Skip links
رجل بالغ يرتدي كنزة رمادية ويقوم بمسك معصم يده اليمنى

متلازمة غيلان باريه – الأعراض، كيفية تشخيصها وعلاجها

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » متلازمة غيلان باريه – الأعراض، كيفية تشخيصها وعلاجها

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré syndrome) من الأمراض التي ازداد انتشارها حديثاً، والتي تحتاج إلى رعايةٍ خاصة حيث إنها تُعتبر من الحالات المرضية التي قد تُعرِّض حياة أي شخصٍ للخطر.

ما هي متلازمة غيلان باريه ومن هم الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بها؟

متلازمة غيلان باريه تُعرف أيضاً بالتهاب الأعصاب المحيطية الحاد، وهي حالةٌ مرضيةٌ شديدةٌ يحدث فيها إصابةٌ معممةٌ لأعصاب الجسم المحيطية، وخاصةً الأطراف، وما ينتج عن ذلك من أعراض شللٍ، وضعفٍ، وتحدُّدٍ في حركة المريض، وهي حالةٌ مرضيةٌ يمكن أن تصيب أي شخص من أيّ فئةٍ عمرية، إلا أن شيوعها لا يزال ضئيلاً، وتختلف نسبة الشيوع باختلاف الفئة العمرية.

يُشاهد عند المصابين بهذه المتلازمة استجابةٌ معيبةٌ للجهاز المناعي حيث يهاجم الأعصاب، وخاصةً الطبقات المُغلِّفة (طبقة الميلانين) لهذه الأعصاب الأمر الذي يؤدي إلى خللٍ في عملية نقل واستقبال الإشارات عبر هذه الأعصاب، واضطراب وظيفة العضلات المرتبطة بها، ومنه تظهر الأعراض الحسية والحركية في متلازمة غيلان باريه. [1] [2]

ما الفرق بين متلازمة غيلان باريه ومرض التصلُّب المُتعدّد؟

إن وصف هذه الحالة يُطابق وصف مرض التصلُّب المُتعدّد (Multiple sclerosis) مع وجود فرقٍ جوهري بين الحالتين، وهو أن غيلان باريه يُصيب أغلفة الجهاز العصبي المحيطي للأعصاب الموجودة في الأطراف بينما داء التصلُّب المتعدّد يُصيب الأغلفة العصبية في الجهاز العصبي المركزي الدماغ والنخاع الشوكي.

وكثيراً ما تُعتبر الحالتان السابقتان لنفس المرض (التهاب أعصابٍ مع تخرِّب الأغلفة المحيطة بالعصب) مع اختلافٍ في موضع الإصابة بالإضافة إلى أن غيلان باريه يصف حالةً حادة، وليست مزمنةً أي أن الإصابة لا تدوم أكثر من عدة أشهر، ومعظم الحالات تتعافى خلال 6 إلى 12 شهر مع وجود نسبةٍ من الحالات التي يلاحظ لديها أذيةٌ عصبيةٌ دائمة.

ما هي أعراض وعلامات الإصابة بمتلازمة غيلان باريه؟

الأعراض التي ترافق متلازمة غيلان باريه هي أعراضٌ حادة، وتظهر بسرعةٍ خلال أسبوعين من الإصابة حيث تكون معاناة المريض على أشدّها، وتظهر الأعراض بشكلٍ رئيسي في الأطراف، وتبدأ عادةً في الطرف السفلي ثم تمتدُّ لتشمل الأطراف العلوية، وعضلات الوجه التعبيرية حيث يلاحظ المريض كلا من الأعراض التالية: [1]

1- شعورٌ بوخز الإبر في أصابع اليد، والقدم، والكاحل، والمعصم، وهي علامةٌ مميزةٌ لهذه الحالة المرضية.

2- ضعفٌ في حركة القدمين، وسرعان ما ينتشر إلى الأجزاء العلوية من الجسم.

3- مشيةٌ غير ثابتة، وعدم القدرة على صعود الدرج.

4- ألمٌ شديدٌ يزداد سوءاً في المساء.

5- ضعفٌ في حركات الوجه التعبيرية.

6- من الممكن ملاحظة اضطراباتٍ بصريةٍ، كالرؤية المزدوجة.

