Skip links
فتاة صغيرة ترتدي كنزة زهرية تحني رأسها للأعلى مغمضة العينين وتضع أحد يدها على حنجرتها

فرط نشاط الدرق عند الأطفال – أسبابه، أعراضه وكيفية علاجه

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » فرط نشاط الدرق عند الأطفال – أسبابه، أعراضه وكيفية علاجه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ فرط نشاط الدرق (Hyperthyroidism) اضطراباً نادراً نسبياً عند الأطفال حيث يصيب 1 من أصل 5000 طفل ومراهق، ويحدث عند الإناث أكثر من الذكور، وعند الأطفال والمراهقين أكثر من حديثي الولادة. يمكن أن يؤدي التعرُّض لمستوياتٍ عاليةٍ من الهرمونات لفتراتٍ طويلة إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل: تأخٌّر التطوُّر المعرفي والإدراكي، وتعظُّم الدروز الباكر، وقصور القلب، والانسمام الدرقي، ويحتاج إلى تدبير وعلاجٍ باكرٍ ليتمكن الطفل من عيش حياةٍ صحية واكتساب نموٍّ وتطوُّرٍ طبيعي. [1]

ما هو فرط نشاط الدرق عند الأطفال؟

اضطرابٌ مرضيٌ يتمُّ فيه إنتاج كمياتٍ كبيرةٍ من هرمونات الغدة الدرقية، وهي التيروكسينT4  (Thyroxin)، وثلاثي يود الثيرونين T3 (Triiodothyronine)، وهذه الهرمونات لها تأثير مهمّ على كل أعضاء الجسم تقريباً بما في ذلك الدماغ، والقلب، والجهاز الهضمي، والعظام، والجلد.

وبالتالي زيادة إنتاجها سيؤثر على مختلف الوظائف الحيوية، فيزيد من عملية الاستقلاب الغذائي، ويمكن أن يُسبّب فقدان الوزن وزيادة في معدل ضربات القلب، ويمكن أن يؤثر على مزاج الطفل وقدرته على التركيز مما يجعله سريع الانفعال والهياج، وعند الرضيع يمكن أن يؤدي إلى فشل النمو، وقد يكون مهدداً للحياة. [1] [2]

ما هي أسباب فرط نشاط الدرق عند الأطفال؟

1- داء غريفز

هو السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الدرق عند الأطفال، ويُسمّى أيضاً فرط نشاط الدرق المناعي الذاتي، ويتمُّ فيه إنتاج أجسامٍ مضادةٍ تنبه مُستقبلات الهرمون المنبه للدرق TSH) (Thyroid stimulating hormone))) الموجودة في سطح خلايا الغدة الدرقية مما يؤدي إلى تحريضها على إفراز هرمونات الدرق.

2- داء غريفز الوليدي

يعدُّ السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الدرق عند حديثي الولادة حيث تنتقل الأضداد من الأم المصابة بداء غريفز إلى الجنين مما يؤدي إلى تحفيز الغدة الدرقية لديه، وحدوث زيادةٍ في نشاطها بشكلٍ مؤقت، ويشفى المرض خلال عدة أسابيع بعد زوال الأجسام المضادة.

3- عقيدات الغدة الدرقية

 تُسمّى أيضاً العقيدات السامة أو الحارة حيث إن جزءاً من نسيج الغدة الدرقية يتحول إلى نسيجٍ فعّالٍ بشكلٍ ذاتي يقوم بإفراز الهرمونات الدرقية بشكلٍ كبير.

4- التهاب الدرق

قد يحدث بسبب العدوى، أو أمراض المناعة الذاتية، أو التعرُّض للإشعاع، أو بعض الأدوية، وعادةً يكون مؤقتاً، ويشفى خلال 8 إلى 12 أسبوع.

