Published in: طب الأطفال

فقدان الشهية عند الأطفال – ما هو؟ أسبابه وكيفية علاجه

Author د. نور شرابه

Published on: 29 سبتمبر، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ فقدان الشهية شائعاً جداً عند الأطفال، وخاصةً الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى 5 سنوات، وقد يكون أمراً طبيعياً في بعض الحالات أو يكون مرافقاً للعديد من الأمراض، فمثلاً الأطفال في الأعمار التي تتراوح بين 15 إلى 24 شهر يكون طلب الطعام لديهم مرتبطاً بحب استكشاف العالم أكثر من علاقته بالجوع، كما أن نمو وتطور الطفل يؤثر على شهيته.

فالطفل يمرُّ بطفراتٍ في النمو تكون فيها الشهية أكبر من الأوقات الأخرى، وعندما يبدأ الطفل بالمشي أو الجري، فإنه يُفضّل اللعب والحركة على الجلوس وتناول الطعام، والأطفال بعمر سنتين إلى ثلاثة يتجنبون تناول الطعام لتأكيد استقلاليتهم، فهم يحبون أن يشعروا بالسيطرة على ما سيأكلونه، وفي بعض الأحيان قد يدلُّ فقدان الشهية على وجود اضطراباتٍ مرضيةٍ أكثر خطورةً، وذلك في حال ترافق مع ألمٍ في البطن، أو فقدان الوزن، أو الإقياء، أو الإسهال. ^{[1] [2]}

ما هو فقدان الشهية عند الأطفال؟

عدم شعور الطفل بالجوع، أو عدم الرغبة في تناول الطعام، أو الاستمتاع به، أو رؤيته، أو شمّ رائحته، أو مشاركة الآخرين في تناول الوجبات. هناك العديد من الأسباب منها ما يُسبّب فقدان الشهية بشكلٍ مفاجئ، ومنها ما يُسبّب فقدانها تدريجياً خلال فترةٍ طويلةٍ من الزمن، ويمكن أن يترافق نقص الشهية مع أعراضٍ أخرى، مثل: التعب، نقص النشاط والطاقة، الوهن، الغثيان، الإقياء، الإمساك، أو الإسهال، ونقص الوزن، والتغيرات في الشعر، والبشرة، والأظافر. ^[3]

ما هي أسباب فقدان الشهية عند الأطفال؟

1- تغيرات في مراحل نمو الطفل

الأطفال يكون نموهم سريعاً خلال السنة الأولى من العمر، ويزيد الوزن بمقدار 7 كغ والطول بحوالي 21 سم، بينما في السنة الثانية يزيد الوزن 2.3 كغ والطول 12 سم، لذلك من الطبيعي أن تقلَّ شهيتهم خلال هذه الفترة.

2- الاضطرابات المرضية

 قد يعاني الأطفال من نقصٍ كبيرٍ في الشهية في حال الإصابة بالأمراض المزمنة (الداء السكري، وقصور الغدة الدرقية، والأمراض الكبدية، والكلوية، والقلبية)، أو الإصابة بالسرطان، أو بفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسَب، أو بعض أنواع الحساسية، أو الإنتانات (التهاب البلعوم واللوزتين، التهاب المعدة والأمعاء)، أو التعرُّض لألمٍ ومشاكل في الأسنان، أو وجود اضطرابٍ في حاستي الشم والذوق.

3- التوتر، والقلق، والانفعال

يمكن أن تُسبّب نقص الشهية عند الطفل، ومن الأسباب الشائعة للتوتر أثناء مرحلة الطفولة: موت أحد أفراد الأسرة، ولادة شقيقٍ جديد، وفاة حيوانٍ أليف، الانتقال إلى منزلٍ جديد، تعرُّض الطفل للتنمُّر، عدم القدرة على تحمُّل الضغوطات الدراسية، وتحميل الطفل فوق طاقته من قبل والديه.

4- الاكتئاب

قد يكون أحد أسباب نقص الشهية عند الطفل، وعلى عكس الاعتقاد الشائع أن الاكتئاب يصيب البالغين فقط، فهو يحدث عند الأطفال، وتصل نسبته تقريباً إلى ٤ بالمئة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 17 سنة، وقد يكون اضطراب عادات الأكل عند الطفل مع فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً أحد المؤشرات على وجود الاكتئاب لديه. 

5- الأدوية

يمكن أن تؤثر العديد منها على شهية الطفل، ومن ضمنها الصادّات الحيوية والعلاج الكيماوي.

