Skip links
امرأة بالغة تلبس كنزة بيضاء تقوم بوضع يديها على رأسها وهي خافضة الرأس وبجانبها صورة مكررة لها وهي تصرخ

متلازمة توريت عند الأطفال – الأعراض والأسباب وكيفية العلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » متلازمة توريت عند الأطفال – الأعراض والأسباب وكيفية العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ متلازمة توريت (Tourrete Syndrome) من الاضطرابات العصبية قليلة الحدوث عند الأطفال، وتُعتبر شكلاً خاصاً من العَرّات (التشنجات اللاإرادية)، وتُسبّب العديد من المشاكل السلوكية، والاجتماعية، واضطراباً في الحالة المزاجية، ومشاكل في الانتباه.

وتحتاج إلى دعمٍ كبيرٍ، وتعاونٍ من قبل الوالدين من أجل مساندة الطفل، والعمل على تقوية ثقته بنفسه، وحمايته من وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيراتها السلبية، ومن التنمُّر الذي قد يتعرَّض له، ولا يوجد علاجٌ شافٍ لمتلازمة توريت، ولكن قد تقلُّ أعراضها عند بعض الأطفال في سن المراهقة أو أوائل العشرينات.

وعادةً ما يكون متوسط العمر المتوقَّع للأطفال المصابين طبيعياً، ولكن الاضطرابات المرافقة، مثل: الوسواس القهري، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، ونوبات الهلع، والاكتئاب، والقلق يمكن أن تبقى بعد البلوغ، وتُسبّب له مشاكل مستمرة. [1]

ما هي العرات (Tics) عند الأطفال؟

حركاتٌ تشنجّيةٌ متكررة لا إرادية غير منتظمة، وتحدث بشكلٍ سريعٍ ومفاجئ، ويمكن أن تشمل مجموعةً عضليةً واحدة أو عدة مجموعاتٍ من العضلات، ويمكن أحياناً أن تأخذ شكل مظهرٍ لفظي، وتُصنّف إلى ثلاث مجموعاتٍ فرعية هي: العرّات العابرة في الطفولة، والعرّات المزمنة، ومتلازمة توريت.

حوالي 10 بالمئة من الأطفال في سن المدرسة يحدث لديهم عرّاتٌ عابرة، وهي النوع الأكثر شيوعاً من التشنُّجات اللاإرادية، حيث تستمر مدة 4 أشهر على الأقل، ولكن لا تدوم أكثر من عامٍ واحد، وأكثر ما تحدث في فترات التوتر، والإرهاق، أو تناول بعض أنواع الأدوية.

وقد يتمُّ الخلط بينهما وبين الأرق أو اضطرابات القلق عند الأطفال، وقد تكون العرّات مزمنةً أي تستمر أكثر من عام، وتبلغ نسبة انتشارها أقلّ من 1 بالمئة عند الأطفال في سن المدرسة، ويجب التفريق بينها وبين متلازمة توريت التي تشمل عرّاتٍ حركيةٍ متعددة مع واحدة أو أكثر من العرّات الصوتية. [2]

ما هي متلازمة توريت عند الأطفال؟

عبارةٌ عن اضطرابٍ عصبيّ لا إرادي، وهي شكلٌ خاصٌّ من العرّات، وتضمُّ أربعة مكونات قد لا تكون كلها موجودةً عند كل الأطفال المصابين، وهي العرّات الحركية، والعرّات الصوتية، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه والسلوك، الوسواس القهري.

