Skip links
شخص يلبس قفازات مطاطية بيضاء اللون ويمسك بعلبة شفافة فيها سائل أصفر اللون

فحص البول الروتيني

الرئيسية » المقالات » الطب » فحص البول الروتيني

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ فحص البول الروتيني (Urine Analysis) من أشيع الإجراءات التي يطلبها أغلب الأطباء، لأنها من أسهل الاستقصاءات التي تعطي معلوماتٍ مهمة تعكس سلامة الجهاز البولي، والتناسلي، وغيرها من أجهزة الجسم بشكلٍ غير مباشر، ويُجرى هذا الفحص في المخبر بأخذ عينةٍ من بول المريض وفق خطواتٍ محددة، وظروفٍ عقيمة لإحراز نتائج دقيقة. يقسم فحص البول الروتيني إلى ثلاثة أقسامٍ رئيسية تجرى بالترتيب.

أولها يكون الفحص العياني الذي يهتمُّ بالشكل الظاهري للبول، وخصائصه الفيزيائية، ويعطي هذا الفحص فوائد محدودةً للطبيب. أما الخطوة الثانية، فتكون الفحص الكيميائي الذي يتمُّ باستخدام شريطٍ يكشف التغييرات الحاصلة في العناصر الكيميائية الموجودة في البول، مثل: الغلوكوز، والبروتين، وغيرها من المواد، أما الفحص الأخير، فهو الفحص المجهري، ويتمُّ بوضع قطراتٍ من البول على شريحةٍ زجاجية، وفحصها تحت المجهر الضوئي، لكشف الجراثيم، وعناصر الدم المختلفة، وغيرها من المواد الموجودة بشكلٍ طبيعيّ أو مرضي.

ما هي أهمية إجراء فحص البول الروتيني؟

تكمن أهمية إجراء فحص البول الروتيني في سهولة إجرائه، وتكلفته المنخفضة، وإمكانية إجرائه في أي مخبرٍ بتقنياتٍ بسيطة، وهو يكشف بعض الأمراض التي تصيب كل من الأعضاء التالية: [1]

1- الكليتين (Kidneys)

تنعكس الأمراض التي تصيب الكليتين على فحص البول الروتيني، ومن أشيع الأمراض هي التهابات الكلية، مثل: التهاب الكلية، والحويضة الحاد، ويتمثل الالتهاب بوجود بعض أنواع الجراثيم، أو ارتفاعٍ في عدد الكريات البيض في عينة البول خلال الفحص المجهري، أو عكارة لون البول الطبيعي خلال الفحص العياني نتيجة وجود الجراثيم، وقد تظهر الحصيات الكلوية، مثل: الحصيات الكلسية في الفحص المجهري، وغالباً تترافق الحصيات مع إيجابية وجود الدم في البول.

2- المسالك البولية (Urinal Tracts)

ويُقصد بها أمراض الحالبين، والمثانة، والإحليل من التهابات، وحصيات، وأورام، ويركز الطبيب في فحص البول على تعداد الكريات الحمر والبيض في الفحص المجهري، ووجود الدم في الفحص الكيميائي.

3- الأعضاء التناسلية لدى الجنسين (Sexual Organs)

يُبدي فحص البول الروتيني دليلاً على إصابة الأعضاء التناسلية، مثل: التهاب المهبل الجرثومي لدى النساء، إذ تظهر الكريات البيض أو الجراثيم في الساحة المجهرية، وتظهر النطاف في عينة البول لدى الرجال المصابين بضخامة البروستات، نتيجة عودة السائل المنوي من الطرق التناسلية إلى المجاري البولية.

4- الكبد ( Liver)

يصاب الكبد ببعض الأمراض، مثل: التهاب الكبد بمختلف أنواعه، وانسداد الطرق الصفراوية، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين المباشر أو غير المباشر في الجسم، وخروجه مع البول، لذلك عند الشك ببعض هذه الأمراض من الضروري إجراء فحص البول.

5- الأمراض الاستقلابية

مثل: الحماض الكيتوني السكري، أو داء السكري، وذلك لوجود الأجسام الكيتونية، أو ارتفاع مستوى الغلوكوز في البول بالفحص الكيميائي.

ما هي خطوات إجراء فحص البول الروتيني؟

يتمُّ فحص البول الروتيني في العيادة، أو المخابر البسيطة، أو يطلب من المريض جمع العينة في المنزل، وجلبها إلى المخبر خلال وقتٍ محدّد، ويكون جمع العينة بطريقتين حسب طلب الطبيب، وهما: [2] [3]

1- جمع العينة الواحدة (Single Specimen Collection): وهي وضع البول المُخزّن في المثانة داخل وعاءٍ نظيف عند وجود المفحوص في المخبر أو العيادة.

2- جمع البول خلال 24 ساعة (Hours Specimen Collection): وهي طريقةٌ تطلب لدى المرضى الذين يشتكون من قلةٍ في كمية البول أو قلةٍ عدد مرات التبول، ويتمُّ إعطاء المريض عبوةً نظيفةً ذات غطاءٍ مُحكم.

ما هي الإرشادات الواجب الالتزام بها؟

1- إفراغ المثانة في المرحاض حين الاستيقاظ من النوم.

2- البدء بجمع البول خلال ساعات النهار والليل.

