Skip links
رسم ثلاثي الأبعاد لوجه يظهر فيه كسر الفك السفلي

كسور الفك السفلي – الأسباب، الأعراض والعلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأسنان » كسور الفك السفلي – الأسباب، الأعراض والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تشكل كسور الوجه نسبةً صغيرةً من زيارات قسم الطوارئ، ولكن من بين هذه الإصابات تعدُّ كسور الأنف والفك السفلي هي الأكثر شيوعاً، ويتمُّ التعامل مع الغالبية العظمى من حالات كسور الأنف دون الحاجة إلى إجراء جراحة، بينما يعدُّ التدخل الجراحي لكسور الفك السفلي شائعاً نسبياً بسبب تعقيد التركيب التشريحي والوظيفي للفك السفلي، حيث إن الفك السفلي هو عظمٌ متحرك شبيه بحرف u يكون عرضةً للكسر في مواقع مختلفة منه. إن العلاج المناسب والسريع مهمٌّ جداً من أجل إعادة قدرة المريض على التحدث، والمضغ، والتنفس، والنوم، وكذلك من أجل إعادة الناحية الجمالية للوجه. [1] [2]

البنية التشريحية للفك السفلي

يتألف الفك السفلي (Mandible) من: [3]

1- جسم الفك السفلي (Body)

هو الجزء الأساسي للعظم، ويكون بشكل حرف u مقعر نحو الداخل، وتتوضع الأسنان على الحافة العلوية منه.

2- الشعبتان الصاعدتان (Ramus)

هما الجزئيان العموديان اللذان يتصلان مع الجسم بزاوية الفك، ويوجد على الجهة العلوية لكل منهما الناتئ الإكليلي، والناتئ اللقمي (لقمة الفك السفلي)، والتي تشكل جزءاً من المفصل الفكي الصدغي، وهو المفصل الذي يربط الفك السفلي مع الوجه.

يحتوي الفك السفلي على العديد من الأعصاب، والأوردة، والشرايين، والثقب في بنيته.

تصنيف كسور الفك السفلي

يمكن أن يكون الكسر بشكلٍ عام مفرداً أو متعدداً، وقد يكون أحادي الجانب أو ثنائي الجانب، وتصنّف كسور الفك السفلي إما حسب نوع الكسر، أو موقع الكسر، أو سبب الكسر: [3]

1- حسب نوع الكسر

الكسر البسيط

هو كسرٌ خطيٌّ مغلق قد يحدث في أي جزء، مثل: الشعبة الصاعدة، أو اللقمة، أو الجسم الذي لا يحتوي على أسنان

الكسر المركب

يحدث في أجزاء الفك السفلي التي تحمل الأسنان، وتمتدُّ إلى داخل الفم عبر النُّسج حول السنية، وقد تصل إلى الجلد المغطي.

الكسر المعقد

وهو عادةً ما يكون كسراً مركباً يتصف بتجزئة العظم (Fragmentation of bone).

الكسر المرضي

يحدث نتيجة وجود ضعفٍ مسبقٍ ببنية الفك السفلي بسبب حالاتٍ مرضية معينة.

2- حسب موقع الكسر

– كسر العظم السنخي السني.

– كسر اللقمة الفكية.

– الكسر الناتئ المنقاري.

– كسر الشعبة الصاعدة.

– كسر زاوية الفك.

– كسر جسم الفك (منطقة الأرحاء والضواحك).

– كسر ارتفاق الذقن.

3- حسب سبب الكسر

– بسبب العنف المباشر.

– بسبب العنف غير المباشر.

– تقلص العضلات الشديد.

– كسر الناتئ المنقاري بسبب الانقباض الشديد المفاجئ للعضلة الصدغية.