كما ذكر سابقاً، هذه الأعراض تظهر خلال أسبوعين من الإصابة ليمر بعدها المريض بحالةٍ مستقرةٍ نسبياً من الألم، وصعوبةٍ في الحركات في الأسابيع التالية، إلا أنه في بعض الحالات الشديدة ثلث الحالات يتوسّع فيها نطاق الإصابة، وتتدهور حالة المريض بسبب إصابة الأعصاب المسؤولة عن الحركات التنفسية، والأعصاب التي تنظّم ضربات القلب، وحينها يعاني المريض من أعراضٍ تشمل صعوبةً في التنفس، وتسارعاً في ضربات القلب، وهذه الحالات تتطلب رعايةً طبيةً خاصة، وعنايةً مشددةً بسبب خطر توقف الحركات التنفسية، وحدوث الوفاة. [1] [3]

كيف تُشخَّص الإصابة بمتلازمة غيلان باريه؟

يعتمد تشخيص الإصابة عادةً على الأعراض السريرية، ونمط انتشار الإصابة، إلا أن التحاليل المخبرية تلعب دوراً مهماً في وضع التشخيص النهائي، والتي تشمل:

1- تحليل شوارد الدم.

2- تحليل وظائف الكبد.

3- تحليل الكرياتين فوسفوكيناز (CPK).

4- تحليل معدل الترسيب (ESR).

وبما أن متلازمة غيلان باريه تمثل حالة التهاب أعصابٍ محيطية، فإنه من الضروري إثبات سلامة العضلات المحيطية، وتأكيد إصابة الأعصاب، وذلك عبر إجراء دراسة الناقلية العصبية، والتخطيط الكهربائي العصبي.

ما هي عوامل خطر الإصابة بمتلازمة غيلان باريه؟

يصيب المرض جميع الفئات العمرية إلا أن الإصابات عادةً تكون ضمن فئة البالغين الذكور، وكما أن الأمراض التي يمكن أن تصيب الجهاز العصبي المحيطي قد تكون السبب المُحرّض لتفعيل الجهاز المناعي، وإصابة الأعصاب بمتلازمة غيلان باريه، وعوامل خطر الإصابة هي:

1- الإصابة بجرثومة الملتوية البوابية (Campylobacter).

2- الأنفلونزا.

3- التهاب الكبد A B C.

4- متلازمة نقص المناعة المُكتسَب (AIDS).

5- لمفوما هودجكن.

تمَّ حديثاً إثبات أن الإصابة بفيروس COVID-19 يزيد من احتمال الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، وبعض أنواع لقاحات COVID-19 (لقاح Johnson & Johnson and AstraZeneca).  [1]

ما هو التدبير العلاجي لمتلازمة غيلان باريه؟

لا يوجد علاجٌ نوعيٌّ لتدبير متلازمة غيلان باريه إلا أن الحالة تشفى تلقائياً خلال سنة من الإصابة مع وجود حالاتٍ تعاني من أعراض ألمٍ دائمة لمدةٍ طويلة، أو أعراض خدر، أو ضعفٍ عضليٍّ دائم لكنه خفيفٌ عادةً، ولا يؤثر على حياة المصاب فيما بعد، ويشمل تدبير متلازمة غيلان باريه:

1- تبديل البلازما، وينتج عن هذا الإجراء تخفيف الاستجابة المناعية، وتحسين الأعراض.

2- العلاج المناعي المضاد، وذلك عبر حقن غلوبولينات مناعية (أضداد مناعية) وريدية تمَّ الحصول عليها من دم شخصٍ آخر سليم، وبهذا الإجراء يتمُّ إصلاح الاستجابة المناعية المعيبة عبر استبدال الأضداد التي تهاجم الأعصاب المحيطية بأضدادٍ سليمة.

3- يمكن استخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم عند المرضى.

4- استخدام أنبوب تغذيةٍ في حال عانى المريض من صعوبات البلع.

5- قثطرة بولية عند المرضى الذين يعانون من صعوبات في التبول.

6- وكما يجب استخدام جهاز تهويةٍ عند المرضى الذين يعانون من صعوبات التنفس للوقاية من خطر الإصابة بانقطاع التنفس في بعض الحالات الشديدة. [4]

المراجع البحثية

1- Guillain-Barre syndrome – Symptoms and causes. (2022, June 14). Mayo Clinic. Retrieved August 16, 2023    

2- McGrogan, A., Madle, G., Seaman, H., & De Vries, C. (2008). The epidemiology of Guillain-Barré syndrome worldwide. Neuroepidemiology, 32(2), 150–163. Retrieved August 16, 2023    

3- Ms, M. T. a. M. (n.d.). Guillain-Barre Syndrome: practice essentials, background, pathophysiology. Retrieved August 16, 2023    

4- Website, N. (2023, May 10). Treatment. nhs.uk. Retrieved August 16, 2023    

This website uses cookies to improve your web experience.