3- في اليوم التالي يتمُّ إفراغ المثانة أيضاً في العبوة المخصصة لجمع العينة، لأنها تمثل الحجم المتبقي من البول في المثانة خلال الليلة الماضية.

4- يجب أن تحفظ العينة في مكانٍ باردٍ خلال هذه الأربع والعشرين ساعة.

إن جمع عينة البول عمليةٌ بسيطةٌ لا تحتاج الكثير من النصائح سوى أنه يجب على الشخص المفحوص مسح الأعضاء التناسلية بمنشفةٍ نظيفة، وخاصةً لدى النساء حتى لا تختلط المكونات بين الطريق البولي والتناسلي، وبعدها يتمُّ طرح جزءٍ من البول، وأخذ العينة من منتصف عملية التبول، ولا يجب أن تكون العبوة المخصصة للعملية معقمةً بشدة، لأن ذلك يؤثر على نتائج التحليل، وتسلم العينة المأخوذة إلى الطبيب الفاحص خلال مدةٍ أقصاها نصف ساعة، ويتمُّ انتظار نتائج الفحص التي لا تستغرق سوى ساعة حسب بروتوكول المخبر.

نتائج تقرير فحص البول الروتيني

1- الفحص العياني للبول

ويتضمن التركيز على لون البول، إذ يكون البول لدى الشخص الطبيعي أصفر باهتاً ورائقاً، أي يكون خالياً من أي عكارة (التي تدلُّ على وجود الجراثيم)، وفي حال تغير لون البول يمكن أن يظهر بالألوان التالية:

1- اللون الأحمر: يمكن ظهور البول باللون الأحمر نتيجة تناول الطعام الذي يصبغ البول، مثل: اللفت، والملفوف الأحمر، أو نتيجة تلوث العينة بدم الطمث لدى الأنثى، ويمكن أن تُسبّب بعض الأدوية اللون الأحمر، مثل: ريفامبيسين (Rifampicin)، وهذه الحالات هي فيزيولوجية لا تستدعي القلق، أما الحالات المرضية، فيمكن أن تشمل البيلة الدموية أو الخضابية العيانية التي تدلُّ على مشكلةٍ في الجهاز البولي، مثل: حصيات المسالك البولية.

2- اللون الأصفر: يدلُّ اللون الأصفر غالباً على وجود صباغ البيليروبين الذي يدل على وجود يرقانٍ في الجسم أو قلة شرب السوائل، حيث يزداد تركيز البول، ويصبح غامقاً.

3- اللون الأخضر: قد يدل اللون الأخضر للبول على تناول بعض أنواع النباتات أو تعاطي بعض الأدوية، مثل: فيتامين B، وبروبوفول (Propofol)، وأميتريبتلين (Amitriptyline)، وتوجد عدة ألوانٍ أخرى، مثل: البني، والبنفسجي، والبرتقالي، ولكل منها حالاتها المرضية والفيزيولوجية.

2- الفحص الكيميائي

يتمُّ وضع شريطٍ خاصٍّ مدرجٍ بمربعاتٍ صغيرة ملونة، وكل مربعٍ يُعبر عن عيار مادةٍ معينة، مثل: المربع الخاص بوجود الغلوكوز، أو البروتين، أو الدم، وأهمُّ ما يركز عليه الطبيب خلال الفحص الكيميائي هو قيمة PH البول الذي يتغير تبعاً للحمية الغذائية للمريض، وتكون نسبته الطبيعية من 4.5 إلى 8.

وبعد وضع الشريط في عينة البول يتمُّ الانتظار لمدة دقيقة، وتقارن مع الألوان الطبيعية الموجودة على علبة الشرائط، ويُقرّر الطبيب بناءً على الألوان الظاهرة كمية وجود هذه المادة في البول، وفي حال وجود مطابقة بين عينة بول المريض، وعلبة الشرائط تكون النتيجة طبيعيةً بالكامل.

3- الفحص المجهري

بعد القيام بالفحص الكيميائي يُجرى الفحص المجهر يبعد القيام بتثفيل عينة البول بالمثفلة لمدة خمس دقائق تقريباً، وذلك للتحري عن عدد الكريات البيض في الساحة المجهرية، إذ يكون في عينة البول الطبيعي فقط كرية أو كريتان، ويحسب أيضاً عدد الكريات الحمر التي تكون من كرية إلى ثلاث كريات لدى الشخص الطبيعي، وتظهر غيرها من المكونات الشاذة، مثل: الحصيات الصغيرة الكلسية، أو حصيات حمض البول، والأسطوانات الهيالينية، وبعض أنواع الجراثيم. [1] [4] [5]

المراجع البحثية

1- Clinical Case. (2023, June 13). Urinalysis. Medscape.com. Retrieved November 23, 2023

2- Kampfrath, T., DABCC, & FAACC. (2022, January 21). Urinalysis (UA test). Testing.com. Retrieved November 23, 2023

3- Klatt, E. C. (n.d.). Urinalysis. Utah.edu. Retrieved November 23, 2023

4- Krans, B. (2018, September 20). Urinalysis. Healthline. Retrieved November 23, 2023

5- Healthdirect Australia. (2023). Urine tests. Retrieved November 2023

This website uses cookies to improve your web experience.