فيزيولوجيا البلوغ الطبيعي
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
يُعدُّ البلوغ الطبيعي (Normal puberty) جزءاً طبيعياً من الحياة، ومرحلةً فيزيولوجيةً وصحيةً من مراحل النمو، يتمُّ فيها الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النُّضج. يمرُّ المراهق خلالها بالكثير من التغيرات الهرمونية، الجسدية، الفكرية، العاطفية، النفسية.
فالهرمونات التي تؤثر على الجسم والعواطف تجعل المراهق يشعر بأن عواطفه خارجة عن السيطرة، وتُسبّب له تقلباتٍ مزاجية شديدةً، فأحياناً يشعر بالاندفاع الشديد، وبأنه قادرٌ على القيام بكل شيء، وفي لحظةٍ أخرى يشعر بالفتور، وعدم الرغبة بالقيام بأي عمل.
خلال هذه الفترة من حياته يحتاج إلى الدعم النفسي من قبل الوالدين، كما يحتاج إلى صبرهما واستيعابهما، وأن يتعاملا معه بمنتهى الحكمة، كما يجب تثقيفه حول ما يمرُّ به، ويجب تفهُّم مخاوفه، وإخباره أن ما يحدث له هو شيء طبيعي يمرُّ به الجميع، وبأنه ليس وحده. [1]
البلوغ الطبيعي
عملية فيزيولوجية يتمُّ فيها الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النُّضج الجنسي، وفيها يحدث عدد من التغيرات الهرمونية والجسدية حيث يزداد النمو، وتتطور الخصائص الجنسية الثانوية، ويزداد النُّضج المعرفي، والنفسي، والاجتماعي، كما تتأثر مختلف أعضاء الجسم حيث يزداد نمو وكثافة العظام، ويتأثر القلب والأوعية الدموية.
حسب المعاهد الوطنية للصحة NIH (The National Institutes of Health) يبدأ سن البلوغ عند الإناث بين عمر 8 إلى 13 سنة، وعند الذكور بين عمر 9 إلى 14 سنة. [2] [3]
الآلية الفيزيولوجية للبلوغ الطبيعي
خلال فترة الطفولة في المرحلة السابقة للبلوغ أي قبل سن 8 سنوات للإناث، وقبل سن 9 سنوات عند الذكور يكون محور (الوطاء، الغدة النخامية، الغدد التناسلية) مُثبَّطاً أي غير مُفعَّل. ثم في مرحلة البلوغ تبدأ التغيرات الداخلية في الجسم عند الذكور والإناث، حيث يقوم الدماغ بإرسال إشارات إلى الجسم للاستعداد للتغيرات التي سوف تحدث، وذلك من خلال ما يلي: [4] [5] [6]
1- يقوم الوطاء (منطقة ما تحت المهاد) بإفراز الهرمون المُطلِق لموجِّهات الغدد التناسلية
((Gonadotropin-Releasing Hormone GNRH) الذي يؤثر على الغدة النخامية، ويكون الإفراز بشكل نبضي. ثم تقوم الغدة النخامية بإطلاق الهرمون الملوتن ((LH) Hormone luteinizing)، والهرمون المُنبه للجريبات
(Follicle-Stimulating Hormone (FSH)) ليقوم كل منهما بالتأثير بدوره على الغدد التناسلية عند الذكور والإناث.
1- تأثيرات الهرمون المنبه للجريبات FSH
أ- عند الإناث: يؤثر هرمون FSH على الخلايا المحبّبة الموجودة في الجُريبات، ويؤثر على كل مراحل تطور ونضج الجريبات في المبيض، ويؤثر على إفراز الأستروجين، ويقوم بالمشاركة مع LH بتحفيز عملية الإباضة.
ب- عند الذكور: يؤثر هرمون FSH على الأقنية المنوية الموجودة في الخصيتين، وعلى تكوين النطاف وإنضاجها.
2- تأثيرات هرمون ملوتن LH
أ- عند الإناث: يؤثر هرمون LH على الخلايا القرابية الموجودة في الجريبات، ويحرّض على الإباضة، وأيضاً على تشكيل الجسم الأصفر وإفراز البروجستيرون منه.
ب- عند الذكور: يؤثر هرمون LH على الإفراز الخلوي لخلايا ليديغ في الخصية حيث يحرض إنتاج التستوستيرون من هذه الخلايا.
3- تأثير هرمون الأستروجين
يؤثر هرمون الأستروجين (Estrogen) عند الإناث:
1- يؤثر على بطانة الرحم مؤدياً إلى تكاثرها وزيادة توعيتها، ويؤثر على نمو الغدد الموجودة ضمنها، كما يؤثر على العضلة الرحمية ويزيد من تقلصاتها.
2- يؤثر الأستروجين على الأعضاء التناسلية الظاهرة (الخارجية)، ويغيرها من الشكل الطفولي إلى الشكل الموجود عند الأنثى البالغة حيث يزداد حجم المهبل، وتتغير درجة حموضته، وذلك للوقاية من الإنتانات الجرثومية.