5- الوارد الغذائي العالي من اليود

سواءً من خلال الاستهلاك المُفرط للأطعمة أو المُكمّلات الغذائية الحاوية على اليود. [1] [2]

ما هي أعراض فرط نشاط الدرق عند الأطفال؟

1- عند الجنين

من النادر حدوث فرط نشاط الدرق عند الجنين، وتشمل الأعراض: نقص نمو الجنين داخل الرحم، عدم انتظام دقات قلب الجنين (أكثر من 160 نبضة في الدقيقة)، ضخامة الغدة الدرقية، يمكن اكتشاف هذه العلامات من الثلث الثاني للحمل، وفي حال وجودها يتمُّ إعطاء الأم الأدوية المضادة للدرق، وفي حال لم يكتشف خلال الحمل قد يُسبّب ولادةً مبكرةً قبل الأوان، وتعظُّم دروزٍ باكر، وتأخر تطورٍ روحي حركي، وفشل نمو وقصر قامة، وتحدث الوفاة بنسبة 10 إلى 15 بالمئة.

2- عند الرضيع

يحدث هياجٌ واضطرابٌ في التغذية، ارتفاع ضغط الدم، عدم انتظام دقات القلب، جحوظ العينين، ضخامة الغدة الدرقية، تبارز الجبهة، صغر الرأس، إقياءات، وإسهال، فشل نمو. وغالباً ما يحدث الشفاء خلال فترة ستة أشهر، ويختلف زمن ظهور الأعراض اعتماداً على أخذ الأم الأدوية المضادة للدرق خلال الحمل أو لا، ففي حال عدم أخذها للأدوية تظهر الأعراض مباشرةً بعد الولادة.

أما في حال تناولها فلا يصاب الطفل بالأعراض حتى يتمُّ استقلاب الأدوية في جسمه، ويستغرق ذلك حوالي 3 إلى 7 أيام، 95 بالمئة من الأطفال تظهر الأعراض خلال الشهر الأول من الحياة، ونادراً ما تتأخر إلى الشهر الثاني.

3- عند الأطفال الأكبر سناً والمراهقين

1- نقص الوزن مع زيادة في الشهية.

2- زيادة في حركة الأمعاء مما يؤدي إلى حدوث الإسهال.

3- ارتفاع الضغط الشرياني الانقباضي من دون الانبساطي.

4- تسرُّعٌ في ضربات القلب دائم حتى في أثناء الراحة والنوم.

5- خوارج انقباضٍ مع خفقان.

6- رجفان ناعم في نهايات الأطراف.

7- قلقٌ، وهياجٌ، واضطرابٌ في النوم.

8- تعبٌ وصعوبةٌ في التركيز.

9- عدم تحمُّل الحرارة.

10- فرط تعرق، وأكثر ما يكون في اليدين (خاصةً في داء غريفز).

11- يكون الجلد دافئاً ورطباً مع نعومة، وتساقط شعر، وتكسُّر أظافر.

12- عند الفتيات بعد البلوغ يحدث قلة في دم الطمث أو يحدث تباعد في الطموث، وقد يحدث انقطاع طمث.

13- الأطفال المصابين بداء غريفز قد يصابون باعتلالٍ في العين بسبب تراكم عديدات السكاريد المخاطية، والخلايا اللمفاوية في الحجاج، والبنى المحيطة به مما يُسبّب ألماً، واحمراراً وجحوظاً في العينين مع تراجعٍ في الجفن العلوي، وحساسية للضوء ورؤية مزدوجة. [2] [3]

ما هي مضاعفات الإصابة بفرط نشاط الدرق عند الأطفال؟

من المضاعفات النادرة والخطيرة التي قد تحدث العاصفة الدرقية، وهي عبارةٌ عن فرط نشاط الغدة الدرقية بشكلٍ شديدٍ مع ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع الضغط الشرياني، وتسرُّع القلب الشديد، وقد تُسبّب قصور قلبٍ احتقاني، وهذيان، واضطراب وعي، وقد تصل إلى الغيبوبة والوفاة. [3]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بفرط نشاط الدرق عند الأطفال؟

1- في حال وجود شكٍّ سريري ضعيف بفرط نشاط الدرق يتمُّ قياس مستوى الهرمون المنبه للدرق (TSH)، وفي حال كان طبيعياً ينفي التشخيص.