6- فقر الدم

قد يؤثر فقر الدم بأنواعه المختلفة على شهية الطفل، ويترافق مع تعب، ووهن، وقلة نشاط، ويؤثر على نمو الطفل، وأدائه المدرسي.

7- الديدان المعوية

يمكن أن تدخل إلى الجهاز الهضمي، وتؤدي إلى نقص شهية، ونزيفٍ هضمي.

8- الإمساك

قد يكون أحد أسباب نقص الشهية عند الطفل، وخاصّةً إذا ترافق مع شقٍّ شرجي، فقد يتجنب الطفل الطعام كي لا يدخل إلى الحمام، ويشعر بالألم أثناء التبرُّز.

9- فقدان الشهية العصبي

هو اضطرابٌ في الأكل يترافق مع خوفٍ شديدٍ من اكتساب الوزن، وأكثر ما يحدث في فترة المراهقة، فقد يحاول الأطفال تقليد المشاهير على الشاشة، ويصبح لديهم هوس للكمال، ويطورون نفوراً نفسياً من الطعام، حيث يُقلّلون من تناول الأغذية أو يتجنبونها لأطول فترةٍ ممكنة، ويختارون الأطعمة قليلة الدسم، ويشعرون بالذنب بعد تناول الطعام، ويمارسون الأنشطة الرياضية بكثرة. ^{[2] [3]}

كيف يتمُّ علاج فقدان الشهية عند الأطفال؟

يعتمد العلاج على السبب، وقد يتمُّ طلب العديد من التحاليل الدموية والشعاعية لتحديد لمعرفة الأسباب، واختيار التدابير العلاجية المناسبة، ومن ضمنها: ^[3]

1- علاج الحالات المرضية المُسبّبة، مثل: (العدوى، والديدان).

2- إعطاء واردٍ كافٍ، من السوائل مع أغذيةٍ غنيةٍ بالألياف في حال كان السبب هو الإمساك.

3- إعطاء أدويةٍ تعمل على زيادة الشهية، مثل: سيبروهيبتادين (Cyproheptadine).

4- في حال كان نقص الشهية كأثرٍ جانبيّ لبعض أنواع الأدوية، فيمكن تخفيض الجرعة أو استبداله بدواءٍ آخر.

5- علاج مشاكل الأسنان المرافقة.

6- كما يتمُّ إعطاء الفيتامينات والمُكمّلات الغذائية.

كيف يمكن للوالدين تشجيع الطفل على تناول الطعام؟

1- الأطفال لا يحبون الرتابة، والروتين، وتكرار الأطباق ذاتها من الطعام، حيث إن لديهم فضول لمعرفة العالم، ويصعب عليهم الجلوس على طاولة الطعام، وتناول طبق الحساء مثلاً ليومين متتاليين لذلك قد يكون من المفيد استخدام الوجوه المضحكة، أو أشكال الحيوانات المصنوعة من الخضار والفواكه للفت انتباه الطفل، ومساعدته على التركيز، والانجذاب إلى الأكل.

2- عدم توبيخ الطفل أثناء تناول الطعام أو إجباره على تناوله، وعدم اعتماد نظام المكافأة والعقاب، مثلاً: إذا تناولت طعامك فستحصل على الحلوى، لأن ذلك سيؤدي إلى تطوير عاداتٍ غذائيةٍ غير صحية عند الطفل.

3- عدم إعطاء الوجبات الخفيفة مثل: الشوكولاته، والبسكويت، والمشروبات السكرية قبل الوجبة مباشرةً لأنها تجعل الطفل يشعر بالشبع، وتُسبّب ارتفاع سكر الدم لديه.

4- يجب الحديث مع الطفل والاستماع إليه، وإلى رغباته والأطعمة التي يحبها.

5- عند الأطفال الأكبر سناً يمكن مشاركة الطفل في التخطيط للوجبات، وإعدادها، وقراءة كتب حول عادات الأكل الصحية، وفوائد الخضار والفواكه.

6- تقديم الماء قبل الوجبة بحوالي ساعة لأنه يجعل من الجهاز الهضمي جاهزاً لهضم وامتصاص الغذاء.

7- السماح للأطفال باللعب والخروج من المنزل، وممارسة التمارين والأنشطة البدنية، وذلك لأنها تزيد من معدل الاستقلاب، وتؤدي إلى تحسين الشهية.

8- إعطاء الطفل عصير الليمون قبل البدء بتناول الوجبة لأنه يساعد على فتح الشهية، وتنشيط عمل العصارات الهاضمة.

9- إعطاء الفول السوداني كوجبةٍ خفيفة (في حال عدم وجود حساسية)، لأنه يؤدي إلى زيادة شهية الطفل. ^{[4] [5]}