وتتراوح أعراضها من خفيفة يمكن ملاحظتها إلى اضطراباتٍ شديدةٍ ومتكررة ،وتبدأ أعراض متلازمة توريت بين سن الخامسة والعاشرة بتشنُّجات بسيطةٍ خفيفة تشمل الرأس، أو الذراعين، أو الوجه، ومع مرور الوقت يمكن أن تصبح التشنُّجات اللاإرادية أكثر تواتراً، وتزداد في تنوعها، وتشمل أعضاء الجسم الأخرى كالجذع والساقين، وقد تصبح مدمرةً للأنشطة الحياتية اليومية. [2]

ما هي أعراض متلازمة توريت عند الأطفال؟

يعاني الأطفال المصابين بمتلازمة توريت من عرّاتٍ حركيةٍ مترافقةٍ مع صوتية، وتكون العرّات أسوأ في حالات القلق، والتعب، والإرهاق، والانفعال، وتُسبق بمشاعر التوتر، والضيق، والخوف، ويتلوها الشعور بالراحة والاسترخاء، وهي خارجةٌ عن إرادة الطفل، وتشبه الحاجة إلى الحكة أو العطاس.

وقد يرافقها اضطراباتٌ حركيةٌ مثل: فرط النشاط، ونقص الانتباه، وذلك في حوالي 60 إلى 80 بالمئة من الحالات، كما قد تترافق مع سلوكياتٍ وسواسيةٍ قهرية، وأيضاً مع اضطراباتٍ مزاجية، ونوب غضب، أو هلع، ومع الاكتئاب، واضطرابات النوم، والصداع النصفي، ومن الأمثلة على العرّات التي قد تحدث:

1- العرّات الحركية البسيطة

 طرف العين، هزُّ الكتف، حركات العين السريعة، انتفاض الرأس، حركات بالفم.

2- العرّات الحركية المُعقّدة

الانحناء والالتفاف، القفز، لمس الأشياء أو شمّها، الإشارات البذيئة، المشي بنمطٍ معين، ضرب الطفل لنفسه، الحركات الرقصية والإيمائية.

3- العرات الصوتية البسيطة

 الشخير، النحنحة، الشمشمة، السُّعال، النُّباح.

4- العرّات الصوتية المُعقّدة

تكرار نطق الكلمات، استخدام كلمات فاحشة، أو سيئة، أو مُبتذلة. [3]

ما هي أسباب متلازمة توريت عند الأطفال؟

متلازمة توريت هي اضطرابٌ وراثيٌّ جسميٌّ سائد، والوراثة الجسدية تعني أنها تصيب كل من الذكور والإناث، أما السائدة، فتعني أنه يكفي جينٌ واحدٌ من أحد الأبوين للإصابة بها، وعادةً نسبة إصابة الذكور أعلى من الإناث، وذلك لأن الاضطرابات الجسمية السائدة يحدث فيها ما يُسمّى بالاختراق غير الكامل.

مما يعني أنه لن يكون لدى كل الأطفال المصابين بالجين أعراض متلازمة توريت، فقد ينتقل من الوالدين إلى الطفل دون أن تحدث أية أعراض عليه، ولذلك في حال كانت المولودة أنثى، فان احتمال أن يكون لديها واحدةٌ على الأقلّ من علامات توريت هو 70 بالمئة، بينما تكون النسبة عند المولود الذكر 90 بالمئة.

وفي حوالي 10 إلى 15 بالمئة تحدث لأسبابٍ غير وراثيةٍ مثل: نقص نمو الجنين داخل الرحم، ونقص الأكسجة الدماغية قبل أو أثناء الولادة أو بعدها، والتهاب الدماغ، حيث تشير بعض الدراسات إلى احتمال أن السبب قد يكون تغيراتٍ في بنية الدماغ، وتشكُّل المشابك العصبية، كما قد يلعب الاضطراب في توازن النواقل العصبية (مواد كيميائية موجودة في الدماغ تنقل الإشارات العصبية من خليةٍ إلى أخرى) دوراً في حدوثها. [2] [4]

كيف يتمُّ تشخيص متلازمة توريت عند الأطفال؟

يتمُّ تشخيص الطفل المصاب بمتلازمة توريت في سن السابعة تقريباً، حيث يتمُّ التوجه إلى التشخيص من قبل مقدِّم الرعاية الصحية الأولية أو طبيب الأطفال، ومن ثم تتمُّ المتابعة مع الأخصائيين في الأمراض العصبية والنفسية عند الأطفال.