2- في حال وجود اشتباهٍ سريري قوي بفرط نشاط الدرق يتمُّ قياس TSH، ومستوى هرمونات الغدة الدرقية التيروكسين (T4)، وثلاثي يود الثيرونين (T3)، وفي حال انخفاض TSH، وارتفاع الهرمونات يتم ُّتأكيد التشخيص.

3- وفي حال الشكّ بداء غريفز يتمُّ معايرة الأضداد المُحفّزة للغدة الدرقية.

4- يتمُّ إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري لتحديد حجم وشكل الغدة الدرقية، وتحديد وجود العقيدات.

5- يتمُّ إجراء التصوير الومضاني للغدة الدرقية لمعرفة إذا كانت تثبيت اليود في جزءٍ منها (كما في حال العقدة الحارة) أو تثبيت منتشر بكامل الغدة (كما في داء غريفز).

6- في حال وجود عقيدات يتمُّ إجراء رشافة بالإبرة الرفيعة (FNA)، كما تُجرى للتمييز بين التهاب الدرق الحاد وتحت الحاد. [3]

كيف يتمُّ علاج فرط نشاط الدرق عند الأطفال؟

يتمُّ اختيار العلاج تبعاً لسبب فرط نشاط الدرق، ويشمل العلاج الدوائي، واليود المُشِع، والعلاج الجراحي: [3] [4]

1- الأدوية المضادة للدرق (مثبطات الدرق)

مثل: ميتمازول (Methimazole)، والبروبيل ثيو يوراسيل (Propylthiouracil)، ويمكن أن تُسبّب أعراضاً جانبيةً، مثل: الحكة والحساسية الجلدية، والألم المفصلي، ونقص الكريات البيضاء المحببة (تُعتبر خطيرةً تستدعي إيقاف العلاج).

خلال فترة العلاج الهجومي يتمُّ إعطاء حاصر بيتا غير انتقائي، مثل: بروبانولول (Propranolol) حيث يساهم في تخفيف الأعراض القلبية والعصبية، مثل: زيادة معدل ضربات القلب، والخفقان، والقلق. يتمُّ مراقبة الأطفال الذين يأخذون الأدوية المضادة للدرق بشكلٍ منتظم، وذلك من خلال إجراء التحاليل المخبرية كل 4 إلى 6 أسابيع حتى حدوث الاستقرار ثم تُجرى كل 3 إلى 6 أشهر.

2- اليود المُشِع

تشمل إيجابيات اليود المُشِع أنه يُعطى عن طريق الفم، وبالتالي يُجنَّب الطفل الخضوع للجراحة والتخدير. أما السلبيات أنه يحتاج حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر كي يعطي نتائج، وعادةً لا يُطبق للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 10 سنوات، ويؤدي إلى تفاقم الأعراض العينية المرافقة لداء غريفز، ولا يُستخدم في علاج العقيدات الدرقية.

3- العلاج الجراحي

تستخدم لعلاج فرط نشاط الدرق بشكلٍ دائم، ويتمُّ استئصال الغدة الدرقية بشكلٍ كاملٍ كما في داء غريفز أو نصفها (أحد الفصوص) في حال وجود عقيدة درقية، ومن فوائدها أنها تحقق نتائج سريعةً، ولا يوجد خطر لتفاقم الإصابة العينية في داء غريفز.

يوجد عدد من المخاطر والمضاعفات، فالجراحة تترك ندبة، وقد تُسبّب قصور جارات الدرق التي تتحكم بمستوى الكالسيوم في الدم، وأذيّة العصب الحنجري الراجع (يتحكم بالصوت، ويساعد على منع دخول الطعام والشراب إلى الرئتين)، ويجب التعويض بالهرمون الدرقي مدى الحياة في حال الاستئصال التام.

المراجع البحثية

1- Boston Children’s Hospital. (n.d). Hyperthyroidism. Retrieved July 8, 2023

2- Pediatric Hyperthyroidism. (n.d.). Children’s Hospital Colorado. Retrieved July 8, 2023

3- Calabria, A. (2023, June 21). Hyperthyroidism in infants and children . MSD Manual Professional Edition. Retrieved July 8, 2023

4- Children’s Hospital of Philadelphia. (2014, February 23). Hyperthyroidism. Retrieved July 8, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.