيين، وحمض التورين، وغوارانا الموجود في مشروب الطاقة يشجّع موت الخلايا المبرمج.
3- التأثير على الجهاز الهضمي والاستقلاب
إن مشروبات الطاقة تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من السكر على شكل سكروز، أو غلوكوز، أو شراب الذرة عالي الفركتوز، مما يتسبّب في زيادة خطر الإصابة بالسُّمنة، ومرض السكري من النوع 2 عند تناول كمياتٍ كبيرةٍ من مشروبات الطاقة، ويقلّل من نشاط البكتيريا المعوية، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسُّمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي. كما وجدت بعض الدراسات أن تناول مشروبات الطاقة الحاوية على كمياتٍ عاليةٍ من الكافيين يؤدي إلى تقليل حساسية الأنسولين، وبالتالي ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم.
4- التأثير على الجهاز البولي
إن الكافيين الموجود في مشروبات الطاقة يُعزّز من إدرار البول، لذلك لابدّ من تجنُّب مشروبات الطاقة عند ممارسة التمارين الرياضية لفتراتٍ طويلةٍ في الجو الحار لتجنُّب الإصابة بالجفاف لأن الجفاف في مستوى 1.5 بالمئة أثناء القيام بالتمارين الرياضية لفتراتٍ طويلة يؤدي إلى زيادة في درجة حرارة الجسم، ومعدل ضربات القلب، ومعدل الجهد المبذول بحسب ما أفادت الدراسات، كما يزيد الكافيين من فقدان الصوديوم في البول (اختلال توازن الصوديوم في الجسم)، وهذا يؤثر على حجم البلازما، ويؤثر بشكلٍ كبير على الأداء القلبي الوعائي أثناء ممارسة التمارين الرياضة لفتراتٍ طويلة.
5- التأثير على الأسنان
أظهرت دراسة تمّ إجراؤها في السويد أن هناك علاقةٌ وثيقةٌ بين تناول مشروبات الطاقة وحدوث تآكل للأسنان، وذلك بسبب انخفاض درجة الحموضة وارتفاع محتوى السكر في مشروبات الطاقة. [1]
المراجع البحثية
1- Alsunni, A. A. (2015, October). Energy Drink Consumption: Beneficial and Adverse Health Effects. National library of medicine. Retrieved October 19, 2024
2 -Ansel, K., & Brown, C. (2024, July). 10 Common Energy Drink Ingredients: What You Need to Know. Eatingwell. Retrieved October 19, 2024
3 -P Higgins , J., D Tuttle, T., & L Higgins, C. (2010, November). Energy Beverages: Content and Safety. National library of medicine. Retrieved October 19, 2024
4 -State Library. (n.d) .Energy drinks. Retrieved October 19, 2024
5 -Rogers, K., & The Editors of Encyclopædia Britannica. (2024, September). energy drink. Britannica. Retrieved October 19, 2024
6 -(2023). How Energy Drinks are Made in Factories | HOW IT’S MADE. Retrieved October 19, 2024