3- يؤثر الأستروجين على نمو الثدي عند الفتيات، ويزيد من تصبُّغ الهالة.
4- يؤثر على العظام ويُحرّض عمل الخلايا البانية للعظم وترسب الكالسيوم على العظام، ويؤدي إلى التحام مشاش العظام الطويلة.
5- يلعب دوراً في توزع الشحوم بالشكل الأنثوي حيث تتوضّع في منطقة الثدي والأرداف.
4- تأثير هرمون التستوستيرون
يؤثر هرمون التستوستيرون (Testosterone) على البلوغ عند الذكور:
1- يؤدي التستوستيرون إلى زيادة حجم كيس الصفن، وزيادة حجم القضيب، وأيضاً إلى تطوّر الحويصلات المنوية، ويؤثر على تكون النطاف.
2- يؤدي إلى نمو الأشعار وتوضعها في منطقة العانة، وأسفل البطن، وتحت الإبط ثم الوجه، ومنطقة الصدر لاحقاً.
3- يُسبّب زيادةً في حجم الحنجرة والحبال الصوتية مما يُسبّب خشونةً في الصوت.
4- يؤثر على نمو العظام حيث يؤدي إلى زيادة طول وكثافة العظام، والتحام صفائح النمو.
5- يؤدي إلى زيادة الكتلة العضلية، وتقليل نسبة الشحوم في الجسم.
5- تأثير الهرمونات الجنسية (الأستروجين والتستوستيرون)
تعمل الهرمونات الجنسية بشكل تأزُّري مع هرمون النمو (Growth Hormone)، وهرمون النمو الشبيه بالأنسولين (Insulin-like growth factors-1) ليحدث ما يُعرف بطفرة نمو البلوغ، وهي الزيادة السريعة والمكثَّفة في معدل الطول والوزن التي تحدث خلال فترة البلوغ، وتكون مدتها ومعدل زيادة الطول خلالها عند الذكور أكبر من الإناث، وهذا ما يُسبّب فرقاً في الطول يتراوح بين 11 إلى 13 سم بين الذكور والإناث البالغين.
ما هي العوامل المؤثرة على البلوغ؟
1- الوراثة
تلعب الوراثة دوراً مهماً في توقيت حدوث البلوغ عند كل من الذكور والإناث.
2- الوزن
يؤثر الوزن في تحديد موعد البلوغ وبشكلٍ خاص عند الفتيات حيث إن زيادة الوزن تترافق عادةً مع البلوغ الباكر عند الفتيات، ونقص الوزن وسوء التغذية الشديد يترافق مع تأخُّر البلوغ.
3- المجموعات العرقية
يحدث البلوغ عند أصحاب البشرة السمراء، وعند المنحدرين من أصول إسبانية بشكل أبكر من أصحاب البشرة البيضاء.
4- تدخين الأم وتناولها للكحول
بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقة بين تدخين الأم، وتناولها الكحول خلال الحمل، وحدوث اضطرابات البلوغ (بلوغ باكر أو متأخر) عند الطفل.
وجدت بعض الدراسات احتمال وجود علاقة بين التعرض للمبيدات الحشرية والتسمم بالرصاص وبين تأخر نضج الأعضاء التناسلية، وبالتالي تأخر البلوغ، ولكنها لا تزال غير مؤكدة. [7] [8]
المراجع البحثية
1- Planned Parenthood. (n.d.). Puberty in females and males: Get facts and info about puberty. Planned Parenthood. Retrieved April 27, 2023
2- Willacy, H. (2021, December 1). Normal and abnormal puberty (stages and assessments). Patient.info. Retrieved April 28, 2023
3- Duke Health. (2020, July 7). When is puberty too early? Duke Health. Retrieved April 28, 2023
4- Marcin, A. (2023, February 10). Stages of puberty: A guide for males and females. Healthline. Retrieved April 27, 2023
5- Dubuis, J.-M. (2022, December 31). Puberty : Physiology . Puberty : Physiology. Retrieved April 28, 2023
6- Soliman, A., De Sanctis, V., Elalaily, R., & Bedair, S. (2014, November). Advances in pubertal growth and factors influencing it: Can we increase pubertal growth? Indian journal of endocrinology and metabolism. Retrieved April 28, 2023
7- de Angelis, C., Garifalos, F., Mazzella, M., Menafra, D., Verde, N., Castoro, M., Simeoli, C., Pivonello, C., Colao, A., & Pivonello, R. (2021, October 21). Risk factors affecting puberty: Environment, obesity, and lifestyles. SpringerLink. Retrieved April 28, 2023
8- McLaughlin, J. E. (2023, April 15). Puberty in girls – women’s health issues. MSD Manual Consumer Version. Retrieved April 28, 2023
Comments are closed.