تشخيص كسور الفك السفلي

يجب البدء بأخذ القصة المرضية السابقة للمصاب بشكلٍ دقيق، وتحديد الأمراض السابقة، والإجراءات الجراحية السابقة، ومعرفة ما إذا كان هناك أمراض عظمية، اضطرابات في التغذية أو الاستقلاب، أو وجود اضطراباتٍ نفسية، والتي قد تؤثر على زمن معالجة الكسر. كما يجب أخذ التاريخ السني، وإطباق المريض السابق بعين الاعتبار أثناء معالجة الكسر، كما يمكن أن تساعد الصور الفوتوغرافية في إعادة وضعية الأسنان، والإطباق السابق للمريض: [2]

1- الفحص السريري

يتمُّ تقييم وضع الرأس والرقبة أولاً ثم يبدأ الفحص بجس المنطقة، وتساهم العلامات التقليدية للالتهاب، والألم، والتورم، والاحمرار في توجيه الطبيب لتحديد الإصابات المحتملة بشكلٍ شامل. بعد الانتهاء من فحص الجروح أو مصادر النزيف التي تحتاج إلى علاجٍ سريع يجب على الطبيب إجراء تقييمٍ شاملٍ للكسور، حيث تساعد الأعراض الموجودة داخل وخارج الفم في تحديد أنماط الكسور التي قد تكون موجودة، ويقسم إلى:

الفحص خارج الفموي

يبدأ التقييم الخارجي بفحص الوجه والفك للبحث عن أي تشوُّهاتٍ غير طبيعية، والتغييرات الحاصلة في بروفايل الوجه للمريض، وحركة الفك السفلي تقود الطبيب إلى نوع الكسر، على سبيل المثال: تسطُّح الوجه يكون نتيجة كسر جسم الفك، أو زاوية الفك أو الشعبة الصاعدة، وتراجع الذقن قد يكون نتيجة كسورٍ ثنائية الجانب بالفك، أما تطاول الوجه، فقد يكون نتيجةً لكسورٍ ثنائية الجانب في لقمة المفصل الفكي الصدغي أو الزاوية أو جسم الفك، وبالتالي فإن أي خللٍ في تناسق ملامح الوجه يوجه الطبيب لاحتمالية وجود كسرٍ في الفك السفلي.

الفحص داخل الفموي

● يتضمن تقييم شكل القوس السنية السفلية، وإطباق الأسنان، والتحري عن وجود جروحٍ في اللثة، أو كدمات، أو تورمات، أو إصابات في الأسنان، أو أي تغييرٍ في الإطباق يشير إلى وجود كسرٍ في الفك السفلي، حيث يجب سؤال المريض ما إذا كان هناك تغيير في العضة.

● إن وجود كسرٍ في الأسنان قد يشير إلى وجود كسرٍ في العظم السنخي أو عظم الفك السفلي نفسه، وقد يستطب قلع الأسنان المكسورة، والأسنان المتحركة الموجودة في خط الكسر لمنع ابتلاعها.

● التحري عن الأسنان المفقودة، وتعتبر مبتلعةً أو مهاجرةً إلى النُّسج الرخوة، ويساعد التصوير الشعاعي في تحديد مكانها، واستخراجها لمنع حدوث أي إنتانٍ أو مشاكل في مجرى الهواء.

● ويجب فحص حيوية العصب الفكي السفلي، حيث إن وجود تنميل، أو خدر، أو نقص الحس في الشفة السفلية يشير إلى امتداد الأذية إلى القناة الفكية السفلية، وتضرر العصب الفكي السفلي.

2- الفحص الشعاعي

يعدُّ التصوير المقطعي المحوسب (CT) للرأس والعمود الفقري العنقي (C-spine) المعيار الذهبي لتقييم المرضى الذين يعانون من كسور الفك السفلي، وخاصةً في حالات الصدمات المتعددة، وفي الحالات التي يكون فيها التصوير المقطعي غير متاح، ويمكن لأنواعٍ أخرى من التصوير أن تكون مفيدةً، مثل: التصوير البانورامي الذي يقوم بتصوير الفك السفلي بشكلٍ كامل بما في ذلك لقمة المفصل الفكي السفلي، ولكن في حالات الكسور الخلفية للفك قد لا تظهر في صورة البانوراما بوضعيةٍ واحدة، لذلك يفضل التقاطها بزاويتين مختلفتين.

تدبير ومعالجة كسور الفك السفلي

غالباً ما تترافق كسور الفك السفلي بإصاباتٍ أخرى، حيث يجب توجيه العلاج الأولي إلى الإصابات المهددة للحياة، مثل: انسداد مجرى الهواء، والنزيف الشديد، وإصابة العمود الفقري العنقي، والإصابة داخل الجمجمة إذا لم يكن من الممكن إجراء التنبيب من الفم يجب عمل مجرى هوائي جراحي محدد.