ولا يوجد اختبارٌ تشخيصيٌّ يؤكد الإصابة بمتلازمة توريت، وإنما يتمُّ ذلك اعتماداً على الأعراض السريرية عند الطفل، وعلى تطوره الروحي، والحركي، ونموه الجسدي، والعقلي، وصحته النفسية، وعلى تاريخه الطبي، وعلى الاضطرابات الصحية الموجودة في العائلة، وقد يتمُّ إجراء تخطيط دماغٍ كهربائي، أو تصوير طبقي محوري، أو رنينٍ مغناطيسي، وذلك لنفي الأمراض الأخرى التي قد تُسبّب أعراضاً مشابهة. [1] [4]

كيف يتمُّ علاج متلازمة توريت عند الأطفال؟

لا يوجد علاجٌ شافٍ لمتلازمة توريت، وإنما تهدف العلاجات المُتاحة إلى التحكُّم بالأعراض، وتحسين نوعية حياة الطفل، وفي حال كانت التشنُّجات خفيفةً، ولا تؤثر على أداء الطفل اليومي، فلا يحتاج إلى علاجٍ عادةً، أما في حال كانت متوسطةً أو شديدةً، فيمكن للخيارات العلاجية التالية أن تساعد في تقليل حدوث التشنُّجات اللاإرادية (العرّات)، ومنها: [5]

1- الأدوية التي تُقلّل من إنتاج الدوبامين

مثل: هالوبيريدول (Haloperidol)، وفلوفينازين (Fluphenazine)، وريسبيريدون (Risperidone) حيث تساعد على التحكُّم بالتشنُّجات اللاإرادية، ولكن قد تُسبّب بعض الآثار الجانبية، ومن ضمنها الاضطراب في الحركات وتناسقها، زيادة كسب الوزن، النعاس.

2- حقن البوتولينيوم (Botulinum)

أو ما يُعرف باسم البوتوكس حيث يساعد حقن العضلة المصابة في تخفيف العرّات البسيطة الحركية أو الصوتية.

3- الأدوية المضادة للاختلاجات

حيث وجدت بعض الدراسات الحديثة أن دواء توبيرامات (Topiramate) المُستخدم في علاج الصرع يمكن أن يفيد في التحكُّم بأعراض متلازمة توريت.

4- العلاج المعرفي السلوكي

حيث يمكن تدريب الطفل على معرفة العوامل التي تسبق حدوث النوبة لديه، ومن ثم تعليمه كيف يقوم بحركات إراديةٍ طوعيةٍ تعاكس نمط العرّات الموجودة لديه.

5- العلاج النفسي

حيث يساعد الطفل على التأقلم مع متلازمة توريت، كما يفيد في علاج الاضطرابات النفسية المرافقة مثل: الاكتئاب، والقلق، ونوب الهلع.

6- علاج الاضطرابات المرضية المرافقة

مثل:

– اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: ومن الأدوية المستخدمة في علاجه ميتيل الفينيدات (Methylphenidate)، ولكن في بعض الحالات قد تؤدي هذه الأدوية إلى تفاقم العرّات.

– الاضطرابات السلوكية ونوبات الغضب: يتمُّ إعطاء مثبطات الأدرينالين المركزية، مثل: الكلونيدين (Clonidine).

– الوسواس القهري: يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل: فلوكستين (Fluoxetine) في تخفيف الأعراض.

المراجع البحثية

1- Children’s National Hospital. (n.d). Pediatric tourette syndrome. Children’s National Hospital. Retrieved August 9, 2023

2- Boston Children’s Hospital. (n.d). Tourette syndrome. Boston Children’s Hospital. Retrieved August 9, 2023

3- NHS choices. (2021, February 1). Tourette’s syndrome. NHS choices. Retrieved August 9, 2023

4- Hasan, S. (2020, June). Tourette syndrome. KidsHealth. Retrieved August 9, 2023

5- Mayo Clinic. (2018, August 8). Tourette syndrome. Mayo Clinic. Retrieved August 9, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.