تعتبر الكسور المترافقة بتمزُّق الغشاء المخاطي، أو اللثة، أو النُّسج حول السنية كسوراً مفتوحة، وتتطلب وصف المضادات الحيوية ذات التغطية اللاهوائية لتقليل خطر الإنتان، وتشمل الأمبيسلين، السولباكتام، الأموكسيسيلين، الكلافولانات، الكليندامايسين للمرضى الذين يعانون من حساسية البنسيلين.

وكذلك يجب أخذ العلاج الوقائي للكزاز في الكسور المفتوحة، بالإضافة إلى وصف مسكنات ألم، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، كما تعتبر كمادات الثلج مفيدةً في تقليل الوذمة. المرضى ذوي الكسور الخطية أو غير المتحركة يمكن معالجتهم بنظامٍ غذائي طري، ومسكنات، ومتابعة عاجلة مع طبيب الأنف، والأذن، والحنجرة، أو جراح الفم، والفكين، أو جراح التجميل للإصلاح الاختياري الذي يمكن إجراؤه في 3 إلى 5 أيام، مما يعطي وقتاً كي تتراجع الوذمة، وتسهل الجراحة.

غالباً يتمُّ علاج هذه الكسور عن طريق تثبيت الفك العلوي والسفلي معاً (Maxillomandibular fixation (MMF))، ربط الأسنان في الفكين معاً لفترةٍ من الوقت من أجل إتمام عملية الشفاء بواسطة أسلاك معدنية توضع بأشكال متنوعة على أسنان الفك العلوي والسفلي.

ثم توصل الأسلاك في الفكين مع بعضها، ولكن هذه الطريقة قد تؤدي أحياناً إلى فقدان الوزن، وتيبُّس المفصل الفكي الصدغي بسبب عدم القدرة على فتح الفم، وتعتبر خياراً سيئاً للمرضى الذين يعانون من سوء التغذية، والحوامل، والمرضى الذين يمكن أن يحدث عندهم منعكس الإقياء، ومن الضروري تزويدهم بأدوات قطع الأسلاك لتحرير الفكين في حالات القيء.

يتمُّ استخدام تقنية التثبيت الداخلي، والردّ المفتوح للكسر ((ORIF) Open reduction and internal fixation) باستخدام الصفائح والبراغي العظمية عندما يكون هناك صعوبة في ترك المريض في MMF لفترةٍ طويلةٍ من الزمن، أو في حالات الكسور المفتتة، أو إذا كانت القطعة العظمية المكسورة لا تحتوي على أسنان، ولا يمكن تثبيتها باستخدام MMF.

ومن الحالات الشائعة التي يتمُّ تثبيتها بهذه الطريقة كسر زاوية الفك، أو المنطقة تحت لقمة المفصل، أو إذا كان الكسر ممتداً على كامل ارتفاع جسم الفك أو ارتفاق الذقن. كسور الفك السفلي ثنائية الجانب شائعة الحدوث، وفي حالات مرضى الدرد (المرضى الفاقدين لأسنانهم بشكلٍ كامل)، فإنه يتمّ تثبيت هذه الكسور باستخدام جبائر (Gunning) أو المثبتات الخارجية.

ويمكن أن تؤدي الكسور الثنائية الجانب في جسم الفك السفلي أو الشعبة الصاعدة إلى تراجع جزء الكسر الأمامي بسبب عمل العضلة اللامية، مما يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس، والحاجة إلى التنبيب الطارئ.

في حالات كسر الفك السفلي عند الأطفال، فإنه غالباً لا يتمّ تثبيت الفكين MMF، ويتمُّ علاجها بشكلٍ محافظٍ باتباع نظامٍ غذائي طري، وفي بعض الأحيان يكون ORIF مستطباً، ويفضل استخدام صفائح وبراغٍ قابلةٍ للامتصاص بدلاً من التيتانيوم لتقليل احتمالية حدوث تشوُّهاتٍ في النمو أو تضرر براعم الأسنان الدائمة. [1]

المراجع البحثية

1- Yuen، H.، Hohman، M. H.، & Mazzoni، T. (2023، July 31). Mandible fracture. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved Avril 9، 2024

2- Panesar K، Susarla SM. Mandibular Fractures: Diagnosis and Management. Semin Plast Surg. (2021 Octobre) . Retrieved Avril 9، 2024

3- Oluseye، S. (2013، November 18). Mandibular fracture [Slide show]. SlideShare. Retrieved Avril 9، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.